لماذا لم نشارك في ( مؤتمربرلين ) ؟

صلاح بدرالدين

١ – فيما يلي نص الرسالة الجوابية على دعوتي للمشاركة في مؤتمر برلين 
الأصدقاء في : التجمع الوطني الديمقراطي السوري، وتكتل السوريين، والمجلس السوري للتغيير .
   تحيية طيبة 
  بداية أتقدم اليكم جميعا بالشكر لدعوتكم لنا بالمشاركة في لقاء برلين المزمع عقده في نهاية أكتوبر القادم .
   أيتها الصديقات والأصدقاء الأعزاء
  منذ العام الثاني لاندلاع الثورة السورية المغدورة وتحديدا في نهاية العام ٢٠١١ عملت وبمشاركة آخرين من اجل انقاذ الثورة والمعارضة من مخالب جماعات الاسلام السياسي التي تسللت، وتحكمت بمفاصلها، وارادت حرفها عن الخط الوطني الديمقراطي، ورهنها  لأجندات النظام الإقليمي والعربي الرسمي، 
وحينها وبعد مداولات، ومناقشات، ولقاءات بلغت اكثر من ثلاثين حضوريا في كردستان العراق، وستين افتراضيا، شملت العديد من التيارات السياسية، والشخصيات الوطنية توصلنا الى قناعة بضرورة الإنقاذ، واستعادة الشرعية الى مؤسسات الثورة، والمعارضة، ووقف التدهور، والتراجع وذلك من خلال عقد مؤتمر وطني سوري جامع لممثلي كل المكونات الوطنية، والتيارات السياسية المؤمنة بالتغيير .
  نعم بدأنا أولا بالساحة الكردية مجال تواجدنا، وتاثيرنا، واطلقنا مشروعنا عبر وسائل الاعلام تحت اسم : مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية، والحركة الوطنية السورية، وذلك اعتبارا من عام ٢٠١٤، اما تركيزنا على الحالة الكردية الخاصة فينطلق من مفهوم ان أي انجاز فيها سيخدم المشروع الوطني العام، لأننا نعتبر الحالة الكردية جزء لايتجزء من الوضع السوري العام، وان حل القضية الكردية لن يتم بمعزل عن حل القضية السورية، والتوافق الوطني العام في ظل النظام الديمقراطي المنشود ( للاطلاع على مشروعنا والوثائق المتعلقة بها يمكن العودة الى موقع بزاف : www.bizav.org  ) .
  أيها الأصدقاء شركاء الوطن والمصير
  هناك تشابه بين الحالة الكردية الخاصة، والحالة الوطنية العامة، فنحن نعاني أيضا من مسالة التبعية، والارتهان للخارج، فأحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د وكذلك المجلس الكردي ) لاتنطلق من مصالح الكرد السوريين، بل تتبع لمحاور كردية خارج سوريا، ولهذا السبب تعاظمت اعداد الوطنيين المستقلين الكرد حيث يشكلون الغالبية ولكن من دون تنظيم صفوفهم لاعتبارات، وأسباب ذاتية وموضوعية،، ونحن نعتبر انفسنا جزء من تلك الكتلة التاريخية المستقلة التي ستقوم بدورها المؤثر في قادم الأيام خصوصا اذا ما تحقق العمل المشترك، والتفاهم، والتنسيق بينها وبين الحركة الديموقراطية السورية بالمستقبل .
  منذ نحو اثني عشر عاما وحتى الان اختبرنا الكثير من القوى، والكيانات، والمجموعات، والتيارات المعارضة على الصعيد الوطني، وباستثناء المواقف المتطورة في بعض المراحل تجاه الكرد السورييين وقضيتهم والتي ظهرت في مؤتمرات تونس، والقاهرة، وانتاليا، واستانبول، والتي اكدت على وجود الشعب الكرد السوري، وقضيته القومية المشروعة، وضرورة حلها بضمانات دستورية، فاننا نلحظ  ان ذلك التطور الإيجابي يواجه الان نوعا من التراجع من جانب من يتصدر المشهد الان على الصعيد الوطني، ونلاحظ ذلك بكل اسف في توجهكم المعلن بالوثائق المرسلة الينا .
  أيها الأصدقاء
  من المحزن حقا محاولات البعض الالتفاف على القضية الكردية السورية، وسبل حلها، عبر أطروحة دولة المواطنة الفارغة من أي محتوى، فليس هناك في تاريخ البشرية، وفي مختلف قارات العالم، وفي تجارب البلدان المتعددة القوميات، وفي تجربة البلدان الاشتراكية والاتحاد السوفييتي السابق، وفي تجارب البلدان الراسمالية، اية سابقة حصلت في حل القضية القومية عبر ( الحل المواطني )، ثم هل يمكن حل القضية القومية الفلسطينية من خلال ( الحل المواطني الإسرائيلي ؟؟)، حل القضايا القومية ينحصر في احدى الصيغ التالية المتفرعة من مبدا حق تقرير المصير : ( الاستقلال – الكونفدرالية – الفيدرالية – الحكم الذاتي – اللامركزية – الإدارة المحلية – الدوائر القومية …) . 
  نعتقد لن يتحقق أي انجاز وطني ديموقراطي، ولن يتم اسقاط الاستبداد، ولن تتشكل حركة وطنية سورية موحدة وفاعلة، ولن يظهر البديل المنشود لموقع الفعل والتاثير، ولن يتم الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها من دون الاعتراف بتعددية المجتمع السوري القومية، وبالشعب الكردي السوري كقومية ثانية من السكان الأصليين يحق له تقرير مصيره السياسي، والإداري في اطار سوريا جديدة ديموقراطية موحدة ( نشدد في اطار سوريا موحدة )، ومن خلال التوافقات الوطنية حول الصيغة الأمثل النابعة من المبادئ الإنسانية، والتجربة السورية الخاصة .
  اما المحاولات المشروعة في لم الشمل الوطني، والتوصل الى ميثاق وطني سوري، فتبقى ناقصة، وعاجزة مالم تتحقق فيها المشاركة، والتشاور، وتحمل المسؤولية، في كل خطواتها الأولى والأخيرة، من جميع المكونات القومية، والتيارات السياسية المؤمنة بالتغيير الديموقراطي، وخصوصا الوطنييون المستقلون وهم الغالبية الساحقة . 
   يحدونا الامل بتوفير أسباب المشاركة في مؤتمركم الموقر .
   مع التقدير والاحترام 
         صلاح بدرالدين
    ٩ – ٦ – ٢٠٢٣ 
    ردي على الدعوة الثانية لمؤتمر برلين
    الاخوة والأصدقاء المحترمون
   تحية طيبة 
تلقيت مع الشكر دعوتكم الثانية في ٢٨– ٧ – ٢٠٢٣، المعنونة ب ”     تحديد موعد للاجتماع الافتراضي مع اللجنة التحضيرية للقاء السوري الديمقراطي في برلين
والتي جاء فيها ( استجابة لطلبكم الاجتماع مع اللجنة التحضيرية للقاء السوري الديمقراطي، وسعياً لمشاركة الجميع في صناعة هذه الفعالية السورية الديمقراطية، فإننا نرفق لحضراتكم رابط جدول إكسل على الغوغل، يحتوي عددًا من الاجتماعات المجدولة، مع تاريخ كل اجتماع ..
يرجى التكرّم واختيار التاريخ الأنسب لكم، وكتابة البيانات المطلوبة في الخانة المخصصة لذلك (الاسم، رقم الجوال والبريد الإلكتروني.  ) .
أولا – كنت قد أجبت على دعوتكم الأولى  في ٩ – ٦ – ٢٠٢٣    بالتالي : (   اما المحاولات المشروعة في لم الشمل الوطني، والتوصل الى ميثاق وطني سوري، فتبقى ناقصة، وعاجزة مالم تتحقق فيها المشاركة، والتشاور، وتحمل المسؤولية، في كل خطواتها الأولى والأخيرة، من جميع المكونات القومية، والتيارات السياسية المؤمنة بالتغيير الديموقراطي، وخصوصا الوطنييون المستقلون وهم الغالبية الساحقة .
   يحدونا الامل بتوفير أسباب المشاركة في مؤتمركم الموقر . )، وبكل اسف لم توفروا الأسباب المطلوبة .
  ثانيا – انا لم اطلب بتاتا الاجتماع مع ماسميتموه ( اللجنة التحضيرية )، ولاعلم لي بوجود مثل هذه اللجنة، ولم أشارك في انتخابها، وارفض التعامل مع مسمى لم يؤخذ راينا فيه، وبالمناسبة مسالة انتخاب لجنة تحضيرية لاي مشروع لابد منها، ولكن يجب وبالضرورة ان تكون تشاركية ومنتخبة ومتوافق عليها .
  وتقبلوا فائق الاحترام
   صلاح بدرالدين
   ٢٨ – ٧ – ٢٠٢٣ 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…