الإحصاء الجائر

نارين متيني

إن السياسات العنصرية التي تمارس بحق الأكراد في سوريا , والتي تمارس منذ زمن طويل وحتى الآن, قد شملت مختلف الجوانب الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمدنية للشعب الكردي , فان السلطات السورية وضمن سياساتها التي أسلفنا ذكرها قد أصدرت قراراً شوفينيناً في عام (1962) ألا وهو تجريد الاف من العوائل الكردية من الجنسية السورية وقد تشملت قطاعات واسعة من أبناء شعبنا الكردي.

لذلك أن هذه القرارات الظالمة بحق المواطنين الأكراد وأصحاب الكفاءات العالية , يبدو أنها تمارس بشكل منهجي ومدروس من قبل السلطات المعنية في ابعاد الكرد عن التفاعل الحيوي مع المجتمع السوري وإقصاءه نهائياً عن الحالة العامة في البلاد وربما ان هذه السياسات هي اخطر بكثير من كل الممارسات التي جرت في العهود الماضية.
فالمواطن الكردي وخاصة المحروم من الجنسية يعاني الكثير من المشاكل (الاجتماعية والسياسية الاقتصادية) بسبب هذا الإحصاء الجائر وعلى الرغم من ان محافظة الحسكة وبأكثريتها الكردية الساحقة تشكل العصب الاقتصادي والتنموي لسوريا ككل حيث وجود عقول منتجة فكرياً وسياسياً واجتماعياً من شأنها دفع سوريا نحو الاستقرار والازدهار الوئام .فهل يا ترى أبقاء هذا القرار التعيس كما هو.؟؟ سيمنع الأكراد من المطالبة بحقوقهم المشروعة.

وهل هذه الاجراءت- والقرارات السيئة الصيت هي في مصلحة البلاد والمجتمع السوري بشكل عام.
 ان هذا القرار الجائر في تجريد الاف من العائلات الكردية من الجنسية السورية هي كالقرارات الكثيرة الممارسة بحق الشعب الكردي , و ما أكثرها فإلى متى ستمارس الحكومة السورية هذه القرارات الظالمة بحق الأكراد.
إن كل الممارسات الشوفينية التي تمارس هنا وهناك باءت بالفشل لان هذا ليس حلاً للقضية الكردية في سوريا فالأكراد هم يشكلون 18 بالمئة من الشعب السوري ولذلك لهم الحق في العيش المشترك في الحقوق والواجبات والتي من شانها أن تساوي بين جميع أفراد الشعب السوري عربا وأكرادا وأقليات أخرى.

ويقينا أن هذه القرارات الشوفينية ستقبر و ستكون مصيرها الفشل تلو الفشل..

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الكردية السورية جُهوداً متقدمةً لتوحيد الصفوف من خلال عقد “كونفراس ” كردي جامع يضم مختلف القوى السياسية والمنظمات المدنية والفعاليات المجتمعية، بالتوازي مع الاتفاق المبرم في العاشر من آذار بين قائد قوات سوريا الديمقراطية وحكومة أحمد الشرع الانتقالية، تفاجأ المواطنون في مناطق “الإدارة الذاتية” بقرارٍ غيرِ مدروس ، يقضي برفع…

عزالدين ملا بعد ما يقارب عقد ونصف من الحرب والتشظي والخذلان، وبعد أن استُنزفت الجغرافيا وتفتتت الروح، سقط بشار الأسد كأنّه خريفٌ تأخر كثيراً عن موعده، تاركاً وراءه بلاداً تبدو كأنها خرجت للتو من كابوس طويل، تحمل آثار القصف على جدرانها، وآثار الصمت على وجوه ناسها. لم يكن هذا الرحيل مجرّد انتقال في السلطة، بل لحظة نادرة في…

إبراهيم اليوسف ليس من اليسير فهم أولئك الذين اتخذوا من الولاء لأية سلطة قائمة مبدأً أسمى، يتبدل مع تبدل الرياح. لا تحكمهم قناعة فكرية، ولا تربطهم علاقة وجدانية بمنظومة قيم، بل يتكئون على سلطة ما، يستمدون منها شعورهم بالتفوق الزائف، ويتوسلون بها لإذلال المختلف، وتحصيل ما يتوهمونه امتيازاً أو مكانة. في لحظة ما، يبدون لك من أكثر الناس…

د. محمود عباس   في زمنٍ تشتد فيه الحاجة إلى الكلمة الحرة، والفكر المُلهم، نواجه ما يشبه الفقد الثقافي العميق، حين يغيب أحد الذين حملوا في يومٍ ما عبء الجمال والشعر، ومشقة النقد النزيه، إنها لحظة صامتة وموجعة، لا لأن أحدًا رحل بالجسد، بل لأن صوتًا كان يمكن له أن يثري حياتنا الفكرية انسحب إلى متاهات لا تشبهه. نخسر أحيانًا…