رسالة إلى الأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة في ذكرى مرور عام على احتلال مدينتي سري كانييه/رأس العين وكري سبي تل أبيض

السيّد الأمين العام للأممِ المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، 
السيد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل،
السيد مبعوث الأمم المتّحدة الخاص إلى سوريا، السيّد، غير بيدرسون،
يُصادِفُ اليوم، التّاسع من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2020، الذّكرى السنويّة الأولى، لاحتلال الجيش التركيّ والفصائل الراديكالية المتطرفة المواليّة له لمدينتي سري كانييه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض. 
ففي يومِ التّاسعِ من شهرِ تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2019، بدأ الجيش التركيّ والفصائل المتطرفة التي تتبعه بشنّ هجومٍ برّي وجوّي استهدَفَ مدينَتي سري كانييه/ رأسُ العين في محافظةِ الحسكة، وكري سبي/تل أبيض في مُحافظَتي الرقّة، تحت مسمّى “نبع السلام” مما تسبب حينها، بسقوطِ عشراتِ الضحايا من الأطفالِ والنساء والرجال، ونزوح أكثر من 200 ألف مَدني باتّجاه المناطق الآمنة في مُحافظَتي الرقّة والحسكة. 
إنّنا- المنظّمات الموقّعة على هذه الرسالة، في الوقت الّذي ندين فيه استمرارَ القوّات التركيّة والفصائل المتطرفة الموالية لها بتنفيذ عمليّات الإبادةِ العرقيّة والجماعيّة واستهداف المدنيين العزّل وخطفهم وقتلهم وتعذيبهم واحتلال مدنهم، نتوجّه إلى المجتمعِ الدوليّ ووكالات الأممِ المتّحدة ومنظّمات الاتحادِ الأوربيّ، للقيام بدورِها في الضغطِ على الحكومةِ التركيّة من أجل إيقاف هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بشكلٍ فوري وغير مشروط، والعمَل على ضمانِ عدم تكرار هذه الانتهاكات، وضمان الحفاظ على المُمتلكات الخاصّة للمدنيين في سري كانييه/ رأس العين وكري سبي/تل أبيض و نتوقّع من المجتمع الدوليّ ضمانَ توفير الحدّ الأدنى من الأمان في المناطق المحتلّة في شمال وشرقي سوريا، وفتحِ تحقيقٍ مستقلّ ومحاسبةِ المتورطين، لإنقاذِ المدنيين من كوارث إنسانيّة محققة بسبب الممارسات التركيّة و من يواليها. وذلك استنادا للوقائع والممارسات الشنيعة على الارض وكذلك إلى تقرير اللجنة الدوليّة المستقلّة المعنيّة بسوريا. 
وفي الوقتِ ذاتِه، نودّ التأكيد، على ضرورةِ قيام وكالات الأمم المتّحدة والاتحادِ الأوربيّ والدول الّتي تسعى إلى تطبيق قرارات الأممِ المتّحدة المتعلّقة بالحلّ السياسيّ في سوريا بواجبها في حثّ الحكومةِ التركيّة على الالتزام التّام بقواعِد القانون الدوليّ الإنسانيّ، وتجنيب المدنيين كافّة مخاطِر عملياتها العسكريّة، ووقفها فوراً، والعَمل على تقديمِ المُساعدة العاجلة لمهجّريِ مدينَتي سري كانييه/ رأس العين وكري سبي/تل أبيض داخِلَ سوريا وخارِجها. 
إن الجيش التركي والفصائِل المتطرفة السورية التابعة له والتي تُعرف رسميّاً باسم ” الجيش الوطني السوريّ” قد قاموا بانتهاكات جسيمة استهدفت المدنيين العزّل، وشمِلت عمليّات إعدام ميدانيّة وخطف واعتداء وتهجير واستهدافٍ مدفعيّ للمراكِزَ والمرافق الطبيّة وهجمات عشوائيّة استهدفت الأحياء السكنيّة وعطّلت كافّة المؤسّسات الخدميّة في المدينتين، وقد وثّقت المفوضيّة السامية لحقوقِ الإنسان، وكذلك منظّمة العفو الدوليّة، بعضاً من هذه الجرائم والّتي تندرج تحت توصيف “جرائِم الحرب”. 
إذ عمَدت القوّات التركيّة والفصائل المتطرفة السوريّة التابعة لها إلى استهدافِ المدنيين، وطردهم من منازِلهم و املاكهم ، وجلب عوائِل عناصر تلك الفصائِل وإسكانهم محلّهم؛ حيثُ جاء في تقرير لجنة التحقيق الدوليّة المستقلّة المعنيّة بسوريا، والّذي صُدِرَ في يوم 14 أيلول/سبتمبر، قيام الفصائل الارهابية السورية المنوه عنها و الّتي تُعرف باسم الجيش الوطنيّ السوريّ، بالاستيلاء على منازِلِ الكرد وسلبها و نهبها ، وإجبار سكانها الاصليين على تركِ منازلهم، عدا عن قيام الألوية التابعة لهذه الفصائل بعملياتِ القتل والخطف والتعذيب والتهديد والابتزاز. 
وقد جاء في التقرير كذلك، تعرّض النساء في مدينتي سري كانييه/ رأس العين وكري سبي/تل أبيض، وعلى وجِه الخصوص الكرديّات، للابتزازِ والتهديد والاغتصاب والخطف والإكراه على الزّواج من عناصر ومقاتلي الفصائِل الإسلاميّة السوريّة، مما دفع الى عزوف العوائل من مدينة كري سبي/ تل أبيض عن العودةِ إلى منازلهم خشية من الاغتصاب والخطف والاعتقال والتنكيل. 
خلال عام، لم تكتفِ القوّات التركيّة والفصائِل المواليّة لها، باستهدافِ المدنيين في مركز المدينتين المحتلّتين؛ بل بدأت باستهدافِ المدنيين في المناطق الّتي لا تقعُ تحت حُكمِها في محافظةِ الحسكة، واستخدمت سياسة التعطيش ضدّ المدنيين في مدينة الحسكةِ؛ حيث قامت بإيقافِ ضخّ المياه من محطّة مياه علوك في الريفِ الشّرقيّ لمدينةِ سري كانييه/ رأسُ العين إلى مدينةِ الحسّكة وأريافِها، وسبَق أن قامَت بعملياتِ قطعٍ مُتكّرِرة في أشهُرِ شباط/فبراير وآذار/ مارس ونيسان/أبريل وتموز/ يوليو. 
وواجَه المدنيون في محافظةِ الحسكة جائحة فايروس كوفيد-19 دون مياه، وتمكّنوا من الالتزامِ بالإجراءات الوقائيّة المفروضة من قبل الهيئات والجهات الصحيّة. 
تمثّل هذه الرسالة، والّتي تمّ تدوينها في ذكرى احتلال مدينتّي سري كانييه/ رأس العين في محافظةِ الحسكة، وكري سبي/تل أبيض في محافظةِ الرقّة، آمال مهجّري المنطقتين وكامِل سكّان شمال وشرقي سوريا، الّذين يتعرّضون لتهديدٍ حقيقيّ جراء المُمارساتِ الّتي تنفّذها القوّات التركيّة والفصائل السوريّة المتطرفة الموالية لها. 
ان هذه الرِسالة هي محاولة لإيصالِ صوت السكّان المحليين في شمال وشرقي سوريا، والتعبير عن مدى حاجتِهم إلى دعمٍ دوليّ حقيقيّ، يُمهّد لعودتهم الآمنة إلى ديارهم، وإخراج القوّات المحتلّة من مدنهم وبلداتِهم.
المنظّمات الموقّعة على الرسالة:
آسو للاستشارات والدراسات الاستراتيجية
اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (راصد)
المرصد السوري لحقوق الإنسان 
المنظمة الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث
المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)
الهيئة القانونية الكردية
بيت الايزيدي في اقليم الجزيرة
بيل – الأمواج المدنية 
تاء مربوطة
تجمع القوى المدنية الكوردية السورية
جمعية جينار للتنمية والتطوير 
جمعية بكرا أحلي للإغاثة والتنمية 
جمعية جودي
جمعية جودي للتنمية والاغاثة
جمعية جومرد الخيرية
جمعية جيان الخيرية
جمعية خناف للإغاثة والتنمية
جمعية دجلة لحماية البيئة
جمعية سوز
جمعية شاويشكا للمرأة
جمعية شمال الخيرية 
دان للإغاثة والتنمية 
سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
شباب من أجل التغيير
شبكة الصحفيين الكرد السوريين 
شبكة قائدات السلام
شمس للتأهيل والتنمية 
شيلان للإغاثة والتنمية 
صناع الأمل 
عطاء بلا حدود 
قوى المجتمع المدني الكوردستاني 
لجنة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)
مؤسَّسة Nûdem الإعلامية
مؤسسة كرد بلا حدود
ماكس فيجين
مجلس المرأة السورية
مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا 
مركز share للتنمية المجتمعية
مركز الابحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا
مركز العدالة والبناء 
مركز آريدو للمجتمع المدني والديموقراطية 
مركز بلسم للتثقيف الصحي
مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
مركز جوان للعمل المدني
مركز رشيد حمو الثقافي الاجتماعي 
مركز سلاف للأنشطة المدنية
مركز سمارت
اتحاد صيادلة شمال وشرق سوريا 
مركز عدل لحقوق الإنسان
مركز ميتان لإحياء المجتمع المدني
منتدى تل أبيض للمجتمع المدني 
منصة مؤسسات المجتمع المدني في شمال وشرقي سوريا
منظمة ايزدينا
منظمة ئيمة
منظمة ارض السلام
منظمة البناء القانوني 
منظمة الجزيرة للتنمية 
منظمة الفرات للإغاثة والتنمية
منظمة الياسمين
منظمة آشنا للتنمية 
منظمة إنعاش للتنمية 
منظمة بارتنرز الدولية للإغاثة والتنمية
منظمة حقوق الانسان في سوريا- ماف
منظمة دوز للمجتمع المدني
منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة
منظمة سواعد للتنمية
منظمة سيل للإعلام والتنمية
منظمة عطاء الباغوز 
منظمة عطاء للإغاثة والتنمية
منظمة كوباني للإغاثة والتنمية 
منظمة مبادرة دفاع الحقوقية- سوريه
منظمة ملتقى النهرين 
منظمة مهاباد لحقوق الانسان MOHR
منظمة هيفي للإغاثة والتنمية
منظمه ستير للتنمية 
منظمة لاور لحماية وتنمية الثروة الحيوانية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…