في الذكرى التاسعة للمؤتمر التوحيدي لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

شاهين أحمد

في صبيحة الـ 6 من نيسان 2014 بمجمع الشهيد سعد عبد الله للمؤتمرات بمدينة هولير عاصمة كوردستان العراق ، إنتهت أعمال المؤتمر التوحيدي لأحزاب الاتحاد السياسي الذي إنبثق عنه حزبنا الديمقراطي الكوردستاني – سوريا حيث كانت عملية التوحيد خطوة مهمة ورسالة قوية في وجه الساعين للتشرذم والانشقاقات، وخطوة جادة في مسار تأطير الطاقات والامكانات وتوجيهها نحو أهداف شعبنا. وشكلت عملية التوحيد رسالة طمأنة للشارع الكوردي، ودعوة لجماهير شعبنا بضرورة الوقوف خلف مشروع الحزب الذي هو مشروع وجود وحقوق الشعب الكوردي في سوريا وخاصة أن الحزب جدد التزامه بنهج الكوردايتي ” نهج البارزاني الخالد “. هذه الخطوة المباركة كانت مبعث سرور وارتياح لشعبنا وأشقائنا في أجزاء كوردستان المختلفة وكذلك لشركائنا في سوريا. 
وكانت الأهداف التي وضعها الحزب أهدافاً طموحة ونبيلة وكبيرة تتناسب مع وجود شعبنا وقضيته العادلة في سوريا ، كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية وتعرض لشتى صنوف الظلم والقهر والاضطهاد والإقصاء لمحو هويته القومية ، كما تعرضت مناطقه لمخططات شوفينية بغرض إعادة هندسة ديموغرافيتها بما تتوافق والتوجهات العنصرية للبعث. لكن بكل أسف ماتعرضت لها المنطقة بشكل عام ومناطق واسعة من جزئي كوردستان في سوريا والعراق بشكل خاص لهجمات دولة الإرهاب الداعشي الأسود شكلت ضربة كبيرة لبرنامج الحزب نظراً للنزوح الجماهيري الكبيرالذي حصل، وكذلك ماقام به الاتحاد الديمقراطي pyd ومسلحيه وإدارته من ممارسات ترهيبية لامسؤولة كانت سبباً في تفريغ كوردستان سوريا من الطاقات الشبابية والكفاءات العلمية والفعاليات الإقتصادية وكذلك ماحصل في مناطق عفرين وتل أبيض / كري سبي ورأس العين / سري كاني من معارك بين الجيش التركي وحلفائه من الفصائل العربية السنية المعارضة من جهة ومسلحي الفرع السوري لـ pkk من جهة ثانية أدت إلى هجرة ونزوح شرائح واسعة للحاضنة الحركية والحزبية وتشتيتها ، وكذلك الانحرافات التي حصلت على صعيد الثورة السورية ودخول الراديكاليين على خط الثورة وتغلغلهم في مفاصل مؤسساتها وإصرار النظام على الحل العسكري والأمني في تعامله مع الأزمة السورية، وتخاذل المجتمع الدولي، والتدخلات السلبية من جانب اللاعبين الاقليميين والدوليين في القضية السورية حولت سوريا إلى ساحة صراع مفتوحة لتصفية الحسابات بين المتدخلين فيها، وخرجت المبادرة من أيدي السوريين عموماً. وبما أننا جزء من سوريا ومن حراكها، لذلك دفعنا أيضاً حصتنا من الضريبة وبالتالي تأثير كل ذلك على شعبنا وحركتنا وحزبنا، الأمر الذي حال دون تحقيق ماكنا نأمل عمله وتحقيقه. وهنا من الأهمية بمكان التأكيد بأن الحزب ومنذ إنطلاقته أكد ومازال على أهمية العمل من خلال المجلس الوطني الكوردي كإطار للمؤمنين بالمشروع القومي الكوردي والوطني التغييري السوري ، ومازلنا في خندق الشعب السوري ونعمل من خلال المؤسسات السياسية للمعارضة الوطنية السورية لصياغة الأسس التي من شأنها إعادة إنتاج سورية جديدة مختلفة عن سوريا البعث. وعلى الصعيد التنظيمي العمل مستمر بكل جدية لعقد المؤتمر العام للحزب بالرغم من وجود الصعوبات والتحديات التي تعترض العملية ، وكذلك الامتعاض العام داخل مفاصل التنظيم. وحاولنا عبر سلسلة (نحو المؤتمر العام لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني – سوريا) طرح وإثارة العديد من القضايا السياسية والتنظيمية الهامة التي تخص الحزب أملاً في مشاركة الرفاق من مختلف المواقع بالتفاعل الإيجابي لتوليد أفكار وصياغة رؤى من شأنها مساعدة مندوبي المؤتمر في اتخاذ المواقف الصائبة تجاه مختلف القضايا من جهة ، وضرورة إيجاد الآليات المناسبة والسبل الكفيلة التي من شأنها توفير شروط نجاح عقد المؤتمر، وتقوية وتفعيل دور الحزب و” مأسسة ” عمله وإعادة هندسة مكاتبه ومنظماته حسب الاختصاصات وبمشاركة ممثلي كافة المواقع والمناطق بشكل فعلي وعادل ، وتفعيل دور المرأة والشباب في مؤسسات الحزب المختلفة للخروج من حقول الضعف والترهل إلى مساحات الفعل والنشاط . ويجب أن ندرك أن أهداف حزبنا لن تتحقق بالخطابات الشعبوية التي تستهدف قلوب البسطاء، ويجب أن نكون موضوعيين في طروحاتنا من خلال خطاب علمي وواقعي عبر تحجيم الأنانية، وتعظيم الموضوعية والشراكة والجماعية من خلال ” نحن ” بدلاً من الـ ” أنا “. ونؤكد في هذه المناسبة على أن حزبنا وكما كان دائماً سيعمل على تفعيل وتطوير المجلس الوطني الكوردي وضرورة فتح المجال أمام كل المؤمنين بمشروعه السياسي واستيعاب كافة الطاقات السياسية والعلمية والشبابية . ومازلنا نرى في المجلس كإطار حامل لمشروع قومي كوردي واضح في إطار سوريا الموحدة، وينطلق من حقيقة بقاء جزء من الشعب الكوردي وجغرافية كوردستان داخل الحدود الإدارية والسياسية للدولة السورية بنتيجة الاتفاقيات الدولية الموقعة  خلال الحرب العالمية الأولى وبعد إنتهاءها وخاصة سايكس – بيكو لعام 1916 ولوزان لعام 1923 ، وبأن هذه الحدود فرضتها الدول المنتصرة في الحرب رغماً عن إرادة شعبنا الكوردي وشعوب المنطقة . ويناضل حزبنا ومن خلال المجلس بالوسائل السلمية المتاحة للتعبير عن طموحات الشعب الكوردي ويعتمد الواقعية في طروحاته، ويعتبر القضية الكوردية إحدى القضايا الوطنية السورية وحلها واجب ومهمة جميع الوطنيين السوريين ، وعلى هذا الأساس ينخرط  حزبنا من خلال المجلس في الأطر السياسية للمعارضة السورية، ولايتعامل الحزب مع الأحداث بردات فعل، ويعي أسباب التهجم عليه، ويعرف تماماً الجهات التي تقف خلف الحملات التضليلية التي تستهدفه ونؤكد بأن المتربصين بمشروع حزبنا لن ينجحوا في حرفه عن مساره ولن يتخلى عن الثوابت القومية والوطنية في أي تحرك أو حوار. ويعتبر حزبنا أن قضية وحدة الصف وترتيب البيت الكوردي هي قضية استراتيجية ومطلب ملح لكافة المخلصين ، وأن أية خطوة في حقل التقارب الكوردي – الكوردي يجب أن تساهم في تعزيز التلازم بين مساري النضال القومي الكوردي والوطني السوري، وتعزز الشراكة الحقيقية بين مختلف مكونات الشعب السوري ، وتؤسس لعلاقات حسن الجوار ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول بشكل عام والجوار بصورة خاصة وتقطع الطريق على أية تدخلات عسكرية جديدة وتكرار مأساة عفرين وسري كاني / رأس العين وكري سبي / تل أبيض في مناطق أخرى، وأن تجرد النظام من أوراقه المكذوبة والمتعلقة بحماية مكونات الشعب السوري الأقل عدداً وتسرع في إنهاء الإستبداد. ونجدد في هذه المناسبة بأننا نرفض خطاب الكراهية وعقلية الإقصاء، ونسعى بإستمرار إلى تأسيس مرجعية جامعة لشعبنا الكوردي في سوريا من خلال إشراك كافة الطاقات التي تؤمن بحقيقة وجود وحقوق شعبنا في سوريا. وسيستمر حزبنا من خلال المجلس الوطني الكوردي مع كافة المخلصين والشركاء الوطنيين في سوريا على إنهاء الاستبداد وإعادة إنتاج الدولة السورية التي سرقها البعث ودمرها بالتعاون مع الأسلمة السياسية الراديكالية، والمحافظة على وحدة أراضيها واستعادة سيادتها، وإنقاذ ماتبقى من شعبها من المعتقلات، وإعادة كافة النازحين إلى مناطقهم الأصلية. وسنواصل العمل من أجل سوريا جديدة عبرالحل السياسي ووفق مرجعية جنيف 1 لعام 2012 والقرارات الأممية ذات الصلة وخاصة القرار 2254 لعام 2015، ودولة اتحادية بنظام مدني ديمقراطي يمثل كافة مكونات الشعب السوري القومية والدينية والمذهبية وعلى مسافة واحدة من كافة المكونات المذكورة، قائمة على أساس التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة ووفق محددات الشراكة والتوافق والتوازن. ونؤكد في هذه المناسبة بأن حزبنا مستمر في التعبير عن طموحات شعبنا في المحافل الدولية والدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعه بكل أمانة وإخلاص . ونتوجه بهذه المناسبة المجيدة بالتحية للأشقاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – العراق وخاصة شخص المرجع القومي الكوردي السيد الرئيس ” مسعود بارزاني ” لدعمه اللامحدود ومساندته المستمرة لقضية شعبنا في كوردستان سوريا. كما نتوجه بالتحية إلى جميع رفاقنا الذين يتحملون مصاعب العمل والنضال ، ونعاهد شعبنا ورفاقنا بأن حزبنا سيواصل النضال بكل أمانة وإخلاص للحفاظ على الحزب وصيانة وحدته وسنواصل النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا. ونحن على أبواب عقد مؤتمرنا العام هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح علينا وعلى كافة الرفاق وخاصة مندوبي المؤتمر العام وهو :
 مامدى حاجتنا كــ قيادة حزب pdk – s وخاصة نحن على أبواب عقد مؤتمرنا العام للمكاشفة والاعتراف بالأخطاء والتجاوزات التي حصلت بكل جرأة ، ومن ثم الاعتذار الواضح والصريح، والتسامح، والتسامي فوق الخلافات البينية لـ قطع الطريق على النافخين في نار الانشقاقات والكراهية وإذكاء الصراعات البينية لتجاوز آثار الأخطاء والخروج من حالة الترهل، ومن ثم التأسيس لمقومات الشراكة الحقيقية في العمل والقرار ، والتسلح بالصبر والإرادة لإخراج الحزب من حالة الترهل والاستنزاف وحقول الأنانية ونقله إلى مساحة الفعل والمؤسساتية ليعبر بصدق عن تطلعات الشعب الكوردي في سوريا بكل أمانة وفعالية وإخلاص ؟.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…