الإتفاق الكوردي فسحة أمل للكورد والسوريين للحل وإنهاء معاناتهم

عزالدين ملا
الأزمة السورية وبعد مرور عقد من الزمن، تتالت الانكسارات والويلات إلى أن وصل الوضع السوري إلى طريق معقد وشبه مسدود، وخاصة أن الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن السوري تدهور،  ووصل إلى مستويات خطيرة، أما بالنسبة للحالة الكوردية الذي يعقد الكثيرين -إن كانت دولاً أو السوريين أنفسهم- عليها الآمال لبصيص أمل للبدء بأي حل عام وشامل، وهذا يحدث إنْ تمَّ التوافق والاتفاق على رؤية وموقف كوردي موحد، الذي يعوّل عليه الشعب الكوردي آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم.
الحوار الكوردي متوقف منذ ما يقارب ستة أشهر ولأسباب نعلمها، أمّا فيما يحدث خلال هذه الفترة من لقاءات فردية بين الطرفين الكورديين كلّ على حدة مع المبعوث الأمريكي وأيضا مع المبعوث الفرنسي.
هنا يبادر إلى أذهان الشعب الكوردي وكل متتبع للشأن الكوردي والسوري:
1- ما تحليلك لكل ما يجري الآن على الساحة السورية والكوردية؟
2- ما أسباب هذا التأخير في البدء بالمفاوضات الكوردية الكوردية؟ ولماذا كل هذه اللقاءات الفردية دون البدء باللقاءات الثنائية؟
3- هل المفاوضات الكوردية الكوردية ستبدأ قريبا؟ أم لا؟ ولماذا؟
4- برأيكم، ما المطلوب من الطرفين الكورديين من أجل إنجاح هذه الحوارات؟
5- ما رؤيتك بمستقبل المفاوضات الكوردية؟ 
إنجاح الشراكة وتحقيق الوحدة باتت مطلبا جماهيريا تفرضه المصلحة القومية الكوردية العليا
تحدث عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، عبدالباسط حمو، بالقول: «هذ العام يكون قد مضت على الأزمة السورية عقدا من الزمن ولازالت تباشير الآمال ضعيفة للإنتقال بالأزمة الى حلول ينهي مأساة ومعاناة الشعب السوري ويضع حدا للقتل والخراب والدمار والنزوح والهجرة، في بداية الثورة خرج الشعب السوري سلميا للمطالبة بالتغيير والحرية والكرامة وطالب باسقاط نظام الاسد سرعان ما تحول مسار الثورة الى مسار للعنف والعسكرة بدأها النظام بعد أن عجز على مواجهة النهوض الجماهيري السلمي العارم في كل المناطق والمدن والبلدات بشعارات تنادي بالوحدة وبالحرية من ثم ظهر فيما بعد تيار في المعارضة للرد على اسلوب النظام العسكري الدموي الذي قصف بكل صنوف الأسلحة على المتظاهرين هي الأخرى باللجوء إلى عسكرة الثورة أيضا تحت مسميات مختلفة وتأسيس كيانات وفصائل عسكرية متعددة. وبهذه تحولت الثورة السورية والساحة السورية إلى ملعب للتداخلات والتجاذبات الدولية والإقليمية. حيث اشتدت وتيرة الصراع أكثر مابين هذه الدول والقوى بالوكالة على رقعة شطرنج السورية التي تشكل موقعها الجيوبوليتكي أهمية استراتيجية مهمة لدى مصالح هذه الدول، وبالرغم من توجه الأطراف الدولية للإعلان بأنه تكمن الحل للأزمة سوريا تحت مظلة الأمم المتحدة واجتماعات جنيف وكذلك عقد مسارات أخرى كأستانة وسوتشي كبديل عن جنيف وإنبثاق لجنة دستورية، إلا أنه لم يحرز أي تقدم نحو إنجاز الحل السياسي الشامل والذي يؤكد عليه الجميع إعلاميا على أنهم ملتزمون بالحل السياسي وفق القرار الأممي ٢٢٥٤ وقرارات جنيف ١ ذات الصلة، لكن في الواقع العملي لم يتوقف الحرب والصراع العسكري، بل دفع ويدفع الشعب السوري المزيد من الدماء والدمار، كون قراءة وتفسيير كل طرف مختلف للحل وتنمُّ عن استقطاب دولي وإقليمي للأزمة السورية وفق مصالها أولا، ثم بعد ذلك يأتي مصلحة شعب سوريا ثانيا، مابين داعم ومساند ومعارض للمعارضة والنظام على حد سواء والذي لم يعد الخروج من الأزمة بل تفاقمت أكثر ولم يعد هناك الحل في المدى القريب، حيث لم يعد الحل بيد السوريين لا المعارضة ولا النظام، كما إن قضية الشعب الكوردي تشكل أهمية كبيرة في الأزمة السورية تؤتر وتتأثر في مسار الحل والأزمة بآن معا، كونها تشكل القومية الثانية إضافة إلى القوميات الأخرى مثل الآثور السريان والتركمان التي تعرضت للظلم والإنكار والتهميش وطمس الهوية خلال تشكل الدولة السورية وفي كل مراحل الانظمة المتعاقبة للحكم وخاصة حكم البعث وسياساته العنصرية والشوفينة الذي أنكر كل شيء في سوريا بماهو مختلف عن العروبة».
يتابع حمو: «في بدايات الثورة السورية أراد وعمل الرئيس مسعود البارزاني أن يجمع كورد سوريا تحت مظلة وقيادة موحدة وفكر ورؤية مشتركة تحسبا للتطورات التي ستعصف بسوريا ومن هنا كانت اتفاقية هولير ١ وهولير ٢ ومن ثم اتفاقية دهوك كي تؤطر نضال الشعب الكوردي من أجل هدف خدمة مصالحه القومية وفي إطار المصلحة الوطنية السورية بالتشاركية مع مكونات الشعب السوري الأخرى، لكن وبكل أسف قرار منظومة قنديل وبالتنسبق والتقاطع مع أجندة نظام بشار الأسد حالت دون تحقيق الوحدة الكوردية وتعاطت ب ي د مع تلك الإتفافيات من منطلق تكتيكي وإتباع سياسة التضليل واستغلال الرغبة الكوردية الصادقة وحسن النوايا والحرص لدى المجلس الوطني الكوردي وتهربت من استحقاقات تطبيق بنود تلك الاتفاقيات وبقيت مجرد اتقاقية على الورق ليس إلا لم تنفذ فعليا، وبهذا استفردت ب ي د وبأوامر من منظومة قنديل وبالتنسيق مع نظام بشار وبإشراف المايسترو إيران التحكم بالمناطق الكوردية من أجل حماية مصالح النظام في عملية استلام وتسليم للمؤسسات مابين ب ي د وأجهزة النظام الأمنية، ومن جراء تللك السياسة الخاطئة للمشهد السوري والتطورات وعدم فهم الصراع الدولي والإقليمي على أرض سوريا وعدم إنطلاق من المصلحة الكوردية، تحولت ساحة مناطق كوردستان سوريا إلى ملعب للصراع مابين تركيا وب ك ك بعد أن أنهت وتوقفت عملية المصالحة ومفاوصات السلام التي بدات بدعم وتشيجع الرئيس مسعود البارزاني بوقف الحرب ما بين تركيا وب ك ك من أجل مصلحة الشعب الكوردي في تركيا وعموم تركيا، وبنتجة الإتفاق مابين تركيا والنظام وروسيا وغض الطرف من قبل أمريكا دخل الجيش التركي مع الفصائل العسكرية السورية إلى عفرين وجرى نزوح الآلاف من أبناء شعبنا من عفرين إلى معسكرات الشهباء فضلا عن الخراب والدمار والنهب التي لحقت بالمدن والقرى، وطال البشر والحجر والشجر، لا بل كان قد حصل أيضا التفاهم والقبول والإتفاق مابين أمريكا وتركيا بالدخول إلى كري سبي وسري كانيية مع علم قسد لحثيات الاتفاق، ما جرى للمنطقة الكوردية من ويلات الذي يؤكد المجريات والأحداث ويظهر للعيان بأن ب ي د تستهتر وتستهين بعقول الكورد أولا قبل غيره عبر كنتوناته وفرماناته 
يضيف حمو: «بسبب تقاسم مناطق سوريا كمناطق نفوذ ما بين الدول، ووجود أمريكا في مناطق شرق الفرات انطلقت مبادرة أمريكية قبل سنة كضامن ومشرف في سبيل جمع شمل الكورد وتوحيد صفوفهم وسبق إن قامت فرنسا بهذه المبادرة لكن لم تتقدم إلى الأمام، وقد قطعت جولة المفاوضات الماراتونية بين المجلس الوطني الكوردي وب ي د شوطا بالوصول إلى رؤية سياسية مشتركة، ترك تفاؤل إيجابي لدى جماهير شعبنا وتأمل خيرا، ومن ثم أعيد الجولة الثانية مابين ENKS و PYNK وتوصلوا معا إلى هيكلية وهيئة كمرجعية بالإتفاق المشترك، لكن توقفت جولة الحوارات بسبب تغييرات في الإدارة الأمريكية والإنتخابات الأمريكية وكذلك تغيير فريق وطاقم الضامن الأمريكي، مما أظهر عدم جدية ب ي د من المفاوضات ومحاولة التملص وخلق ذرائع وحجج للهروب من خلال الهجوم على البيشمركة ووصفهم بالمرتزقة ووصف المجلس بالجلوس معهم بخيانة للشهداء وحرق مكاتب المجلس وأحزابه والعودة ثانية إلى اختطاف الأطفال وإعتقال المدرسين والنشطاء كل ذلك الهدف منها عدم إلتزام وإيمان ب ي د للشراكة الكوردية لا بل عدم الإيمان بالوحدة الكوردية أصلا، وتصريحات قيادات قنديل جاءت في سياق عدم الرضا لهذه الحوارات للوصول إلى الوحدة والتي جاءت تصريحات السيد الدار كرئيس الوفد المفاوض بالتزامن مع تصريحات قيادات ب ك ك وفي إطار تنفيذ أوامر وتعليمات منظومة جبال قنديل عدم التخلي بالتحكم بمصير شعبنا في كوردستان سورية واللعب بمشيئته قربانا لإيدولوجيتهم وأفكارهم الطوباوبة وبالمغامرة بمصير شعبنا الكوردي في سوريا، والذي لا يمكن فصل ما جرى في شنكال والهجوم على هولير ومناطق الحدود في زاخو ودهوك بمعزل عن ما خطط له في قنديل، ان ما يسعى إليه منظومة ب ي د وعبر إملاءات قنديل هو إلهاء شعبنا في إطالة أمد الحوارات وأوهامه بشعارات تكتكية وتهربه من استحقاقات التي ينتظرها شعبنا في الوحدة والإتفاق حول المصلحة الكوردية، ان تلك الأعمال من قبل منظومة قنديل وأدواتها ب ي د هو دليل على عدم المصداقية والرغبة الحقيقة في إنجاح الشراكة وتحقيق الوحدة الكوردية التي باتت مطلبا جماهيريا وتفرضه المصلحة القومية الكوردية ولم يعد مبررا أخذ كل هذا الوقت الطويل في الحوارات، سؤال يطرح نفسه لماذا يمدون يد التعاون ويحققون العمل المشترك مع الفصائل العسكرية الأخرى مثل صناديد والسوتورو والدفاع الوطني ووجود قوات النظام في قامشلو والحسكة والتعاون التجاري والإقتصادي والتنسيق الأمني مع مؤسسات النظام المختلفة ولا يريدون أن تعود البيشمركة إلى أرض الوطن ومحاربة المجلس وإعتقال النشطاء الكورد، إن دلَّ ذلك فهو يدل على عدم قبول منظومة قنديل وب ي د تحقيق الوحدة الكوردية المشتركة بأية أشكال من دون ضغط أمريكا وقوى التحالف، وبالرغم كل ذلك لا ننكر ونقرّ بأن هناك من منطلق سياسي بأن هناك التفاؤل أو التشاؤم معا وموجود ولأجل مصلحة شعبنا القومية نعمل بالحوار وبالتعاطي مع هذه العقلية والذهنية التي لا تريد من جانبها ولم تحقق أية وحدة وإخوة حقيقة في أي جزء من كوردستان ليس في كوردستان سوريا فحسب وهي تتعامل دائما منهجية تكتيكية مع الكورد واستراتيحية مع الغير».
يردف حمو: «ان المتتبع والمدرك على التاريخ الطويل ل منظومة ب ك ك يعرف ذلك ولا يحتاج إلى تحليل عميق أو تأويل او تشخيص طويل، وان التعويل والرهان على تحقيق هذه الوحدة هو وجود للراعي الأمريكي الذي هو فرصة ذهبية لنا نحن الكورد بوجود كدولة مثل أمريكا وفرنسا والتحالف الدولي الذي يتطلع فيه شعبنا لتحقيق أهدافه منذ أكثر من قرن في الوصول إلى تدويل القضية الكوردية، وحيث باتت الأزمة السورية أزمة دولية ايضا والقضية الكوردية تجاوزت الأوضاع المحلية والإقليمية ولابد من أن تتفق الدول بالنهاية على إيجاد حل عام لسوريا يضمن حقوق كافة المكونات القومية والدينية والمذهبية في بناء دولة فدرالية تعددية ديمقراطية ذات نظام حكم لامركزي برلماني بدون بشار، ولايمكن لنظام مستبد ودكتاتوري قمعي تلطخت أياديه بالدم أن يبقى ويستمر في الحكم مهما دامت وطالت الأزمة السورية ولايمكن أن ترجع سوريا كمان كانت في السابق قبل عشرات سنوات وسوف تنتهي الأزمة السورية وتنتهي معها الحروب وتعم السلام والحرية وستكون هناك التعايش المشترك وعودة للوطن وقبول الآخر وإنهاء الستار على تراجيديا شعب سوريا».
واجب الطرفين الكورديين وضع إستراتيجية مشتركة تضمن الحفاظ على ماتبقى
تحدث عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردستاني – سوريا، نزار موسى، بالقول: «حيث أن الوضع المتأزم في سوريا قد إمتد لعشر سنوات من التراجع في مختلف المجالات الحياتية سياسا كانت أم إقتصادية أو مجتمعية، فلا يزال السوريون متأملين بحل ينهي المأساة في هذا البلد المتشتت مجتمعيا، دونما أي بصيص ملموس من الأمل في الأفق، يعيد الثقة الضائعة بين الأطراف ويحقن الجسم السوري بدم وفكر متجددين، لهما القدرة على أن يستند عليهما الجميع لوضع لبنة متينة لسوريا جديدة. من المؤكد أن الخطاب الإستعلائي للنظام والمستند على شرعية مفترضة لها في هيئات الأمم المتحدة بمنظورها الدبلوماسي، لايزال عائقا أمام تنفيذ التفاهمات الدولية ذات الشأن والمتمثلة بالقرار 2254 كحجر أساس، ناهيك عن مواضع الخلل والتشتت في صفوف المعارضة، والتبعية الواضحة لبعض أقطابها، وفقدانها لثقة جزء كبير من أبناء الشعب السوري، التي أفقدتها بدورها لتلك القوة المؤهلة لها رغم الدعم الواضح للمجتمع الغربي لها. كورديا تتبين لنا القراءة الصائبة للمجلس الوطني الكوردي في تحديد موقعه السياسي في المعادلة منذ البداية، وخاصة بعد تبيان كل هذه المجريات، مع تهرب النظام رغم معاناته من أي إستحقاق دستوري للشعب الكوردي، محاولا الإلتفاف والغمز في حواراتها مع قوات سوريا الديمقراطية بإمكانية الإكتفاء بمراسيم آنية فضفاضة تضمن لها كمركز التحكم بزمام الأمور دوما. أما الحل كورديا فيكمن بالطبع في المضي بالحوارات الكوردية القائمة وبشكل جدي، عندها فقط تتعزز الجبهة الكوردية».
يتابع موسى: «تعثرت اللقاءات الكوردية مؤخرا لأسباب باتت واضحة للجميع، ولكن التأخير في عقدها يكمن في عدم إستعداد وفد ب ي د ومن معها من أطراف في تفسير مواقفها وتصريحات رئيس وفدها، ليتبلور بالتالي الموقف الواضح لها من هذه الحوارات؟ وهل أن تلك الحوارات تتم مراحل منها على الإعلام والمراحل الأخرى تتم أصولا وبحضور رعاة هذه اللقاءات؟ 
تبني تلك المواقف أم معالجتها من قبل أحزاب الوحدة الوطنية وتوضيح موقفها، هذا ما كان قد أراد المجلس الوطني الكوردي أن يفهمه من الطرف المقابل. أما اللقاءات الثنائية كمجلس وطني كوردي مع كل من قسد والأمريكان، فتأتي في إطار ضمان عدم تكرار هكذا تجاوزات صبيانية، تشكك في نية طرف PYNK وتلميحاتها بعدم الإلتزام حتى بما تم التفاهم عليه في الجولات السابقة من الحوار، لذا لايزال المجلس ووفده التفاوضي مترقب في لقاءاته مع الأطراف الراعية للأجوبة على تساؤلاتها، للبت في المراحل التي تليها».
يضيف موسى: «في ظل واقع تعثر هذه الحوارات وما تم الإشارة إليه آنفا، لا أتوقع أن تستأنف اللقاءات المباشرة بين الطرفين الرئيسين على الأقل على المدى المنظور، هناك بالطبع متابعة جدية من قبل الراعي الأمريكي خصوصا، ولكن وللأسف وبعد إطالة ترقبنا لتفسيرات الطرف المقابل الغير مسؤولة وأجوبتها، تظهر بوادر نوع من الممانعة من طرف أحزاب الوحدة الوطنية أو عدم تجاوبها مع الراعي الأمريكي خصوصا، وذلك في ظل غياب دور قسد المفترض في هكذا حالات، والذي يخدم بطبيعة الحال الطرف المقابل فقط، ولايخدم بالتالي الحوارات نفسها، والتي باتت الأمل في بدء مرحلة جديدة لمنطقتنا وبسواعد أبناء مكوناتها المتعايشة والمتحابة. تفضيل أي مكسب آني وشخصي أو حزبوي في هذه المرحلة المفصلية على المصلحة العليا لشعب أثقلته المظالم ومسلسلات التهميش، هذا ما لن تغفره الأجيال القادمة».
يؤكد موسى: «ان ما يقع على عاتق الجميع من الأطراف المعنية التحلي بروح المسؤولية وحساسية المرحلة تجاه الأجيال القادمة، وخصوصا الطرف المتحكم اليوم والمنفرد في سيره بالواقع على الأرض في أن يكف عن أي عمل يؤثر على مجريات هذا المطلب الجماهيري والضامن لمستقبل قضيتنا، والإستغناء عن منطق القوة بديلا عن الدبلوماسية، والتي بدورها كانت نتائجها كمنطق قوة غير صحية على مناطقنا ومستقبل أجيالنا القادمة، هذا من ناحية، من ناحية أخرى ضرورة القيام بإجراء تقييم فعلي للمرحلة السابقة ووضع إستراتيجية مشتركة تضمن الحفاظ على ماتبقى، مستندة على الإنطلاق من مبدأ البحث عن عوامل تحقيق الإستقرار للمنطقة، ومايمكن بناؤه، وعدم تعريض وجودنا ومصالحنا القومية للخطر، وذلك خلال محاولة توجيه بوصلة نضالنا كحركة سياسية كوردية سورية لأطراف داخلية أو خارجية مجاورة، وجعل مناطقنا ساحة لصراعاتها المعلنة مع أطراف إقليمية مجاورة. كذلك النظر بجدية 
يختم موسى: «المفاوضات ومنذ بدايتها مرورا بإجراءات بناء الثقة، والمماطلة الظاهرة التي سبقت الدخول في النقاط الجوهرية من الحوار، كسلة الأمن والدفاع ودور بيشمركة روج والشراكة الحقيقية في القرار وعائديته، وحصره في قامشلو وأخواتها من مناطقنا، وغيرها من النقاط الخلافية التي لا تتجزأ من صلب الإتفاق نفسه، تنذر بعد بأن الطريق ليس بالممهد بالشكل الكاف. أما التعويل فهو على فرصة التواجد الدولي في المنطقة، ولعبها للدور المرجو منها في إقناع الأطراف، وكذلك على بيشمركة روج كضامن لديمومة أي إتفاق مرتقب، بحيث أن هذين العاملين يشكلان دافعا في إرساء سفينة شعبنا في الميناء الذي يخدم كل الأطراف المعنية، بما يضمن حقوق وإحترام إرادة أبناء المنطقة جميعا دستوريا».
نجاح المفاوضات الكوردية يحتاج الى توافق إقليمي دولي
تحدث عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني الكوردي وقيادي في تيار المستقبل الكوردي، علي تمي، بالقول: «بعد التدخل الروسي في سوريا بـ 2014 تحول هذا البلد إلى ساحة للصراع الدولي وتصفية الحسابات بين القوى المؤثرة والفاعلة على الملعب السوري، فمثلاً روسيا تحاول من خلال حماية النظام من السقوط على حماية مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط، بينما واشنطن جعلت من الساحة السورية فرصة لتجميع الجماعات المتطرفة في الميدان السوري والقضاء عليهم دفعة واحدة، أما انقرة فـ رأت إن هذه الفرصة جاءت على طبق من ذهب للتخلص من شر العمال الكوردستاني وتصفية حساباتها مع هذه المنظومة في الملعب السوري، بينما طهران هي الأخرى تحاول تحويل الجنوب السوري إلى ساحة لتصفية الحسابات مع تل ابيب، وبهذا يكون الحل السوري قد خرج من يد الجميع وأصبح قضية دولية بإمتياز». 
يتابع تمي: «نجاح المفاوضات الكوردية يحتاج الى توافق إقليمي دولي، وهذا لم يحصل حتى اللحظة، لا شك هناك دور مؤثر بشكل أو آخر لأنقرة وطهران على قيادات قسد داخل سوريا بالتالي إن لم يحصل التوافق فيما بينهم بإعتقادي لن يحصل أي إتفاق نهائي ويبدو أن واشنطن لا ترغب بإشراك هؤلاء في تقاسم الكعكة في شرق الفرات ولهذا السبب لم يتم وضع  اللمسات الأخيرة للإتفاق الكوردي الكوردي في شرق الفرات حتى اللحظة». 
يضيف تمي: «المفاوضات ستبدأ بكل التأكيد قريبا، ونحن في المجلس الوطني الكوردي مصرّين على إنجاح هذه المفاوضات لكن وفق ما يتطلبه المصلحة الكوردية السورية العليا، وعلى الإتحاد الديمقراطي التحضير لتنفيذ الشروط الثلاث دون مراوغة. 1- مغادرة كوادر العمال الكوردستاني لمناطق الكوردية السورية. 2- عودة قوات البشمركة روج آفا إلى المناطق الكوردية حصراً. 3- إنشاء عقد إجتماعي جديد لإدارة المنطقة». 
يشير تمي: «إلى أن المجلس الوطني الكوردي جاهز لتقديم المساعدة الشاملة وكل ما يقع على عاتقها لنجاح المفاوضات لكن هناك خطوط حمر لا يمكن لنا المساومة عليها وهي قوات البشمركة روج آفا، وعلى طرف الآخر الإعتذار من المجلس دون خجل بعد وصف رئيس وفدها قوات البيشمركة البواسل ب (المرتزقة)». 
يرى تمي: «ان المفاوضات لن تؤدي إلى نتائج حقيقية على الأرض رغم حرصنا في المجلس الوطني الكوردي على نجاح هذه المفاوضات والسبب لأن هذا المشروع يدخل ضمن أجندات واشنطن في المنطقة بالتالي من الطبيعي أن يتعارض مع مصالح طهران في سوريا، وبناءاً عليه ستضغط طهران على العمال الكوردستاني لإفشال المفاوضات لأنها لا تقبل بالحلول الجزئية مع واشنطن، بالتالي هذا الموضوع مرتبط بالملف النووي الإيراني والإتفاق الشامل فيما بينهم، ولهذا السبب لن يحصل الإتفاق الكوردي- الكوردي حتى تتفق واشنطن مع طهران وأنقرة، وأريد  أن اذهب إلى أبعد من ذلك.  
المفاوضات الكوردية بحاجة إلى بناء جسور الثقة
تحدث المستشار القانوني، درويش ميركان، بالقول: «الأزمة السورية في حالة ركود وجمود سياسي غير مفهوم، فلا مبعوث الأمم المتحدة بيدرسون قادر على تحريك أو إذابة الثلج عن مفاوضات اللجنة الدستورية في جنيف ولا الولايات المتحدة الأمريكية تغير في سياستها تجاه سوريا. هل هو إهمال مقصود أم أن مخاض الحل السياسي لم يحن بعد؟.
في كل الأحوال هذا الركود انعكس على المشهد الكوردي لاسيما في الحوار الكوردي بين المجلس الوطني الكوردي والإدارة الذاتية، والتي تحتاج إلى مزيد من  الضغط من الراعي الأمريكي على الحليف من الإدارة الذاتية لتسريع وتيرة المفاوضات وإبداء المرونة في ملف المعتقلين والمختطفين وبناء جسور الثقة. 
وحتى نكون صادقين مع شعبنا الكوردي وبعيداً عن لغة الدبلوماسية نقول لولا الضغط الأمريكي على الإدارة الذاتية لكانت الأخيرة بعيدة عن لغة الحوار والتفاوض وحتى بعد الإتفاق كل الخوف من ضرب بنود الإتفاق عرض الحائط كما حدث في اتفاق هولير ودهوك».
يتابع ميركان: «نحن أمام عقلية لا تلتزم بتوقيعها ولديها أجندات ومشاريع بعيدة عن نضال ومطالب الحركة السياسية الكوردية منذ 60 سنة، طبعا نحن نأمل وننادي بوحدة الصف الكوردي وضرورة توحيد الخطاب والمطالب الكوردية لضمان حقوقه القومية في دستور سوريا المستقبل وبعيداً عن لغة التخوين،  لكن ممارسات الإدارة الذاتية على الأرض في الفترة الأخيرة لا تشجع على الاستمرار. الخطان المستقيمان لا يلتقيان أبدا هذه بديهيات علم الرياضيات، أقول هذا وأتمنى أن أكون مخطئ في تقييمي لكن التجارب السابقة توحي بأن الشريك المعطل في الحوار الكوردي والمتمثل بالإدارة الذاتية لا يقبل الشراكة في العمل هو يريدك تابعا لمشروعه وأجنداته وهو أمر مرفوض من الجماهير التي تقف وراء المجلس الوطني الكوردي».
يضيف ميركان: «المجلس الوطني الكوردي يبحث وبشكل جدي عن شريك حقيقي ويأمل ببناء جسور الثقة للبدء بمفاوضات جادة وحقيقية ومن هنا تحتاج المفاوضات الحالية إلى ضامن دولي قوي كالراعي الأمريكي وحتى الروسي دون هذه الضمانة ستكون المفاوضات مضيعة للوقت والجهد، وللأسف لا مكان للثقة هنا نتيجة التجارب السابقة، الثقة الحقيقية هي النتائج الطيبة على الأرض وليس الكلام المعسول في الإعلام».
الخاتمة:
إذا، الوضع السوري مهما طال ففي النهاية سيكون هناك حل يضمن استقرار البلد وإيجاد حكم برلماني تعددي لا مركزي، وحتى ذلك الوقت يجب على الأطراف الكوردية أن يكونوا جاهزين لفرض حقوق الشعب الكوردي المشروعة في دستورها.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…