ديريك وحلم العودة المستدام «10»

وليد حاج عبد القادر / دبي
خاص لموقع ولاتي مه 
في العودة الى بدايات النضال القومي الكردي في سوريا خاصة بعد التقسيمات والإلحاقات المتبادلة كتسويات بين الطورانية التركية وفرنسا الدولة المنتدبة كانت .. ظهرت بوادر نشاط وحرام سياسي في مناطقنا على أرضية شكل وطريقة التقسيم الجغرافي ومع إعلان دويلات دمشق وجبل الدروز وحلب والعلويين واقتراح تشكيل دولة ديرالزور والجزيرة او خيار إعادة مناطقنا إلى تركيا، ولاستمزاج رأي الكورد والمكونات التي تعيش فيها، نتذكر جميعا : مذكرة الوجه اي وزعماء العشائر والطوائف ورجالات الدين إلى سلطة الانتداب وخيار رفض الضم لتركيا وايضا مبدأ الدويلات، بل طالبوا بالبقاء في الجغرافيا السورية ومنحهم حكما ذاتيا ..
 وباختصار هنا ! فأنا لست بصدد ذكر تلك المرحلة بتفاصيلها الآن بقدر ما يحز في نفسي مواقف لرجالات ووجهاء حقيقيين تنسموا المسؤولية وشجعوا أهلهم وذويهم للإنخراط في العمل الميداني وظلوا فترات طويلة غائبين عن المشهد العلني – كبروظة – تفضلوا ان تكون جهودهم منصبة في تقديم ما يمكن تقديمه .. بعض من هذه العائلات والشعائر إلى الآن لاتزال تلتزم الصمت في الكتابة عن مآثر أجدادهم وعمومتهم وأجزم أن ذلك هو تواضع صرف ولكن ؟ اين هي ذاكرة المحيط ؟ وبعض ممن لا يزالون على قيد الحياة .. لدي مثالان هامان : نايف مصطفى باشا، و ميرو ميرو وبالتأكيد للذكر لا الحرص حين ذكر كرك وموزلان لابد لها من مرادفة بليسية وحاجي احمد .. هل نعلم بان نواف نايف باشا وهو الولد البكر للباشاكان مع كنعان عكيد وأكد من ابن أميرة ميرو في كل قائمة اعتقال كوردية ؟ والسؤال هنا : لو ان نايف باشا وأبناء ميرو وعائلة عكيد آغا أرادوا شراء حرية أبنائهم فرادى أما كانوا استطاعوا ؟ .. أدرك ربما بعضهم يعتبر كلامي ضرب من الماضي ولكن بثقة من اللحظة التي قرأت كتاب ايفريم كارانفيلوف الناقد البلغاري الأشهر والذي اعاد لي ثقتي ايضا بإرثي القومي وذلك في كتابه الجذور والعجلات ومقولة من لا أول له لا آخر له .. مقصدي من كل هذا هو التدوين من الماضي لتأطير الحاضر واستشفاف المستقبل … ولنا في هذا الباب بعض من الصفحات مما ظل مستقرا في قاع الذاكرة ..
باوالله ت نه ژ ديركي يي / بهكذا عبارة واجهني أحدهم أظنها كانت سنة ١٩٩٧ وكنت قادما حينها من عين ديوار وسط مزنة ربيعية حادة والرعد ببرقه يزمجر وكنت قد نزلت لتوي من سيارة الجيب قرب منزل القائم مقام متوجها الى بيت أختي في ديريك وحيث ان المطر اخذ يشتد احتميت بجدران واحد من البيوتات مالبث أن خرج صاحب الدار يدعوني الى الدخول ولبيت طلبه وحيث ان الماء كان قد فاض على الحذاء وبدا الجورب غريقا فاطسا ألح علي ان اخلع الجوارب وجلب لي بيجاما وووو وكلي خجل وهو لا يعرفني حتى .. سألني من أين انت ؟! قلت من هنا .. من ديرك !! قال : لا والله لست من ديرك ؟! لأنك إن كنت منها لما تصرفت بخجل وكالغرباء !! ابتسمت ومن ثم أخذت استبدل ثيابي وكان الشاي قد جهز وهنا عرفته عن حالي .. قال : اعرف الحجي والدكم وأعرف غالبيتكم بالإسم وأعرف بأن لكم أخ كان في المعتقل ووو .. قلت له : أنا هو الذي كنت في المعتقل .. نهض من مكانه وبصدق لوهلة أحسست لربما أنني تصرفت او قلت شيئا خطأ !! .. تقدم مني وطبع قبلة ديركية على جبيني وقال : فخورون نحن بك !! لأجل من هم مثلي دخلت السجن وكان الليل قد انتصف حينما استئذنته وبإلحاح السماح لي للذهاب الى بيت أختي … هذه هي ديرك .. وهم هكذا أهلها …
أظنها الرفيقة حينذاك / عزيزة / كانت في سنة ١٩٨٩ حينما كنا في رحلة طلابية لحزب الإتحاد الشعبي الكردي الى ضفاف دجلة وعين ديوار وحيث أن العدد كان كبيرا ونوعيا، كنا قد أعددنا برامج ثقافية متنوعة وقد وضعت منظمة الحسكة حينها كل ثقلها في الأمر وأدار الحلقات خيرة الرفاق منهم م . أ . يوسف والأخ فيصل بدر وعلي آشيتي وأنا وبمساعدة من رياض فقه وحسن ابو خبات ومن جملة الحلقات كانت هناك حلقة او دائرة ثقافية أدارها الصديق فيصل ابو آراس وما كان مقررا البتة أن أشارك بأي نشاط سوى الجانب السياسي والتنظيمي ولأتفاجأ بالصديق يقدمني لقراءة خاطرة وحيث أن الجريدة المنطقية / التضامن حينها / كانت قد صدرت بعدد خاص لمناسبة مجزرة حلبجة ولي خاطرة فيها بعنوان / وفي حلبجة كان تزال آخر / بإسم كوراني خبات !! .. قلت للصديق فيصل معتذرا : والله مالي محضر او جايب معي اي شيء !! ولكنه أصر !! فتقدمت الى وسط الحلقة وأخذت أقرأ مستذكرا مقاطع من تلك الخاطرة … وما أن انتهيت حتى تقدمت مني الأخت عزيزة وهي تقول : والله ما كنت أعرف أنها لك .. هي رائعة .. بس لا أحد منا جميعا يتوقع بأن لك هكذا كتابات … هي محض مصادفات ولربما توارد خواطر مما واجهني به صديق من كوردستان العراق : معقول كل هذه الصفحات انت كتبتها ؟! … يقصد رواية / في دوامة آطاش والجنون /
….
بالرغم من أنني لا أعرف كيف تتم اﻹستخارة، وأدرك أنه اعتراف يعاقب عليه عند الدواعش وشلتها، ولا أنكر أيضا بأنني أفشيت سري وطرطميسي بالرياضيات ولواحقها، ومع ذلك خطر ببالي اﻹستعانة بأستاذ الرياضيات رضوان عجاج، الله يذكره بالخير وأكيد جيلنا راح يتذكروه ولكنه مافادني .. ركضت لعند مدرس اللغة العربية حينذاك اﻷستاذ محمد مارديني الدمشقي والذي همس في أذني قائلا بأنه من أصول كردية، وللأسف ! لا فائدة، وأشار علي بأن حلها هو فقط عند استاذ الفيزكيمياء محمد عماد شمدين الكردي الشامي، والذي قال لي شو ؟ شو قصتك مدوخ المدرسين ؟ قلت له يا أستاذ ؟ أريد فقط ان تجعلني استوعب  المعادلة التالية ؟ .. قال تفضل … قلت له : ولكنني سأرويها للمعادلة بطريقتي .. رد بنرفزة .. هاتها هل منعتك أنا ؟ .. قلت : يا أستاذ البعث العروبي عروبي وأبو  بشار هو من طبق عمليا كل الممارسات والمخططات الشوفينية وأملأ السجون وبسنين مفتوحة للكرد، والمنظوم لليوم ما يقر غير بوجود اﻷخوة الكرد كنوع من البهار ليس إﻻ، والبركة جماعته المجمعة الكسموبولوت / عدميي القومية / بكافة مدارسها البكداشية الى القدري جميلية ماقصروا يوم يومهم والحقوق الثقافية أو والله هيئة التنسبق عربتنا بطريقة متكتكة وذكية أكثر من بعثهم الخالد وأجزم بالعشرة أنهم يفضلون إسم جيروﻻزيم على اسم كردستان، ووثيقتها مشهورة شهرة بغضهم لحقيقة كوردستان والسؤال هو : شو المغزى من ترك بيضنا بسلتهم ومابدي الجواب على أساس تكتكة مكتكة .. نعم نعم أعرف مواقف أمثال مالح ولببواني ووو ولكن لماذا نضحك على بعضنا نحن ﻻ نتكلم عن أشخاص بل قوى ووثائق موقعة يوب و طق يا شوفيني وعشت يا ديمقراطي .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني في عالم تُرسم فيه الخرائط بدم الشعوب، لا تأتي التحوّلات العسكرية منفصلة عن الثمن الإنساني والسياسي. انسحاب نصف القوات الأمريكية من شرق الفرات ليس مجرد خطوة تكتيكية ضمن سياسة إعادة التموضع، بل مؤشر على مرحلة غامضة، قد تكون أكثر خطراً مما تبدو عليه. القرار الأميركي، الذي لم يُعلن بوضوح بل تسرب بهدوء كأنّه أمر واقع، يفتح الباب أمام…

لم يعد الثاني والعشرون من نيسان مجرّد يومٍ اعتيادي في الروزنامة الكوردستانية، بل غدا محطةً مفصلية في الذاكرة الجماعية لشعبنا الكردي، حيث يستحضر في هذا اليوم ميلاد أول صحيفة كردية، صحيفة «كردستان»، التي أبصرت النور في مثل هذا اليوم من عام 1898 في المنفى، على يد الرائد المقدام مقداد مدحت بدرخان باشا. تمرّ اليوم الذكرى السابعة والعشرون بعد المئة…

د. محمود عباس قُتل محمد سعيد رمضان البوطي لأنه لم ينتمِ إلى أحد، ولأن عقله كان عصيًا على الاصطفاف، ولأن كلمته كانت أعمق من أن تُحتمل. ولذلك، فإنني لا أستعيد البوطي اليوم بوصفه شيخًا أو عالمًا فقط، بل شاهدًا شهيدًا، ضميرًا نادرًا قُطع صوته في لحظة كانت البلاد أحوج ما تكون إلى صوت عقلٍ يعلو فوق الضجيج، مع…

صديق ملا   إن قراءة سريعة ومتفحصة للتاريخ المعاصر في الشرق الأوسط يستنتج : أن هذا الشرق مقبل على تحولات كبرى ، فالدول التي أنتجتها إتفاقية (سايكس_بيكو)ستتفكك لا محالة ليس فقط بتأثير النظام العالمي الجديد ، بل بتأثير يقظة الوعي القومي للشعوب المستعمَرة أيضا… فالتطورات التي حدثت بعد ثورات الربيع العربي ابتداءاً بتونس ومصر وليبيا وأخيراً سورية قد أرعبت الدول…