وليد حاج عبدالقادر / دبي
شخصيا ومنذ سنين، لازلت أبحث في كل الإتجاهات عمن أجهض ثورة الحجارة والعصيان المدني في بوتان ونصيبين بكردستان تركيا في التسعينيات ! وهل كان التحول الذي تم في الحالة العسكرية الى شكل من اشكال العصيانات المدنية كانت تؤرق لا الجونتا التركية وحدها، بقدر ما كانت ستؤسس ثقافة نضالية جديدة، وبالتالي فقد مست في الصميم ركائز عقلية العسكرة بنزعتها عند عتاة قادة تنظيم PKK ؟ . أوليست والحالة هذه تستوجب طرح تصورات عديدة ؟ واهمها استبعاد حتى امكانية مجرد النقاش فيها او التأسيس عليها ؟!، وبالتالي حينما سعت منظومة PKK في السنوات التي تلتها إلى تطبيق أنموذج مقارب، ولكنها هجنتها ودمرتها بعسكرتها وبدل تطوير قاعدة واساليب النضالات والإعتصامات المدنية ! حولتها الى حرب حقيقية، وتحولت الى معركة خنادق، ادت إلى افشال طابع النضال الشعبي السلمي والمدني الى عسكرتاريا ساهمت في انسياحات وهجرات مدنية كردية من مناطقها التاريخية من جهة والهجرة إلى عمق المدن التركية كإستنبول مثالا،
هذه التجربة المريرة لن تغفلنا عن مثيلتها وعشق هذه المنظومة في ابتكار أية وسيلة تغيير في طبيعة كل شيء بمناطقنا وتساهم في تفريغها من ناسها الأصلاء، ناهيك ان مصائب الخنادق التي حفرت عميقا تحت أحياء غالبية مدن الكرد في مناطقنا السورية والتي هي آيلة للإنهيار بكل بساطة نتيجة للعوامل الطبيعية من جهة، كما وانها مكشوفة للعدوانية التركية، والأهم انها اثبتت لا جدواها العسكرية في غزوة عفرين . وهنا أفلا يدعو الأمر لتساؤلات عديدة ؟ . هذا الربط في متوالية مهرجان وبهرجة العسكرتاريا وديماغوجية العمل العسكري التي تنفذها هذه المنظومة بعيدة عن كل عقائديات وتجارب الحركات الثورية وثورات الشعوب وباساليبها المزعومة ابتكارا ولكن في قيادة وتنفيذ العمليات العسكرية ولكن بعيدا عن المناطق المفترضة، بحجة استدراج العدو إلى مناطق اخرى ؟ أوليست هذه – الإستراتيجيات – وبواقع أجزاء كردستان هي التي تودي وتؤسس عمليا بفصلها عن بعضها البعض ؟ الجدران التي بنتها تركيا على طول الحدود مع سوريا والحالة العسكرية في سلسلة قنديل والمعارك التي تخاض هناك، والاهم لأولئك القطعان التي لاتزال تهلل لمجد مخيالي نقول : العميد ميني والملازم أول محمد طلب هلال كان عمق مشروعهم – الحزام العربي – لا يتجاوز عشرة كيلومترات، أما حزب العمال الكردستاني فكعادته يجب ان يتجاوز في كرمه اضعاف غيره ! .. إن الهروب من حقيقة الهرولة زحفا ولكن بالقهقرى، وأحجام التنازلات الكبرى تحت يافطة الواقعية وإشعال صراعات جانبية ليست سوى تغطية فاشلة لنزعة حزبية ولكن بهيمنة فردية طاغية، وبإسم شرعية ثورية مزعومة تفتقدها هي أصلا سواها بالتصفيات ومحاكم تشرعن فقط الإغتيال بكل مالهذه الكلمة من معنى، وعليه سيبقى هناك ذات الكلام بحق أية قيادة او تنظيم تقود بذلك النمط مجرد قطيع يدار بمراييع تتتالى فيها طبقاتهم، والمصيبة تكمن دائما في ذلك الرعب ذاته كإنعكاس لحالة الرهاب المنتجة في طبيعة الحال كردة فعل لتنفيذ التصفيات وفق قرارات محاكم ثورية مزعومة . أجل : أن يتركبك حزب يفصل الشعب على مقاسه ؟ ويحوط الشعب بجبرية الولاء للحزب لا في خدمة قضية الشعب ؟ وينصت او ينصاع له تحت بند الرعب ؟ علينا ألا تستغرب حينها دونية بعضهم .
إن التعبئة الشعبوية كبروباغندا تضخيم المعلومة تركز على القشور هي أهم عوامل انكشاف ممارسها وانهيارها كنتاج لنخر بنيوي ويدمرها، والمسألة هنا ابتدأت مع مفهوم الصراع مع الإمبريالية ومن ثم اختزلت الى الصراع مع الصهيونية ومعها التحول إلى صراع مع حزب العدالة والإردوغانية، والدعوة الى توازن استراتيجي ! ورغم أن مناطقنا خربت وخليت من ناسها ! ومعها بقي الأهم هو ان نسقط حزب اردوغان ! وكأني بكل الحكومات التركية لم تكن بذات رداءة اردوغان وحزبه . ومع هذا ! سيبقون هم في قمة النبالة اولئك الذين يضحون بحياتهم في سبيل قضايا سامية سواء غرر بهم او كانوا هم بالفعل كذلك، وفي الحالة الاولى يتحمل من غرر – اية جهة تكن – كامل المسؤولية، في حين ان الواقع سيصرخ فينا ؟! وهنا علينا جميعا ألا نستغرب ؟ لأن غياب الإستراتيجيات وذبذبة الرئيسيات تشوش حتى على اكبر بوصلات التوجه . وهنا أفلا يحق لنا الصراخ وبوجع وامل ؟ ونقول : ليتنا عملنا لقوميتنا قبل أحزابنا، وبذلنا كل تلك الجهود والأحرف المطبوعة في مجد الذات والأشخاص والقيادات وصولا الى الأحزاب بقدها وقديدها و : بكل صدق بتنا من الصور نعرف مضامين الكتابات حتى أن البعض انتقلت اليه العدوى لتصبح عشائرية أو عائلية وهلم جرا وننسى : نعم ننسى وفي زحمة التعصب او التفرد أو نرجسية التحزب ما يقال او يصاغ بحق قضيتنا القومية الكردية . وهنا وبكل جرأة علينا ان نواجه هكذا مجموعات بحقيقتهم المقرفة من جهة وتناقضهم حتى مع جموعهم وتمريرها عليهم، فهم في وقت الجد يرون في المشروع القومي دعوة رجعية واستعمارية وحينما تتقدم خطوات ذلك المشروع يسعون الى ركوب موجتها واختطافها مهما كانت الكلفة او حتى لو تسببت في اجهاضها بالكامل . وهنا وبكل تأكيد ومن دون تهكم بقدر ماهو تذكير بواجب اهم : انتم أصحاب الحشد الإيديولوجي يتوجب عليكم فرض عين وواجب تلبية نداء النفير العام قوميا وحينها سنكون منكم بدون أي شك . إن الإقرار بوجود خلل او تراكم أزمة – ازمات ! أو حتى أرضية لخلافات ما، ومن ثم السعي الحثيث لابل ومجرد الإقرار من جديد بالتصدي لمعالجتها والعودة المؤسساتية الى الروح الرفاقية من اهم العوامل المساعدة في تجاوز هكذا إشكاليات، هي فقط مسألة إرادة وعدم الإستهانة أو التفريط .