في عرضحال التابعية قسد لبيدا أم ؟

وليد حاج عبدالقادر / دبي

بداية وكعادتي ساشارككم بفقرة منقولة من جريدة الحياة عدد / ١٨٤٦١ / تاريخ ٢٠ / ١٠/ ٢٠١٣ ومن صفحة الراي … ما كان قد كتبه السيد خالد الحروب بمقاله الرائع وبعنوان / عواصف الواقع وانحناءات النص الطوباوي / … حيث جاء فيه … / … الايديولوجية الانسانية هي تلك المرتكزة على الحرية وتحرير الفرد من كل القيود ومده بالقوة والطاقة الاستعلائية على كل النظم المقيدة والاهم تمكينه بالنقد والنقد الشامل الذي يشمل ايضا نقد الايديولوجيا ذاتها التي عملت على تحريره .
 اما الايديولوجيا الاستبدادية القمعية فهي تلك التي قد تنطلق لاجل تحرير الانسان وتقاتل في اول الامر من اجل ذلك لكنها لا تلبث ان تخضعه لنظام ثقافي تسلطي فوقي بديل عن النظام الذي حررته منه . هي تستبدل تسلطا باخر تحت راية التحرر . لكن خطورتها ربما تتجاوز خطورة النظام الذي ثارت عليه بكونها تشتغل تحت شعار الحرية وبكونها ذات برنامج فوقي / خلاصي فانها لا تسمح لهذا الفرد المحرر والمتحرر بان يتحرر منها ايضا او ان ينقدها ، هي تشجعه على نقد النظام الثقافي والسياسي والايديولوجي المنقضي ، بيد انها ترفع ذاتها الى مرتبة عليا ، فوق النقد والناقدين ، وتتحول الى منظومة مستبدة للافراد الذين حررتهم / النازية ، والستالينية والدين المستبد كامثلة ناجزة في التاريخ الحديث … / . وهنا وفي عودة متأنية إلى الحيثيات الممارسة إجراءا وتنفيذا في واقعنا الكردي السوري ، والمؤطرة في جملة ممارسات الإدارة المتسلطة وتراكبيات بناها المؤدلجة من جهة والمنعكسة بكلية استبدادية على جملة اعمالها . تلك الممارسات التي ستدفعنا جبرا للرد على فلسفتهم الطوبا – خرافية بتحولاتها المزاجية والتي – غالبيتها – عافها مؤسسووها بالذات ، ولتتوه فيهم الدروب بخلطات تكتيكية تبتلع الواحدة منها كما البقع المظلمة وبلعها لسديم مجرات عديدة ، ولتهيم الإستراتيجية بوعكاتها الصحية المستدامة وتتوه مع دستور الماغوط ، الذي كان قد أمنها في خرج حمار الحجة والحمار بلعها لكامل التكتيكات ، حيث طار معها العقد التشريفي – عفوا التشريعي – وتلاحظون معي خلافها المحددة فقط بنقطة ! . والآن هلا قرأنا سوية ما قالته السيدة الهام أحمد في واحدة من ردودها :
( .. احمد : قوات سورية الديمقراطية ليست ماركسية كما يدعي عدد من المنتقدين في الغرب ، كما أنها ليست قوة قومية كردية ترمي لإنشاء دولة مستقلة ، بل تهدف للحصول على الحكم الذاتي في إطار سوريا لا مركزية ديمقراطية .. ( وبصراحة وهذه مني : حكم ذاتي إقليمي تعويمي ولا مناطقي / إقليمي ؟ .. مخفية وبطاقية ملبسة بنطاقية مزنرة بديموغرافية تحيي سكان كل القرى المحدثة والمبنية بواسطة لجنة اعمار مزارع الدولة التابعة لقيادة البعث القطرية وكمكرمة من حافظ أسد ولن انسى مدينة – قرية النساء .. ) . ورزق الله يا استاذة الهام احمد ! لنقرأ لها أيضا حول مسار مصالحتهم مع تركيا الإردوغانية ( ..  : إلهام احمد الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية في تصريح لجريدة «الرياض» : أميركا تريد التوفيق بين طرفين تعدهم حلفاء لها ، نعم هناك محاولات أميركية للتوفيق ، ونحن أخبرنا الأميركان ، نسعى لعلاقات ندية ومبنية على الاحترام المتبادل بين تركيا وسورية ، ونطمح لأن نلعب دوراً في التوفيق بين الترك والكرد لإغلاق باب هذا الصراع ، وليحل السلام في منطقة مهمة جداً … ) . ويلاحظ كيف أن الست الهام احمد ترى بأن مجلس سوريا الشيوعي عفوا الديمقراطي يطمح بان يلعب دورا في التوفيق بين الترك والكرد … طيب ! وهذا امر جيد ؟ إذن لماذا يفتون بتحريمها على غيرهم وهو حلال عليهم . هذه التصريحات بالفعل ذكرتني ببراعة علم النفس في إبتكاراته الأخيرة وإضافاته الجديدة بخاصية الفهم القطيعي استلابا لملكات اخرى ! والأروع فيها هي لغة الجسد ، وهو الجسد ذاته الذي انتج لغة بمصطلحات – وبصراحة – أقر بأنني قرأت لواحدة من مقابلات السيد مظلوم عبدي أكثر من خمس مرات ! ولنكن واقعيين ؟ أجل فقد بدا هو كالباحث عن طوق ، وعلى ذلك الأساس رمى خطافا برؤوس متعددة وكل رأس بموجة تختلف عن الأخرى ، لابل تتناقض معها و : أجزم بأنه لايزال يرتهن لقرار المتشددين في منظومته ! .. نعم ! في موضوعة الحوار كان وجهة نظره فيها بعض من الشمولية ، وإن برع في الظهور ( متشائلا ) وبالعذر من الروائي – ايميل حبيبي – وذلك في غالبية محاوره المتفائلة !. وطبيعي ان – اتنرفز كمتلقي وقارئ لكلامي – واعزز ذلك بقوة واقول له وكمثال صريح : أن لاهور جنكي لن يدفعك سعيا لوحدة الموقف إلا بلعا لها ! ولن تنجز شيئا إن ما كانت في الأصل هي إرادتك ؟ مع إدراكنا بحجم الحصار الذي يطوقك . وهنا وبصراحة أكثر : أن في متابعة غالبية اللقاءات مع مظلوم عبدي والتي نراها تحوم حول قضايا تدفعنا من خلالها الى بعض من النقاط التي – تذكرني غصبا عني –  بلعبة كان والدي رحمه الله يجلبها لنا ونحن اطفال ، واللعبة كانت تنتهي بشبك صغير فيها كرة صغيرة ، كنا نلف الخيط بأصبعين ونؤرجح الكرة لتتلاعب ! . وهي ذاتها اللعبة التي مازال منطق السيد عبدي يتمحور حول مفهومها ، والتي هي من صلب استراتيجية منظومته ورؤيتها لكل التوجهات الأخرى ، فإما ان تكون هي الجرم وهم نجوم آفلة ويتوجب ان تبتلع وبأيسر الطرق ، اي الانضمام والإلتحاق بالمشروع ، وبصورة جازمة لا التشارك أوصناعة موقف قومي كردي صريح وواضح بقدر ماهو التضاد معه ! والتشارك هنا وبالتأكيد ليس بالضرورة ان تكون في سلطة وففتي ففتي ياسادة ! مثلما تزعمه تلفيقا ماكينتهم الإعلامية كبروباغندا ، بل تستهدف صياغة الحد الادنى من المواقف المشتركة … و مصيبة المصائب هو ان السيد عبدي يبدو دائما صريحا جدا ، ويكشف بعفوية ( حقيقية او مصطنعة ) عن قضايا سابقة لاتزال – تلك القضايا – التي يريدها كركيزة لإلحاق الآخرين بمشروعه ، وكمتابع أقول رأيي وايضا بصراحة ! ياسيد مظلوم ومع كل الود : لو كنتم ترون بأنه سيكون لكم دور ناجز  من دون أنكسي ، اجزم بانكم كنتم ستستعيرون سجن تدمر من النظام لتضعوا فيها كل الأنكسي وبتابيد متجدد . ) .
إن ما يغيب عن ذهنية الجماعة هي بحق منظومة من المستجدات الفعلية ، وللأسف هم كانوا حاضرين في غالبيتها ، ولكن كمتلقنين وناقلين بصما لما يدار من نقاشات ولم يرتقوا او يتجاوزوا مطلقا دور المراسيل لنقل الأخبار إلى القنديليين لا أكثر ، ورغم ذلك ، سيبقى الطرح هو خلاصة نتائج للقاءات فدان – مملوك وان كانت ببصمة روسية واضحة ! وهي – بالتتابع – ترتبط بما يجري في ادلب وانعكاسها عندنا . وأيضا سنذكر بأن بوغدانوف ايضا لم يأت قبل فترة للسياحة ، واللقاء الذي تم مع انكسي هو الملمح لما يراد ان تكون عليها الامور ، وهي تتركز بالأساس على قاعدة تعويم اتفاق أضنة بنكهتها الأخيرة ال فدان / مملوكية ، وهنا اتمنى ألا نكرر مأساويات ب ي د وتفردها ، وما ينقله بوغدانوف هي عناوين فاقعة لما تم وسيتم في طروحات معالجة الأزمة السورية وبصراحة تامة : ما يبعث على الإطمئنان وجود وحضور الزعيم مسعود البرزاني . وللحق فأن المرحلة مصيرية أكثر من أي وقت مضى ، وبات مطلب وحدة الموقف الكردي اكثر من هامة ، وعلى اصحاب موجات التردد الفوق قومية الاستماع الى الضمير الجمعي لا الآيديولوجي ، وطبيعي بأننا سنبقى متخوفين كثيرا من جينة بروتوس المستولدة دائما ، خاصة ولسان حال فرسان التأزيم الذين لا زالوا يحملون الرشاش بيد والقيود بيد أخرى ، وهم هائمون في فضاءات آيديولوجياتهم المتحورة التي لاتزال طنين بشائرها وبرواية صالح مسلم منذ فترة على تلفزيون كردستان 24 حينما أكد بأنه يمثل مجلس سوريا الديمقراطية ردا على سؤال فيما اذا كان يمثل الكرد ؟ وجوابه هذا فيها مصارحة ذاتية وتوكيد لمواقف ثابتة بلا قومويتهم مطلقا خاصة السيد مسلم صاحب القاطعة الجزمية لأية لاحقة تعريفية كردية لهم ! . في ذات الوقت الذي يتناغم معهم إردوغان ويتهمهم بما هم ينبذونها ، على حد الإعلامي الكردي ولات علي الذي نقل عن أردوغان ما قاله قبل حربه على عفرين واهلها : 
( .. إنه سيشن عملية عسكرية في عفرين لأن هذه المنطقة تقع ضمن حدود الميثاق الوطني لتركيا مما يعطيها حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية كالموصل وحلب وكركوك .. )
 وعليه هنا ؟ أفلا يتوجب علينا التذكير بلجنة الامن – استهداف القنديلية ! التي تستطيع تلقط همسة او كلمة ولربما حتى خطأ ما كرديا !! ولكنها بقوة الشوفل / البلدوزر تسعى الى طمس الخطايا !! .. إن منهجية الزعيق في وجه كل مخالف ومن ثم سوية العبارات الآلدار – مخلوفية لن تقلل من قداسة الشهداء ، وعدم تخصيصها الفئوي الحزبوي سيزيد من عظمتها القوموي ، سواها عند أولئك الذين يعتبرون بأن الكردايتي قد أضحت نقيصة !! وبإختصار : هل أصبحت أحزابنا ومنظماتنا ولجاننا كما قوانا العسكرية قيما معيارية عليا ومن دونها الوطن ومن ثم الإنتماء القوموي ؟! . خاصة بعدما برزت الإنكشافات الكبيرة التي سلطت على كثير من القضايا والمهام التي تفضح بالتتالي ممارسيها ، وبالمقابل فأن ماكينة الديماغوجيا المقابلة لم تتوقف وإن كانت الأخطاء تستولد اكبرها ، هذا الأمر الذي عزز دائما فكرة مركزية تصمم وبعناد لتبين وببداهة على أن الهروب من الوقائع باستيلاد تقيات صارت بضاعة كاسدة وهي صناعة لعداوات مغلفة بالتآخي ، وإن الإنتظار والترقب كلاهما يضاعفان التوتر ولازمتها الترقب ، لذا وجب الإستنتاج وذلك لتخفيف الضغط وتنشيط خلايا المخ بدل التلقي والرد كببغاء . وقد اثبتت التجربة على أن الأمن المستبد : في اول مراحل تهيئتهم تبتدئ بتعويدهم على الشتيمة كوسيلة لتحقير الذات قبل المقابل ، ووسط هذا المخاض فأن أكبر صدمة تتلقاها الشعوب في الحروب هي حجب الحقائق عنها تحت اية بند وهزيمة حزيران العربية 1967 أكبر دليل على ذلك ! وخسارة عفرين وما تلاها العبث بوكر الدبور وكري سبي وسري كانيي وشهداء سجن الصناعة الحسكاوي ! وحتى إردوغان ؟ الى متى يمكنه – مثلا – حجب الخسائر ؟! . وعلى مبدأ الشيء بالشيء سنستذكر مثالا عن كرامات وحدات حماية الشعب في عفرين ! فهل من المعقول إن ٧٨”””” من أصل ١٢٥ من التابعية العربية والذين أطلق سراحهم في عفرين وبعفو خاص في ٢٥/١٢/٢٠١٧ والذين ثبت بأنهم اصبحوا مقاتلبن في صفوف كتائب إردوغان الحميدية ! .. / وذلك حسب  مصدر مقرب جدا من مركز القرار الذي أكد ذلك .. / ، فيما بقي معتقلون كرد في زنازينهم حتى فترة طويلة تلت احتلال عفرين . وفي الختام علينا ان نتذكر جميعا بأن الجريمة تبقى هي جريمة ، ولكن لطرائقها مضاعفات احيانا تفوق حتى الجريمة ذاتها ، والمسألة هنا : لماذا يسترخص أمثال هؤلاء حق التفكير المنفتح والحياة للإنسان ؟! وبالتالي العقلية المتحكمة بمفاصل هكذا عقليات ليبرر بعضهم الكذب على الله من أجل الله !! وتحطيم الإنسان من أجل زعم حرية الإنسان كما وإقرار تفكيك الشعوب وتمزيقها وايضا بحجة تحريرها .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…