عبدالجبار عبدالله خضر
المركز الدولي للدراسات السرطانية التابع لمنظمة الصحة العالمية أصدرت تقريراً يحسم فيه مسألة الانبعاثات الغازات من محركات الديزل )مازوت( على أنها مسرطنة بالتأكيد للإنسان، وقد أكدت أن تلك الغازات قد تسبب على الأقل بسرطان الرئة، ومن اهم الغازات الخطرة التي تصدر عن الوقود: غاز اول أوكسيد الكربون، ويتكون بسبب عدم الاحتراق الكامل للوقود، وغاز ثاني أوكسيد الكبريت، كذلك غاز ديو كسيد النتروجين، وتعتبر غازات سامة خطرة على حياة الأنسان، علماً بأن الدراسات التي أجريت في أوروبا، اثبتت بان استخدام الديزل في وسائل النقل العام رغم التقنيات المتطورة التي تستخدم لخفض الانبعاثات الغازات لم تنجح في خفض خطورة هذه الملوثات.
علماً بأن الوضع السوري يعاني من تلك الغازات التي تسبب في الأمراض التي تهدد حياته في ظل تردي الوضع الصحي وفقدان الأدوية من اغلب الصيدليات وخاصة في مناطق الشمال السوري، فعلى سبيل المثال، عدد المولدات في ازدياد مستمر وهناك تقديرات بأن العدد قد بلغ أكثر من 300 مولدة. عدا عن انبعاث الغازات المذكورة منها، هناك ظاهرة أخرى جد وخيمة هو التأثير على صوت الإنسان، فأن اصوات تلك المولدات التي تطغى على اصوات الباعة في سوق القامشلي، وتأثيرها أيضاً على غشاء الطبل وكلنا يعلم بأن حاسة السمع لها علاقة مباشرة مع العقل، إذاً تلك المولدات لها اكثر من تأثير على حياة السكان. اعتقد من الناقل القول بأننا أمام كارثة إنسانية بحسب الوضع القائم وبحسب الاطباء، بأن هناك مريض في كل بيت غير قابل للشفاء. وهذا يهدد ربع سكان مدينة القامشلي على سبيل المثال.
لا يمكن أن يتصور المرء أن المدينة كاملة تضج بالصوت والحركة والدخان الكثيف تحل ضيفاً على سمائها، بسبب تلك المولدات الكهربائية الضخمة التي تعمل على الديزل، واذا خطونا خطوات اخرى إلى الامام ونرى تفاعل المواد المنبعثة مع التيارات الكهربائية مثل الفا وبيتا وغاما مع الغازات المنبعثة من ابار البترول. وهو أمر يجب أن يدرس دراسة كافية من تأثيرها وكيفية علاجها بقدر الامكان، أو التخفيف من تأثيرها.
اعتقد أن الأمر بحاجة إلى دراسة عميقة للتخلص من هذه المولدات التي باتت ترعب سكان المدينة وتهدد حياتهم بالكامل، من حيث الامراض التي تصيب الصدر، وعلى المقيمين في إدارة هذا البلد أن يحافظوا بقدر الامكان على حياة الناس عن طريق بناء مستشفيات اختصاصها فقط تمكن في مجال السرطانات، وايجاد الادوية اللازمة، والحد من خطورة هذه الغازات بطرائق علمية بقدر الامكان في أن يحيا الناس بود ووئام.
ان المحافظة على حياة الناس يجب أن تخضع للمعايير العلمية، وفق الخطط التي ترسم بدراسة وعناية تامة من قبل الاختصاصيين في مجالات مختلفة، وتأثيرها المتبادل مع محيطها، ويجب أن يتضافر جهود كل العاملين مع بعضها البعض لتحديد مكامن الخطر على حياة المواطنين، وبدون هذه العقول التي هي صمام أمام لحياة المواطنين هي الاجدى، وعكس ذلك هو هدر لكرامة الانسان من حيث أنه احسن مخلوق وجد على سطح الكرة الارضية.