خارطة كوردستان شوكة في عيون غاصبيها

م. نذير عجو – هولندا
رغم الحقيقة الثابتة للخارطة الكوردستانية والتي تعني الأرض التي عاش ويعيش عليها الشعب الكوردي عبر التاريخ، فإن الدول المغتصبة لتلك الأرض والتي شاءت إرادات القوى المتحكمة في رسم خرائط دول في مطلع القرن الفائت، والتي كانت كوردستان من أكبر ضحايا تلك الإرادات والخرائط، حيث تم توزيع كوردستان بين أربع خرائط رسموها رغماً عن إرادة الشعب الكوردي ( تركيا، إيران، العراق، سوريا )،  ومنذ ذلك التاريخ الأسود كوردياً تحاول تلك الدول الحفاظ على خرائطها الغير معبرة عن إرادة الشعوب التي ضمتها تلك الخرائط ولاسيما إرادة الشعب الكوردي الموؤدة، وتعقد تلك الدول الإتفاقات السرية والعلنية مجتمعة  بغاية طمس حقيقة كوردستان تماشياً مع مصالحها الإغتصابية التوسعية، مروراً بالسياسات الممنهجة لكل دولة على حدى في القفز على حقيقة وجود جزء من خارطة كوردستان بشعبها الكوردي في تلك الاجزاء ، 
حيث إستخدام كل أنواع الموبقات بحق الشعب الكوردي المتواجد بذلك الجزء من الخارطة الكوردستانية لديها، فكانت ومازالت السياسات الممنهجة من حيث التفريس والتتريك والتعريب بجانب سياسات القضاء على وجود الشعب الكوردي على أرضهم التاريخية بإستخدام كل أساليب الإذلال والقهر والتهديد والتشريد وصولاً إلى المجازر والإبادات الجماعية .
واليوم تضيف تلك الدول المغتصبة لأجزاء من الخارطة الكوردستانية موقفها العدواني في الهجوم على إقليم كوردستان، حيث إصدار طابع تذكاري يتعلق بالزيارة التاريخية للبابا فرانسيس للجزء الكوردستاني الملحق بدولة العراق، حيث يتضمن الطابع خارطة كوردستان إضافة لصورة الحبر الأعظم البابا فرانسيس، ذلك الموقف العدواني القديم الجديد والذي يهدف لطمس الحقيقة الثابتة لوجود الشعب الكوردي على أرضه التاريخية والتي تسمى كوردستان ( أرض الكورد ) وحقيقة تقسيمها بين أجزاء موزعة بين أربع دول.
وهذه الحقيقة التاريخية للخارطة وواقعية ذكرها ورسمها السرمدي في الذاكرة الكوردية، هو حق مشروع للشعب الكوردي وهي لاتنفي البحث عن مخرجات وتوافقات ترضي الواقع والوقائع الجديدة ببعدها الحقوقي والإنساني وبمقاييس العدالة والمشروعية والحق الذاتي في تقرير المصير، والبعيدة كل البعد عن طمس هوية شعب أصيل، والمتعلقة أيضاً بتوازنات القوى والإرادات المشتركة بين الأطراف ومصالحها والتي ستخدم الكل إذا كانت تحقق الأهداف المشتركة للكل، وفق مقاييس القوانين والدساتير والوثائق التي أقرتها الأمم بمايتعلق بالشعوب وحقوقها المشروعة،  وخلاف ذلك ستبقى الصراعات مستدامة ولن يكون هناك منتصر مهما طال الزمن.
وليكن هذا الطابع وخزة لإيقاظ ضمائر الشعوب المجارية للخارطة الكوردستانية في الصحوة الإنسانية والإستفادة من التجارب الإقصائية التاريخية ولاسيما الوحشية التي حيكت بالشعب الكوردي على كافة أجزائه، بغاية القضاء على الشعب الكوردي، بأن الشعب الكوردي لا يمكن إمحائة أو القضاء عليه وسيظل يناضل ويكافح، وهذاسيكلف كل الأطراف ضحايا يمكن إختصارها بقبول الكل بالكل ومشروعية العيش المشترك بين الشعوب ضمن خرائط تعبر عن حقيقة وجود الكل، وخلاف ذلك والمتعلق بإستحالة قبول الكل بالكل والذي سيدفع للصراعات   
المستدامة بحثاً عن الذات والهوية والخارطة الكوردية
١٢-٠٣-٢٠٢١
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…