الأمراض المزمنة لا تزيد من خطر الوفاة بسبب فيروس كورونا

الصيدلاني شيروان عمر/ عضو لجنة رصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا في مقاطعة فيرملاند/السويد
وجد باحثون سويديون مرضًا كامنًا واحدًا فقط يمكن أن يرتبط ارتباطًا مباشرًا بارتفاع معدل الوفيات في مرض فيروس كورونا الحاد
يعد مرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية عوامل خطر معروفة لفيروس كوفيد -19
ولكن  الدراسة السويدية التي شملت 1563 مريضًا بفيروس كورونا الذين تلقوا العلاج في وحدة العناية المركزة, لم تتمكن من ربط أي من هذه الأمراض الكامنة مباشرة بارتفاع معدل الوفيات
تمت الدراسة في العناية المركزة في مستشفى جامعة لينشوبينغ السويدية وباشراف البروفسور ميشيل تشيو رئيسة قسم العناية المركزة في المشفى المذكور وعالم الأوبئة السويدي أندرس تيجنيل.
التقرير النهائي للدراسة السويدية في مراحله الاخيرة, وسيتم نشره خلال ايام في مجلة علمية بعد مراجعته
وتشمل الدراسة جميع المرضى الذين كانوا في وحدة العناية المركزة في السويد بين 6 مارس و 6 مايو, حيث تمت متابعة المرضى لمدة 30 يومًا بعد الدخول ، وفي غضون 30 يومًا توفي 26.7 في المائة منه
66.8 في المائة من 1563 مريضًا كان لديهم مرض مزمن كامن  واحد على الأقل. 
مثل ارتفاع ضغط الدم, السكري, السمنة وأمراض القلب والرئة المزمنة
 وخلص الباحثون إلى أنه باستثناء مرض الرئة المزمن ، فإن وجود الأمراض الكامنة لم يكن مرتبطًا بشكل مستقل بارتفاع 
معدل الوفيات
كما تبين  من  الدراسة أن سبب الوفاة مرتبطة  بالعمر وشدة المرض ودرجة فشل الأعضاء ، بدلاً من الأمراض الكامنة الموجودة ، او ما يسمى بالأمراض المصاحبة
في تحليلهم ، لم يستطع الباحثون السويديون ربط مرض السكري أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب المزمنة أو الفشل الكلوي المزمن بارتفاع معدل الوفيات بين مرضى كوفيد -19 في العناية المركزة, ولكن وجد الباحثون أن معدل الوفيات يزداد بشكل حاد مع تقدم العمر
بينما توفي 13.1٪ فقط من المرضى دون سن الخمسين ، كان معدل الوفيات 60.4٪ بين المرضى فوق سن الثمانين
المفاجئة في ان ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المزمنة والسمنة لم تثبت ارتباطها علميا بزيادة عدد الوفيات في التحليل المتعدد المتغير الشامل,  ولكن  هذه العوامل لا تزال تشكل خطرًا عندما تم فحصها بشكل فردي، في ما يسمى التحليل أحادي المتغير، حيث يزيد من خطورة المرض. طبعا الدراسة تتناول حصراً النتائج بعد العناية المركزة
سبق أن تم تحديد الأمراض المزمنة التي تتطلب عناية طبية على أنها تزيد خطر الإصابة بفيروس كوفيد -19. نتائج الخبراء السويدين الحديثة لا تعني أن هذه الأمراض غير ضارة بفيروس كورونا. ومع ذلك ، فإن الإصابة بفشل الأعضاء ودرجة الفشل الرئوي كانت عوامل اساسية قي زيادة عدد الوفيات، مما يؤكد على أهمية منع فشل الأعضاء وتفاقم حالة الرئة عندما يصاب المرضى بمرض فيروس كورونا. وأشارت الدراسة بإيجابية إلى وفاة شخص واحد فقط من بين كل أربعة أشخاص ، ممن اضطروا إلى العناية المركزة بسبب فيروس كورونا
لا تقدم الدراسة السويدية ككل الكثير من المعارف السريرية الجديدة التي يمكن استخدامها في علاج المرضى ، ولكنها تكمل قاعدة المعرفة العامة حول فيروس كورونا
ويشير أيضًا إلى أنه قد يكون من الصعب التمييز بين عوامل مثل العمر والأمراض الكامنة وفشل الأعضاء أثناء العناية المركزة كسبب لزيادة الوفيات ، حيث ترتبط هذه العوامل الثلاثة
يعاني العديد من كبار السن ، على سبيل المثال ، من أمراض كامنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. لذلك من السهل الإشارة إلى هذه باعتبارها السبب الرئيسي لدورة مرضية خطيرة في كوفيد -19 ، كما نعلم ، فإن نفس المرضى لديهم أيضًا تقدم في السن ، وهو عامل خطر قوي بشكل مستقل ، وهناك دائمًا فشل في واحد أو أكثر من أنظمة الأعضاء التي تقودهم إلى وحدة العناية المركزة
نتائج الدراسة لا تستبعد وجود صلة بين الأمراض الكامنة والمسار المميت لفيروس كوفيد -19، ولكن لا اخفي اندهاشي  من أن أمراض الرئة كانت المرض الأساسي الوحيد الذي ساد ، لكن لا يمكننا أن نستنتج عدم وجود روابط أخرى. لا يزال رأيي الراسخ أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة حادة يجب أن يكونوا حذرين في زمن كورونا
السويد- 2020.11.22

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين   في السنوات الأخيرة، يتصاعد خطاب في أوساط بعض المثقفين والنشطاء الكرد في سوريا يدعو إلى تجاوز الأحزاب الكردية التقليدية، بل والمطالبة بإنهاء دورها نهائياً، وفسح المجال لمنظمات المجتمع المدني لإدارة المجتمع وتمثيله. قد تبدو هذه الدعوات جذابة في ظاهرها، خاصة في ظل التراجع الواضح في أداء معظم الأحزاب، والانقسامات التي أنهكت الحركة الكردية، لكنها في عمقها…

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…