نزار بعريني
بمناسبة الذكرى السنوية للإستقلال السياسي ،نأمل أن تنعاد علينا جميعا في ظروف أفضل ، على الصعيدين الوطني والشخصي ، وكلّ الاحترام والتقدير لجميع الشرفاء الذين ناضلوا ،وضحّوا ، وما يزالون ، من أجل تحقيق جميع مقوّمات الاستقلال الوطني .
أحاول في قراءة حيثيات وسياق وصيرورة حدث الاستقلال السياسي عدم تجاهل العامل الخارجي الرئيسي ، الذي، كما أرى يلعب دورا أساسيا ، حاكما ، في صناعة ” أنصاف الاستقلالات ” وأنصاف الثورات” ( الثورات المضادة للتغييرالديمقراطي ) ، وعدم قيام ” بديل ثوري “، وبالتالي نجاح صيرورات التفشيل البنيوي الراهنة ؛ ولا أرى في ذلك تقليل من اهميّة العوامل الداخلية ، المرتبطة بتصارع أو توافق مصالح وسياسات أصحاب المشاريع السياسية ” الوطنية ” الفاعلة ، بقدر ما هو مسعى لرؤية شاملة لأهمّ عوامل السياق والصيرورة !
طيلة قرون، وفي أبرز تمظهرات التحوّل الرأسمالي” الأور- أمريكي” إلى نظام ” إمبريالي/ عالمي “، لم تبق الصراعات الداخلية منفصلة ، أو بعيدة عن تأثير العامل الخارجي؛ وهي أبرز حقائق الصراع على السيطرة الإقليمية.
فلماذا يتجاهله” الوعي المعارض” ، “الثوري”؟
ألم يكن للعامل الخارجي دور أساسيّ في تحديد مآلات صيرورة الثورة الإشتراكية الروسية العظمى ، والدولة السوفياتية ؟
إذا كنا أمام حقيقة دور العامل الخارجي، فإنّ السؤال الرئيسي :
●أين يكمن موقع العامل الخارجي ، الإقليمي والدولي، في وصول ” الاستقلال السياسي ” إلى الحالة الراهنة – التي شكّل سيطرة اقطاب الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي على السلطة ،في سياق مسارات هزيمة” ثورات الربيع العربي”، أكثر مراحلها تدميرا لمقوّمات الدولة السورية، ودول المنطقة ” المستقلّة ” ؟
يفصّلون في توصيف أدوار قوى الصف الثاني، على الصعيدين الإقليمي والسوري ، روسيا وإيران ، ويتجاهلون حقائق المصالح وموازين القوى الإقليمية والدولية، التي تجعل من مصالح وسياسات الولايات المتّحدة- بواقع كونها الدول الأقوى طيلة حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وصاحبة أكبر مشروع سيطرة إقليمية- العامل الأساسي في صناعة عوامل “السياق التاريخي الخارجية” ، التي تحدّد بشكل رئيسي مآلات الصراعات الداخلية، ( كما حدّت مآلات الحرب العالمية الثانية ، والباردة!)،سواء في توافقها مع عوامل السياق الخارجي الأمريكية، أو تعارضها معها ، ويبرّرون جهلهم أو تجاهلهم ،بترويج أكاذيب الدعايات الأمريكية الإيرانية والروسية، التي تحاول تغييب أشكال وأسباب وأدوات الحضور الأمريكي الحاسم!!
التساؤل الآخر، الأكثر إلحاحا على صعيد العمل السياسي المعارض :
● ما هي درجة تأثير العامل الأمريكي ، وما هي أدوات تحقيق مشروع سيطرته ، وكيف يمكن ” تحييدها ” ، او ” التساوق” معها، في سياق نضال شعوب المنطقة لبناء مقوّمات الاستقلال الوطني؟
هي أسئلة جوهرية ، مازال يعجز الوعي السياسي والثقافي النخبوي المعارض، بكلّ تياراته، عن الإحاطة الموضوعية بإجاباتها، ويفسّر غيابها أبرز أسباب فشل الجهد النخبوي المعارض لبناء خط ثوري ، على صعيد الوعي والتنظيم والممارسة !!
ضمن هذا السياق العام ، وفي محاولة لإعطاء مقاربة لإجابات التساؤلات أعلاه ،انطلق من الفرضية التي تقول أنّ العامل الأساسي في تحديد مآلات الصراعات الداخلية/ الإقليمية ،( سواء داخل اقطاب الأنظمة، أو بين الأنظمة والشعوب ، أو بين أصحاب المشاريع الإقليمية المتصارعة للسيطرة الإقليمية، وفي انتصارها أو هزيمتها )، يرتبط بتساوق أهداف وسياسات قواها أو تعرضها مع عوامل السياق الخارجي الأمريكية. ليس خارج هذا السياق ، أقدّم في هذا المقال قراءة مختلفة لحدث “الاستقلال السياسي” آملا أن تنال ما تستحقه من الإهتمام.
بداية اودّ الإشارة إلى نقطة مهمّة . بغضّ النظر عن طبيعة الصيرورات اللاحقة لأنظمة الاستقلال ، اعتقد أنّ حدث الاستقلال ذاته ، الذي أطلق صيرورة جديدة في تطوّر دول وشعوب المنطقة، كان خطوة نوعية في تاريخ سوريا الحديثة ، وشقيقاتها في مشروع” سايكس بيكو” ؛ وهو احد دوافع البحث عن السبب الرئيسي لفشل صيرورات بناء مقوّمات الاستقلال الوطني.
بناء عليه ، أرى أنّ تحوّل نضالات ومشاعر شعوب المنطقة ” المُحتلّة “( او عدم تحوّلها، كما حصل بالنسبة للأكراد أو للفلسطينيين ) إلى واقع في أعقاب الحرب العالمية الثانية، قد حصل بفعل عاملين رئيسيين ، داخلي وخارجي :
العامل الأوّل ، هو بالطبع نضال السوريين ، وشعوب المنطقة ، وتقديم الغالي والرخيص ، في سبيل طرد جيوش الاحتلال .
لقد انتفض السوريون في مواجهة طلائع جيوش الاحتلال الفرنسي عند أبواب دمشق ، وفي الساحل والشمال ، قبل إتمام السيطرة الفرنسية ، وقد استمرّت الثورات بعد طرد حكومة فيصل ، وفرض نظام الانتداب ، وقد خاض السوريون معارك ثورات ضخمة متتالية ، منذ ١٩٢٠ ، وكان أعظمها الثورة السورية الكبرى ، عام ١٩٢٥ ، لكنّها لم تستطع تحقيق الاستقلال ، وقد تأخر حصوله حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، ١٩٤٥، وهي حقيقة تاريخية !
وهنا، مرّة أخرى ، نجد انفسنا في مواجهة تساؤل آخر ، يدفعنا لإدراك طبيعة العامل الخارجي ،الذي حدّد التوقيت والسياق ، ورسم الملامح الرئيسة للصيرورة !
بمعنى :
●- لماذا تأخّر حصول السوريين و شعوب المنطقة- التي كانت تخضع لسيطرة مباشرة من قوات الاحتلال الفرنسية والبريطانية – على الاستقلال السياسي إلى ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية؟
● -ما هو سرّ التوقيت ؟
تلك الوقائع التاريخية ، المرتبطة خاصّة بعامل التوقيت / السياق التاريخي تدفع الباحث الذي يتوخّى الحقيقة الموضوعية ، للتساؤل عن طبيعة عوامل السياق السياسي العالمي التي استجدّت في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وتكاملت مع نضال السوريين ، وشعوب المنطقة ، وسعيهم للظفر بالاستقلال الوطني ، وجعلت منه إمكانية قابلة واقعية !
أعتقد أنّ تجاهل عوامل السياق الخارجي ، التي صنعتها نتائج الحرب العالمية الثانية ، وأدّت إلى تغيّرات كبرى في موازين القوى الدولية ، كمن يتجاهل دور العامل الخارجي ، وعوامل السياق التاريخي التي صنعتها نتائج الحرب العالمية الأولى، وأدّت إلى إنهاء الاستعمار العثماني، وظهور الكيانات السياسية الجديدة ، كما رسمتها مخططات الدول المنتصرة – فرنسا وبريطانيا ؛ وأنّ ومعرفتها يساعد السوريين وشعوب المنطقة ، ليس فقط على إدراك طبيعة الصراع العالمي وموزين القوى الدولية الذي أتى الاستقلال في سياقه وحدّد أهم عوامل صيروراته ، بل ، وما حصل لاحقا ، وحتّى اليوم !!
ارجو من القارئ الكريم أن يلاحظ الفرق النوعي بين عوامل السياق التاريخي الدولي/ الأمريكية التي جعلت تحقيق اهداف السوريين إمكانية في نيسان ١٩٤٥ ، بينما جعلت من تحقيق أهداف التغيير الديمقراطي في ربيع ٢٠١١ شبه استحالة !
بوضوح ، وموضوعية ، العامل النوعي، الفارق، هو مصالح الولايات المتّحدة، وخطط سيطرتها الإقليمية والعالمية. لنحتكم إلى الوقائع :
في عام ١٩٤٥ ….كانت نتائج الحرب العالمية الثانية قد وضعت الولايات المتّحدة في مركز القيادة من النظام الرأسمالي العالمي، وقد حفّزت عوامل القوّة الجديدة قيادتها السياسية والعسكرية على استكمال خطط وسياسات مشروع السيطرة العالمية ؛ وكان من الطبيعي أن تأخذ” منطقة الشرق الأوسط” ، موقع الأولويّة . قبل نهاية معارك الحرب ، بدأت الولايات المتّحدة تنفيذ سياسات السيطرة على منطقة الخليج العربي، ومحيطها الجيوسياسي، ( استكمالا لما أنجزته بعد الحرب العالمية الأولى في إقامة تحالفات استراتيجية مع أنظمة إيران والمملكة السعودية )،وقد كانت الخطوة الأولى عبر اليونان ، حيث تدخّلت الجيوش الأمريكية عسكريا ، لمنع سيطرة بريطانيا ، والقوى اليسارية ، المدعومة من السوفييت ، وكانت الحرب لصالحها ، وانتهت بطرد الانكليز ، وتقويض جهود إلحاق اليونان بروسيا السوفياتية . كانت الولايات المتّحدة تدرك أهميّة البوابة اليونانية لدخول قلب منطقة الشرق الأوسط.
في خطط سيطرتها على الشرق الأوسط، لم تواجه الولايات المتّحدة منافسة السوفييت ، وقوى ونضالات حركة التحرر الوطني والقومي لشعوب المنطقة فحسب، بل، و إضافة إلى ذلك ، كان عليها إزاحة عقبة أساسية ، شكّلها الإحتلال العسكري المباشر لجيوش فرنسا وبريطانيا في المرتبة الأولى ، كما كان عليها في المرحلة الثانية تقويض مرتكزات سيطرتهما الإقليمية…في مرحلة ” الاستقلال السياسي” ؛ التي مثّلتها ” واجهات ديمقراطية ” ، في سوريا ومصر والعراق وليبيا..!
ضمن هذا السياق الأمريكي- الذي أدركت سماته جيّدا قيادة بريطانيا العظمى ، كما اتضح من زيارة وخطب ” تشرشل ” أمام مؤسسات القرار الأمريكي عام ١٩٤٥ – نفهم العامل الأساسي في ما حصل من تغيّرات جذرية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أدّت إلى خروج جيوش الفرنسيين والبريطانيين في مرحلة أولى ، وإسقاط مرتكزاتها ، في المرحلة الثانية، وقد بدأت في سوريا عام ١٩٤٩ صيرورة تغيير الواجهات السياسية-الحكومات الديمقراطية- على يد ” عسكر سوريا ” ، مؤشّرة إلى طبيعة الأدوات الأمريكية في صناعة مشروع سيطرتها الإقليمية!
ليس خارج السياق العام ، من الضروري لفت انتباه المتابع لنقطة بالغة الوضوح- كان لها دورا بارزا في نجاح سياسات واشنطن في قطع المسارات الطبيعية لتطوّر انظمة الاستقلال الوطني – رغم ظروف وعلاقات الحرب الباردة !
لقد تقاطعت مصالح و سياسات الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عند هدف ” تغيير الواجهات الديمقراطية” التي مثّلت مرتكزات السيطرة الاقليمية لفرنسا وبريطانيا، بأدوات العسكر وعبر نموذج ” رأسمالية الدولة البيروقراطية ، وقد شكّل اهمّ عوامل السياق التاريخي التي اتاحت للعسكر الوصول إلى السلطة، وقيادة صيرورة بناء أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية، بنموذجيها الرئيسيين “الناصري / البعثي”.
في محطّة تاريخية تالية ، ماتزال احداثها ساخنة ، يبدو واضحا انّه رغم عظمة التضحيات التي قدّمها السوريون على طريق التحرر والديمقراطية طيلة عقود الإستقلال ، وفي سياق ثورات الربيع العربي، بشكل خاص ، ما زال ” القدر ” يُعاند .الأسباب متدرّجة الأهمية في عوامل قطع مسار الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي، على الصعيدين الإقليمي والسوري، لكنّ المؤكّد ، وفقا لموازين القوى، أنّ لعوامل السياق الأمريكي القول الفصل !!
فعوامل السياق الأمريكي ، المرتبطة بأهداف وأدوات مشروع السيطرة الإقليمية الأمريكية ، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، التي توافقت مع صيرورات الاستقلال السياسي تاريخيّا وجعلت من إمكانية تحقيقها واقعا ، هي هي نفسها، التي تتناقض مع مسار صيرورات التغييرالديمقراطي، وشكّلت العامل الأساسي في قطع مساراتها ، وما نتج عن حروب قوى الثورة المضادة لتقاسم الحصص ومناطق النفوذ!
تاريخيا ، تقاطعت مصالح لولايات المتّحدة، وسياسات تعزيز هيمنتها الإقليمية في مابعد الحرب العالمية الثانية، المتعارضة مع استمرارالإحتلال المباشر ، مع نضال السوريين لتحقيق الاستقلال، وقد أُنجز .
راهنا ، في مواجهة تحدّيات الربيع العربي والسوري، تعارضت مصالح وسياسات الولايات المتّحدة مع أهداف وصيرورات التغيير الديمقراطي،فكانت العامل الرئيسي في ما لحق بثورات شعوب المنطقة من إجهاض ، ومؤسسات الدول من تفشيل ، وتمدّد ميليشيات الإسلام السياسي، وقد باتت سوريا تحت سيطرة تشاركية ،” ايرو أمريكية”!!
هي ليست رؤى ” أيدولوجيّة ” كما قد تبدو للبعض !! هي حقائق المصالح وموازين القوى وطبيعة الصراع !
طالما أنّ الولايات المتّحدة هي صاحبة أكبر مشروع سيطرة إقليمي لحقبة ما بعد الحرب العالميةالثانية،وهي حقيقة بارزة ،
يصبح من الطبيعي ، في منطق المصالح وسياسات تحقيقها ، أن تقف في الخندق المعادي لقوى ومشاريع التغيير الديمقراطي،( فهل تتوافق اهداف وأدوات السيطرة والنهب، مع سياسات ” ترويج الديمقراطية ؟؛ وهي حقيقة أخرى أكثر وضوحا على الصعيد الموضوعي،رغم ما بذلته دعايات واشنطن لتهميشها )، وهو ، عداء سياسات الولايات المتحدّة لجهود وقوى التغيير الديمقراطي، اهمّ العوامل الذي يضع سياساتها في مواجهة صيرورات التغييرالديمقراطي!!
في نفس الوقت ،طالما هي، الولايات المتّحدة، الدولة الأعظم، أقوى الأطراف التي تتنازع على السيطرة الإقليمية( وهي حقيقة موضوعية )، يصبح من غير الواقعي أن تنتصر قوى ومشاريع تتعارض مع مصالحها ، وسياساتها ؛ وكلّ ترويج يتناقض مع هذه الحقائق لا يعدو كونه ” دعاية ” لإخلاء مسؤولية واشنطن، ويبرر السلوك النخبوي ، الذي يعوّل عليها !! فهل انتصرت خيارات الحل العسكري الطائفي وقوى الثورة المضادة في تساوق مع سياسات واشنطن؟
كلّ ما يروّج أمريكيّا أو روسيّا أو إيرانيّا لتغييب هذه الحقائق ، وتحويل أكاذيبها إلى رأي عام، لا يتناقض فقط مع حقائق الصراع ،بل ومع الوقائع السورية الراهنة ، حيث تتشارك الولايات المتّحدة والنظام الايراني السيطرة على أكثر من ٨٠% من الجغرافيا السوريّة، رغم أكاذيب الدعايات الايرو أمريكية، التي تضع اهداف وأدوات مشروع السيطرة الإقليمية الإيرانية في مواجهة اهداف واشنطن!!
ليس هذا فحسب ! فمصالح لولايات المتّحدة، وسياسات تعزيز هيمنتها الإقليمية في حقبة ما بعد الحرب الباردة ، لم تكن فقط هي العامل الأساسي في ما لحق بثورات شعوب المنطقة من إجهاض ، ومؤسسات الدول من تفشيل ، وتمدّد ميليشيات الإسلام السياسي، ،بل ، وقبل ذلك ، وخلال الحرب الباردة ، كان لتدخّل الولايات المتّحدة في ” أفغانستان ” وعدم تدخلها ” في ايران ، العامل الأساسي في ولادة وتمدّد ميليشيات الإسلام السياسي، الوهّابية والإيرانية ، وهو العامل الأساسي في منع قيام دولة فلسطينية؛ و قد بات حتى حلم حلّ” الدولتين” في فلسطين التاريخية غير موضوعي . قضية أخرى ، إذا كانت سياسات ومصالح فرنسا وبريطانيا هي العامل الأساسي في منع قيام دولة قومية كردية في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، فقد اقتصر العامل الأمريكي لاحقا على استخدام حقوق الكرد وآمالهم كورقة يلعب بها الأمريكان، وشركاؤهم الإقليميين ، لتحقيق سياسات تتعارض مع أمال التحرّر والديمقراطية!!
(١)-
مقتطفات من ردود أفعال بعض أبرز النخب السياسية والثقافيّة السوريّة. القاسم المشترك هو عدم رؤية طبيعة العامل الخارجي الأمريكي الحاسم ، الذي حدّد طبيعة الصيرورة السياسية، ومآلاتها !! وما يزال البعض يصدّق دعايات واشنطن حول حرصها على الديمقراطية ، وسعيها لترويجها، ويشارك في تحويل تلك الأكاذيب إلى رأي عام ، وبرامج سياسية” ديمقراطية “!!
(في رثاء الجلاء)
” حدّثني صديقي اللاّجئ عن عمره وعمري، فقال:
“سبعون سنة من الاستقلال تمرّغُ روحي بسبعين هزيمة مضت وحضرتْ وسوف تأتي.
سبعون سنة من الحريّة والتحرير لم تبقِ فوق جلدي من فلسطين سوى آثار فرعِها في دمشق.
لا المزّةُ تذكّرني بدحيّة الكلبيّ ولا تدمر بزنوبيا ولا صيدنايا بسيّدة صيدنايا.
يصفعني أرز لبنان باغتيال بيروت، وتبكي معي باريس سياسيين وأدباء ورجالات فنّ سوريين دفنوا في غربةِ مقابرها.
لا اشتراكيّة خرجت من دمامل العسكر المكيافيلليّة ولا رأسماليّة، فكلّ ما تركوه لنا: أضغاث أحلامٍ تعيدُ زندَ العاصي ليخلّصنا من براثن عاصي الفرات.
أرادَ الفرنسيّ تقسيمَنا إلى خمس دولٍ سوريّة، رفضنا، فجاء السوريُّ وقسّمنا بين خمس دولٍ أجنبيّة.
ماذا سأبكي اليوم لأحفادي الألمان، لو سألوني عن سوريّةَ وعمري؟”
وحيد نادر/ماجديبورغ 17/4/2023
●”عيد الجلاء عيد الكرامة السورية والحرية من المحتلين الفرنسيين والأتراك وهو أعظم حدث بتاريخ شعبنا الحر النبيل . لأرواح المناضلين في الثورة السلام والخلود في ذاكرة السوريين الوطنيين الأحرار الذين قدموا لنا سوريا على طبق من ذهب ونفط وحضارات من أعظم حضارات الأمم تحيا سوريا حرة مستقلة دولة المواطنة والحرية التي نريدها ……”
الفنان ” معن ابو لطيف “.
●” ذكرى الجلاء، في أسوأ الاحوال.
ما نحتاجه هو جلاء الاستبداد والاحتلال والوصاية والاستعباد والعوز والاستغلال:
التحرر الشامل، بوحدة كادحي سوريا.”
الدكتور غياث نعيسة.
● منقوول :
في 17 نيسان 1946
رحل آخر جندي فرنسي عن سوريا …
ورحل معه كل اسباب ومقومات التقدم والتطور والقيم والاخلاق والحرية والديمقراطية
وتداول السلطة …
وحل محله الاستبداد والقمع والانقلابات العسكرية واحتكار السلطة وسفك الدماء والظلم والفقر وامتهان كرامة الانسان والخراب والدمار والتأخر والتخلف ……
نعم .. يوم الجلاء هو اسوأ يوم مر في تاريخ سوريا.
كاترين حداد.
●
“في ذكرى الجلاء والاستقلال، سوريا لازالت محتلة من أبشع الاحتلالات الهمجية الداخلية والخارجية وبحاجة لتحرير واستقلال جديد.”
Radef Moustafa
●
” كذبوا علينا بالتاريخ واجى التاريخ طعمانا كف! “
عيد الجلاء او عيد الاستقلال الحقيقي هو برحيل حكم العسكر الي جاب الديكتاتورية للبلاد
واقامة دولة مدنية تحكمها قوانين مدنية واقامة المجتمع المدني.”
Mayada Aljundi
١٧ نيسان – ٢٠٢٣