القسم الخامس يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– صبري رسول
– علي شمدين
– كلستان الرسول
– عبدالعزيز قاسم
– محمد خير بنكو «1/3»
– زاكروس عثمان «4/5»
مرويات الانتفاضة الغائبة.. بحثٌ عن الحقيقة في ليلة مُظلمة
صبري رسول
توطئة:
إنّها مبادرة رائعة، أنْ يقوم مهتمون بشأن الانتفاضة لأرشفتها، وجرّ الكُتَّاب للكتابة عنها. هنا أوجّه كلّ الشّكر للزّملاء في الاتحاد العام للكتّاب والصّحفيين الكرد في سوريا، وموقع ولاتي مه على هذه الخطوة، وكلّي أملٌ بنجاح الخطوة.
– بعد سبعة عشر عاما على الانتفاضة كيف تنظرون إليها؟
– ماذا عن أحوال أبناء شعبنا قبل وبعد الانتفاضة؟
تُعدّ الانتفاضة الكُردية إحدى المراحل المفصلية في تاريخ الشّعب الكُردي الحديث، وأتَت قفزةً نوعية نقلت القضية الكُردية من «الاجتماعات الحزبية المغلقة» حيث العمل الحزبي السّري في مناخٍ كان فيه الخوف والقمع على أشدّهما، ومن «الغرف الأمنية ومطابخها» وتعاملها التّدميري للبنية الاجتماعية والسّياسية، إلى الصّدام في الشّارع، بين التّظاهرات السّلمية الحاشدة، والاحتجاجات القوية على العنف المفرط، وبين أجهزة الأمن التي لم تتوانَ في استخدام الرّصاص القاتل ضدّ المدنيّين العزل، يمكن النّظر إليها بوصفها مرحلة انتقالية في السياسة الكردية، فرضت واقعاً جديداً ينبغي على الكُرد استخلاص الدروس منها.
الانتفاضة وضعتْ ساسة الكُرد أمام مهمّاتٍ كبيرة تقاعسَت عنها الأحزاب الكردية عشرات السّنين، كان ينبغي أنْ تقومَ بها قبلها، كبناء أُطرٍ سياسية على استراتيجية بعيدة المدى، تحسباً لأي طارئٍ. العمل المشترك لمواجهة سياسات النّظام، بناء مؤسسات مختصة لتقديم المساعدات، ناهيك عن البرامج الثّقافية والإعلامية. القادة السّياسيون الحقيقيون يقرؤون التّاريخ جيداً ويستقرؤون الخطوات للمستقبل. وهذا ما يفقتده الكُرد السوريون إلى اللّحظة.
كان الشّعب الكُردي قبل الانتفاضة يعلّق آمالاً كبيرة على تحولاتٍ ديمقراطية مرتقبة بعد استلام بشار الأسد السّلطة، بوصفه شاباً دارساً في الغرب ويحمل طموحاتٍ في إجراء تغييرات اجتماعية في سوريا، مثله مثل النخبة العربية السورية التي بدأتّ تتعامل مع المُتنفّس الجديد، لكن الانتفاضة الآذارية قلَّبت الموازين كليّاً، وأثبتت بأنّ النظام السّوري الوحشي لن يسمح بأي تغيير ممكن، وسيتعامل مع المعارضين بوحشية، وأنّ الوحدة الكردية ضرورة قصوى في وجه النّظام ولا يمكن إيجاد أي حلّ ديمقراطي للقضية الكردية من خلال العقلية الأمنية. لم يختلف النّظام في عهد بشار عن عهد أبيه إلا بإطلاق العنان للأجهزة الأمنية بشكلٍ مفرط، وتصرَّف بعقليةِ دكتاتورٍ صبياني، على خلاف أبيه الذي كان ديكتاتوراً خطيراً لكن كان يتصرّف بعقلانية، ويتحكّم بالتفاصيل من خلال الدّولة الأمنية العميقة.
– لماذا لم تنبثق مؤسسة للعناية بضحايا الانتفاضة: جرحاها وأسر شهدائها؟
قيادة الأحزاب الكُردية تتصرّ ف من منطلق «ردّ فعل» فهي لا تكون فاعلة في طرح المبادرات والأحداث، بل مُنفعِلة، تتلقى الأحداث وتصدر منها ردات فعلٍ. لذلك تأتي المواقف والخطط ارتجاليةً، لحلّ المشكلة مؤقتاً، وبالتالي لا تمتلك رؤية استراتيجية لوضع الحلول الدائمة لأي مشكلة. وقدر الشّعب الكردي أنْ يكون بين نارين: وحشية نظامٍ قمعي لا يولي أي اهتمام لحقوق الإنسان، والثانية: رهين عقلية تكلّستْ، فلا هي تتطوّر مع الزمن والأحداث لمواكبة المستجدات، ولا هي تنزاح من مكانها لمنح الفرص للعقول المستنيرة. اللجنة التي شكّلها مجموع الأحزاب الكردية تعاملت مع المعتقلين والجرحى، وانتهت مهمتها بعد شهور، اللجنة لم تضع لنفسها برنامجاً طويلاً، وأغلقت القيادات الحزبية الملف. والمؤسسات الكردية الأخرى، كالمنظمات الحقوقية والجمعيات الثقافية كانت ضعيفة، ولم تتبادر إلى بناء مؤسسة تراعي ضحايا الانتفاضة. هذه العقلية هي عقلية المحارب في الميدان، حيث الغليان الشعوري القوي لمجابهة الخصم، وثم البرود الشتوي بعد انتهاء المعركة.
– استطاعت الانتفاضة أن توحد أبناء شعبنا: لماذا هذا التشتت الذي آلينا إليه؟
الانتفاضة لم تكن فعلاً سياسياً من الأحزاب الكُردية، بل كانت ردّ فعلٍ مباشر من الجماهير الغاضبة ضد النّظام بسبب قتلى الملعب، والجماهير تستطيع أنْ توحّد القوى السّياسية بإرادتها في أعمالٍ كثيرة، كالمظاهرات والمسيرات السّلمية، وغير ذلك، النّضال الجماهيري يفرض واقعاً جديداً، لكن الاستمرارية تبقى على عاتق الأحزاب، لأنّ القوة الجماهيرية تنطفئ بانتهاء العمل في الشارع إذا لم تنبثق منها قيادة فورية تقود النضال الجماهيري وتحافظ على وحدة الشّارع.
التّجربة كانت ضعيفة، والأحزاب السياسية عادت إلى مواقفها السابقة، إلى صراعاتها السياسية القديمة، ولم تستطع أنْ تحرز خطوات نوعية. بعد انتهاء عمل مجموع الأحزاب الكردية اصطفّت غالبية الأحزاب في تجمعين، الجبهة الكردية، والتحالف، بينما كان حزب الاتحاد الديمقراطي منزوياً في شؤون أخرى. هكذا كان الوضع بين الانتفاضة الكردية والثورة السورية المغدورة في مهدها.
– أين مدونة الانتفاضة؟ أين ما كتب عنها وما وثق ليومياتها وتفاصيلها؟
يتميّز الكُرد بأنّهم لا يعيرون أهمية كبيرة للمدونات، فخلال تاريخهم السياسي في سوريا، منذ 1957 وحتى الآن لم أعلم بوجود مذكرات يومية أو سيرة شخصية إلا لبعض شخصيات لم يدوّنوا سوى بعض الأحداث القليلة ومن منظور شخصي.
جواباً على هذا السؤال المؤلم: هناك جهود قليلة لبعض الأحزاب، لا ترتقي إلى مستويات كبيرة في الأرشفة كالجمع والتحقيق والتدقيق والطبع، العمل الحزبي المنفرد لا ينتج إلا على مقاس ومقدرات ذلك الحزب.
وهناك جهود فردية كبيرة، لكن مهما كانت الإنجازات الفردية متنوعة ومجدية لأحداث ضخمة كالانتفاضة، تبقى تلك الجهود مركونة في الظّل، وتبقى ناقصة. هنا لا بد أنْ أذكر المثال الآتي:
الصديق إبراهيم اليوسف يملك أرشيفاً كبيراً، وهو عبارة عن مقالات، رسائل، كلمات، حوارات، وثائق وبيانات… إلخ. لكن رغم ذلك لم تُنشَر في كتاب حتى الآن، كانت مبثوثة في المواقع والصّحف، ويبقى السؤال: أين ما كتبه الآخرون؟ مقالاتهم، نصوصهم، مواقف الأحزاب والبيانات وغير ذلك. بعد اتصال مطوّل بيني وبين الصّديق الأستاذ إبراهيم اتفقنا على جمعها وتصنيفها ونشرها في عدة أجزاء. الجزء الأول تم إنجازه قبل أسابيع، حيث قمتُ بتصنيف هذا الجزء وبمساعدة أستاذ إبراهيم، والأجزاء الأخرى ستنتظر مصيرها لاحقاً.
لو قام كلّ كاتبٍ وشتهد عيان بتدوين مشاهداته، تفاصيل الحدث من الزاوية التي نظر إليه لكان
– ماذا عن مذكرات المعتقلين: أيعقل أنه لم تصدر لأحد من هؤلاء مذكراته.
لا أعلم عن مذكرات المعتقلين، قرأتُ نُتفاً يسيرة من كتابات لجنة المحاميين المدافعين عن المعتقلين، وهي تأتي ضمن أحاديث المعتقلين وظروف اعتقالهم. أما مذكراتهم، فأعتقد أنّ أحداً منهم لم ينشرها حتى الآن حسب علمي. وأتمنى أنْ يدوّن المعتقلون تفاصيل يومياتهم في السجن وظروف الاعتقال. هنا أقترح: أنْ تتبنى جهات معينة الأمر، حيث يمكن لهم الحديث عن ظروف الاعتقال والسجن، ويمكن لبعض الكتاب القيام بتدوينها، وهذا يتطلب جهوداً جماعية وتكاليف معينة.
– إلام تعيد سبب سرعة حماسنا وتفاعلنا مع أي حدث كبير إلا أننا نفتقد لأدوات ديمومة هذا الحماس والتفاعل؟
من إحدى السمات السّياسي الكُردي، أنّه أقرب إلى المشاعر الحماسية الفياضة منه إلى التفكير العقلي المنظّم؛ بوصفه يمتلك مشاعر ملتهبة، يتفاعل مع أي حدثٍ بدافع الحماسة، فيكون مُندفعاً بشكلٍ قوي، يترك كلّ شيءٍ جانباً ويبقى الموضوع، الحدث، يأخذ جانباً كبيراً من اهتمامه؛ ينتهي الحدث، يتجمّد الشعور، فيركن إلى التّراخي والإهمال. إحدى أدوات الديمومة تكمن في الخطط والبرامج التي ستشغل حيزاً كبيراً من عمله وفكره لو تمّ وضعها ورسمها بشكّل منظم. قد تكون هناك أسبابٌ أخرى مخفية عن وعينا، لكن يبقى قياس النّجاح بالنتائج المثمرة.
أرشفةُ الانتفاضة، تاريخها، وثائقها، القرارات المتعلقة بها، ونتائجها، تحتاج إلى فريق عملٍ خاص، يقوم بوضع برنامج واضح، وتنفيذ الخطة زمنياً، وثم تكليف فريق آخر بكتابتها وترتيبها. وأعتقد أنّ ذلك لن يتمّ اليوم، فالكُرد ليس ياستطاعتهم إنجاز ذلك الآن، لكن قد يقوم به جيل آخر، وفريق آخر، لكن وقتئذٍ لن يجدوا الكثير، فالضّياع والإخفاء والتّلف وربما «التّزوير» ستلتهم جزءاً كبيراً من الحقائق. ليتنا نلبي هذا الطّلب: «تعالوا نسع لأرشفة وثائق الانتفاضة التي لم يوثق منها إلا القليل وبجهود تكاد تكون شخصية جداً».
=====================
انتفاضة (2004) .. دروس لم نتعظ منها
علي شمدين
إن الأحداث التي اندلعت في ملعب القامشلي بتاريخ (١٢/٣/٢٠٠٤)، والتي سرعان ما تحولت إلى انتفاضة جماهيرية عمَّت جميع مناطق التواجد الكردي، شكلت في مضمونها نقطة تحول هامة في وعي الشعب الكردي في سوريا، وفي إحساسه بهويته القومية، وشعوره بأبعادها الوطنية والقومية، وإدراكه بأهمية التوازن بينهما، وقد أحسنت الحركة الكردية حينذاك في إدارتها لهذا الحراك الشعبي، الذي فاجأ النظام بسرعة انتشاره واتساع دائرته الجماهيرية، ونجح في جذب الرأي العام العالمي نحو ردة فعل النظام القاسية، ووضعت تحت الأضواء حجم الضحايا والشهداء والمعتقلين الذين خلفتهم آلة القمع والاستبداد بين صفوف المتظاهرين العزل، واستطاعت هذه الحركة، التي التأمت تحت مظلة (مجموع الأحزاب الكردية في سوريا)، وبالرّغم من الثغرات والأخطاء الكثيرة في أدائها، أن تُسْمِعَ رأس النظام رسالة الجماهير المنتفضة، ليسارع رئيس الجمهورية (بشار الأسد)، مضطراً، إلى التصريح في مقابلة له مع قناة الجزيرة بتاريخ (١ آيار ٢٠٠٤)، بأن: (أحداث القامشلي لم تكن وراءها أيد خارجية وأن القومية الكردية جزء أساسي من النسيج الوطني السوري ومن التاريخ السوري..).
حقيقة، كانت انتفاضة (١٢آذار ٢٠٠٤)، تجربة نضالية ثرية بدروسها وعبرها، كان يجب على الحركة الكردية في سوريا أن تتعظ منها خلال هذا العقد من عمر الأزمة السورية، ولكنها فشلت في ذلك مع الأسف الشديد، فهي ليس فقط لم تنجح في توحيد صفوفها، وبلورة مطالبها في خطاب قومي موحد، وفرضه على النظام بوضعه الراهن، وإنما فشلت أيضاً حتى في إقناع المعارضة بعدالة قضيتها ومشروعية نضالها، وذلك بسبب أدائها المحكوم بردات الفعل الحزبية الضيقة، وبسبب تشتتها المفرط إلى جماعات وشلل لايتجاوز أعضاء بعضها عدد أصابع اليد، وانقسامها المجاني على المحاور الخارجية وعلى جبهات الصراع التي لا ناقة للكرد فيها ولا جمل، حتى بات اليوم من تبقى على الأرض من الشعب الكردي يعيش بين مطرقة مؤمرات هذه المعارضة التي أصبحت غطاءً للأحتلال التركي للمناطق الكردية، والتي تعتبره، ومن دون خجل أو إحراج، تحريراً، وبين سندان سياسات النظام الذي لا يزال يتنكر للوجود الكردي، ويقزمه في مجرد قضية لاجئين لا ضير في أن تستعيدهم تركيا حينما تشاء، كما تفعل اليوم، طالما أنهم لا يعودون إلى حظيرته صاغرين..
أجل، لقد كانت انتفاضة (٢٠٠٤)، ولاتزال محطة نضالية يمكن للحركة الكردية في سوريا أن تأخذ منها الدروس والعبر، وليس التسابق في الاحتفاء بها بمراسيم كرنفالية فقط، ولعل أهم هذه العبر هو شعور أطرافها بحجم الخطر الذي بات يهدد الشعب الكردي وقضيته القومية، والإسراع في إنجاز وحدتها الشاملة من دون إقصاء أو تهميش.
وبنظرة سريعة لحصاد هذه السنوات العشرة التي مضت، وما حملته من كوارث هددت التركيبة الديمغرافية لمناطقنا في الصميم، فإن (الشعب)، قد تقاذفته حملات التشرد والجوع والتهجير، كما أن (أرضه) باتت محتلة، منطقة تلو الأخرى، وهنا لابدّ أن نسأل أنفسنا ألم تفقد حركتنا السياسية مبررات بقائها، إذا كانت قضيتها القومية التي تأسست من أجلها، قد بدأت تفقد ميدانياً مقوماتها، كقضية (أرض وشعب)..؟.
السليمانية 12/3/2021
=====================
انتفاضة قامشلو أسطورة المقاومة الكوردية
كلستان بشير الرسول
تعد انتفاضة قامشلو في الثاني عشر من آذار عام ٢٠٠٤ نقطة انعطاف كبيرة في نضال الحركة الكوردية في سوريا والتي امتدت من أقصى الشمال الشرقي من ديريك وصولا إلى عفرين وكافة مناطق الكورد في حلب ودمشق حيث هب الشعب الكوردي بأكمله شيبا, وشبابا, نساءا، واطفالا ونزل إلى الشارع بصوت واحد ويدا بيد ليعلن عن سخطه وغضبه ورفضه لحياة الذل والقمع والاضطهاد التي كانت تمارس بحقه طيلة عقود من الزمن من قبل نظام بعثي شوفيني متمثل في أسرة الأسد الحاكمة والمستبدة التي حصنت نفسها بشبكة أمنية متفرعة ومتشعبة في كل أنحاء سوريا والتي كانت تضرب بيد من حديد كل من يخالفهم الرأي ويناهضهم وقد عانى الشعب السوري عامة والشعب الكوردي على وجه الخصوص معاناة حقيقية نتيجة الإجراءات الاستثنائية المجحفة بحق الكورد والأحكام العرفية التي كانت تطبق عليهم وكما هو الحال في كل الانتفاضات والثورات في العالم لها أسبابها المباشرة والأسباب غير المباشرة. كذلك انتفاضة قامشلو كانت لها اسباب غير مباشرة تمحورت فيما يلي:
١_ من الناحية السياسية تم تطبيق الاحصاء الجائر عام ١٩٦٢ بحق الكورد وحرمانهم من الجنسية السورية
٢_محاولة طمس الهوية الكوردية بكافة الاساليب والسبل بما فيها تحريف وتزييف كتب التاريخ بحيث تتوافق مع مواقفهم التي تنكر وجود الكورد في سوريا علماً إن جذورهم متأصلة وممتدة في سوريا منذ مئات بل ألاف السنين وخير دليل على ذلك المعالم الأثرية الموجودة كقعلة هوري وقلعة الحصن وغيرها الكثير من التلال الأثرية كتل ليلان وتل شرمول, وتل موزان, وتل براك، الخ…….
-3- اتباع سياسة التعريب مع الكورد و التي تمحورت في عدة نقاط : -أ- التغير الديموغرافي للمناطق الكوردية و ذلك بتطبيق الحزام العربي عام ١٩٧٤ على يد الرئيس السوري حافظ الأسد و الذي يعود فكرته للملازم الاول محمد طلب هلال رئيس الشعبة السياسية في الحسكة عام ١٩٦٢ و قد تم من خلال تنفيذ هذا الحزام الاستلاء على أراضي الكورد بقوة السلاح و إعطائها للعرب الغمر الذين استوطنوا في تلك الأراضي .
-ب- تبديل اسماء المدن و البلدات الكوردية بأسماء عربية ووضع العراقيل و الصعوبات لتسجيل المواطنين الكورد لأولادهم بأسماء كوردية.
-ج- حظر الاحزاب في سوريا و منعها من الانضمام إلى احزاب الجبهة الوطنية التقدمية و عدم السماح لهم بالترشيح لانتخابات مجلس الشعب و المجالس المحلية.
-د- قمع الحريات و من ابرزها حرية الرأي و الفكر اعتقالهم للكثير من الادباء و المفكرين الكورد و زجهم في المعتقلات السورية.
-ه- حظر اللغة الكوردية في الدوائر الرسمية و منع الثقافة و الإعلام الكردي من التداول بكافة أشكالها المرئية، و المسموعة، و المقروءة.
-و- فصل الطلاب الكورد من المعاهد السورية و اعتقال الناشطين منهم من الجامعات.
-ر- منع تبوأ الكورد لمناصب الإدارة في الدوائر الرسمية إلا بشرط الانتساب لحزب البعث والامتثال لشروط الفروع الأمنية.
-ز- عدم قبول الطلاب الكورد في عدة فروع جامعية مثل الصحافة والإعلام وكافة الكليات والاكاديميات العسكرية إلا بالشروط الآنفة الذكر وهو الانتساب لحزب البعث. ومن الناحية الاقتصادية تم التهميش الاقتصادي والخدمي بكافة أشكاله في المناطق الكوردية وبشكل متعمد كل هذه الأسباب وغيرها الكثير خلقت لدى الشعب الكوردي حالة من التذمر والاستياء والسخط وولدت لديهم معاناة حقيقية في حياتهم اليومية على الرغم من كونهم الأكثر وفاء واخلاصا في خدمتهم لسوريا والسعي لتقدمها ونهضتها في كافة النواحي وخاصة من الناحية العسكرية حيث كانوا على الدوام في الخطوط الأمامية في جبهات القتال دفاعا عن سوريا وبذلوا دماءهم فداء لها.
اما السبب المباشر لهذه الانتفاضة فقد كان نتيجة إطلاق الرصاص الحي على المدنيين الكورد من مشجعي نادي الجهاد وذلك على مدرج الملعب البلدي في مدينة قامشلو وبأمر من محافظ الحسكة سليم كبول رئيس الفروع الأمنية في محافظة الحسكة حيث أسفر عن سقوط عدة شهداء في اليوم الأول المصادف للثاني عشر من آذار عام ٢٠٠٤ وفي الخامس عشر من شهر آذار عام ٢٠٠٤ وأثناء تشييع الأهالي لجثامين الشهداء تم إطلاق الرصاص الحي على الأهالي مرة أخرى وكذلك تم إطلاق الغازات المسيلة للدموع وسقط من جراء ذلك العديد من القتلى والجرحى مما اجج مشاعر السخط والتذمر والاحساس بالظلم لدى الشعب الذي خرج بمئات الآلاف وشاهد بأم عينه الحقد الدفين من قبل رجال الأمن والشرطة وقتلهم وجرحهم للمدنيين العزل ظلما ودون وجه حق بلا رحمة ولا شفقة وسرعان ما تحولت هذه التظاهرات إلى انتفاضة سلمية عارمة امتدت إلى مختلف المناطق الكوردية بدءا من ديريك في أقصى الشمال الشرقي ووصولا إلى حلب ودمشق حيث مناطق تجمع الكورد وقد دفعهم هذا الغضب إلى الهجوم على مقرات الأمن ومكاتب حزب البعث في تلك المناطق كما قاموا بتحطيم تماثيل الرئيس السوري حافظ الأسد في أغلب المناطق وقد حصلت العديد من أعمال التخريب والشغب المدسوسة من قبل أجندات النظام لتشويه صورة الشعب الكوردي مما أدى إلى تدخل الجيش السوري ونشر قواته المدعمة بالدبابات وطائرات الهلكوبتر في كافة المناطق الكوردية واستمرت هذه الانتفاضة بين كر وفر وبسلسلة من الاعتقالات التعسفية العشوائية ظل الأهالي في جو من الذعر والقلق وعدم الاستقرار لفترة من الزمن حتى اخمدت بمبادرات من قيادات الحركة الكوردية ومن وجهاء المنطقة وبتوسط الرئيس مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان والصدى الدولي الذي اثارته الجالية الكوردية في كل أنحاء العالم على شكل تظاهرات في مناطق تواجدهم مما أدى إلى امتثال الحكومة السورية للكف عن الاعتقالات العشوائية التعسفية كما تم إطلاق سراح البعض منهم.
أن انتفاضة قامشلو رغم مآسيها واوجاعها الا انها أخذت صدى جماهيريا واسعا في الداخل والخارج كونها اول انتفاضة شعبية عفوية واسعة النطاق وما ميزها هو وحدة الصف الكوردي دون النظر إلى اختلاف الاتجاهات السياسية والفكرية ومن جهة أخرى كانت الأسطورة النضالية الكوردية الأولى من نوعها في سوريا هزت عرش النظام الدكتاتوري في سوريا ومن جهة أخرى فانها اماطت اللثام عن وجوه الكثيرين من ابناء القوميات والطوائف الأخرى في المنطقة بعدم وقوفهم إلى جانب الكورد في محنتهم بل على العكس اتخذوا موقفا متخاذلا واتهموهم بالارهاب والتخريب كما قام البعض منهم بتسليم العديد من شباب الكورد للأمن ممن التجأوا إلى بيوتهم هربا من الدوريات الأمنية.
عاشت انتفاضة قامشلو رمزا للمقاومة والنضال والمجد والخلود لأرواح شهداء الانتفاضة ولأرواح كافة شهداء كوردستان
=====================
جوهر الانتفاضة الكردية
عبدالعزيز قاسم
بداية أشكر موقع ولاتي مه وجريدة بينوسا نو على توجيه الدعوة لي للمشاركة في ملف الذي تم إعداده عن الانتفاضة الكردية 2004 في ذكراها السابعة عشر، وهي مبادرة قيمة للوقوف على ذاك الحدث العظيم الذي وحد الكرد في مواجهة سياسة الاضطهاد القومي الممنهج ضد الوجود التاريخي والقومي الكردي، وكان من المفروض على أحزاب الحركة الكردية دعوة الكتاب والسياسيين الكرد لتناول هذا الملف الحيوي في الذكرى الأولى للانتفاضة، أو على أقل تقدير قبل بدء مايسمى بثورات الربيع العربي، علما أنه لو تم تقييم الانتفاضة الكردية آنذاك، ربما تجنبت الحركة الكثير من الأخطاء وكذلك الإرباك الذي حصل للحركة الكردية في التعامل مع الانتفاضة السورية أو كما يسمي البعض (الثورة) التي حصلت بعد عام 2011، علما انني وباسم مستعار أو دون اسم كتبت في جريدة (طريق الشعب) للحزب اليساري الكردي وفيما بعد في (آزادي) أكثر من مقالة عن الانتفاضة الكردية.
كان حادث او “المؤامرة” المفتعلة من قبل اجهزة النظام في محافظة الحسكة وجهات معادية للشعب الكردي في ملعب قامشلو، الشرارة التي تسببت باندلاع الانتفاضة الكردية التي جاءت بعد أكثر من ثلاثة أعوام من تسلم بشار الأسد مقاليد السلطة في عام 2000، الذي اتخذ سياسات أكثر عنصرية تجاه الشعب الكردي في ظل تزايد ثقافة العداء حتى لدى العرب السوريين تجاه الوجود التاريخي للشعب الكردي وقضيته القومية وبخاصة بعد حرب تحرير العراق ومشاركة البيشمركة مع القوات الامريكية في تحرير مناطقهم وكذلك في الاطاحة بحكم نظام صدام حسين المقبور، حيث ازداد مخاوف الأسد من تكرار التجربة العراقية ومن دور الكرد في المستقبل حتى أن الرئيس بوش الابن الذي لمح أكثر من مرة في رغبته للإطاحة بحكم البعث في سوريا أيضا، وبالمقابل استثمر النظام تزايد حالة العداء ضد الشعب الكردي في الأوساط العربوية والإسلاموية، ومن هنا جاءت الانتفاضة كرد فعل شعبي وقومي على سياسة الاضهاد القومي والممارسات العدائية والسياسة الشوفينية تجاه القضية الكردية وتطوراتها في إقليم كوردستان من خلال التصريحات العدائية والعبارات المسيئة بحق قادة ورموز شعبنا والفتاوي الدينية بتكفير الكرد.. الخ.
الانتفاضة الكردية أحدثت هزة قوية في أركان النظام وكسرت حواجز الخوف و الحواجز المحلية والاقليمية امام القضية الكردية، بالرغم من عدم وجود اي دعم دولي او إقليمي كما “ثورات” الربيع العربي وايضا في ظل عدم وجود شبكات التواصل الاجتماعي أو حتى تغطية إعلامية جيدة، ورغم عفوية الانتفاضة الا ان رقعتها اتسعت لتشمل كامل جغرافية كردستان سوريا والاجزاء الاخرى لكردستان ومناطق تواجد الكرد حتى العاصمة السورية والعديد من العواصم الأوربية، وبالرغم من التعامل الوحشي للنظام في قمع الانتفاضة الا ان بعض المناطق الكردية وبخاصة “ديرك” باتت شبه محررة وخالية من أي تواجد لثكنات النظام لاكثر من شهر ولو كان هناك دعم دولي كان بوسع الكرد ايجاد “ادارة” ما لإدارة مناطقهم آنذاك بالاستفادة من الفراغ الذي حصل نتيجة انسحاب بعض مؤسسات الدولة من المناطق الكردية.
الانتفاضة اتسمت بطابع قومي كردي اكثر من أي طابع آخر، وشملت كافة مناطق ومدن كوردستان سوريا وأماكن تواجد الكرد وكان يمكن استثمار اللحظة التاريخية في تحقيق نتائج مثمرة بخصوص تدويل القضية الكردية اضافة الى تعزيز وحدة الصف الكردي بعكس (الثورة السورية) التي ترافقت بازدياد حالة التشرذم والخلافات في البيت الكردي وتوزع الكرد هنا وهناك، وبالرغم من وجود بعض من اوجه التشابه بين الانتفاضة الكردية و “الثورة” السورية وبخاصة من جهة ظهور الشبيحة او المرتزقة وازلام النظامين السوري والعراقي تحت اسم “جمهور نادي” ديرالزور وعشائر عربية في قامشلو وريفها وقيامهم بعمليات حرق وسرقة محلات تجار الكرد ..الخ ، ورغم تحفظي على تسمية (الازمة السورية) بـ (الثورة)، ارى انه لابد من التأكيد على جوهر وخصوصية الانتفاضة ومن الخطأ سياسيا وقوميا وحتى تاريخيا ربط الانتفاضة الكردية كحدث خاص وقومي بالشعب الكردي باي حدث آخر كما يذهب البعض في القول بان الانتفاضة هي بداية او جزء من (الثورة) السورية في محاولة افراغ الانتفاضة من محتواها القومي التي اظهرت حقيقة الوجود التاريخي للشعب الكردي كقضية ارض وشعب وثانيا لا يمكن ربط الانتفاضة الكردية بـ(الثورة السورية)، كانتفاضة من اجل مطالبة بالحقوق القومية لشعبنا بحدث آخر وصراع على السلطة، اضافة الى ان (الثورة) السورية اتسمت بصبغة مذهبية وبالذات بصبغة إخوانية (تنظيم الاخوان المسلمين)، تحت مسمى “التنسيقيات” اولا ومن ثم “النصرة” ومسميات أخرى ثانيا ولا ننسى الدعم الدولي والقطري في تشكيل المعارضة السورية وبخاصة “الائتلاف” الاخواني ايضا، وكذلك التدخل التركي والإيراني والمليشيات والتنظيمات الإرهابية التي أثرت باتجاه انحراف “الثورة” السورية من “ثورة” على الظلم ومحاولة من أجل خلق البديل الديمقراطي وانهاء النظام الديكتاتوري إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية على حساب الدم السوري.
=====================
لماذا لم يعتقلني الامن السوري في ٢٠٠٤ ؟ «1/3»
محمد خير بنكو
بعدما وصلت إلى اوربا و جمعت شمل العائلة في المانيا ، تغير الكثير من المفاهيم و الأولويات ، صار الوضع يتطلب التفكير بجدية في الواقع الجديد . ما الذي تحتاجه في هذا البلد ؟ ليس بالضرورة ان تنتسب الى حزب ميركل او أي حزب آخر و لا داعي ان تدعي بانك الماني ابن الماني لتعيش بكرامة هنا . فكرت كثيراً في هذا الموضوع و لم اعثر على جواب كاف !
ماذا أريد ؟
بعد تمعن و تفكير طويلين توصلت الى قناعة بأنه من الأفضل ان أعود الى جذوري الكردية ، نعم فالوجاهة الاجتماعية هنا في الغربة نعمة كبيرة ، سأشلح ثوبي القديم الذي ما عاد ينفعني ، و البس الثوب الجديد ، ثوب الكردايتي و أفضل الطرق هي أن أكون برزانياً. كان المرحوم جدي الأمي الذي ترعرع في مجتمع قروي ، يقول لي دائماً ، لا خوف عليك انت مثل الحرباء تغير جلدك في دقيقة. في الحقيقة كان جدي ثاقب النظر ، و لكن هكذا كانت الظروف لو لم انتسب الى الشبيبة و حزب البعث لما وصلت لما كنت فيه قبل مغادرة البلاد. صحيح ان البعض من اعمامي كانوا منتسبين الى الحزب الكردي ، لكنهم ظلوا فقراء و منبوذين حتى من اغلب أفراد العائلة. الحياة لعبة المصالح ، حالما تخرجت تم قبولي في الوظيفة و لم اتعذب كجارنا أ – ن الذي تخرج من الجامعة و خدم العسكرية و ظل لسنوات و سنوات يقدم على المسابقة ليتعين كمدرس دون جدوى ، فإضطر لبيع الخضار على عربة متنقلاً من حارة لحارة. كما انني لم اتعذب كجارنا الآخر الذي تم قبوله كمدرس ، بغفلة من جماعة الأمن ، لكنهم عينوه في أبعد قرية في المحافظة .
باختصار شديد هكذا هي الحياة ، لذلك عندما أتذكر كبقية افراد الجالية الكردية في هذا البلد عام ٢٠٠٤ و ما حصل للناس من قتل و جرح و اعتقال ، يتبادر لذهني للحظة لماذا لم يعتقلني الامن آنذاك ، لكن سرعان ما اتضحك في سري و أقول في نفسي ما هذا الغباء ! هل بدأت أصدق نفسي كما صار يصدقني البعض من حولي و خاصة الكرد من المدن و المحافظات البعيدة عن مدينتي ، فالمساكين لا يعرفون مني الا الوجه الكردي الأصيل.
لذلك عندما اسمع صوت نفسي و هو يسألني ذاك السؤال اصارح نفسي لكي لا يعود و يسأل نفسي مرة أخرى و أعاتبه بشدة : يا لغباءك ، كيف تجرأ أن تسأل هذا السؤال ؟ اتريد أن تفضح تاريخنا و تفسد كل ما توصلنا إليه ؟ ألا تعلم بأنني كنت رفيقاً بعثياً ؟
نعم انتسبت الى حزب البعث بعد ان كنت رفيقاً شبيبياً لأكثر من ثلاث سنوات ، و بفضل ذلك توظفت و أصبحت مدرباً للفتوة ( التربية العسكرية ) و بعد إلغاء مادة التربية العسكرية ، أصبحت موجهاً في المدرسة . كل الشباب كانوا يعرفونني و كانوا يمرون على المدرسة بشكل دائم . كنت ملتزماً معهم و لا أخفي عنهم شيئاً ، حتى يوم الاحداث تلك اتصلت هاتفياً مع أحدهم من الهاتف الأرضي لكي اثبت له بأنني موجود في البيت ، فكيف سيعتقلوني !
اليوم و في هذا البلد، انتهى دور ذلك الرداء و حان وقت اللفة الكردية و العلم الكردي الذي لا يفارقني في أي مناسبة حتى في عيد الفطر و عيد الأضحى و الحمد لله صرت الآن الوجه المعروف في البثات المباشرة و التلفزيونات الانترنيتية و صار الكل يناديني ماموستا ، كما احمد الله انهم قد نسوا لقبي القديم ( أبو باسل ) . كنت اسمع الناس تحكي عن اعتقال الجيران ، لكنني لم افكر للحظة بأنهم قد يعتقلوني.
الى اللقاء في الحلقة القادمة
=====================
الأسباب المباشرة لانتفاضة 12آذار «4/5»
زاكروس عثمان
لم تقتصر سياسة التمييز العنصري التي يطبقها النظام السوري بحق القومية الكوردية على الصعد الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية بل طالت حتى الجوانب الثقافية الرمزية والمعنوية، ومن صور هذا التمييز ان السلطة تمارسه تجاه الكورد حتى في حقل الرياضة، فالمنطقة الكوردية تكاد تكون محرومة من البنية التحتية اللازمة لمختلف النشاطات الرياضية والألعاب، والقليل الموجود لا يكفي الحاجة، وهو ثمرة جهود ذاتية أكثر ما يكون جهد حكومي، إضافة إلى حرمان المنطقة الكوردية من المنشآت الرياضية فان السلطة تمارس التمييز في المعاملة بين الأندية الرياضية المحسوبة على الكورد وبين الأندية الأخرى في سوريا، وكثيرا ما يتعرض نادي الجهاد الفريق المحسوب على الكورد للإجحاف والاضطهاد، لان الرياضة في سوريا مسيسة، حيث تمنح الافضلية للفرق العربية على حساب الفرقة الكوردية هذا من جهة ومن جهة اخرى تعطى الافضلية للفرق العلوية ثم فرق العاصمة ثم فرق المدن الاخرى، تبعا لهذه السياسة الشوفينية يتم محاربة نادي الجهاد بشتى الوسائل والطرق، الإهمال والعقوبات، توجيه حكام المباريات إلى التلاعب بمبارياته مع الفرق المنافسة ودفعه إلى الخسارة، حرمان لاعبيه من اللعب ومعاقبتهم، وممارسة الضغوط المالية والنفسية على النادي ولاعبيه، والعمل على شطب نقاطه للهبوط به إلى درجات ادنى، واجبار اللاعبين على التخلي عن ناديهم واللحاق بالأندية المدعومة في العاصمة أو الساحل.
يذكر ان الاتحاد الرياضي العام في سوريا، عبارة عن جهاز سلطوي يعين بقرار سياسي ويأخذ التوجيهات من قيادات النظام الحاكم، وحيث انه يطبق سياسة عنصرية عامة ضد الكور فإنه يصدر توصيات إلى السلطة الرياضية بمحاربة الاندية الكوردية وعرقلتها ومنعها من تحقيق اي انجاز رياضي، وفي هذا الصدد هناك تضييق كبير على نادي الجهاد الذي يتم عرقلته ومنعه من الحصول على اية القاب رياضية، بهدف دفعه إلى الانحلال والزوال، وما ذكرته هو غيض من فيض بخصوص المظالم التي يعاني منها نادي الجهاد الرياضي بأوامر من السلطات السياسية، هذه المظالم جعلت محبي النادي ومشجعيه يشعرون بالاسى والغبن، ويمكن القول انها تحولت إلى تراكمات مختزنة في الذاكرة الجمعية لجمهور نادي الجهاد، اضيفت إلى حالة السخط العام من نظام شوفيني ـ عنصري، لتنفجر كل هذه التراكمات تعبيرا عن سخط الشارع الكوردي من سوء معاملة السلطة له وحتى لأنديته الرياضية.
يتبع
=====================
القسم السادس يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– حسين جلبي
– زارا صالح
– رقية حاجي
– أحمد مرعان
– خالد بهلوي
– محمد خير بنكو «2/3»
=====================