‏التناقض في عمق مسألتنا السياسية

جان كورد 
أنا أحد الذين دعموا حركة التحرر الوطني الكوردستاني في شمال كوردستان بشكلٍ عام، ومن بين فصائلها حزب العمال الكوردستاني بشكل خاص، حيث تعرّفت عليه في بداية لجوئي إلى ألمانيا في  خريف 1979، وذلك عن طريق الاتصال بالفنان الكوردستاني الشهير شفان برور الذي كان ناشطاً في المجالين السياسي والفني في ألمانيا، فساهمت في العديد من النشاطات الثقافية وفي تعليم دورةٍ للغة الكوردية وفي المساهمة في إثراء مجلة (به رخودان) من خلال نشر كتابٍ لي عن قواعد اللغة الكوردية على شكل حلقات فيها، وكذلك من خلال المساهمة في إصدار الأعداد الأربعة الأولى من مجلة (روشن) باللغة الكوردية، إضافة إلى المشاركة في العديد من الفعاليات الجماهيرية كالحفلات والمظاهرات وسواها، إلاّ أنني كنت أشعر على الدوام بأن هناك خللاً في سياسة هذا الحزب، ولم انتسب إليه رغم أن أوّل كتابٍ نشره التنظيم باللغة الكوردية كان ديواني الشعري (دلوبه كا خوينا دلا – قطرة من دم القلوب) بشكلٍ واسع النطاق في عام 1988، 
وكنت ألاحظ أن الأخ شفان برور غير مرتاحٍ أيضاً عن سياسة وتصرفات قيادة حزب العمال، وبخاصة تقديس رئيسه، السيد عبد الله أوجلان، رغم تصريحاته المتناقضة وتبعيته التامة لنظام حافظ الأسد وتصفيته للعديد من كوادر الحزب، ومواقفه المعادية للعالم الحر الديموقراطي وتسلطه الاستفرادي بالقرارات الحزبية، وكنت أتناقش مع معظم الذين تعرفت عليهم من كوادر الحزب حول مختلف السياسات والممارسات التي لا أتفق معهم عليها على صعيد نضال الحزب في أوروبا، لدرجة عقده “محاكم الشعب” في المدن الأوربية، حيث كان من بينهم وطنيون جريئون ولكن ملتزمون على أمل الإصلاح من خلال متابعة النضال، في حين أن البعض كان يحبّذ السكوت خوفاً من المحاسبة القاسية، ووصل الأمر إلى حد وقوف الحزب ضد فكرة (المؤتمر الوطني الكوردستاني) بشكل حازم، على أساس قناعة القيادة بأن هكذا مؤتمر سيكون في خدمة “الرجعية الكوردية” التي كانوا يتهمون الحزب الديموقراطي الكوردستاني بقيادتها،  إذ قال لي أحد القيادييين الذي قضى سنواتٍ عديدة في سجن ديار بكر الرهيب (ماشاء الله أوزتورك) بأن عليّ عدم الذهاب إلى المؤتمر، كوني عضواً في الهيئة الإدارية لاتحاد المثقفين الوطنيين الكوردستاني، المؤتمر الذي سعى مثقفون أحرار لعقده في لندن، عام 1989 وعلى رأسهم الدكتور جمال نه به ز  والبرفيسور دكتور محمد صالح علي كابوري والدكتور مظفر بارتوماه والجنرال عزيز عقراوي، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنانه، وكذلك السيد جواد الملا والعديد من الوطنيين الكوردستانيين المؤمنين بضرورة إيجاد حدٍ أدنى للاتفاق الوطني، وهدد ذلك القيادي بأن لا مكان لي في اتحاد المثقفين الذي كنت أعتقد بأنه جسرٌ بين الشريحة المثقفة والأحزاب الكوردية عامةً، بينما كان يعتبره كوادر حزب العمال مجرّد تنظيمٍ تابعٍ، وبعد نقاشٍ بيني وبين الشيخ الإيزدي الراحل درويش حسو بصدد المؤتمر، قررنا الذهاب إلى لندن، وتم ذلك بالفعل، وهناك دافعنا نحن الاثنين عن فكرة دعوة حزب العمال الكوردستاني أيضاً في المؤتمر القادم رغم رفضه المشاركة في المؤتمر الأوّل ذاك. 
بعد ذلك بفترة، جاء لزيارتي أحد الكوادر المثقفة من حزب العمال الكوردستاني، وكانوا يسمونه “نديم”، وللتاريخ أقول بأنه كان حجر الأساس في كتابة ونشر أهم نشرات ومجلات الحزب (سرخبون)، (به رخودان) و سواهما، إضافةً إلى إشرافه على طبع الكتب ومشاركته لنا في إصدار مجلة (ره وشن) الأدبية، وكان يقضي أسبوعين متتاليين في الأقبية لإنهاء واجبهم الإعلامي على أكمل وجه، ولم ألتقِ شخصياً بإنسانٍ خدم القضية الكوردية بوفاءٍ وتضحية مثله من بين كل المخلصين الذين تعرّفت عليهم في حياتي، وسمعت بعد سنوات بأنهم تخلّصوا منه بزعم أنه “خائن!”… قلت: جاء إليّ ذلك الكادر “الضحية” وطلب مني أن نراجع معاً من طرف الهيئة الإدارية مسودة دستورٍ لاتحاد المثقفين الوطنيين الكوردستانيين لعرضه على المؤتمر العام للاتحاد في اليوم التالي بمدينة بون الألمانية التي أعيش فيها، فقضينا الليل حتى الفجر، إلى أن انتهينا من صياغة مشروع الدستور، بعد أن غيّرنا وبدلنا فيه الكثير من النقاط والتعابير. وفي اليوم التالي أثناء عقد المؤتمر لاحظت بأن ما يقرأه الأخ (نديم) على مئات الحاضرين الذين لم يكن منهم سوى عددٍ ضئيل من المثقفين ليس ما قمنا نحن الاثنان بصياغته في الليلة الماضية، فطلبت الإذن بالحديث، وعندما سمحوا لي بالكلام قلت بأن ما أسمعه في المؤتمر ليس ما اتفقنا عليه أنا والأخ (نديم) كعضوين في الهيئة الإدارية التي أوكلتنا بتحسين النص، وعليه لست مستعداً لمتابعة العمل في الاتحاد الذي أجده بهذا الدستور فرعاً من فروع حزبكم الماركسي – اللينيني في حين أن هدفي من المساهمة في تأسيس الاتحاد كان بناء منظمة ثقافية لمختلف الاتجاهات الفكرية في كوردستان. وكان موقفي ذاك رغم محاولات بعض الأصدقاء والمعارف لأن أعدل عنه بمثابة خروجي من الاتحاد نهائياً. ولكن ثمة سببٍ أهم من ذاك أذكره لأوّل مرة هنا: كان الإنسان الوطني الرائع عبد الملك فرات، حفيد الشيخ سعيد بيراني، رحمهما الله، قد جاء إلى ألمانيا حديثاً، وكان برفقة عددٍ من الوطنيين الكورد في زيارةٍ لمنزلي المتواضع، وكان متلهفاً لرؤية أوّل فيديو صدر عن لقاءٍ أجرته قناةٍ تلفزيونيةٍ ألمانية مع رئيس حزب العمال الكوردستاني في وادي بعلبك، وكنت قد سجلته على شريط مع موضوعات أخرى، فقمت بعرضه للأستاذ عبد الملك فرات، وكانت خيبة أملنا كبيرة حيث رأينا كيف يقسم مقاتلو ومقاتلات الحزب على صورة رئيسهم الموضوعة أمامه بجانب بندقية كلاشينكوف على طاولة، وبالفعل لمحت الغضب قد ارتسم على وجه ضيوفي الأعزاء، حيث كنّا متفقين تماماً على أن أملنا كان رؤية غير هذه الصورة التي تعكس ما لا نؤمن به نحن عامة الكورد.  وهذا كان بمثابة قطع العلاقة بيني وبين كثيرين من الناشطين التابعين للسيد أوجلان وكان منهم -وللحقيقة- كورد مناضلون من الطراز المحترم الجيد الذي تحتاج إليهم كوردستان، إلاّ أن سكوتهم على هكذا نظام لتقديس الزعيم أبعدني عنهم ودق بيننا اسفيناً إلى الآن.  وسمعت قبل سنوات بأن بعض إعلاميي الحزب قد زعموا بأن سبب ابتعادي عنهم ونقدي لهم هو عدم دعوتهم لي للقاءات أقنيتهم التلفزيونية فقط، ولكنهم ربما يجهلون أنه بعد استقالتي من اتحاد المثقفين قد دعوني عدة مرات لمقابلات تلفزيونية في أقنيتهم، وآخر مرة كانت في ذكرى سنوية لسقوط جمهورية كوردستان، في برنامج (سيلا صور – الساج الأحمر) بإدارة الأخ  مجاهد، بحضور عدة شخصيات كوردستانية، منهم (كورى ره ش – نجل الشهيد قاضي محمد) و رئيس حزب بيجاك (حاجي أحمدى) وآخرون، حيث أبديت موقفاً حازماً حيال تهجمات على الحزب الديموقراطي الكوردستاني  ورئيسه الأخ المناضل السيد مسعود بارزاني، وكنت أقول في نفسي: هذه آخر مرة يدعونني إلى لقاء تلفزيوني وسأحمد الله إن عدت إلى البيت دون تكسير عظام هذه الليلة… 
لقد ذكرت كل هذا كبدايةٍ أو كجزءٍ من بداية لذكر بعض التناقضات الفكرية والانحرافات السياسية لحزب العمال الأوجلاني من موقعي كداعمٍ ومؤيدٍ لكفاح شعبنا في شمال كوردستان مثل دعمي وتأييدي لهذا الكفاح في أجزاء وطننا الأخرىن وليس من موقع الجاهل لحقائق هذا الحزب وقيادته.
لقد كتبت الكثير من المقالات عن حزب العمال الأوجلاني باللغتين العربية والكوردية، إلى درجة أن أحداً من المسؤولين الإعلاميين للحزب سألني بعد عدة سنوات من ابتعادي عن أجواء جاذبيتة الإعلامية: “-لماذا تهاجمنا يا سيد جان كورد، فها نحن ندعوك للمقابلات التلفزيونية ونحترمك؟” فأجبت: “-تأكّد بأنني عندما أتوّقف عن نقدكم، يعتي هذا أنني صرت عدواً لكم، فأنا لا أهتم بسياسة العديد من الأحزاب ولذلك لا أكتب عنها سلباً أو إيجاباً.” وكانت ذروة ما دونته في هذه المسألة بالذات (الأوجلانية: تناقضات وتراجعات) باللغة العربية في أكثر من مائة صفحة، إلاّ أن الكتاب لا زال في أرشيفي، حيث لم تساعدني أي جهة في طبعه ونشره ولم يساعدني وضعي المالي في ذلك. و يالمناسبة راجعت كتاباً مهماً لحرم أحد الأصدقاء الوطنيين في مدينة السليمانية: رصاصة للرفيق، (وكانا لعدة سنوات في جبهات القتال ضمن تنظيم الحزب الأوجلاني) كتَبَته الأخت المناضلة عن السياسة الخاطئه لحزبها الذي هجرته بسبب مواقف الحزب حيال الكورد من غرب كوردستان والممارسات السيئة التي مارسها حيالهم، على أثر اختطاف السيد عبد الله أوجلان. و لاحظت أن المنشقين عن التيار العام للحزب الأوجلاني أدقّ ملاحظةً وأقرب إلى جوهر المسألة مني. مع الأسف هذا الكتاب لا زال عندي أيضاً وبالتأكيد لن يرى النور إلا بعد أخذ الإذن من الكاتبة المحترمة.
اليوم، أرى وترون أنتم أيضاً ليس مجرّد أخطاء سياسية تكتيكية لهذا الحزب وإنما انحراف استراتيجي وفكري صارخ، بدأ منذ أن قرر السيد أوجلان الدخول في حربٍ على الحزب الديموقراطي الكوردستاني إلى جانب الإتحاد الوطني الكوردستاني الذي تأسس في دمشق على أثر انهيار الثورة الكوردية في عام 1975 والمدعوم من النظامين السوري والإيراني، حتى وجد البعض أن استيلاء الحزب الأوجلاني على مناطق شاسعة من كوردستان المحررة يخرجه تماماً من حقل الدفاع عن تراب الوطن الذي تم تحريره بدماء عشرات الألوف من البيشمركه سابقاً، ولا زالت هذه المنطقة -رسمياً- جزءاً من أراضي الدولة العراقية. فالمهمة التي وقعت في البداية على عاتق الحزب الأوجلاني ليس انتزاع مناطق محررة من كوردستان وإنما تحرير مناطق أخرى لا تزال تحت قبضة المحتلين، أمّا اعتبار أحد اهم فصائل حركة التحرر الوطني (الديموقراطي الكوردستاني) طرفاً تابعاً للعدو، فإن هذا يتناقض مع فكرة الدعوة للمؤتمر الوطني الكوردستاني الذي لن يتم عقده من دون دعوة (البارتي) بالتأكيد، كما تتعارض فكرة الدعوة لهكذا مؤتمر بعد معاداته لسنين عديدة مع رفض النضال من أجل حرية واستقلال كوردستان، الهدف الأسمى للأمة الكوردية جمعاء، الذي يرفضه الحزب الأوجلاني، فلماذا المؤتمر الوطني إن كنت ضد النضال من أجل الوطن الكوردي؟ أفلا يرى أنصاره التناقض الصارخ في هذا؟ 
في الوقت الذي يدعو بعض قادة الحزب إلى أهمية عقد علاقات جوارٍ حسنة لحزب الاتحاد الديموقراطي (الفصيل السوري منه) مع الحكومة التركية، ويقوم بعض قادة الفصيل الأوجلاني السوري بزيارات سرية وعلنية إلى أنقره واستانبول وإزمير، ويقابلون رئيس المخابرات التركية (هاكان فيدان) فإن هؤلاء القادة يشتمون كل ناشط سياسي كوردي آخر يعقد علاقات مع الحكومة التركية ويتهمونه بالخيانة للشعب الكوردي، أفليس في هذه النظرة تناقضٌ صارخ لا يمكن تبريره بأي شكلٍ من الأشكال؟ 
منذ بدء الثورة السورية في عام 2011 وإلى الآن يتمتّع النظام السوري بحماية تامة لمربعه الأمني وسط مدينة قامشلو من قبل قوات (قسد) التي تتبع فعلياً حزب الاتحاد الديموقراطي، بل إن البعثيين لا يستطيعون عقد مؤامراتهم وتسيير تظاهراتهم إلاّ في ظل الحماية الكوردية لهم أو في منطقة الساحل السوري، في حين أن نشاطات الأحزاب الكوردية تعاني من القهر والقمع والمحاربة التي لم تلقاها في عهد الحكم البعثي في الجزيرة. ولا نريد التوسّع هنا في مجال ذكر التعسف الذي تمارسه قوات (قسد) وتنظيمات تنمو في جحرها ضد المناضلين الكورد ورموزنا القومية وراية شعبنا التي انفقت عليها كل الأحزاب والجمعيات من دون الحزب الأوجلاني وتوابعه فقط، فسيطول الحديث. أليس في هذا تناقض صارخ؟
الحزب الأوجلاني وقوات النظام في دغدغة وحوار ولقاءات سرية وعلنية، ولكنه في حواره مع الأحزاب الكوردية السورية يفرض شروطاً من أهمها رفض عودة مقاتلي (لشكرى روز) إلى غرب كوردستان وهم أبناء وبنات تلك المنطقة المنكوبة بسبب الاحتلال وهجمات الإرهابيين، في حين أن الحزب الأوجلاني يعانق مقاتلي المكونات غير الكوردية بذرائع تافهة. 
هذا الحزب يقود مظاهراتٍ للنساء والأطفال الذين يحملون صوراً كبيرة لرئيسهم السيد أوجالان في مخيم الشهباء في غرب حلب السورية ضد الاتفاقية المعقودة بين حكومة اقليم جنوب كوردستان والحكومة المركزية في بغداد، في حين مدحت سائر الأوساط الدولية تلك الاتفاقية، ولكن لا تسيّر المظاهرة من أجل عودة هؤلاء المساكين إلى قراهم ومدنهم في منطقة جبل الكورد (عفرين) المجاورة… فهل حرب البى كى كى على حكومة الاقليم الكوردي أم على نظام الرئيس التركي أردوغان؟  ولماذا لا يتظاهر الأوجلانيون ضد الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير وهما يشاركون الديموقراطي الكوردستاني حكم الاقليم؟ 
ومن أغرب التناقضات التي “طبّ” فيها هذا الحزب هو السير في ظل الطائرات والدبابات الأمريكية، في حين يرفع في مقراته صور زعيمه الستاليني ورايات الشيوعية وينادي بالشعوب الديموقراطية والأممية والعداء للامبريالة العالمية التي تقودها أمريكا، تلك الشعارات التي فشل في صونها الاتحاد السوفييتي ومنظومته الاشتراكية بأسرها. أليس في هذا تناقض عجيب؟
هل يكفي هذا؟…. فإلى وقتٍ آخر…  
  6/1/2021

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…