أحمد عبدالقادر محمود
من عدة أعوام وتحديدا في 2014 م أقيمت ندوة عامة في العاصمة هولير تحت عنوان ” النازح الكُردي مابين (الإيجابيات والسلبيات). وقد حضرها عدد لابأس به من المدعوين المهتمين بهذا الشأن، في هذه الندوة قدمت إحاطة شاملة تقريبا إلى جانب ورقة عمل من ثلاث صفحات تحوي مقترحات رأيتُ أنها مفيدة لحل بعض المعيقات التي ربما إن إنتفت فستكون سبيلا للانتقال بالنازح من حالة الجمود السلبية إلى حالة العمل وتفعيل الطاقة الإبداعية، وركزت ورقة العمل هذه على ثلاث قطاعات (التعليم، الصحة، النشاطات الإجتماعية). حينها كان في ظني أن الأحزاب النازحة التي تلقّت الدعم الكامل من حكومة الأقليم (المعنوي والمادي واللوجستي) لا بد وأن برامجها تحتوي مسألة العمل الجاد من أجل النهوض بالنازح الكُردي وإنتشاله من مستنقع القلق إلى واحة الأمان، من حالة السكون والركود إلى ساحات العمل الخلاق !. ولا بد أنها ستبحث من خلال ذلك عن الهيئات والمنظمات المدنية والإجتماعية التي كأدوات مساندة ومعينة في تحقيق هذا الهدف.
للأسف الشديد تبين أن الأحزاب النازحة في وادٍ أخر، واد بعيد جدا عن أي عملٍ جاد لمن يمثلونهم ، بل على العكس عملوا بجهلٍ (حسن نية أوسوء نية) كل ما يلزم في أن يجعلوا هذا النازح يتلوى أكثر بنيران النزوح.
الحزب النازح الرافع شعار “من أجلكم نعمل ولحقوقكم نسعى” ومن باب فرضية أنه حزب إستقطاب، تحوّل إلى أداة نفور ومقت ، الحزب الذي من المفترض أن يكون بيتاً لكل نازح بات مكتب للسمسرة، ومقراً لإحاكة المزيد من عمليات الإنشقاق والإنقسام والتبعثر، الحزب الذي يناط به المساهمة في رفع وتعزيز الشعور القومي وتقوية عزيمة الأمة أمسى سبباٌ من أسباب ضعفها وتلاشيها .
الكُردي سواء النازح أو اللاجئ أو من هو صامد في الديار بات في حيرة من أمره ولسان حاله يقول: لقد وضعونا في أسوأ حال وجعلونا مادة للقيل والقال وسلعة تباع وتشترى كالأسمال.
الأحزاب النازحة من المفترض أنها ضليعة بالسياسة و أروقتها وكواليسها، بحكم أعمارها الطويلة وتجربتها الممتدة ، وخبيرة بالمفاوضات واستغلال الفرص المتاحة لأجل تحقيق مكاسب للأمة ولو بأدنى المستويات، وإيجاد تأيد دولي لحقوق الأمة المشروعة، وكسب ود من يتطلع لمساندتها، وإقناع الإرادة الدولية بفعل شيئ حيال مطاليب الأمة وأنهم في جاهزية تامة من أجل ذلك !؟ هذا المفترض ؟ ولكن نجدها في كل الفرص ليست سوى بسطاتٍ تتنازع فيما بينها على مكاسب أنية تضر ولا تنفع تُهلك ولا تمنع ، ثُغاغ لا يُقنع. قالوا لهم : كونوا عونا لأنفوسكم نكونوا لكم عوناً، قالوا كما قال الشاعر: باع هداهُ طائعاً عن يدٍ يداً على التَّوفيقِ لمْ تصفقِ.
ربما يقول قائل ما العمل وقد خبرنا أن الإرادة الدولية هي الفيصل، وأحزابنا ليست سوى جعيفص؟ صحيح إذا فلتكن أحزابنا الشيف مهاتما أو الشيف مانديلا أو حتى الشيف هرتزل وسترى ثرود الإرادة الدولية تَصب في طناجرنا
فليبتعدوا الجعيفصات العُجز عن طريقنا أو يُبعدوا ويفسح الطريق أمام جيل الشباب الواعي الجيل الذي نجح في كل مكان هم ليسوا فيه.
أيها الشباب لا مستقبل للأمة دونكم فأفعلوا شيئ .