صحيفة آسو تحاور سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) الأستاذ محي الدين شيخ آلي.

أجرى الحوار : الصحفي هوزان خليل عفريني 

كيف ترون وضع سوريا إثر عملية الطيران الحربي الإسرائيلي باختراق الأجواء السورية؟.

الهجوم الذي شنه الطيران الحربي الإسرائيلي ضد مواقع داخل سوريا كان قد أثار قلقاً كبيراً لدى الشعب السوري، خاصةً وأن الإعلام الرسمي في دمشق لا يحظى بالثقة لدى الرأي العام.

إن الوضع في سوريا باقٍ كما هو عليه الحال وليست ثمة تغييرات تذكر، إلا أن الخوف يزداد.
ما هو سبب زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى تركيا؟..هل كانت بسبب عملية الطيران الإسرائيلي تلك أم بدافع تطوير الخطط الأمنية ضد الحركة القومية الكردية؟.

زيارة وزير الخارجية السوري إلى تركيا كانت سببها ذلك الهجوم الإسرائيلي، لأنه كان من الواضح جيداً بأن أجواء تركيا كانت مفتوحة أمام الطيران الحربي الإسرائيلي، رغم أن مسؤولي أنقرة حاولوا وبخجل إبداء عدم رضائهم حيال ذلك الهجوم الإسرائيلي ضد سوريا.

إن علاقات التعاون الأمني بين تركيا وسوريا بخصوص المسألة الكردية وفق نقاط اتفاقية أضنة 1998 قائمة على قدم وساق، والمؤسسة العسكرية في تركيا راضية تماماً من السلوك السوري .

بتصوركم هل الحرب الإسرائيلية السورية باتت على الأبواب أم ماذا؟..وإذا نشبت الحرب ماذا سيكون موقفكم؟.
 

ليست من مصلحة سوريا أن تبدأ بالحرب ، ولكن إذا نشبت الحرب بين إسرائيل وسوريا فلاشك أننا سنقف إلى جانب بلدنا سوريا.

في الواقع مهما كانت طبيعة الحرب ودوافعها فإنها تبقى منبوذة وقبيحة من وجهة نظرنا، فمن جهتنا نبقى تواقين صوب تحقيق السلم وتطبيق مقررات مجلس الأمن الدولي في جميع الساحات.
 
هل التعهد – التنسيق الثلاثي الذي يجمع كل من سوريا، تركيا وإيران موجه فقط ضد حزبي العمال الكردستاني والحياة الحرّة لكردستان؟..أم ضد مجموع الحركة القومية الكردية؟.
 
بوجه عام أتصور بان التعاون يبقى قائماً – بهذا الشكل أو ذاك – بين كل من تركيا وإيران وسوريا وبعض القوى الشوفينية العراقية حيال القضية الكردية فهذا أمر تاريخي.

رغم أن أشكال التعاون الإقليمي هذا  سوف تتبدل وفق ظروف ومناخات الصراع في الشرق الأوسط.
 

في العام الفائت وعلى إثر زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى سوريا، أقدمت السلطات السورية على شن حملة اعتقالات مفضوحة ضد كوادر ومسؤولي أحزاب كردية، وكنتم أحد الذين تعرضوا للاعتقال في تلك الفترة دون تهمة أو قيامكم بنشاط ما غير مألوف..ما تقييمكم في هذا الصدد؟.
 

تندرج الزيارة التي قام بها أردوغان إلى سوريا في إطار توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية التركية السورية في جميع الميادين.

إن ما تريده تركيا اليوم وتفضله يستجيب له النظام السوري وخاصةً في ميدان التعاون الأمني ومسائل الحدود…الخ.
 

هل كنتم تتوقعون ذلك الحجم التضامني من أكراد الداخل والخارج الذين وقفوا إلى جانبكم ورفعوا أصواتهم دفاعاً عن حريتكم والعمل لإطلاق سراحكم من المعتقل؟..ماذا كان موقفكم في المعتقل حيال النظام؟.
 

كنت أتوقع بأن تقوم الحركة السياسية الكردية في سوريا وبعض منظمات حقوق الإنسان برفع أصواتها، إلا أنني وفي الحقيقة لم أكن أتصور ذلك الحجم الهائل من عشرات الألوف من الناس والمئات من الشخصيات المعروفة والمنظمات الدولية سوف تبادر للتضامن معي وتناشد السلطات السورية بإطلاق سراحي.
خلال فترة اعتقالي في الحجرة الانفرادية في دمشق أبديت للمسؤولين رغبتي بأن يحيلوني إلى المحكمة لأواجه التهم الموجهة لي، حيث كنت متخذاً قراري بأن أقدم مرافعتي باللغة الأم، كي أوضح فيها آرائي ومطالب الحزب وليتعرف الرأي العام على الموقف وتتوضح حقيقة التهمة والدفاع، ولكن يبدو أنهم لم يفضلوا عرض قضية الكرد في سوريا وسكرتير حزبها على جلسات المحاكم.

ورغم ذلك فلقد تسنى لي وكانت الفرصة مواتية لأن أؤكد للمسؤولين وأكرر على مسامعهم مسائل أهمها مايلي:

أ –  إن عضوية حزبنا في ائتلاف قوى إعلان دمشق نابعة من قناعاتنا، وإن إعلان دمشق هذا، ائتلاف وطني ديمقراطي سلمي، نحن في حزب الوحدة متمسكون به بلاتردد.

ب –  من الضرورة بمكان إصدار قانون ينظم عمل الأحزاب في سوريا.
ج –  ضرورة إفساح المجال أمام تداول اللغة الكردية، فهذه اللغة مستقلة لا تقل شأناً عن الأرمنية والتركية أو العبرية والشركسية.

د –  الوجود الكردي في سوريا وجود تاريخي قديم جداً، ومن الضروري تقبل هذه الحقيقة وإدراجها في الدستور السوري، فسوريا ليست فقط للعرب بل إنها للكرد والعرب وإننا لا نشعر البتة بأننا وفي يوم ما كنا ضيوفاً على هذا الوطن.

هـ- مشكلة محافظة الحسكة – الجزيرة المتجسدة بإبقاء أكثر من /300/ألف كردي مجردين من جنسية المواطنة يجب حلها بأسرع وقت ممكن وأن تتحقق الوعود الرسمية التي أطلقت بهذا الصدد.
 

ما وضع منظمات حزبكم اليوم، وهل اعتقالكم ألحق الضرر بها أم شكل عاملاً إيجابياً؟..بعض الأطراف يقولون أنه بعد اعتقال شيخ آلي بات حزب الوحـدة في حالة فوضى وتسيب..ما درجة الصحة في هذا الإدعاء؟.
 

يمكنني القول بأن دور الحزب قائم ومكانته تتعزز سواءً في مجال التنظيم وكذلك دائرة الصلة مع الجماهير.

إن العديد من الأصدقاء المستقلين والمناصرين وكذلك الرفاق يرون بأن ذلك الحجم التضامني في الداخل والخارج مع سكرتير الحزب إبان اعتقاله وكذلك الاستقبال الذي قوبل به إبان الإفراج عنه سواءً في دمشق أو مدخل حلب والتجمع الجماهيري الذي احتشد في ساحة مدينة عفرين قد ساهم في تعزيز مكانة الحزب وتعريفه أكثر فأكثر، وكان لقوى ومؤيدي إعلان دمشق دورهم المشهود في هذه المناسبة.
 

من الملاحظ أن الأحزاب الكبيرة تساهم في إحداث انشقاقات في أحزاب أخرى أو تشكيل أحزاب جديدة بهدف توظيفها في خدمة توازنات أو لتبرير الإدعاء والقول بأن كذا حزب إلى جانبي…!هل أنتم مع هكذا أسلوب وطريقة أم ترفضونه؟.

حزبنا مع تأطير الحركة الكردية في الأمس واليوم، لذا فهو عضو في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا، هذا التحالف الذي يسعى بإخلاص وبمسؤولية لعقد مؤتمر وطني كردي في سوريا كي تنبثق عنه ممثلية ويساهم في توحيد الخطاب السياسي للحركة الكردية.

إننا ننبذ ظهور أو اختلاق أحزاب وتنظيمات جديدة ، فهكذا سلوكية لا تخدم القضية الكردية.
  

بعض الأحزاب عندما تأتي وفودها إلى كردستان الجنوبية (إقليم كردستان العراق) وخلال لقاءاتها تجهد لإظهار حزبهم فقط بأنه الكبير وذات شأن أو يسميه بأنه الحزب الأم..هل مساعي تصغير البعض والمهاترات تخدم الحركة القومية الكردية؟..كيف ترون وما هو تقييمكم؟.
 

لا تزال الثقافة الديمقراطية ضعيفة ومتأخرة في الإطار العام للحركة الكردية، لذا يرى المرئ بأن الدعاية الحزبوية والشخصنة تتقدم على القضية العادلة وما يتوخاه الناس.
إنها مجافاة للحقيقة والواقع بأن يرى البعض بأنه (الحزب الأم) ويرى آخر بأنه (الحزب الأب) وما إلى هنالك، فهذه عقلية غير سليمة وتولد الأمراض.
 

ما هي علاقات حزب الوحـدة مع الأحزاب الكردية والكردستانية ومستواها في الداخل والخارج؟.
 

علاقاتنا مع الأحزاب الكردية والكردستانية هي علاقات صداقة أخوية طبيعية وسليمة.

إن الشغل الشاغل والاهتمام الأول والأساس لدى حزبنا هو قضية الكرد والديمقراطية في سوريا، وبناءً عليه فإننا حريصون على بناء وتطوير علاقات الصداقة والأخوة مع جميع الأحزاب دون السماح لأحد بالتدخل في الأمور الداخلية التي تخص الآخر.

إن احترام وتفهم خصوصية أوضاع وقضية الكرد في سوريا واجب وضرورة من المفترض التوقف حيالها بمسؤولية.
 

عقدت جبهة الخلاص الوطني السوري مؤتمره الثاني في ألمانيا واتخذت قراراً بالعودة وتغيير نظام البعث..هل بإمكانهم القيام بفعل شيءٍ ما؟.

وهل نفوذهم أكبر من نفوذ إعلان دمشق، أم ماذا؟.
 

إن تحقيق التغيير الديمقراطي في سوريا يشكل مطلباً لنا جميعاً، ومن أجل هذا الهدف فإن حزبنا ومنذ ما قبل تأسيس (جبهة الخلاص الوطني) العائدة لعبد الحليم خدام الذي كان في حينه نائباً لحافظ الأسد، كان على صلة مع العديد من الفعاليات والشخصيات السورية وتوصلنا سوياً إلى الإعلان عن تأسيس ائتلاف قوى وطنية ديمقراطية عرفت بـ (إعلان دمشق) حيث كان للإطارين الكرديين الرئيسيين في سوريا (التحالف والجبهة) شرف العضوية في هذا الإعلان ولا يزالان يواصلان عملهما بإخلاص في هذا الائتلاف (إعلان دمشق) الذي يمكن القول وبثقة بأنه يتمتع بثقل وانتشار ومصداقية في أوساط واسعة من المجتمع السوري وله فروع ولجان في معظم المحافظات السورية.
 

ما هو تقييم حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا للوضع الراهن في جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق) وخاصةً موضوع تطبيقات الفقرة 140 المتعلقة بمصير كركوك وتلك المناطق الأخرى خارج حدود إقليم كردستان؟.
 

المكاسب التي تحققت في إقليم كردستان العراق إثر سقوط نظام صدام البعثي يجب حمايتها بكافة السبل، فهذه ضرورة ومهمة قومية ديمقراطية وإنسانية.

إن الوضع القائم والتطور الجاري في إقليم كردستان العراق واقعين تحت مراقبة مركزة من لدن العديد من الدول والقوى.

رؤيتنا في هذا الصدد بأنه كل ما أفسح المجال أمام مؤسستي البرلمان والحكومة في إقليم كردستان وطبقت قراراتهما كلما انعكس خيراً على شعب كردستان.

أما قصة البند رقم 140 من الدستور العراقي الخاص بحل مسألة كركوك ومصيرها فإني من جهتي لا أتوقع حلاً في المدى المنظور، لا في أشهر قادمة ولا خلال العام القادم ويبقى الأمر معلقاً.

إن قضية كركوك – العقدة – من الصعوبة بمكان حلها بسرعة وسهولة وسوف تستغرق سنين عديدة لتبقى تشكل عامل تأزيم وتوتير بين الكرد والتركمان والعرب.

إننا على ثقة بأن القيادة السياسية لإقليم كردستان العراق على درجة من الوعي والنضج بحيث تشكل ضمانة لمنع إجهاض تلك المكاسب المتحققة أو تتحول إلى ضحية لأعاصير غامضة في تقلبات السياسة الدولية.

——-

* الترجمة العربية للنص الكردي للمقابلة  التى اجراها الصحفي هوزان خليل عفريني مع سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) الأستاذ محي الدين شيخ آلي

– صحيفة آسو العدد (556) 22/10/2007 – السليمانية – كردستان العراق.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…