إستقبل و ودع، عقدا إجتماعين أحدهما مغلق، بحثا العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وُدع بمثل ما أستقبل به من حفاوة و تكريم.
و الإعلامي الذي يقبل على نفسه القيام بوظيفة ساعي بريد عند السياسي مقابل رشىً صغيرة من قبيل قبوله في الحاشية مع ما يترتب على ذلك من مغانم مؤقتة، ليستحق أكثر من جلسة علاج لإخراجه من وهم كون عمله يتجاوز هذه المهمة، فهو بالتالي ليس حجرآ من أحجار الدومينو، و سقوط الحجر الأول (السياسي) لا يتبعه سقوطـه الحتمي.
إن ممارسة السلطة الرابعة لمسؤولياتها في تناول مؤتمر جبهة الخلاص الوطني لم يكن تهريجآ إعلاميآ كما رأى البعض، بل منتهى التهريج هو تصديق الأقوال و ليس الأفعال، و الأصرار على البقاء في شرنقة (المُعلم) التي مع أصابها بالتحجـر.
إذا كانت كتابة المذكرات ستكشف جرائم أو تشكل شهادة عليها فلا يصـدق أن قامة مثل آبو (أوصمان صبري) يمتنع عن كتابتها، و على كل هناك من كتب مذكراته و أورد فيها وقائـع لم نتلقى عن واحدة منها على الأقل جوابآ حتى الآن و لكنها تشكل دلالة ما، تفسر البعض من أسرار الماضي الذي يدعو أصحاب نظرية (الهرج الإعلامي) الى عدم الخوض فيه بداعي عدم إلهاء الشارع الكوردي عن صراعه مع النظام.
والمذكرات المقصودة هي للسيد كريم حسامي (عضو سابق في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ايران) ، فهو يورد فيها شرحا عن رحلة مشتركة له مع السيد صلاح بدر الدين الذي كان آنذاك سكرتيرا عاما لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا ، حيث كان يدعي في حينه بأنه هارب من النظام السوري تاركا وطنه ليستقر في بيروت.
لقد ورد في المذكرات حرفيآ: (وفي يوم 16/6/1981 قال لي الأخ بدر الدين، أخبرني ضابط سوري في لبنان بأنهم ينتظرون كريم حسامي في دمشق، هذا الضابط يريد أن يرافقك الى دمشق وسآتي أنا معكم .وفي يوم 17/6/1981 وبرفقة الأخ صلاح بدر الدين ركبنا سيارة ضابط سوري وتوجهنا الى شام الشريف ، وأخذونا مباشرة الى الأمن القومي واستقبلنا شخص يدعى أبو عدنان نائب مسؤول الأمن القومي…).
أضع هذه الواقعة بتصرف وزارة الإعلام في جبهة برلين عسى أن تجد لها فتوى شرعية من لدن شيوخها.
يقول حكيم بما معنـاه: التاريـخ يصنعه الماضي، و من يزيف ماضيه إنما يطلـق المدافع على مستقبله.