عنايت ديكو
– هذه هي عفرين … هذه هي كورداغ التي بدأت تنهض مجدداً من بين الركام … ركام الذل والموت والاحتلال.… كطائر العنقاء الهائج.
– هذه هي عفرين … عفرين المجد والكرامات … عفرين التي دفعت ثمن معارك ” جالديران ” وثمن كوردية مواقفها وجمالها وقوتها وعزتها وخصوبتها الالهية.
– فكم من امبراطورياتٍ وغزواتٍ واحتلالاتٍ قد مرّت من هنا ؟
– من جحافل اليونان والمقدونيين والروم والبيزنطة والمسلمين … ومن هولاكو وجنكيزخان والعثمانيين والفرنسيين والبعثيين والآيكولوجيين والعمشاتيين .؟
– أجل …!
– الكل ذهبوا ورحلوا واندثروا بين نعال وأرجل الفرسان … بينما كورداغ بتاجها وعقيقها بقيت تقاوم رغماً عن أنف الجميع … الكل ذهبوا بإتجاه السراديب وقاع التاريخ … وعفرين بقيت تقاوم وتقاوم .!
– اليوم ومن خلال شعلة النوروز المقدسة … تحتفل كورداغ مجدداً بنوروزها وببكائها وبأنينها الصارخ وبنحيب امهاتها، وتنادي أبنائها الميامين بكل ما تملك في دواخلها من عشقٍ ووجدان. منتظرة قدوم أبنائها من أرض المهاجر وخاصة من مخيمات الموت وخيم الشهباء الممزقة، فتنادي وتقول : تعالوا الى صدور امهاتكم … تعالوا الى معانقة زيتوناتكم … ارجعوا وتعالوا الى جبالكم الشامخة كنسور الشاهين … تعالوا الى مراتع الابطال لنقاوم معاً ونموت معاً ونرقص معاً ونفرح معاً على بيادر العشق النوروزي .!
………………………