تركيا والأكراد: أزمة «مفخخة» في الزمان للرهان على المكان

د.

رضوان باديني

ما الذي تتوخاه تركيا من دفع مسألتها الداخلية، و ازمتها مع حزب العمال الكردستاني على رأس اولويات سياستها الخارجية مع حليفتها الإستراتيجية امريكا في هذا الوقت بالذات ؟ هل حقاً تراودها الشك من موقفها “الغير حاسم” في حربها ضد PKK  ام لإزالة الإبهام حول مستقبل مكانتها في مشاريع امريكا في المنطقة؟ وعلى ضوء ذلك على ماذا تركزت مباحثات رجب طيب اردوغان مع الرئيس بوش وهل يمكن ان يتقايضان بالأدوار والمصالح ؟ هل ستطلق يد تركيا في كردستان العراق مقابل الوقوف الغير مشروط لتركيا في خطط واشنطن ضد ايران؟
ثم ما هي الأوراق التي تملكها انقرا لإذعان واشنطن للتقرب بخطوة إضافية لتبني رؤيتها في حل الأزمة الراهنة؟ بعبارة اخرى: هل يمكن للدبلوماسية النشطة ان ترمم جفاء الإيديولوجيا التي تبرز كلما عجزت السياسة عن توفير الهرمونية اللازمة في المواقف المتلاطمة؟ وهل يمكن دوماً ملئ “خروقات” السياسة الداخلية على حساب الحلفاء بتقديم خدمات لهم على مسرح السياسة الخارجية؟ ام ان اللعبة ستأخذ ابعادها حسب مقتضيات السياسة الجديدة لأمريكا وخططها في المنطقة خطوة خطوة؟
هذه الأسئلة والإستفسارات طرحت وتطرح بشدة من قبل كل المراقبين والمحللين السياسيين المهتمين بالشأن التركي منذ بداية الأزمة مع حزب العمال الكردستاني، واشتدت وتيرة طرحها في الآونة الأخيرة، عشية زيارة اردوغان لواشنطن ولقائه بوش.


الجانب الأساسي الذي يلفت له النظر اكثر من غيره في هذه الأزمة هو وتيرة وحدة إصرار تركيا لإستمالة امريكا لجانب خططها ضد حزب العمال الكردستاني على المدى البعيد، والأصح “إعادة إستمالتها” لأنها، كما يبدو مرتابة ومشكوكة جزئياً “بصدق التعاون” في هذا الملف.

وهذا ما تردد على لسان اكثر من مسؤول بما فيهم اردوغان وكبار قادة الجيش قبل الزيارة.

وكأنهم يصرون بذلك لإختبار “درجة القوة” او بالأحرى “الوهن” الذي لحق بالعلاقات الثنائية بين البلدين؛ بسبب عدم التطابق في جهات النظر في عدة ملفات داخلية وخارجية تركية منها: مسائل حقوق الإنسان، العقدة الأرمنية، قبرص، اليونان…الخ.

ثم ثانياً،  الشرخ الحاصل بين الطرفين عشية الحرب على العراق عام 2003 وذلك لعدم سماح البرلمان التركي آنئذٍ بمرور الجيش الأمريكي عبر اراضيها… ويبدو ان القادة الأتراك استدركوا مؤخراً حجم الضربة التي الحقوها بعلاقاتهم مع امريكا، ويحاولون تصحيحها ليقيسوا عليها درجة تحملها للشدائد… والسمة الثانية الملحوظة هي إصرار القادة الأتراك لنقل إنتقامهم من PKK إلى ما وراء حدودها لتشمل عمق كردستان العراق (!؟)
فالمعضلة إذاً لا تنحصر فقط في تحديد اسباب الأزمة واختلاف الراي بشكل حلها؛ بل تتعلق برغبة الأتراك في “التحقيق من مصداقية علاقاتهم ومتانتها مع امريكا” في هذه الآونة بالذات وبالعلاقة مع الموضوع الكردي التركي والعراقي في آنٍ واحد.
…ان المطلعين على تفاصيل حيثيات هذا الملف يقرون بان تركيا قد قبلت ضمناً مبادرة زعيم حزب العمال الكردستاني من طرف واحد، بخروج مقاتليه من الأراضي التركية إلى كردستان العراق بعد عملية إختطافه وإعتقاله عام 1999 وكان آنئذٍ يأمل بذلك افساح المجال امام المحاولات السلمية  لحل المواضيع المعقدة بعيداً عن العنف… وكانت تلك الخطوة قد ترافقت مع هدنةٍ من جانب واحد للحزب، ايضاً للإفصاح عن حسن نيته ورغبته في الوصول لحلٍ سلمي..

تبعه عدة تجديدات للهدنة… ولكن ذهبت كل الجهود ادراج الرياح وبدون جدوى!.

لأن الجانب التركي اعتبر كل ذلك مؤشرات ضعف الحزب وعدم قدرته على متابعة النضال المسلح!.
والآن يمكن الجزم بان تركيا قد خسرت آنئذٍ  رهانها بالإعتقاد بتلاشي الحزب وضعفه بعد الضربة الموجعة باعتقال زعيمه واخراج قواته إلى خارج اراضيها وإنتهاء نضاله المسلح!.

فبعد اكثرمن تسعة سنوات على اعتقال اوجلان، تزداد حلقات التضامن معه في الداخل والخارج..

وخلافاً لتوقعات وحسابات الساسة الأتراك خرج الحزب معافاً من محنته ولم يبعد فقط شبح الإنشقاقات الداخلية بل عزز وضعه التنظيمي والعسكري واخذ زمام المبادرة في الساحتين السياسية والعسكرية… ويظهر بان تركيا “ربحت معركة وخسرت الحرب”؛ لكنها مع ذلك ما زالت مندفعة وراء حل الحسم العسكري (لأسباب سنأتي على ذكرها مؤخراً)، وبدأت تتحين الفرص لضرب المقاتلين الذين غضت النظر بنفسها على التجائهم آنئذٍ لشمال العراق على اثر طلب زعيمهم..


لكل هذه الأسباب تعتبر تركيا ان معركتها مع حزب العمال الكردستاني لم تنته بعد، وتماماً مع بروز تقرب بين احد اجنحة حزب العمال من الإستراتيجية الأمريكية تكملت كل الأسباب والذرائع لتفجير الأزمة الراهنة بابعادها وعمقها الداخلي والخارجي… واصبحت الخلفية القديمة مطعمة بالعناصر الجديدة الطارئة، منطلقاً لتحديد “زمان ومكان” هذا التصعيد الجديد..

بكلمة اخرى اصبح “نار جناح من حزب العمال الكردستاني الملتهب باطراف ايران يحظى باهتمام الأمريكيين”..

وقد تكون بعض “التسريبات” التي وصلت إلى الصحافة العالمية حول “تشجيع امريكي” مباشر او غير مباشرللنشاطات العسكرية لـ (PJAK) الموالية لحزب العمال الكردستاني هي بالأساس على رأس الهواجس التي دفعت تركيا الآن لتحريك هذا الملف قبل ان “تتجذر” العلاقات السرية وتأخذ منحى آخر في العلنية..

و الريبة التركية في غاية الحساسية من اي عمل للأجهزة السرية الأمريكية في الإتجاه الكردي… وهو على وجه التحديد ما دفع تركيا بالقاء كل اوراقها ووزنها في المعادلة لتلغي اي محاولة يؤرقها مستقبلاً؟!
ويتسائل المراقبون الآن: ماذا تنتظر تركيا من امريكا وبأي ثمن تطلب إستمالتها النشيطة والفعالة إلى جانبها؟ هذا في الوقت الذي تؤكد المعلومات المحايدة المتوفرة بعدم تطابق رواية اسباب تفجير”صاعقة” الغضب التركي مع ردة فعلها على مقتل 15من جنودها! تلك المعلومات تؤكد  بان الترك كانوا يبحثون عن سببٍ ما ليظهروا بالمعتدي عليه، وهم الذين بادروا بالتحرش بقوات PKK ، التي ما زالت ملتزمة بوقف اطلاق النار من جانب واحد والإقتصار على الدفاع عن النفس في حال الهجوم عليهم.

لذلك جاءت العملية التي راحت ضحيتها 15جندياً كسيناريو جاهز يراد به خلق “عويل إستغاثة” لتفعيل عوامل اقليمية ودولية وتصعيد خلافها على اكتاف الآخرين وحملهم الطائلة بعد ان عجزت هي من تحقيق اي تقدم.

وإلا، ما مغزى تحميل سلطات اقليم كردستان العراق المسؤولية على ما يحدث في الداخل التركي، او تفسير الأحداث التي جرت على بعد اكثر من 70 كم من الحدود العراقية، بان منفذونها قادمون من كردستان العراق؟؟  ومن هنا ايضاً الربط الإصطناعي بين الأجندة التي عملت بها السلطات التركية لتوفير الأسباب الظاهرية لتفجير الأزمة في هذا الوقت بالذات للتزامن مع اجندة اجراءات اللجنة الدستورية العراقية لتنفيذ المادة 140 الآخذة في التطبيق حول تقرير مصير كركوك، بغرض عرقلتها وافشالها!
طبعاً مهدت تركيا لهذا التوقيت طويلاً وحرصت على اصطحابها مع تلويحات بمصادر قوة من نوع آخر وعناصر غير مرغوبة بها امريكياً.

ومغزى التقرب و التنسيق في الملف الكردي مع ايران وسوريا (“محور الشر”- في اجندة حليفتها الأساسية امريكا)، ابعد من محاولة جس نبض بل بمثابة إعلان نوايا في القطيعة الكاملة!! و كان اقصى ما يمكن ان ترفعه تركيا بوجه امريكا لإبعادها عن الملف الكردي..

وربما لم يكن مثل هذا “التلويح” بتغيير منحى السياسة التركية “في الإتجاه المعاكس” ممكناً او يركن به لولا الصعود الكبير لإطروحات الغالبية البرلمانية الجديدة في هذا الإتجاه! والتأييد اللامحدود للمعارضة القومية اليمينية واليسارية على حدٍ سواء لها.

فعلى الرغم من ان نتائج انتخابات تركيا في الصيف المنصرم، اوصلت الإسلامي “المعتدل” عبدالله غول إلى رئاسة الدولة رغم انف المؤسسة العسكرية- حامية العلمانية في البلاد، إلا ان تشديد جميع الأطياف السياسية والشوفينية المعادية للحل السلمي للمسألة الكردية والمؤسسة العسكرية بشكلٍ خاص على اختيار الظرف الراهن لتأجيج الأزمة، كان يهدف لإرباك خطوات حكومة “العدالة والتنمية” في الأيام الأولى من ولايتها الجديدة ودفعها نحو طريق مسدود او إسقاطها في شهاقة تضاريس المسألة الكردية… ووفرت هذه الأجواء فرصة “تفخيخ” بل ثعبنة الزمان والمكان في المطالب التركية المشهرة بوجه الأكراد العراقيين وبمعايير غلاة القوميين المتطرفين!.


طبعاً لكل ابعاد هذه العملية التركية الداخلية المتشابكة والدائرة في محور واحد والضاغطة في إتجاه واحد حساب لا يمكن الإستخفاف به.

واريد بها كذلك رفع أزمتها مع حزب العمال الكردستاني على رأس اولوياتها مع حليفتها الإستراتيجية امريكا، خوفاً من تقلّب هذا الحليف إلى جهة اخرى و تعديل حساباته المستقبلية..

فهل كانت امريكا تملك قوة اخرى تسد بها هذا الجرف المتصاعد من التهديدات الكمونية بغير اللجوء إلى الورقة الأرمنية؟
والآن يبقى التكهن مفتوحاً على ما لم يذعه اردوغان من عهود ووعود من بوش.

فهل إرجاء بت الكونغرس الأمريكي في “المذبحة الأرمنية” لمدة سنة وتطابقها مع مهلة مذكرة البرلمان التركي للجيش بشن عملية عسكرية خارج الحدود محض صدفة؟ وفي هذا الماراتون السنوي هل سيكتفي اردوغان بضربات عسكرية محددة لـ PKK لتهدئة مناوئية ام سيستخدم تفويض برلمانه والمساندة الأمريكية للتفاوض من موقع القوة مع حكومتي بغداد واربيل لدفعهما لإخراج عناصر الـ PKK من الأراضي العراقية؟ ام ان الأرضية المسخنة من تحت قدميه من قبل معارضته ستدفعه لمغامرة عسكرية واسعة لا يحمد عقباها تركياً وامريكياً وعالمياً؟
هذه هي الظروف التي تحيط حالياً بالأزمة التي لم تنته فصولها الأخرى بعد.

لكن على الجانب الآخر من القضية، اي في العلاقات بين اكراد العراق وتركيا فالصورة لا تختلف كثيراً.

فعلى خلفية قدر كبير من التباين في المواقف وكم هائل من التناقضات التاريخية والحديثة، وصل الحوار بين أكراد العراق وجارتهم تركيا لدرجة غير مسبوقة من العبثية والخواء منذ ان بدأت قبل أكثر من ستة عشر سنة.

فقد تعطلت بينهم لغة الإيماءات المبهمة للتحايل على الواقع أو تلطيف درجة التفاوت في وجهات النظر في القضايا الهامة التي تعني الطرفين، في ظل المظلة الأمريكية المشتركة.

وانتهى مفعول التلويحات الغامضة لإمكانية تغليب المصالح الآنية على المصالح المستديمة وانتهت معها التطمينات العويصة لكل الطرفين بان التعاون في أروقة مظلمة سوف تشجعهم للتقارب المصيري… وانتهت النتيجة إلى النقطة التي بدأت منها..

لتمتد وفي وضح النهار “الخطوط الحمراء” للجانبين إلى جهات متباينة، حول المواضيع التي “لا تراجع منها”!… ولم يحصل، لا اعتراف تركي بأكرادها ولا دحر نهائي للقوى “المشكلة للخطر” ولم تصل “النيات الحسنة” للتعاطي بشفافية وفي حدود الأصول الدبلوماسية المعتادة لحل الأزمات بينهما.

وانتهت معها الوعود الفارغة التي لم تكن تقر ولا تستقر لها النفوس..

وربما ستسجل هذه “الفترة الذهبية” في تاريخ الشعبين كأطول صفحة من الإنشاء الأعجف في التقرب الاضطراري من بعضهم البعض دون أن تتحضر في نفوسهم فحوى لغة التفاهم.


… ومنذ زمن بعيد لم نعد نشهد تألق السترات التركية الرسمية الأنيقة إلى جانب السراويل الكردية الفضفاضة على شاشات الفضائيات… ومعها نبتعد عن حالة ونقترب من اخرى..

وتبقى عذوبة الإنطباعات عنها كبلوغ شذاذات الخلد في وحدة وصراع الأضداد… واريج الحانها ترسم مشهداً رومانسياً فريداً يشرفنا على الماضي من خلال رعشة الحان الفولكلور الكردي النافذ للعظم والمستنجد بالرطن التركي لإستحضارغدر التاريخ ، لتتصدح به فصل آخر من الرواية التراجيدية كمساحة فريدة  لتلاقي تعابير الشعبين دوماً في تلاطم موجي.


… والخلاصة ان تركيا لم تستقر بعد على خطٍ واضح في إهتداءاتها مع نفسها وواقعها وجيرانها وماضيها ومستقبلها..

وهي كما كانت بقيت غير مستقرة بين “مقعدين”..

وجملة الإجراءات والتصرفات التي اصطدمت به في الآونة الأخيرة تقر بانها مترددة وتتهرب بشكل صارخ من مسؤولياتها الدولية والقانونية وتتنصل من التزاماتها ووعودها امام حلفائها بتطبيق الإصلاحات المطلوبة لإنضمامها للنادي الأوروبي وإلتجائها للمعايير النموذجية للدول التوتاليتارية المتخلفة في معالجة القضايا المحلية والإقليمية.

والسؤال المحير الذي يبقى بدون جواب: إلى متى؟
وأكراد العراق طبعاً لم يكتشفوا التردد التركي صدفة ولا الخطط التي تبيّتها قادتها لهم ، ولم تشحن دعابتهم الخشنة، بطلب “بندق لا تأخذه الأسنان” بـ”القبض على مقاتلي حزب العمال الكردستاني وتسليمهم لها!” اية دهشة او ردة فعل غير متزنة.

لأنهم ادرى من غيرهم بخيبة الركون لجوايا الصدور المشحونة بالمكر ووهس دمى الرؤس المتعالية على نجوم اكتافها..

لكن لا اراكم الله خرم مشاعرهم! انهم في زمن عصيب جديد ولكن ككل الأوقات لا ترسى على جوارحهم سوى سمج حديث الآخرين! وهم مطلوبون للتعاون حتى وان منعوا بالحديث بلغتهم..!؟

صحيح ان الترك يعلنون في هذه المرة، اي في الإجتياح المرتقب رقم 24 وبـ “صوت خافت” عن ان هدفهم جزء من “الإرهابيين” الأكراد، وليس كل الأكراد “الإرهابيين”! … وعصى لكنة الأسماء والمسميات، لا تستثني احداً! لأن المطلوب تسليمهم والمطالبين بتسليم المطلوبين تجمعهم ذنب واحد هو انهم اكراد؛ وهم في سلم التسلسل الإجرامي التركي، فئتين، الأولى: هم من يجرؤون بالمطالبة بحرية الأكراد الآن جرياً على ما حصلت عليه الفئة الثانية من قبل!.

فهل من فرق بين ان تقضي على من يرفع رأسه اليوم ومن رفع رأسه بالأمس في المطالبة بنفس الحقوق ولقضية واحدة؟.

… وذلك كله ليس من وراء ظهر أمريكا بل بإرغامها تحت وطأة فاعلية موقعها الجغرافي ووظيفية عضويتها في الناتو وحساسية تحالفها مع إسرائيل.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…