كانها نسخة رديئة من دراسة «محمد طلب هلال».. قضية للنقاش (240)

صلاح بدرالدين

نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مايلي : عن ( ” مركز غلوبال جستس للأبحاث والدراسات الاستراتيجية ” ، ” دراسة ومسح للتوزع السكاني في سورية – الجزيرة السورية ، من اعداد : المحامي موسى الهايس – المحامي عبدالله السلطان ، آب – أوغسطس ٢٠٢٢ ” .
  ” محافظة الحسكة ومنطقة نبع السلام 
  توزع القرى في مناطق : المالكية – القامشلي – رأس العين – منطقة الحسكة – القبائل العربية في محافظة الحسكة .
    نتائج دراسة التوزع السكاني في محافظة الحسكة 
  ٢٩٪ قبائل وعشائر كردية مسلمين وايزيديين – ٦٧٪ قبائل وعشائر عربية مسلمين ومسيحيين – ٤٪ أقليات آشور وشيشان وتركمان وارمن . 
  توزع القرى في المناطق الأربعة التابعة لمحافظة الحسكة : قرى عربية ٣٤٥ – ٦٢،٢٨٪ ، قرى كردية : ١٨٥ – ٣٣،٧٠٪ ، مختلطة عربية كردية : ٩ – ١،٦٤٪ ، قرى سريانية آشورية : ٦ – ١١٪ ، مختلطة سريانية عربية : ٣ – ٠،٥٥٪ ، مختلطة سريانية كردية : ١ – ٠،١٨٪ ) .   
  الملاحظات 
  أولا – قبل خمسة وستين عاما ، كتب رئيس شعبة الامن السياسي في القامشلي السيئ الذكر الملازم اول محمد طلب هلال تقريرا تحت عنوان : دراسة اجتماعية سياسية حول محافظة الحسكة ، ورفعه الى مسؤوليه في دمشق ، وبالرغم من ان هدف التقرير كما جاء فيه هو تهجير الكرد بشتى السبل بمافيها الحرمان من حق المواطنة ، والأرض ، حتى لايشكلوا الغالبية السكانية بالمحافظة ، وكان التقرير الذي وقع بين ايدي (حزبنا) آنذاك ونشرناه بعدة لغات بالداخل والخارج ، يتضمن دراسات وتحليلات ووثائق ، ولكن مانشر اليوم تحت اسم (محاميين) غير معروفين لدي على الأقل ، يندى له الجبين ، بتناقضاته ، واخراجه بطريقة السلق السريع ، ويظهر انه بمثابة بيان شوفيني يتقطر حقدا ، وكراهية .
  ثانيا – أراد ( المحاميان ) ممارسة نوع من الاحتيال عندما اظهرا ( دراستهما ) على انها من إصدارات مركز دراسات استراتيجي امريكي ، غير ربحي ، يتوخى العدالة ، ويرعى حقوق الانسان وذلك لاضفاء نوع من المصداقية على عملهما الذي يستهدف الوجود الكردي في سوريا ، وكانهما لم يسمعا ان صدقية الإدارة الامريكية باتت بالحضيض من أفغانستان الى كردستان ، ثم ان القانون الأمريكي يمنح الحق لأي مواطن ( حتى لو كان على شاكلة المحاميين ) انشاء جمعيات ، ومراكز ، اما هذا المركز فليس في عداد المراكز البحثية المعروفة التي تقوم بادوار علمية ، بل انه يتحمل مسؤولية قانونية ، واخلاقية لنشر مثل هذه الترهات والاكاذيب المنافية للواقع .
  ثالثا – ( دراستهما ) معنونة ب ” مسح للتوزع السكاني في سورية – محافظة الحسكة ” وليس فيها اية إشارة الى عدد السكان من مختلف المكونات ، فقط تحمل أرقاما حول القرى غير دقيقة ، من دون معرفة أسماء تلك القرى ، وعدد سكان كل قرية ، وحجم القرية ، فمن المعروف ان المكون العربي خصوصا في الريف والبادية في الكثير من الاحيان يتخذ الخيم منازل له ، اما الكرد فيقيمون بالمدن ، والبلدات مذ عقود .
  رابعا – من جهة تزعم ( الدراسة ) ان هناك بالمحافظة مسيحييون عرب ، من جهة أخرى تذكر بوجود قرى مختلطة ( سريانية وآشورية – عربية مختلطة ) .
  خامسا – تتضمن ( الدراسة ) فصلا عن أسماء العشائر العربية في المحافظة ، وتتجنب ذكر اسم عشيرة كردية واحدة .
  سادسا – مصادر ( الدراسة ) تقتصر على اعمال كتاب معروفين بمواقفهم الشوفينية ضد الكرد ، ولا تحتوي أي مصدر كردي تاريخي بالرغم من توفر مئات المؤلفات الموثوقة الزاخرة بالوثائق .
  سابعا – ان أية محاولة من جانب أي طرف كان في اجراء احصائيات والاخذ بها في الظروف الراهنة حيث اكثر من نصف السوريين بالخارج تعد مشبوهة ، وذات اهداف واغراض عنصرية خصوصا في مناطق تعاني أصلا من الظروف غير الطبيعية جراء المشاريع الشوفينية منذ عقود ، مثل محافظة الحسكة وغيرها .
  شخصيا ومع اعتزازي بانتمائي القومي لست في وارد تفضيل مكون على آخر في محافظة الحسكة وجميع المحافظات السورية ، ولكنني كمناضل سياسي كردي سوري انخرطت بالحركة الكردية منذ نعومة اظفاري ، ولوحقت واعتقلت ، وتعرضت للتعذيب لانني كنت مع غيري نطالب بالديموقراطية ، والمساواة ، ورفع الاضطهاد ، ووقف التهجير ، والحزام العربي ، وابطال نتائج الإحصاء الاستثنائي الزائفة ، وانتزاع الحقوق المشروعة ، وكنت من الدفعة الأولى امام محكمة امن الدولة العليا بدمشق بتهمة ( اقتطاع جزء من سوريا ) وتابعت ، وعاصرت كل موبقات النظام البعثي ، والتيارات الشوفينية المقسمة للصفوف ، واختبرت  الاحصائيات المزورة ، والتقارير الكيدية  ، والدراسات الباطلة ، ولااتفاجأ اليوم بهذه ( الدراسة ) – الفتنة  – الفضيحة في وقت يتعرض وطننا الى تهديد الزوال ، ومناطقنا التي تقصدها  ( الدراسة ) يتحكم فيها المحتلون ، والمسلحون ، والقوى الخارجية ، ممايستدعي ذلك المزيد من التماسك الوطني ، والحوار من اجل الإنقاذ ، وليس بث السموم ، ونشر الافتراءات  . 
  لقد كان ومازال من ضمن مطالبنا اجراء استفتاء شامل ، وكذلك إحصاء عام ، في سوريا ومن ضمنها المناطق الكردية ، والمختلطة ، وباشراف دولي ، ومنظمات مدنية مستقلة ، لمعرفة حقيقة التوزع السكاني ، ونسب المنتمين الى القوميات ، والاديان ، والمذاهب الوطنية في سائر مناطق البلاد ، ثم الاعتراف بالنتائج واعتمادها بدستور البلاد ، وعلى ضوئها إقرار ، وضمان حقوق الجميع ، واحترام ارادتهم في تقرير مصيرهم الإداري والسياسي ، والثقافي ، وطموحاتهم المشروعة في اطار سوريا جديدة ، تعددية ، ديموقراطية موحدة .
  ان الجزء الأكبر من المسؤولية في التهجير ، وتفريغ المناطق ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، واللغط الحاصل بشأن الوجود الكردي في السنوات الأخيرة ، واعدادهم الحقيقية ، تقع على عاتق أحزاب طرفي الاستقطاب التي تتصدر المشهد ، ان كان في مسألة تهجير الكرد من مناطقهم خصوصا في محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ، او بعودة المهجرين الى ديارهم ، ومن دون الذهاب بعيدا فهناك اكثر من ( ٣٠٠ ألف ) في مخميات كردستان العراق ، وعدد مماثل او اكثر في تركيا ماعدا مئات الالاف في أوروبا والدول الأخرى . 
  والقضية قد تحتاج الى نقاش

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…