ظاهرة أختطاف الأطفال هدمٌ للمستقبلٍ لا محال

أحمد عبدالقادر محمود 
بعد الرسالة الموجهة بتاريخ 22 حزيران 2018 /من قِبل  منظمة هيومن رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان ) إلى الإدارة الذاتية وقوات حماية الشعب التابعين لل pyd فيما يخص تجنيد الأطفال دون ال18 ، والتي كانت تحمل في طياتها تهديدا صريحا ومباشرا بقولها :   إن تجنيد الأطفال دون سن 15، حتى ضمن أدوار الدعم، جريمة حرب بموجب “نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.وأنها : ستنشر نتائج أبحاثها حول تجنيد الأطفال في شمال سوريا، وتطلب ردكم على ما يلي بحلول يوليو/تموز، لإدراجه في بحثنا . 
هرع مكرها القائد العام لقوات سورية الديمقراطية ( قسد ) مظلوم عبدي إلى جنيف ووقع مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة فيرجينيا غامبا المعنية بالأطفال والنزاع المسلح على اتفاقية عرفت باسم خطة عمل في تموز 2018 م . 
ولكن هذا الإجراء لم يكن سوى  درع مؤقت لصد هجمات المنظمات الحقوقية الغاضبة من هكذا ممارسات وسمت بجرائم حرب ، وتورية لممارسة هي من نهج هذه المنظومة التي أبتلي بها الكُرد في كل مكان ،
لم تتوقف هذه المنظومة بكل تشكيلاتها يوما عن هذا العمل الإجرامي المشين ، دأبها دأب كل التشكيلات والفصائل المسلحة التي تتبنى الفكر الشمولي العفن و الأيدلوجيات المتطرفة المتشددة . 
ظاهرة خطف الأطفال  بغرض تجنيدهم وزجهم بمعارك وحروب عبثية هي أخطر أنواع الممارسات اللانسانية بحق الطفل و المجتمع و كارثة من أخطر كوارث الدهر على الإنسانية بحد ذاتها ، لما ينطوي عليها من تبعات كون الطفل هو مستقبل أي أمة أو شعب وأساس قيامها ونهضتها ، من هذا المنطلق يجب أن يُظر لكل من يمارس هذه الجريمة بأنه مجرم ويستحق العقاب الشديد ، لا المخاطبة والتسوية ، كون الخاطفين  أياً كانوا أفراد أو جماعات إنما بفعلتهم هذه يفسدون في الأرض ويهدمون مستقبل الإنسانية فيها .
منظومة الـ pkk وتشكيلاتها وقياداتها مجرمون حقيقيون تخطوا حتى ممارسات المافيات العالمية التي لم يُعرف عنهم ، أنهم استغلوا الاطفال بهذا الشكل الإجرامي القبيح ، نعم ربما مارسوا الخطف من أجل فدية أو فرض أتاوى أوكسر إرادة ولكنهم لم يزجوا الأطفال في صراعات وحروب هم ضحيتها ووقودها  .
كيف لمنظومة ترفع شعار الأخوة والديمقراطية والعيش المشترك وتخطف الأطفال !؟ . كيف لقادة مثل قادة الpkk يتكلمون عن مناصرتهم لقضايا الأمم والشعوب المقهورة والمضطهدة ويزرعون في أساساتها متفجرات صنعوها في معسكراتهم ومختبراتها  من الأطفال الأبرياء المسلوبي الإرادة !؟ .
لا تخفى الإجابة عن كل ذي عقل ولب ، أما على الجانب الأخر كيف لمجتمعٍ يعيش أفراده حالة رعب وقلق وفزع  جراء ظاهرة متفاقمة كخطف الأطفال وتكون ردود أفعاله خجولة لا تقتصر سوى على الشكوى والمهادنة !؟ أو خروج على الإعلام لا ليعبر عن غضبه إنما مناشدة ذليلة أمام إعلامي متدرب يتقن تميع القضية بأسئلة تافهة مثله من قبيل :
– من أين اختطفوا؟ 
– من راجعتم ؟ 
– ما هي مطالبكم ؟ !
في حين كان يجب على هذا الإعلام أن يفتح ملف هذه القضية ويستقطب المعنيين بحقوق الإنسان ويعقد ندوات مباشرة على قنواته لجعل القضية قضية رأي عام ،  وتلاحق كوادره  المسؤولين السلطويين الذاتيين حتى في منازلهم كوسيلة ضغط وتعرية ، لا أن يذهبوا إلى منازل العوائل المسكينة المنكوبة ويظهرون تعاطفهم وفقط . 
أخر الكلام :
ينادي … أنا هنا 
أبي … أمي … لم أغادر 
ابحثوا في المقابر 
هنا بالمئات ننتظر 
خذوا ما يلزم 
من خرائط  من معاول من طلاسم 
هنا نرقد  هنا نكمد هنا نبرد 
عناويننا لائحة أرقام 
بلا اسم بلا رسم 
فوق سارية حلم . 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…