تعقيبا على رسالة د حكيم بشارحول ملابسات تشكل (الانكسي)

صلاح بدرالدين

استلمت رسالة الصديق د حكيم بشار – عضو مكتب سياسي في ب د ك س واحد نواب رئيس الائتلاف – يعترض فيها على مااوردت من معلومات حول ملابسات قيام – المجلس الوطني الكردي – الواردة بالجزء الأول من مقالتي ( قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة (قراءة تحليلية من يومياتي) المنشورة في ولاتي مة  – في٢٠ – ٩ – ٢٠٢٣، بالقول : ” ان معلوماتي عن كيفية تشكل المجلس الوطني الكردي غير صحيحة، وان مجموعة من النشطاء تعاطت مع الفكرة ولكن لم تكن متبلورة وانا الذي (د حكيم) طرحت فكرة تأسيس المجلس في ١٨ تموز ٢٠١١، وان السيد حميد درويش كان مترددا في المشاركة، ولكن بسبب مشاركة جميع الأحزاب شارك فيها السيد حميد، وانسحب اكثر من مرة من قاعة المجلس في مؤتمر الانعقاد، 
اما فيما يتعلق بفكرة عدم اسقاط النظام انا أيضا صغت الفكرة، وكان حجتي في عدم رفع شعار اسقاط النظام هو التالي : اننا حركة سلمية أولا ونعيش في منطقة يسيطر عليها النظام حيث لم يكن لدينا منطقة محررة . .. فقط ال ب ي د انسحبت من الحوارات لانها حاولت فرض الشرط التالي ان يقر المؤتمر اننا نشكل خطا ثالثا لامع النظام ولا مع المعارضة وقد رفضنا شرطهم لذلك انسحبوا من الحوارات ” الى هنا ينتهي تعقيب بشار وقد نقلته حرفيا دون التصحيح اللغوي .
وكان ردي السريع : ” ليتك انتظرت نشر الجزء الثاني من المقالة فهي جزءان، ويسرني بعد ذلك فتح حوار حول موضوع المجلس وسأؤجل الإجابة على تعقيبك بعد نشر الجزء الثاني ” والان سافي بوعدي .
أولا – ما ذكرته في المقالة المنشورة حول المجلس وهي عبارة عن قراءة تحليلية دونت في دفتر يومياتي بتاريخ ١٥ – ١٢ – ٢٠١١، أي بعد شهرين من اعلان تشكيل المجلس واعدت نشرها على جزئين :
 ( وجاءت المبادرة من جانب الطالباني لتشكيل – المجلس الوطني الكردي – من خلال عقد اجتماع علني بعلم السلطات ورضاهم في مدينة القامشلي ( أكتوبر ٢٠١١ ) من عشرة أحزاب كردية سورية بتنسيق مباشر مع السلطات السورية ( مكتبي الجنرالين آصف شوكت ومحمد ناصيف تحديدا ) أساسا كاستجابة لطلب ايراني ملح مشوب بالتهديد للقيادة الكردستانية لتقديم أوجه من المساعدة المالية والدعم السياسي لنظام الأسد من ضمنها عبور شحنات أسلحة وذخيرة واستخدام نفوذها  لتهدئة الكرد السوريين باتجاه اما تاييد النظام او التحييد والابتعاد عن الثورة السورية وقد حققت مبادرة الطالباني تنفيذ وعد قديم كان قدمها للرئيس الأسد خلال زيارته الى سوريا في بداية العام الفائت ( زيارة القرداحة ) عشية نشوب الانتفاضة السورية بالعمل على تامين دعم واسناد الكرد السوريين للنظام الحاكم كما قدم الطالباني بنفس السياق خدمة أخرى لنظام الأسد عندما اقترح على دمشق باعادة فتح القنوات مع حزب العمال الكردستاني ومهد للقاءات في السليمانية بين مسؤولين أمنيين سوريين كبار من جهة ( احدهم آصف شوكت )  وبين قيادة العمال الكردستاني من جهة أخرى نتج عنها اتفاقا جديدا من بين بنوده عودة قيادة التنظيم السوري ل ب ك ك الذين تزايدت أعدادهم ووصلت حتى تسجيل هذه الملاحظة الى الألفين ووجهتهم الأساسية جبل الأكراد في محافظة حلب بمحاذاة الحدود السورية التركية المشتركة ) 
 ثانيا – بخصوص موقف المرحوم حميد درويش، من الجائز انه كان مترددا بالبداية كما تفضلت ولكن تغير موقفه واصبح من دعاة المشروع الأوائل بعد ان تم استدعاؤه من جانب الرئيس جلال الطالباني حيث الكل يعلم انه سافر حينها الى دمشق وتوجه الى السليمانية عبر خط الطيران بغداد – السليمانية علما ان السفر حينها لم يكن متاحا للعامة، ثم عاد بعد ان تزود بالتعليمات والمعونة المالية، وقيل له ان السلطات السورية  ستؤمن الحماية عن بعد لمؤتمر المجلس .
 ثالثا – اما موقف ب ي د وحسب علمنا كان الى جانب النظام، وضد الثورة والمعارضة وملتزما باالاتفاقية المبرمة مع النظام كما ذكرت أعلاه، على ان يغلف لارضاء من يؤيد الثورة بالخط الثالث، وهو لم يكن مستعدا أساسا للعمل مع أي طرف كردي في اية تحالفات، حيث كان له مشروعه الخاص المستمد من آيديولوجية ب ك ك، والتبعية المطلقة لقرار مركز – قنديل – .
رابعا – تقول انك صغت بنفسك المادة التي تتعلق بالنظام وان موقفك الذي اصبح موقفا للمجلس كان ضد العمل على اسقاط النظام، وهذا اعتراف بمنتهى الصراحة والوضوح تشكر عليه، ( وهذا هو موقف حزبكم أيضا حيث لم يعد سرا توجه اعداد من رفاقكم في باصات الى القرداحة لتقديم التعازي بوفاة الدكتاتور حافظ الأسد، كما تضمنت الصفحة الأولى من جريدة حزبكم نعوة لغياب ” القائد ؟!!”) متحججا باسباب واهية جدا كالقول اننا حركة سلمية، او لم تكن الثورة ببدايتها سلمية ؟ وانه لم تكن هناك مناطق محررة في المناطق الكردية وهل كانت مناطق الثورة محررة قبل انطلاقتها ؟ او اننا نعيش في منطقة يسيطر عليها النظام او لم تكن مناطق الثوار المحررة تحت سلطة النظام قبل تحريرها  ؟ في جميع الأحوال ومن حيث الجوهر موقفك وحزبك ثم مجلسكم  من النظام لم يكن مختلفا كثيرا عن – ب ي د –، وهل انكم كمجلس جاهرتم (المعارضة السورية بهذا الموقف عندما انتسبتم الى مؤسساتها ؟ واعترافك هذا الفريد من نوعه من الجائز انه ظهر استجابة لمتطلبات المستجدات (المحيطة،،،،) مؤخرا 
 رابعا – رؤى، ومبادرات، واطروحات متعددة بشان الحالة الكردية السورية ابان انطلاقة الثورة، وكانت النخبة الوطنية الكردية عموما في حالة مراجعة وبحث عن جديد وبكلمة أوضح بدا ذلك منذ عام ٢٠٠٤ بعد ان أخفقت الأحزاب في أداء مهامها القومية والوطنية، وتخلت عن المهام النضالية،
فبالإضافة الى مواقف النظام، والوسيط الطالباني، و ب ي د، وحزبكم – البارتي –  وحزب المرحوم حميد درويش وبعض الأحزاب الاخرى التي جئنا على ذكرها وهي تكاد تكون متوافقة بين الحيادية والوقوف الى جانب النظام (اعتقد الموقف المحايد حينها عند انطلاقة الثورة كان لمصلحة النظام)، كانت الساحة الكردية السورية تعج بالحركة وتشهد مواقف أخرى مختلفة، فتنسيقيات الشباب في جميع المناطق الكردية مضافا اليها مدينتا حلب ودمشق، التي كانت تتصدر المشهد الثوري، وتعبر عن طموحات الغالبية الكردية كانت مشاركة بالثورة، وتدعو الى توحيد الصف الكردي باتجاه دعم الثورة، وتجاوز الأحزاب التقليدية الفاشلة، لذلك حوربت من جميع الأطراف المذكورة أعلاه مضافا اليها النظام طبعا.
خامسا – في تلك الآونة وقبل الإعلان عن المجلس تواصلت مع رئاسة اقليم كردستان والمسؤولين الاخرين في حوار معمق واسع، وابديت موقفي تجاه الوضع الكردي السوري وبناء على طلب الاشقاء على الشكل التالي: (الثورة السورية اطلقها الشباب والوطنيون المستقلون بشكل سلمي عفوي بعيدا عن الأحزاب وهي جزء من ثورات الربيع بالمنطقة، والحالة نفسها تنعكس على الساحة الكردية السورية، ومن اجل دعم الشباب وتثبيت الموقف الكردي، وتنظيم العمل، هناك حاجة لعقد مؤتمر كردي سوري جامع يشارك فيه ثلثان من الشباب والوطنيين المستقلين، وثلث من ممثلي الأحزاب، وطالبت بتوفير الدعم اللازم لذلك، حتى ان موقفي الشخصي هذا الذي ظهر على شكل مذكرات، ورسائل، ونداءات، ثم توسع ليشمل نخبة من المستقلين باسم مشروع حراك “بزاف” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية، وكل ماذكرته موثق وجزء كبير منه منشور في أجزاء كتاب مذكراتي السبعة وخاصة الجزء الثالث، ولان الاشقاء لم ياخذوا بموقفنا فقد رفضت المشاركة بمؤتمر أربيل للكرد السوريين). 
سادسا – لاشك كانت الأطراف كلها، وأصحاب جميع هذه المواقف المتناقضة على سباق مع الزمن كل يبحث عن تحقيق مايريده، وبالاخير قام المجلس بالشكل الذي نراه الان ضعيفا، غير ممثل للغالبية الكردية، تابعا، ذليلا امام سلطة الامر الواقع بقيادة ب ي د، واتساءل الان ماذا لو تحقق ماطالب به الشباب وكذلك حراك “بزاف” من المؤكد لكان كرد سوريا اليوم في وضع افضل، وكانت الحركة الكردية السورية تستند الى الشرعية، ولديها مشروعها القومي والوطني، وبافضل العلاقات الاخوية مع العمق الكردستاني بمعزل عن التبعية، واضاعة الشخصية المستقلة.
وأخيرا فان المرحوم الطالباني في كل مساعيه لم يكن بوارد محاولة السيطرة على المجلس الوليد لان ذلك من باب المستحيل حيث كرد سوريا في حدود مشتركة مع مناطق نفوذ الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراقي أولا، وان كرد سوريا قد حسموا امرهم منذ ثورة أيلول الى جانب قائدها الزعيم الراحل مصطفى البارزاني، كما انهم يعتبرون الطالباني اقرب الى نظام البعث في دمشق، ولكن كان هدفه الأول والأخير الإيفاء بوعده وتقديم خدمة لنظام حليفه  بشار الأسد، لذلك راينا كيف انه سلم ذلك البناء المبني على أساس هش  نهائيا الى رئاسة الإقليم بعد أداء مهمته، وكما أرى فان السبب نفسه دفع حزب حميد درويش الى الانكفاء فيما بعد.
 من المفيد جدا سرد الحقائق كماهي، واستذكار الماضي بشفافية حتى يتسنى لجيلنا الراهن الاستفادة من دروسه، وعدم الوقوع في الأخطاء التي اقترفناها نحن،وسيكون من شان ذلك أيضا تراجع الاشقاء الكردستانيين عن مواقف لم تكن لا لمصلحتهم، ولا لمصلحة شعبنا، وحركته السياسية، وقضيته القومية.  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…