بهزاد عبد الباقي عجمو
عندما نتحدث عن السياسة الإيرانية نتذكر المكر و الخداع والدهاء والخبث والاخطبوط حيث يمد أذرعه إلى اتجاهات عدة في العراق وسوريا ولبنان واليمن أما إذا حاولنا أن نتذكر حروب ايران منذ مجيء الخميني وحتى الان فكلها كانت فاشلة وخاسرة ففي حربها مع العراق من عام (1980 حتى 1988) فلم تستطيع ان تحقق انتصارا وبالتالي رضخت الى عقد اتفاقية سلام مع النظام العراقي البائد اما في الحرب السورية فقد اشركت معظم قواتها وميلشياتها ووكلائها واسلحتها وصواريخها البالستية التي تتبجح بها الان بالإضافة الى حزب الله وفشلوا في قمع الثورة السورية وتلقوا هزيمة وراء اخرى وحاصروهم الفصائل المسلحة في دمشق الى ان استنجد خامنيئي لبوتين فبعث اليه عام 2015 قاسم سليماني طالبا الدعم الجوي وتحت ضربات الطائرات الروسية تراجع الفصائل المسلحة
ولكن الظروف الجيوسياسية قد ساعدت ايران بعد انتهاء حربها مع العراق حيث يجاورها من ناحية الغرب من هم اضعف منها واقصر منها بعربان الخليج وكلمة عربان تعني مجموعة من القبائل والعشائر العربية الذين يعيشون في منطقة ما ولا نستطيع ان نطلق عليهم تسمية دول الخليج حيث لا يوجد بينهم دولة بالمعنى المؤسساتي لا هم ولا كل ما يسمى بالوطن العربي فايران تسيل لعابها على نفطهم وثرواتهم والى الاعلى من عربان الخليج واقصد هنا اقليم كوردستان حيث الصراعات والخلافات على اشدها بينهم ناهيك عن تجار الحروب وامراء الحروب هذا الواقع المرير يجعلنا نردد ( وامصطفاه ) واقصد هنا بالبارزاني الخالد اما ( باكور) فقد اخترقت ايران معظم طبقتها السياسية حتى العظم كما ان هناك ظروف جيوستراتيجية قد ساعدت ايران ان تتمدد حيث امريكا واسرائيل حاولا ان يجعلا من ايران فزاعة تخوف بها عربان الخليج فأمريكا في عام 2003 قدمت العراق على طبق من ذهب لايران وغضت الطرف عن تدخلاتها في سوريا ولبنان واليمن وفعلا استفادت امريكا من هذه الفزاعة التي صنعتها حيث انها تستنزف وتبتز عربان الخليج بمليارات الدولارات من خلال صفقات الاسلحة وصفقات اخرى تحت الطاولة وكذلك اسرائيل استفادت حيث عربان الخليج وغير الخليج تلو الاخرى يرتمون في حضن اسرائيل ناهيك عن استثمارات عربان الخليج في اسرائيل فبعد ان وصلت اسرائيل الى غايتها حيث اصبحت لها الان علاقات علنية وسرية مع اكثر من عشرون ما يسمى بالدول العربية فيبدوا ان العد التنازلي قد بدا لتحطيم هذه الفزاعة فمن قتل قاسم سليماني الى قتل محسن فخري زاده الى تكثيف الغارات في ضرب مواقع ايران ووكلائها في سوريا ففي السابق كانت هنالك كل ثلاثة اسابيع غارة اما في الفترة الاخيرة فهناك كل عشرة ايام ثلاث غارات وستزداد اكثر في المستقبل كل هذا وايران لم ترد عليها ، لأنها تعلم جيدا بانها لا تستطيع الرد لانها ضعيفة ثم لو ان امريكا تريد انهاء ايران فتستطيع ذلك بكل سهولة وبدون الدخول في حرب معها وذلك بالدعم العسكري واللوجستي للاقليات العرقية في ايران مثل الكورد والاذريين والبلوش وعرب الاهواز فتستطيع بذلك ان تجعل من ايران سوريا ثانية فهذه الاستراتيجية مطروحة في واشنطن وستنفذها اذا قامت ايران بمهاجمة وقتل الجنود الامريكيين في المنطقة او قامت بالرد على اسرائيل هذا بالاضافة الى استخدام بوارجها الحربية وطائراتها وغواصاتها وصواريخ توماهوك وطائراتها الشبح، نستنتج بان هناك سيناريوهات عدة اهمها :السيناريو الاول فبعد تولي بايدن الادارة الامريكية فلا يستطيع يبدا من حيث انتهت ادارة اوباما لان الظروف الجيوسياسية قد تغيرت خلال السنوات الاربع الماضية لذا فسيحاول ان يبدا من حيث انتهت ادارة ترامب بالإبقاء على العقوبات المفروضة على ايران وينام عليها وبالمناسة بعض الصحفيين الامريكيين يطلقون عليه تسمية (الرئيس النائم ) وهذه العقوبات تجعل الاقتصاد الايراني تنهار رويدا رويدا وترضخ للشروط الامريكية والاسرائيلية أما السيناريو الثاني : في حال اذا نفذ صبر اسرائيل وقررت توجيه ضربة قوية وشاملة للمفاعل النووي الايراني وبرنامجه الصاروخي فهنا سيضطر بايدن ان يستيقظ من نومه ويجعل القوات الامريكية تشارك اسرائيل في ضرب ايران حينئذ سنرى بان ايران أضعف من خيوط العنكبوت