الإمتحان القاسي أمام الإئتلاف والمجلس الكردي

شيرزاد هواري 
في الحقيقة العلمية المعروفة ومبادئ علم الفيزياء الأساسية كلما زادت القوة الضاغطة على واحدة السطوح يزداد قيمة الضغط الناتج عن التأثير.
رغم صغر مساحة المناطق المحررة فيما لو اصح تسميته سورياً وتقلصه خلال السنوات الاخيرة من مسيرة الثورة فائضاً نقصان المساحة يزيد من الضغط الجماهيري والذي يتناسب معها عكسياً ، فالشمال السوري وعفرين الكردية تحديداً بات لم يتحمل المزيد من الإنتهاكات لوصولها الذروة والبدء بمرحلة الغليان الثوري على دعاة الثورة المزيفين سلوكياً كون الثائرين لايقبلون بكل تلك المظالم والإنتهاكات التي يعيشها اهلنا خلال السنوات الخمسة الماضية والتي اضيف فوق مظالم وإنتهاكات سلطات المحلية السابقة لمنظومة الإدارة الذاتية المنهارة بعفرين 
فاليوم الإئتلاف الوطني المعارض مطالب بإجراء تصحيح لمساره الممارساتي وسلوكيات فصائل الجيش الوطني على الارض والذي يدعي رئيس حكومته عبدالرحمن مصطفى بإنها آمنة جداً وقد أكدت مجزرة جنديرس صحة أدعائه رغم تفاقم الوضع بالشمال السوري ومناطق سيطرته لحد غير قابل للوصف أصلاً حتى ذهب ضريبة ذاك الأمان أربع ضحايا مدنية كورد لحظة إيقادهم لشعلة النوروز المجيد ممارسة للطقوس المعتادة كل عام 
فبات الإئتلاف والمجلس الكردي امام منعطف خطير يهدد إستمراريته ،فمن جهة نتيجة الترهل الحاصل في منظومة الإئتلاف الوطني السوري والتهرب الدائم من ممارسة صلاحياته وسلطته الحقيقية ورافق ترهله السياسي ضعف وزاد تأثيره على مختلف مناطق سيطرته التي أطلقت عليها صفة التحرير نظرياً كونه لم يستطيع حوكمة حكومته وتفعيل مؤسساته بالمشاركة الفعلية لشركائه بسبب استطراد  الفصائل والجماعات المسلحة التي رافقت سيطرتها مختلف الأعمال السلبية الممارسة يومياً بحق أبناء المنطقة والمدنيين.
تلك التي من المفترض ممارستها كأعلى سلطة سياسية معارضة كسلاح سلمي ضروري لترميم ذاته والهيئات والمجالس التابعة لحكومته المؤقتة وتقويم عمل المؤسسات القضائية وأجهزة الشرطة والأمن العام بدءاً من تعيين المناسب لكل منطقة مع مراعاةخصوصيتها الديمغرافية والجغرافية بالإعتماد على أبناء المناطق الأصلاء ومكوناته الإئتلافية  في إحكام سلطته لإحقاق الحق .
فبدلاً من ذلك تصاعدت وتيرة العمل على تحقيق الإنجاز السياسي بعلاقاته رغم حجم الفشل التاريخي المرافق لصيرورة الثورة والإئتلاف حتى جعلوا منه أداة لتمرير المشاريع الإقليمية ، وأهمل قيادة الإئتلاف السوري عن قصد أو غباء سياسي الحراك الوطني السوري لدرجة إقتصر تواجده الفعلي  على حجم الصور الملتقطة بكاميرات الإعلاميين وإنجاز الإجتماعات المقررة وبالداخل التركي على الأغلب
ولم يستطيع الإئتلاف تعقيم مسيرته  والخلاص من حجم السلوكيات الممارسة على أرض الواقع بحقه أولاً نتيجة الإساءة له ولحكومته لدرجة عدم مقدرة وزير بحكومته محاسبة أصغر عناصره أو موظفيه بسبب الفساد والرشاوي الإدارية والمحسوبيات التي سادت بمعظم هيئاته وتشكيلاته 
  
_ وقد وجه  السوريون رسائلهم مراراً لرأس الهرم السياسي بالإئتلاف الوطني السوري في مختلف مناطق سوريا الشمالية والشمالية الغربية.
وأخيراً وليس آخرها رسالة أكبر مكون سياسي للإىتلاف وجماهيره وبالتالي رسالة الشعب الكوري بعفرين كون حجم الضغوط النفسية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية الممارسة عليهم وصل إلى حد لايطاق وتم الإنفجار بسبب السياسة الرعناء لشخوص الإئتلاف وحكومته المؤقتةوعناصر الفصائل التابعة لسياسته والتي حسمتها قيام عناصر جيش الشرقية الجبناء النازحين إلى منطقة عفرين كضيوف غير محترمين وبل مجرمين منذ وصولهم لعفرين وحتى الآن.
 وذلك لمنع إيقاد شعلة نوروز كطقوس ممارسة للعيد القومي الكردي” النيروز “وإستخدام السلاح الحي على عائلة بأكملها بجنديرس  لضيق آفاقهم وعنصريتهم أوتوجيههم للقيام بذلك لتنفيذ مخطط خبيث بحق الكورد ولإثارة النعرات الطائفية وإفتعال الفتنة كوردية -عربية لضرب أواصر التأخي الكردي العربي بعفرين 
 فبدلاً من الإحتكام إلى توظيف الشارع والحراك السوري في مواجهة النظام السوري فبات كالخلد يرمي التراب على ذاته.
بات اليوم أحد أهم مكوناته السياسية والدبلوماسية وبإنسحابه أو تعليق عضويته ينتهي الإئتلاف ومستقبله السياسي بسبب أهمية المجلس الوطني الكردي وحجمه الجماهيري وإمتداده الإقليمي وإنتشاره بمختلف بلدان العالم لدرجة بات يشكل ثقلاً لايستهان به سياسياً بالإضافة لقوته العسكرية المدربة التي تتمثل في قوات بشمركة روج 
كون الأخير يمتلك أكبر قاعدة سياسية منظمة ومنخرطة في الحراك السياسي المعارض ويضعه الإئتلاف أمام خيارات صعبة وهو التعبير عن مطالب الشارع الكردي وقاعدته الجماهيرية بالإنسحاب من الإئتلاف أو تأمين مستقبل سياسي ومرحلي بتلبية مطالب الشعب الكردي المحقة والعادلة والتي تأخذها من عدالة القضية الكردية السورية وبلورتها الدولية.
 ونتيجة ترهل الأخير للقيام بواجباته أيضاً سيضعه الحراك السياسي الكردي المعارض أمام إمتحان هو الأخير سيجتاز إمتحانه بسهولة فيما لو سدد خطاه وفق ما يتطلبه جمهوره
ويتوقع  مخرجات حلول والآفاق امامه  لجوئه إلى :
-مطالبة الإئتلاف الوطني السوري لإجتماعات مصيرية بخصوص خروج  الفصائل مصيرها  وإدارة المناطق ذات الغالبية الكردية من قبلها أهلها الأصلاء وإستقدام بشمركة روج القوة العسكرية للمجلس بعد تفاهم إقليمي ودولي 
– الضغط على قيادة الإئتلاف السوري ومطالبتهم بإعادة إصلاح والتغيير الضروري بحكومته المؤقتة أو اللجوء إلى تعليق عضويته موقتاً أو بإتخاذ قراره النهائي بالإنسحاب من الإئتلاف مباشرة ودون تردد وهذا ما يتمناه أغلب الجماهير الكردية وسيكون تلك الخطوة من مؤشرات إعادة الثقة السياسية للجماهير بالمجلس الوطني الكردي وأحزابه 
-التهديد بالإنسحاب النهائي منه بعد إعطائه مهلة زمنية لإعادة الإعتبار للمجلس وخصوصية إدارة مناطقه الكردية.
-اللجوء لجبهة الحرية والسلام عند عدم تلبية مطالب المجلس من الإئتلاف المعارض وتفعيل الجبهة كبديل سياسي جاهز ممكن الإعتماد عليه مرحلياً
-الإمتحانين السابقين للإىتلاف والمجلس الكردي يمكن تجاوزه بتلبية مطالب الجماهير الكردية والثورية بخروج الفصائل المسلحة  من القرى والقصبات ومراكز المدن والنواحي وبين تجمعات المدنيين والبدء بإعادة هيكلة مؤسسات الحكومة المؤقتة ولاسيما أجهزة الشرطة المدنية والقضائية وتطعيم حكومته الموقرة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…