الرأي و الرأي الاخر مع الشيخ مرشد الخزنوي

  محمد نور

ضيفي في هذه الجولة فضيلة الشيخ مرشد الخزنوي ابن شهيد الحرية والانسانية والاسلام محمد معشوق الخزنوي  حواره محمد نور
– الاحزاب الكردية في المرحلة الراهنة انها مدخلة الى غرف الانعاش لكونها مصابة بالتهاب حاد جراء تنازع الهوية الكردية والسورية

 – للاحزاب الكردية حسناتها ولا ينكرها الا كل مكابر
 – وفي هذه المرحلة ان سلبيات الاحزاب صارت اكثر من حسناتها
– واعود لاقول لا يفهماً احد من حديث هذا انني انكر نضال الاحزاب وحسناتها
ما قولكم في المعارضة الكردية في كردستان سوريا؟

بداية اخي الكريم لا اعتقد وجود اتفاق على تسميتها بالمعارضة نظرا لاستحقاقات المفردة بل الاكثر ادراجاً على تسميتها بالحركة، وبتصوري هذه اولى العقبات التي تواجهها الاحزاب الكردية في غربي كردستان، فتسميتها بالحركة الكردية تقتضي بانها اتفاقا حركة قومية ديمقراطية تحررية، لشعب يتعرض للاضطهاد القومي ومحروم من حقوقه القومية الديمقراطية، ويسعى للتحرر والحرية، بينما تسميتها بالمعارضة تختلف كليا عما سبق، وحتى لا اطيل في المصطلح الذي ربما لا يهتم به الكثيرون اقول بالنسبة للاحزاب الكردية في المرحلة الراهنة انها مدخلة الى غرف الانعاش لكونها مصابة بالتهاب حاد جراء تنازع الهوية الكردية والسورية قبل الاختلاف في الوسيلة في العمل والكفاح، و تعاني من أزمة فيما بينها، ورغم ادعاء الحوار فيما بينها والادعاء بكونها في طريقها الى المعالجة، الا انني استبعد ذلك في الوقت الراهن الحساس والذي يتطلب فعلا حل وتوافقا سريعا لمواجهة المتطلبات الحالية للمرحلة .


طبعا للاحزاب الكردية حسناتها ولا ينكرها الا كل مكابر ولكن في ظل التطور السريع للاحداث في المنطقة وعدم ايجاد صيغة مشتركة بين جميع الاحزاب تجعلنا نشعر وفي هذه المرحلة ان سلبيات الاحزاب صارت اكثر من حسناتها، فحتى المصطلح الذي ناقشته قبل قليل من حيث التسمية بالمعارضة او الحركة هي محل جدل كبير تتفرع منها وينبي عليها حقوق الشعب الكردي كقضية ارض وشعب او كقضية مواطنة وحقوق انسان مضطهدة ومسلوبة كباقي مكونات الشعب السوري وهذا واضح تمام من خلال مواقف اطر الحركة الكردية الثلاث (لجنة التنسيق ، الجبهة الديمقراطية ، التحالف الديمقراطي )،
واعود لاقول لا يفهماً احد من حديث هذا انني انكر نضال الاحزاب وحسناتها، ابدا هذا غير صحيح، لكنه ايضا ليس صحيحاً حينما نركز فقط على الصورة الوردية للحركة الكردية في سوريا فهي مرت خلال تاريخ نضالها بمراحل اتسمت بالانتكاسة كما مرت بمراحل انتعاشة واعتقد انها الان تمر في اسوء مراحل الانتكاسة وذلك لانها وخلال مرورها بكلا المرحلتين لم تستفد من تاريخها ولم تعتبر بالدروس والتجارب التي مرت فيها، والناظر اليها يظن ان الزمن قد توقف عند كلا المرحلتين وهذه من الاخطاء الجسمية التي ترتكبها الاحزاب الكردية والمطلوب منها ان تتداعى بعد التحلي بحسن النوايا تجاه بعضها البعض ونبذ ثقافة التخوين والتعميل مدعوة الى كتابة بروتوكلات حكماء الكرد والالتزام بها والعمل عليها تيمنا ببروتوكولات حكماء صهيون للتصدي للمرحلة

ايهما انجح الخارجية ام الداخلية ؟

طبعا نحن نتحدث عن الحالة الكردية دون السورية العامة لان لكليهما فوارق لا تتفق من وجهة نظري مع بعضهما ولا بد للحديث عن كل واحدة منها على حده وبما اننا نتحدث عن الحالة الكردية، فمن وجهة نظري لا يمكن الحديث عن معارضة كردية خارجية فجميع الاحزاب التي تعمل على الساحة الخارجية هي منظمات تتبع احزابا في الداخل وبالتالي لا يمكن الحديث عن افضلية العمل بينهما كون الاثنتين مكملتين لبعضهما رغم القصور في الطرفين والمنظمات الخارجية هي ظهير وسند لاحزابها الداخلية
الفرق بين المنظمات الخارجية والاحزاب الام في الداخل، ان الاحزاب الام الداخلية تواجه ضغوطات ومحاولات لاختراقها وقمعها وكم افواهها، بينما المنظمات الخارجية متحررة من كافة الشروط ويمكن ان تسهم في دعم احزابها الام في الداخل على اكثر من صعيد مادي ومعنوي، كما ان الاحزاب الام عليها مهمة التواصل مع جماهيرها في ظل غياب العلاقة الجماهيرية لمنظمات الخارج .


اما الحديث عن معارضة كردية خارجية متشكلة في اطار احزاب مستقلة عن احزاب الداخل فلا يمكن الحديث عنها الا على سبيل الشخصيات المستقلة وعلى فرض وجودها ودون ان يكون لها امتداد مع القاعدة الشعبية في الداخل فلا اعتقد جدواها ولا اعتقد انها قادرة على فعل شيئ ما دامت بعيدة عن صرخات البسطاء

وهل قدموا للكرد شيئ من امنياتهم ؟

كما اشرت في الاجابة على السؤال الاول لا يفهما احد نكراني لحسنات الحركة وحديثي هذا ليس من قبيل جلد الذات بل للاعتبار والاستفادة من مرحلة طويلة مرت من عمر الحركة وبالنسبة للاجابة على السؤال المطروحة لو اعدنا صياغة السؤال لنقول بعد هذا العمر الطويل والتاريخ الحافل بالاحداث هل قلت من المداهمات والاعتقالات العشوائية بحق ابناء شعبها من قبل الفيئة الظالمة ؟ ، هل أخرجت سجينا واحد من السجون؟ ، هل اكتسبت أو انتزعت شيئا من الحقوق على أرض الواقع؟ ، هل أرغمت السلطة على التنازل من أعمالها ؟، هل أعادت موظفا واحدا إلى وظيفته ؟ ، هل تملك مالية لإعانة المتضررين ؟، هل أعادت حساباتها القديمة وتلقت درسا، وشكلت مؤسسات إعلامية ثقافية اجتماعية، و مالية؟، وبالاحرى هل اتفقت على رؤية واحدة والية عمل واحدة ؟ ، هل هي اليوم جاهزة لأي تغيير قادم وحوادث وكوارث مشابهة لدرء الأخطار ؟ ، هل لديها مشروع عملي حالي وليس النظري اعتقد ولا اكون مبالغا ان قلت انها لم تحقق من كل ذلك شيئ
اعتقد الشي الوحيد الذي حققته الحركة خلال تاريخها هي حفاظها وايقاظها للروح الكردية من الموت والضياع، وحتى نكون منصفين يجب ان نذكر الاسباب التي حالت دون تحقيق شيئ من ذلك وحتى لا اطيل اذكر سببين
الاول : الظروف الصعبة التي تعمل فيها و أهمها القيود المفروضة على حرية التنظيم و الاجتماع و الحصار المالي و التعتيم الإعلامي و الحرمان من الفضاءات العامة و المحاصرة الأمنية لتحركات مناضليها بما يضاعف من مشاكلها و يضعف قدراتها و يفرض عليها نوعا من العزلة
والسبب الثاني: المرض الكردي القديم الذي لم تشفى منه بعد مرض الغيرة والحسد والخلاف والانشقاق والتخوين .

وارجو ان لا اكون قد اطلت وما تقدم من حديث هو رأي شخصي لي واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…