ماهر حسن
اليوم وفي ظل الهجمة الشرسة المترافقة مع حرب إعلامية كبيرة مُضلِّلة، مستخدمة كلّ الإمكانات في محاولة لبث الأفكار الهدامة وغير الصحيحة، يجب ألا يتوانى أحد منا لحظة وضمن حدود المقدرة في الدفاع عن بيشمركة روژ وتسليط الضوء على ما يتمّ، بعيداً عن مزاعم الجهة التي حاولت إعطاء بُعْد آخر للمسألة. ليس من دواعي الضرورة ان تلوثوا تاريخ بيشمركة روژ لتقدموا ما توافر لديكم من براهين وحجج تدعموا بها وجهة نظركم في هذا الخصوص، بل اعتماداً على أسماء ووقائع معروفة لدى القاصي والداني.
من هنا سوف أعود إلى جادة السؤال:
من ترى تحمّل الآخر الصافع أم المصفوع، الجلاد أم الضحية؟ متى خطف بيشمركة روژ القاصرين والقاصرات؟ متى جمعوا الأتاوات والضرائب؟ أإلى هذه الدرجة تخلخلت الموازين لدى أنصار وأتباع منظومة العمال، ونسفت القيم لديهم؟ يجب مطالبة أحزاب PYNK وعلى رأسها PYD أن تقف ملياً أمام بند عودة بيشمركة روژ لا أن يتمّ السعي لتفاقم الأزمة من خلال التأليب على البيشمركة وتخوينهم، وهنا يجب على المجلس الوطني الكوردي الاستيعاب، فلا يزال هناك وعلى الرغم من المفاوضات من يريد امتلاك مفاتيح القرار بيده وحده، ولا يزال يعاني من عدوى سقام الحزبوية التي كان من ألفبائها قائمة على تخوين الآخر المختلف.
الغاية من تشويه صورة بيشمركة روژ هي:
محاولة الجهة المعادية وباستمرار إيفاد أزلامها إلى المفاوضات الجارية كي يكونوا عيوناً وآذاناً لها ما داموا أصحاب نفوس دنيئة ودخيلة على كوردستان سوريا ومتطفلين على المجتمع، وذلك لقاء وعود معسولة من نظام البعث لضرب الحركة الكوردستانية وتصفية المعارضين مقابل مكاسب زائلة مهترئة ووعود زائفة، وما يقومون وقاموا به علناً من أجل تفكيك الحراك السياسي في كوردستان سوريا وإسكات أي صوت نظيف يريد الخير للكورد، وإفساد وتخريب المجتمع وتحطيمه، وبثّ الذعر في نفس كلّ مارق تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء.
أما سبب ارتباط هذه المقدمة مع عودة بيشمركة روژ هو أن حالة الاحتقان الشامل التي وصل إليها الشارع الكوردي بسبب سياسة الحزب الواحد لن يسمح بيشمركة روژ قط ببقاء الأمور على أحوالها وسوف يضعون حدوداً للممارسات والانتهاكات التي تتم أمام أعين الجميع والتي كانت بمثابة تحد لكرامتنا دون أية رحمة وشفقة.
باتت عودة بيشمركة روژ متلازمة بكل تأكيد مع وعي الكورد لدرجة التماهي، ويوجد شباب وشابات مؤمنون بقضيتنا ويدافعون عن الكورديايتي وإرادة الشعب.
من دواعي الشرف والفخر أن نشأة بيشمركة كانت ولا تزال على الإيمان الراسخ بالواجب القومي وبنهج البارزاني الخالد، فقد برهنوا عن الشعور بالمسؤولية في الدفاع عن هذه الأرض وهم يسطرون ملاحم البطولة والتضحية في سبيل كوردستان.
لا ولن تستسلم قواتنا للقنوط، ولن يدبّ اليأس إليها لإيصال أبناء جلدتهم إلى بر الامان. سوف تجابه أيّ اعتداء سافر بحقنا سواء في غرب كوردستان أو في أي جزء آخر، كما لا مستقبل للاعتقال ولبقاء الظلم في كوردستان سوريا بوجود بيشمركة روژ، ولا مستقبل للقبضة التي تحكم بالحديد وتضرب دون شفقة.