ENKS والإمتحان الأصعب

شريف علي 

القرار الذي طال انتظاره، ورغم كونه جاء متأخرا،فقد اتخذه المجلس الوطني الكوردي ENKS  والمتضمن  عقد مؤتمره في داخل الوطن، وذلك خلال اجتماعه الأخيرفي العاصم الكوردستانية هولير ، خاصة وأن  المرحلة التي تلت محاولة  إنعقاد المؤتمر الرابع في 7 تشرين الثاني 2017  التي منعتها ميليشيات  PYD ،وحتى الآن ، شهدت تطورات جمة تراكمت سواء على الصعيد الكوردستاني أو السوري أو الدولي إلى جانب العديد من المحطات والإنعطافات المؤثرة التي كانت تستدعي أنعقاد المؤتمر، لكن يبقي المهم ليس انعقاد مؤتمر- أيا كان رقمه الترتيبي  – من أجل الإنعقاد،بل ما يمكن أن يتمخض عنه المؤتمر وما يتخذه من قرارات وما يحدده من المسؤوليات تمكنه من اجتياز المرحلة الراهنة بنجاح والتحكم بزمام المبادرات في المرحلة القادمة .
المجلس الوطني الكوردي ENKS وبالنظر لما أبداه من تقاعس ملحوظ تجاه السعي لعقد مؤتمره الإعتيادي يكون  قد أوصل بذاته إلى مرحلة في غاية الحساسية، مرحلة اشتدت وتزاحمت فيه المتغيرات سواء على صعيده الداخلي أو فيما يتعلق باستراتيجية مطلوبة تواكب تلك التغيرات والتطورات، من هنا يتلمس المراقب مدى جسامة المهام التي يواجهها المؤتمر المزمع انعقادة ،والقائمة قد تطول وتطول لكن تبقى الأولوية لمهام تفرض نفسها من بين الأخريات لما بات فيها الخلل والفساد مزمنا ،وما تفرزه من تبعات غطت على الإيجابيات وأثرت على مسيرة المجلس وفاعلية دوره كإطار وطني كوردي جامع منذ تأسيسه في العام 2011 ورافعا نضاليا لتأمين الحقوق القومية والوطنية للشعب الكوردي في كوردستان الغربية كما هو منصوص عليه في المواثيق الدولية .
إزاء هذه الحالة للمجلس والظرف المحيطي المفروض بقوة السلاح لابد من وقفة جادة من جانبه في هذه المحطة وعلى كافة مفاصل عمله في وفي مقدمتها تقييم المرحلة السابقة بصدق وشفافية للتمكن من التشخيص الدقيق  لمستوى أدائها في نواحي عملها حتى لايتم إعادة إنتاج الأخطاء السابقة لأن الصواب لا يمكن أن يبنى على الخطأ فالقرارات السليمة والموضوعية  إذا أتخذت بناء على حالة أرضية معيقة لاتفي بالغرض الذي أتخذت من أجله فحسب بل يزيد من حالة الإعاقة لذا يكون لزاما عليه المراجعة النقدية العميقة وتحديدا جانبين أساسيين :
 الأول يتمثل في البناء الهيكلي للمجلس والمعتمد على لائحته الداخلية سواء من حيث معايير العضوية بالنسبة للأحزاب والمنظمات المجتمعية أو بالنسبة إلى التمثيل النسبي لتلك الجهات في المجلس هذا بالاضافة إلى آلية إتخاذ القرارات كونها مجتمعة تحدد سوية ديناميكيته في بقية الجوانب من نشاطه بإعتباره الأداة المحددة لمسارات الانشطة.
أما الثاني تحديد استراتيجيته خلال المرحلة القادمة على ضوء ما حصل وما يحصل الآن من تغيرات على الصعيدين الإقليمي والدولي وتبعات تلك التغيرات في الوضع السوري عموما والكوردي على وجه الخصوص، وتكون السمة الاساسية لتلك الاستراتيجية الخلو من تبعية قرارات حكومات تضع تدمير القضية الكوردية في أولويات مهامها، لقاء مكتسبات آنية و يغلب عليها طابع الخصوصية إن كانت على مستوى الأفراد او الأحزاب ،لاسيما وان المجلس على تمام الثقة بالدعم اللامحدود الذي يحظى به من جانب قيادة إقليم كوردستان، والتأكيد جاء مؤخرا على لسان الرئيس البارزاني خلال لقاء سيادته بوفد من رئاسة المجلس الوطني في هولير،ذلك اللقاء الذي أوضح فيها معالم خارطة طريق سياسية للمجلس وعليه أن يكون المجلس على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها قضية الشعب الكوردي في كوردستان الغربية حيث تتعدد المخططات الإقليمية وعبر ادواتها النافذة في الساحة الكوردستانية لإنهاء الوجود الكوردي وبالتالي القضية الكوردية هناك برمتها ،ويخرج بقرارات خالية من عوالق تعيق برنامج عمله وتعيد ثقة الشارع الكوردي به كممثل
شرعي له .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…