ليلى قمر – ديريك
مع بداية تاسيس منظمة خويبون كأول واجهة سياسية كردية مؤطرة وما تلاها من ظهور لجمعيات – ومنظمات متعددة التوجهات والمشارب ، لم يذكر في سجلاتها التنظيمية أي حضور نسوي منظم ، سوى لمؤازرات من خلال التضامن الأسري ، وهذا الأمر لا يعني خلو الأمر من بروز قامات ثقافية واجتماعية لأسماء نسوية بارزة ، عملن وابدعن في مجالاتهن ، وكذلك لمعت بعضهن وبشكل فردي أيضا ، وتبوأن مراكز ثقافية هامة ، ومع ظهور جمعيات ذي اهتمامات ثقافية واجتماعية ، بدأت تظهر في الساحة اسماء لقامات نسوية دخلن وابدعن في مجالات ثقافية متعددة ، وبعضهن أسسن صالونات – تجمعات نسوية كن نسوة من الطبقة الإرستقراطية – الراقية ، ولكنها جميعا لم تتطور لتصبح كخصوصية كردية ، مع ان غالبية تلك التجمعات – الكروبات تؤكد غالبية الآراء بأن النساء الكرديات هن من مهدنا لها الطريق ، لابل اوجدنا سبل ظهور تلك المجموعات ، وباختصار هنا ، يمكننا القول بأن المرأة الكردية في سوريا تفاعلت ثقافيا وبشكل جيد في المشهد الثقافي ، وان ظلت كظاهرة فردية ، لابل ولربما تكون اقتصرت أيضا حتى مرحلة الخمسينيات على بعض من أميرات آل بدرخان باشا ، ونساء الطبقة الشامية من ذوي الاصول الكردية ، وعلى الرغم من ان الحزب الشيوعي السوري كان قد تنشط وشهد اقبالا كرديا سوريا أيضا ،
وضم في صفوفه وجوها نسوية ولكن كان كشكل ديكوري في البداية ، ومع تاسيس أول حزب كردي في سورية ، لابل وحتى فترة طويلة خلت غالبية احزابها من وجود تنظيم نسوي ، مع وجود رافد معنوي ودعم لوجستي كبير ، كما وفي تلك المرحلة التي شهدت وأسست لصراعات عسكرية حتى ، واعني بها مرحلة تاسيس البارتي والجو الأمني الخطير الذي اتبعته اجهزة مخابرات النظام والمشاريع المتعددة التي استهدفت القضية الكردية حينها في جميع أجزاء كردستان ، وقد كان التركيز الشعبي الكردي في تلك المرحلة منصب كلها على الثورة الكردية في كردستان العراق بقيادة القائد الخالد مصطفى البارزاني ، ولتتدخل سوريا الحرب بشكل مباشر دعما للنظام العراقي ، ونظرا لما كانت تمارسه اجهزة امنه من تضييق ومراقبة دقيقة ، وحيث ان مناطقنا كانت المتنفس الوحيد وسط طوق حالة حصار شديد للثورة ، او ما سمي بطوق الكماشة من قبل نظم ايران والعراق وسوريا ، واشتداد الصراع العسكري مع جيش العراق ، ومع هذا بقيت رقعة تسلل صغيرة تتفرع الى طريقين صعبين وبخطورة عالية عبر منطقة ديريك واحدة منها مباشرة الى كردستان العراق والاخرى إليها أيضا ولكن تسللا عبر كردستان تركيا ومنها الى حيث مناطق الثورة فكانت كروبات النسوة المتجهات والقادمات وبطريقتهن ، ناقلات او جالبات بريد وقضايا لوجستية عديدة ، ومع انطلاقة أول حزب سياسي أيضا ، لم يتم فتح باب التنظيم – على ما اظن – للنساء ولكنهن كانوا النواة الحقيقية في تسيير وتدبير شؤون التنظيم السرية ، من نقل البريد وتوفير الملاذ الآمن للملاحقين ، والأهم مما حافظن عليه ولتصبح فيما بعد كواحدة من الطقوس القومية ، حيث كن تخرجن الى الطبيعة في يوم نوروز وكمجموعات صغيرة ، وذلك في تحد للنظم وتبتدعن طرقهن ووسائلهن ، ومع تطور الحركة التنظيمية الكردية في سورية ، ومع تضافر وزيادة ثقل الحزب الكردي الناشئ ، ومارافق ذلك من حملة اعتقالات شديدة ضد قادة وكوادر الحزب ، برزت قامات نسائية قمن باداء ادوار نضالية عديدة وخطيرة ، واصبحن ، لابل شكلن شبكات اشبه بخلايا النحل وبما يتوائم مع ما تؤدين من مهام خطرة جدا ، – وقد كنا استذكرنا بعضا منها سابقا في سرد لسيرة المناضلة الراحلة – فاطما شرنخي – ، وهنا لابد من التوكيد على أنه حتى اواخر الستينيات خلت البنية التنظيمية الكردية من وجود منظم للنساء في هيكلية الحركة السياسية الكردية تنظيميا ، وإن كان لها حضور طاغ في المشهد السياسي ، وعمل نضالي رديف برز خاصة في الإنشقاق الأول واتخذت صيغة عاىلية في اغلبها ، وظلت في أغلبها كرديف كل لطرفه الذي يؤازر ، وإن كانت قد بدأت تظهر كنواة وباستحياء مع ظهور اليسار الكردي ، وبقي الأمر هكذا حتى مرحلة مابعد عام 1970 وظهور النسق التنظيمي الثالث ، ولتظهر بدايات خجولة لتشكلات حزبية من خلايا وفرق ومجموعات مؤازرة نسوية للاحزاب الكردية .. هذه المرحلة بالضبط اخذت تطفو وتنمو كبدايات ما يمكن تسميته الإنفتاح المنضبط على فتح ابواب التنظيم – وبخجل – للمرأة الكردية في التنظيمات السياسية الكردية
..
للحديث بقية
– غالبية المعلومات من مقال لي بعنوان – لمحات من مسيرة المناضلة الراحلة فاطمة شرنخي – نشرت في حينها بالجريدة المركزية للحزب – يكيتي العدد 273 وبموقع يكيتي ميديا
•• ومن ذات العدد والسيرة ورد ( ..يستذكر الأستاذ صديق شرنخي بعض من النسوة اللاتي شاركن المناضلة فاطمة شرنخي ومنهن: كلسن عبد المجيد.. فاطمة أومري.. سورية سيامندو.. حنيفة.. زوجة عمر زرو.. سلطانة زوجة ملا أحمد نيو.. وبنات ملا احمد شوزي وزوجة خالد مشايخ.. وزوجة حسن بشار )