وليد حاج عبدالقادر / دبي
للأسف الشديد ورغم ثقل المراحل التي مرت بها سوريا منذ بداية تشكلها على انقاط اتفاق لوزان ومراحل القص واللصق من جهة، ومبادئ التوافق، لابل الخيار الكردي الذي كان صريحا وواضحا بالوثيقة التي وجهها زعماء منطقة الجزيرة كخيار وطني، رغم قبول اجزاء اخرى من الدولة السورية وانشائها لدويلاتها، مثل دولة الدروز ودولة دمشق ودولة العلويين ودولة حلب، ومن ثم انخراط الكرد عمليا في مقاومة الإستعمار الفرنسي، وكان الكردي احمد بارافي هو من رفع علم الإستقلال فوق قبة البرلمان السوري، نقول : برغم كل المخاضات التي تمت مع بزوغ او انطلاقة الفكر القومي العربي من خلال عفلق ومن هم على شاكلته، التي كانت بالفعل هي مقدمات التحول نحو هيمنة القومية الاكثر، وتعززت بوضوح مع مرحلة الإنقلابات العسكرية وصولا الى تجريم الإنتماء واستهداف القومية الكردية على حساب جبربة المواطنة العربية السورية، وليستمر هذا المخاض طويلا جدا، لابل وتصبح عقدة تستولد استبدادات متشعبة،
وكانت اقساها من النظم بإيجاد وتفعيل قوانين استثنائية بحق الشعب الكردي في سورية، والتي تحولت فعلا الى قضية تتماس مع جوهر النكران، وتجريم كل من دعا او طالب بإعادة الحقوق والإعتراف الديمقراطي بها، فكان الإحصاء الجائر وخطط الحزام العربي ورافقها مساعي تعريب المنطقة، من خلال جلب عوائل من مناطق الغمر في حوض الفرات والتي كانت بامس الحاجة الى فلاحيها لإستكمال عمليات الإستصلاح، ومع هذا لزلنا نقول ياليتها ظلت كممارسات سلطوية فقط، إلا انه وللاسف الشديد ظلت تساير تلك النزعة التي لاتزال تتماشى مع عقلية التملك التاريخي بالتوازي مع فتوحات عياض بن غنم، حتى ان بعض الاطر لاتزال ترى في الاندلس ايضا ذات الرؤية، واستهداءا بها وكما بني عليه تاريخيا سيما في العصر الأموي وبداية الفصل القومي بين مكونات الدولة حينها اي العرب والموالون، وبالتالي قضايا كثيرة شملت الإقطاع والمشاع ووو كثيرة من الإشكاليات التي لم ينصفها التاريخ بعد، وللاسف الشديد ! لاتزال هذه العقلية عند بعضهم تمارس وكتقية غير قابلة للجدل، رغم حقائق التاريخ بجغرافياتها، وهنا واختصارا لكثير من الجدل والكلام، وفي الواقع السوري، وتجاوزا لمواقف النظم وكذلك غالبية المعارضات العربية تحديدا، والتي واكبت النظام وسكتت عن كل ممارساتها التعريبية والتغيير الديموغرافي حتى ان الشيوعيين ( بكداش تحديدا ) اعتبروها خططا تنحى نحو التطبيق الإشتراكي، وظلت القضية الكردية في قمقم تحوط بنكران او عدم تجرؤ المعارضات العربية الإقتراب منها، وكذلك التشارك مع النظم في اتهامها بالرجعية والانفصال ووو الخ، ومع بدايات الثورة السورية ومشاركة الكرد فيها بحيوية ونشاط ومع كل المتغيرات ومآلات العسكرة ومشتقاتها، وما يهمني شخصيا هنا، وسط كل هذا الزخم على مساحة الدولة السورية، والامور التي توصل فينا احيانا ومن خلال التعامل مع بعضهم – كنخب – فتنصدم وبكل قوة بذات عقلية علي مخلوف ومفارز اجهزة الامن السورية، لابل والإرتكاز على ذات الادوات والسبل، وتنفيذ الإجراءات بما يوازي تماما مظاهر القمع الجبري فيحاكي السجون والمعتقلات إما بالتنمر او الحظر والإزالة، ويصبح موضوع التواصل ولمجرد التواصل لها خاصية امنية، تشمل مثلا فلترة نسبة وتواجد الكرد ككرد في اي تجمع او منتدى ولقاء فتتحرك النزعة الشوفينية عند بعضهم وفوبيا الهيمنة عليها كرديا وذلك كانعكاس طبيعي لسيكولوجيتهم الفردية والجمعية، وما يسعون هم اليها اصلا . فيتم وبعقلية اقصائية مساعي ابعاد الكرد وبذات العقلية البعثية والامنية وفوبيا النزعة الإنفصالية , وذلك حتى لو كانت في جمعية خيرية، وفي التجربة العملية سنرى بأن الوعي الممارس هو الاصح في بناء المواقف والتأسيس عليها، لا نياب الليث المبتسمة – ( كمزحة الاسود ولطماتها )، فكم انصدمنا وسنصطدم بالممارسات الفعلية وقضايا تعيدنا الى ذات نفق الإستبداد والعودة بذاكرتنا الى ممارسات الاجهزة الامنية في استبعاد المكون الكردي من اي وجود او بروز وظهور ما يشي بوجود مكون كردي ( وهذه استبشرنا !! بها من خلال مواقف هيثم المالح المافوق شوفينية )، هذه الحالة التي لاتزال تتلبس بعضهم كعقدة فيرتكز عليها لإقصاء الكرد عن اي حضور او ظهور بلونهم الخاص، وإن كانت في مباراة او تجمع خيري ولكن ! هذه القلة المعقدة اجزم ! واؤكد على عبارة اجزم ! انه وبعد هذا المخاض الكبير مع انطلاقة الثورة السورية السلمية، اوجدت بالفعل حالة جديدة، ووجدت هناك فئة باتت تقف وترفع صوتها امام اي استهداف ذي طابع استبدادي اقصائي شوفيني، هذه الحالة ختى وان كانت لما تزل بعد في طور الكمون ولكن مظاهر تحولاتها اخذت تتمظهر من خلال النخبة العربية الواعية والمؤمنة فعلا بمفاهيم الديمقراطية ودولة المواطنة الشاملة وبكل معاييرها، لدينا مثل كردي يقول بما معناه ( خطوة خطوة ستوصلنا الى الضيعة ) وبالفعل عندما نرى كرديا وفي اية موقع الغائي، يرافقه عدم صمت غالبية النخب العربية سندرك، لابل ادركنا بان سورية هي لجميع السوريين، وانها لاتزال بخير، وان العقلية الإقصائية هي التي ستتقهقر وترى ذاتها لا منبوذة فقط بل بحاجة الى معالجة نفسية، وهذه العقلية قد تبرز في كل الإتجاهات .. عقلية المواطنة والتساوي والتي تبدأ من الذات واول بنودها : الغاء السؤال الذي اقصى الكردي عبر سنين الإستبداد من ابسط حقوقه وصيغة السؤال المخابراتي / الامني ؟ هل هو انت : كردي ام لا ؟ …