قلعة الأسود – برج عبدالو بذكراها التاسعة

 شيرزاد كورداغ 
خلال تصفحي وقرأتي واستماعي للكثيرين وآرائهم  بخصوص شهداء برج عبدالو بذكراهم التاسع وأسباب إستهداف قوات الوكيلة للنظام السوري الممثلة بسلطة أمر الواقع بعفرين لهم ورأيت سيادة مفهوم التحزب لدى أغلبهم وبل طغت صيغة الأنا على أغلبها مع العلم الاهالي دفعوا الثمن غالياً بسقوط أربع ورود شهداءاً بالإضافة للعشرات من المعتقلين والمخطوفين وللأمانة أردت الكتابة عن كارثة برج عبدالو 
تلك السلطة الوكيلة والتي أعلنت وقتها ما سمي بكانتون عفرين للإدارة الذاتية وبحضور أمري الفروع الأمنية السورية وقتها والذين كانوا يأمرونهم  لتنفيذ أجنداتهم الخبيثة للحد من إنتشار الحراك الثوري السلمي للثورة السورية بغية تحييد الشارع الكوردي وإلهائه بأمور ثانوية قشورية للبقاء زمام الأمور بأيدي وكلائهم حراس النظام خصوصاً في بداية تسليمهم زمام المناطق الكوردية السورية بعد جملة التفاهمات التي حصلت بينهما في السليمانية بكوردستان العراق بتأييد محور إيران والطالباني .
نعم تم إستهداف تجربة برج عبدالو لإنخراطها العلني بالحراك الثوري سلمياً في البداية إلى وصلت الأمور حين الإستهداف   لإنشاء الحاجز المزركش بالعلم الكوردستاني والثوري وصورة عميد الشهداء القائد مشعل النمو رحمه الله  والتعاون الوثيق مع شرفاء الجيش السوري  الحر بالإضافة لتخوف سلطة ال  pyd  من توسع هذه التجربة لعموم المنطقة لإرتباط مع الحاضنة المجتمعية الثورية السلمية التي أعلنت عن ذاتها علنية بالتظاهرة السلمية بعد تشكيل الهيئة الكوردية العليا ورفع شعارات الثورية وحددت المرجعية السياسية الكوردية كممثل وحيد للشعب الكوردي ممثلة بالمجلس الوطني الكوردي وبدأت خيوط التآمر على الحراك الثوري ومنبع الحراك يحبك من قبل ماسميت وقتها بخلية إدارة الأزمة التي ضمت ممثلي الفروع الأمنية السورية والقنديلية مساعديهم من القيادات  الكوردية العميلة المتواطئة معهم والتي بدأت بالهجوم على المظاهرات المجلس الوطني الكوردي وتصاعد أكثر بإستهداف كوادر حزب آزادي الكوردي في المنطقة هذا الحزب الذي شكل قاعدة ثورية شريفة للحراك والتظاهر السلمي ولاسيما بعد جملة الإعتقالات التي تمت بالعديد من القرى مثل شر ان وسنكرلي وقوري كول وحسنديرا وميدانكي ومركز عفرين ووصل أعداد الموقوفين لدى pyd لأكثر من ١٨٠ معتقل  وخصوصاًبعد مبادرة رفاق آزادي لتشكيل كتائب عسكرية ثورية والتي كانت برج عبدالو والباسوطة رأس النبع بها كتجربة بالإضافة لتجربة الربيع الكوردي وحملات الإغاثة اليومية التي ساعدت في زيادة انتشار الحراك الثوري  ومحاولات الجيش الحر للضغط على سلطة أمر الواقع للإفراج عن المعتقلين من حزب آزادي .
إلا ان بسبب غياب المشروع الوطني لمؤسسة الجيش الحر كمشروع لضم الصف الكوردي وتطمينه للمستقبل وعدم جرأة  قيادة الإتحاد السياسي الكوردي بعفرين لإدارة الحال بالشكل المطلوب والذي تشكل فيما بعد لتطويق  قواعد الأحزاب الأربعة المنخرطة بالحراك السلمي  وتوجيهات  النظام السوري وقيادة قنديل للقضاء على التجربة الثورية الكوردية الجنينية بمهدها في برج عبدالو ووقعت الكارثة بأيدي كوردية عميلة ودفعت أهالي برج عبدالو الثمن غالياًوسقطوا شهداء العلمين الكوردستاني  والثوري بالقرية بعد الكمين المحكم وقطع الطرق وتطويقه من جميع أطرافها لأخذ الثأر منهم ومن قواعد الحزب الكوردي الحليف للحراك الثوري آزادي وباقي الاحزاب مثل البارتي الذي تجرأ لفتح مكتبه بعفرين بشكل علني هؤلاء جميعاً توحدوا في مؤتمر توحيدي تحت إسم PDK -S في هولير ويشكل اليوم العمود الفقري للمجلس الوطني الكوردي كونه الحزب الوحيد تقريباً يملك أوسع  قاعدة جماهيرية من المجتمع الكوردي السوري بجميع مناطق تواجده والذي تعرض  مرات عديدةلإعتقال  قياداتهم وكودارهم من قبل السلطة الوكيلة وخطف البعض منهم مثل المحامي إدريس علو واحمد سيدو وملاحقة نشطاءالحزب مما أدى لهروب البعض منهم لتركيا وإقليم كوردستان العراق 
وقتل العمد للكثير منهم مثل ما حصل بقرية جقلمة وزركا وحملات الكبس للعديد من القرى مثل ميركان و قوري كول وسنكرلي وشران وقاسم وكوسانلي وميدانكير والعديد من القرى الأخرى لدرجة أصبحوا يعقدون اجتماعاتهم الحزبية بشكل سري ثم خطف الضباط الكورد الثمانية  ومازال العديد منهم مجهولي المصير لدى توابع قُم وقنديل .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين من المعلوم انتهى بي المطاف في العاصمة اللبنانية بيروت منذ عام ١٩٧١ ( وكنت قبل ذلك زرتها ( بطرق مختلفة قانونية وغير قانو نية ) لمرات عدة في مهام تنظيمية وسياسية ) وذلك كخيار اضطراري لسببين الأول ملاحقات وقمع نظام حافظ الأسد الدكتاتوري من جهة ، وإمكانية استمرار نضالنا في بلد مجاور لبلادنا وببيئة ديموقراطية مؤاتية ، واحتضان…

كفاح محمود مع اشتداد الاستقطاب في ملفات الأمن والهوية في الشرق الأوسط، بات إقليم كوردستان العراق لاعبًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة تاريخيًا، وعلى رأسهم تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في هذا السياق، يتصدر الزعيم مسعود بارزاني المشهد كوسيط محنّك، مستفيدًا من شرعيته التاريخية وصلاته المعقدة بجميع الأطراف. ونتذكر جميعا منذ أن فشلت…

خوشناف سليمان في قراءتي لمقال الأستاذ ميخائيل عوض الموسوم بـ ( صاروخ يمني يكشف الأوهام الأكاذيب ) لا يمكنني تجاهل النبرة التي لا تزال مشبعة بثقافة المعسكر الاشتراكي القديم و تحديدًا تلك المدرسة التي خلطت الشعارات الحماسية بإهمال الواقع الموضوعي وتحوّلات العالم البنيوية. المقال رغم ما فيه من تعبير عن الغضب النبيل يُعيد إنتاج مفردات تجاوزها الزمن بل و يستحضر…

فرحان مرعي هل القضية الكردية قضية إنسانية عاطفية أم قضية سياسية؟ بعد أن (تنورز) العالم في نوروز هذا َالعام ٢٠٢٥م والذي كان بحقّ عاماً كردياً بامتياز. جميل أن نورد هنا أن نوروز قد أضيف إلى قائمة التراث الإنساني من قبل منظمة اليونسكو عام ٢٠١٠- مما يوحي تسويقه سياحياً – عالمياً فأصبح العالم يتكلم كوردي، كما أصبح الكرد ظاهرة عالمية وموضوع…