ردا على عبدالحكيم بشار.. غوبلز المجلس الوطني الكردي

عبدو خليل
حقيقة يحار المرء كيف يرد على عبدالحكيم بشار في مقالته المنشورة بموقع ولاتى مه. والتي على ما يبدو كلف بها أحدهم لصياغة أفكاره. وهذا ليس محض تخمين. وتنبع صعوبة الرد لما تحمله المقالة من تضليل متعمد ومتقصد في ملف حساس ومصيري يخص التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين. ولما تحمله أيضا المقالة من تجني على الحقائق وتزييف للمعطيات وهذه على ما يبدو سمة كل من تحالف مع الأخوان وتلوث بهم . ويتفوق هنا حكيم  بفن المواربة والتدليس على إعلام النظام السوري لا بل يسبق بأشواط غريمه الأوجلاني  ألدار خليل .
بداية يشير حكيم. وهو هنا بريء من صفة الحكمة براءة الذئب من دم يوسف. يقول  بما معناه إن عراب التغيير الديموغرافي في سوريا يتمثل بالدور الإيراني  دون غيره. وأن هذا الأمر يستهدف المكون السني  لوحده. ويكرر الأمر عدة مرات في سياق استكتاب أفكاره. ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد للدور التركي القذر. هذا الدور الذي  بات مجرد مسلمة بديهية يعرفها البسطاء والعوام في عموم سوريا. وعلى وجه التحديد في شمالها الغربي المنتفض بوجه تركيا وعملائه من السوريين المتحكمين بقرار المعارضة . ويتغاضى أو يتناسى هذا اللا حكيم عن دور تركيا المحوري في تسويات وصفقات الاستانة إلى جانب إيران وروسيا. سيما صفقة المدن الأربعة والغوطة وحلب. والقائمة تطول. يتذاكى ويتشاطر علينا حكيم عندما يشيطن إيران ويتجاهل تماما الشيطان الوديع /التركي. العراب الحقيقي لكل سياسات التغيير الديموغرافي  الممنهجة ليس في سوريا فقط إنما في كل المنطقة ومنذ قرون طويلة. وكما لو مجازر الأرمن واليونانيين والسريان والاشوريين والكرد والعلويين  وغيرهم مجرد كذبة سمجة وفق دلالة ما خطه حكيم .  
في مكان آخر وهنا المفارقة الفجة أن حكيم  يسأل نفسه سؤالا بالنيابة عن غيره فحواه. هل التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين دائم. ويجيب  بثقة ان هذا يتوقف على سياسات المجلس. وهذا هو المضحك المبكي بعينه. المضحك انه يظن أن مجلسه يمتلك سلطة ونفوذ يشبه بقوته الكونغرس الأمريكي. وأن صراعاته البينية مع رفاقه بالمجلس وداخل حزبه تدور حول صفقات النفط والطائرات والحرب السيبرانية وليس كما هو الحال على  كرسي هنا وهناك. أو تهافت على راتب ووظيفة بالائتلاف لتنفيذ ما يمليه موظفي جهاز المخابرات التركية. هذا هو واقع حال المعارضة المرتهنة للأجندة التركية ولم يعد الأمر يحتاج لشروحات وخطوط بيانية وفك طلاسم واستخارات. 
أما المبكي فهو أن حكيم كما عهدناه في السنوات الأخيرة تحول إلى غوبلز صغير يتمختر بطربوشه العثمنلي دون خجل. أو يزاود علينا حينما يتقرب من أربيل ويعتبر نفسه سليل المدرسة البرزانية. ولنا أن نقدر كم يسيء امثاله لهذه المدرسة النضالية. أو نجده يتدثر بعباءة الوطنية السورية معتبرا نفسه أحد قادة الثورة السورية . لذلك نجده في مقالته الأخيرة يذرف دموع التماسيح خوفا على ديموغرافية عفرين بعد أن تسربت إحصائية من حكومته المؤقتة تقول إن من بقي في عفرين من أهلها حوالي 135 ألف بينما الوافدين قرابة 450 ألف.  وللعلم هو ذات نفسه ورفاق حزبه ومجلسه روجوا طيلة السنوات الماضية من عمر الاحتلال أن عدد أهالي عفرين المتواجدين يتجاوزون  400 ألف. وكذبوا كل من أشار ودل على الأرقام الحقيقية. وهو أي حكيم صاحب إشاعة أن هناك المئات والألاف ممن يعودون يوميا لعفرين. وأن مجلسه يقدم لهم كل الخدمات والتسهيلات. ها هي حكومة سيده الطوراني عبد الرحمن مصطفى تعترف ان المتبقين لا يشكلون سوى ربع ما روجه خلال السنوات الماضية. وهو ذات نفسه مع الثلة المقربة منه. أمثال إبراهيم برو و عبدالله كدو أكدوا على الدوام أن الانتهاكات الجارية ذات طبيعة فردية وأنها مجرد حالات عابرة. وأن ديموغرافية عفرين ليست مستهدفة. ووجدناه كيف روج خلال زيارته الأخيرة لامريكا برفقة برو عندما ساقتهما تركيا بهدف تسويق نظرية أن عفرين بخير ولا تحتاج سوى لبعض الأموال والمعجنات. مؤكدين على أن الوضع بعفرين آمن. ولم يتطرقوا إلى جرائم الحرب اليومية من قبل ما يسمى بجيشهم الوطني لا من قريب ولا من بعيد . طلبوا دعما ماليا مع أن  كلاهما يدرك ويعرف حق المعرفة أن سيدهم التركي لا يسمح بمرور دولار واحد إلا عبر جمعياتها الرسمية  ihaha و arfd والوقف الديني. المكلفة بتنفيذ سياسات التغيير الديموغرافي والثقافي في منطقة عفرين وتشرف مباشرة على تعهدات بناء المستوطنات.
المفارقة الأكبر أن حكيما يعود و يطلب من أمريكا الضغط على قسد لوقف عملية التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين ويعود  لتجاهل سياسات المحتل التركي وأعوانه. لا بل يضيف أن الرابح من هذه العملية هو حزب العمال الكردستاني. حقيقة لا نفهم المنهجية التي يفكر بها هذا الرجل ولا كل من يشد على يده ولا ندري أوجه الخلاف والأختلاف بين ما يستخدمه من أدوات ومنهجية و بين منهجية وأدوات العمال الكردستاني في التضليل . 
أخيرا. يصر حكيم بشار وحزبه ومجلسه على التدخل بشؤون عفرين. بدءا من الترويج للاحتلال المحمود وفق رؤيته وتبرير جرائم جيشه الوطني وإزالة مخاوف التغيير الدينوغرافي . ويعيد الكرة لاستثمار ملف نازحي عفرين كورقة يعزز بها مواقفه السياسية في شرق الفرات. ويتعامى حتى عن التقارير الأممية التي وصفت الحال بمنطقة عفرين أنها ترتقي لسوية جرائم الحرب. لا بل كثيرا ما كذب تلك التقارير وقلل من قيمتها. وكانت محل سخريته. ويصر أن الحل يمر عبر التشبث بمجلسه وائتلافه المخزوق.
لكن يبقى السؤال الأهم والمهم. كيف استطاع حكيم بشار ان يجر خلفه المجلس الوطني بكل احزابه ومنظماته الوهمية. ويوظفهم شر توظيف لصالح أجنداته المشبوهة بالضد من إرادة كرد سوريا .  ويلطخ الحقائق بعار صفاقته . هذا هو السؤال الذي يخشى كل من في المجلس الخوض فيه والوقوف عنده.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…