وليد حاج عبدالقادر / دبي
في تصميمٍ عملي وبمنهجيةٍ غفلوية وعلى قاعدة تنويم لما وراء مغناطيسي !! نلمح هنا وهناك مجاميع مثل الطينة المخلوطة بأكثر من خميرة وعجينة مكركبة، وعلى مبدأ الصحّاف الذي تجاوز غوبلز ، وكلّنا يتذكّر ظهوره في آخر مؤتمرٍ صحفي له ببغداد، حيث كانت الدبابات الأمريكية في وسط المدينة، وسُئل عن الوضع الميداني فقال : مازال أشاوس الفيلقين الأول والثاني يتصدّون للعلوج .. أخبروه بأنّ الدبابات الأمريكية وصلت وسط بغداد !! .. أجاب : الأشاوس تعاملوا معهم / يعني قضوا عليهم / .
والسؤال الآن هو : ما الهدف ؟ أو ماذا استفاد الصحّاف من الكذب وتحوير الحقائق ؟!
بالرغم من أنني شخصياً قلتها وفي هذه الخاصية منذ زمن، ونتلمّسها جيداً في سايكولوجية العبَدة / عبَدة الأشخاص والأحزاب / لا الشعب والوطن ؟!
لو أنّ الطالباني رحمه الله رفع آلا رنكين وسط سنجار أو البارزاني أو حتى أوجلان جيء به بطيارةٍ خاصة سيظهر مَن ينفي الحقيقة ، وكلّ هذا بسبب التحزّب الأعمى ، وكتقليدٍ لمجتمع القطيع والذي _ أجزم _ بأنّ غالبية دعاتها ما تجاوزوا في وعيهم مرحلة الرعي كمجتمعٍ وكوعيٍ متكلّس . هذا الأمر الذي يذكّرني دائماً بقضيةٍ هامة جداً ، والتي خضنا بسببها نقاشاتٍ هامة ومصيرية ، وكنا دائماً نتلقّى مختلف الاتهامات بدءاً من التخاذل مروراً إلى الاستسلام ووو وكمثالٍ حي على ذلك ! مسألة الكفاح المسلّح وقيادتها عن بعد والسعي الممنهج لعدم ايجاد قواعد لوجستية ثابتة وتجاهل العمل المكثّف لإيجاد بدائل عسكرية ومرونة التحوّل إلى العمل السياسي والنضالات المدنية ، والتي توفّرت ظروفها ( في كُردستان تركيا ) خاصةً في أوائل التسعينيات ، ورأينا ردّة فعل pkk حينما هبْت جماهير نصيبين وبوتان وأعلنت انتفاضةً مدنية أشبه بثورة الحجارة في فلسطين ، واستخدمت المقاليع بكلّ أشكالها ، ولازلت أتذكّر صور أولئك الأبطال الذين صعدوا منارة جامع جزيرا بوتان وكذلك الصناديد الذين افترشوا الأرض أمام جنازير الدبابات التركية في نصيبين والمتجهة إلى بوتان وكان شعارهم : لن تعبروا إلا على أجسادنا ! هي ثورة حقيقية مدنية عصرية كانت وأجزم بأنها لقنت العدوانية التركية دروساً نضالية وأثْرت في صميم الرأي العام العالمي أسوةً – من جديد – بتجربة انتفاضة الحجارة في فلسطين ، هذه التجربة التي تمّ وأدها في كُردستان تركيا ، ودواعي استذكارها هو للردّ على تصريحاتٍ سابقة للسيد مراد قره يلان وقتها و … إصراره على تقليد – حماس ! لا غزة – وذلك بالبقاء في دورهم عكس السيد قره يلان الذي أمرهم بالنزوح .. والآن: أما كان الأجدر حينها لو تمّ تفعيل النضال المدني في المدن بدل ماسمّوه من – حرب شعبية – وبأبسط وسائل الدفاع التي كانت ستخلق فعلاً حالة نضالية قابلة للتطور . والسؤال هنا : من أمر بوأدها ؟
وهنا يلاحظ فيمن اتّخذ من الصراع البيني غاية بتصفية الآخر على أرضية التمدّد في متاهات أعقد معادلةٍ واضحة في خيميائها مثل الماء الزلال وأعني بها الاستدراج الممنهج على قاعدة جينتها المختمرة كعجين التنور للتصادم الفعلي أو ما بات يُعرف في علم السياسات إرهاق القوى لإضعافها والبدء في تشكيلها وفق مخططاتها ! أكثر من محطة تكفي ليفهمها الأصم والأبكم والأعمى ، سوى جماعتنا ! فهم ملتهون بنشوة فائض القوة في ممارسة الاستبداد وتقمص نزعة – هرقل – بوليودي – وتنفيذ جينوسايد سياسي .. وعليه: فقد حوصرت فينا حناجرنا ونحن نصرخ حاذروا الخواصر فهي لم تُخلق للدغدغة بقدر ما هي جراح فاتكة، وكأمرٍ بديهي فأنا هنا عن الجغرافيا البينية أتحدّث.
هذه المفردات التي ستعود لتطرح سؤالها : كم هو شاسع الفرق بين مفهومي الانتماء وخاصيتيهما : الانتماء الحزبي والانتماء القومي وهي معادلة جد سهلة ومبسّطة فيما إذا استطعنا فهم التحزّب كخاصيةٍ أساسية !! أي بمعنى أنها / الحزب / كشخصيةٍ اعتبارية هي فوق المجتمع والشعب والوطن أم أنها / ومن جديد الحزب / وجِدت كأداةٍ لتحقيق أهداف وحقوق المجتمع !! … الأحزاب تنمو وتكبر وتهرم وتتطوّر ولربما تتشرذم وتندثر وتبقى الشعوب والأمم من تجاربها تختزن !! . نعم ! إن الشعبوية كداءٍ قد تتمدّد وتفرز لوجهها طاقماً استعراضياً يتناغم معها مثل النابض المطاطي ، ولكنهما سرعان ما ينقلبان إلى التضاد الذي لا يخلو من حديةٍ فظيعة ومنفلتة العقال ، فتستغل شعبوياً كما أحلام الترك والفرس ومطامعهما الإمبراطورية ، والمعروف بأنّ الكُرد وقضيتهم كما مناطقهم ستكون من جديد هي الساحة الأكبر لتسوية – حسم كثيرٍ من القضايا التي لاتزال تناقضاتنا الداخلية تهيمن لا بل وتهمّش كلّ المخاطر المحيطة بنا خدمةً للصراع البيني.
نعم ! أن تتجاوز المألوف في النقد ، أو التركيز الحقيقي على مكامن الخلل و الخطيئة !! فلست سوى ممارس لنفس الخطيئة ، النقد هو معيار قيمي ومهمته محدّدة بالجهة التي تمارس بحقّها النقد وخلاف ذلك يصبح اتهاماً، وشتان مابين الاتْهام والنقد !! ..
وهنا وباختصارٍ شديد : ما الفرق بيني وبين مَن يخونني ويراني عميلاً اردوغانياً داعشياً وووو إن كنت بالفعل أكيل له معاييراً أثقل وببصمةٍ مختلفة ؟! . أجل :حينما كان يبحّ فينا الصوت ونحن نقول ونصرخ في المتلازمات التي ستكشف ذاتها كما الطرقات التي مهما طالت إلا أنها ستصل إلى نهاياتها فتليها الانكشافات وبالتالي بلورة الحقائق .. نعم هي بالذات كلّ الطرق تؤدّي إلى الطاحونة والطاحونة هي ذاتها التي تطحن !
وهنا يحتار في ذهني ويتردّد ذاته السؤال الذي – ياما – اتّهمونا وخوْنونا بسببها ؟ لماذا كان كلّ مَن استلم سلطةً بعد رحيل أو طرد أو تحرير مناطق من نظمٍ سابقة تقوم بممارساتٍ أسوأ بكثير من سابقاتها ؟
لماذا قبلنا وبلعنا الطعم لابل صرنا بالأساس نحن مَن نصنعها للطعم ليصطادوننا به ؟
أدرك بأنّ الوقت لا للاجتراح وهي بالمطلق ليست للتشفي ولكنه ذات الجرس الذي كنا نقرعه منذ الاستهدافات الكبرى لبيئاتنا ومجتمعاتنا خاصةً بعد إسقاط عفرين واحتلالها وتلتها گري سبي وسري كانيي رغم حجم البطولات !!
وليطفو ذات السؤال : هل البطولات هي مجرد بطولات ؟ خاصةً تلك المروية بدماء أولئكم الشهداء ! وما هي نتائجها ؟ سوى التي بها أحييتم مشروع محمد طلب هلال وباركتم مَن طبّق مخطط التعريب الأول وأعني به حافظ ابو بشار ؟ ..
أجزم بأنّ التاريخ سوف لن يغفر !! نعم لازال لديكم متّسع من الوقت ! وتذكّروا حججكم الواهية ، هل تريدون لمناطقنا أن تصبح مثل داريا ووو؟ ! ..حقاً هو منطق مَن يبهرج لبروباغندا ويضجّ في سراب قداسةٍ لا تشتفّ منها حتى مكاناً وكيف لإنسان ! ..
أدرك أنّ استنبول رائعة فقد زرتها مرات ولكنها لا طهران ولا بغداد ولا حتى شاما شريف عمرها ما أطعمتنا إلا سُماً ومن دون ترياق ! .. نحن جميعاً نكبِر مأساتنا. ؟ نتحمّل جميعاً المسؤولية والأبشع فيكم وفينا .. فيهم ! هو أنتم .. نحن .. هم .. من تأبّد في مهنة المرياع ! . وأخيراً ثقوا ، لابديل لكم مطلقاً الا لتلك البديهية البسيطة : عودوا لبينياتكم ..