واحد وستون* «حكيماً » سورياً شهداء مواجهة كورونا.. النظام الحاكم لايوفر أدنى إمكانات الوقاية

 إبراهيم اليوسف
إلى روح صديقي د. سليمان البوطي*
لفت عدد جد  كبير من الطبيبات و الأطباء السوريين، وأكاد أقول الأبطال،  لولا ضآلة الصفة أمام قاماتهم العالية، ومن بينهم  عدد من الأطباء الكرد، خلال سنوات الحرب العشر الماضية، الأنظار إلى ذواتهم، كجنود أبطال ميامين، في خط النار الأول، وهم يواصلون أداء رسالتهم بشرف وشغف، لاسيما هؤلاء الذين لم يجنوا خلال  صمودهم، وبقائهم في الوطن إلا ما يسد رمق أسرهم، وما يفيض عن ذلك من مبالغ بسيطة لمساعدة ذويهم المقربين، وهكذا بالنسبة إلى المحتاجين، الذين ما أكثرهم.
ولعلنا نتذكر أن النظام الدموي استهدف شريحة الأطباء، والعاملين في المجال الصحي، في أول عدوانه على السوريين، إما بسبب مواقف بعضهم منه، أو من الثورة، من جهة، أو بسبب وفائهم لقسم أبي قراط ومعلجتهم الجرحى والمرضى  المطلوبين من قبله، من جهة أخرى، بسبب عدم تواطئهم معه  وعدم إعلامه وتسليمهم إليه، ليثأر منهم، ماجعله يلجأ إلى ترويع هؤلاء، من خلال استهدافه أطباء فدائيين، ولاتزال السجون تعج ببعضهم، وقد تواردت الأنباء عن مقتل طبيب قلبية شهير تحت التعذيب، خلال الأيام الأخيرة الماضية، بعد أن تم قطع دواء السكري عنه، بالإضافة إلى ممارسة التعذيب بحقه وادعى النظام بأنه كان قد أصيب بفيروس كورونا، كما جاء في الرواية؟
وإذا كنت قد تحدثت عمن تمت تصفيتهم من الأطباء على أيدي النظام المجرم، فإن داعش، هو الآخر، غيب أطباء عديدين، بعد اختطافهم أو قتلهم، ناهيك عن بعض الفصائل المسلحة الأخرى التي تمت تصفية بعض الأطباء على أيديهم، تحت هذه الذريعة أو تلك، يجمعهم وداعش والنظام قاسم مشترك واحد هو أنهم جميعاً مجرمون، عديمو الأخلاق والقيم.
كتبت أكثرمن مرة، عن الطبيبات والأطباء الذين نجوا من تحديات فترة الحرب، وعانوا من ظروف الحصار، والرعب، ولم يتوانوا عن أداء رسالتهم، ليكونوا بذلك أعظم شأناً من أي مدافع عن ترابه ببندقيته، لأن الطبيب أعزل، وهويعالج مرضاه تحت تهديد سقوط قنبلة عليه، أو استهدافه من قبل قناص، أو حتى لص طامع حتى بساعة يده، ومافي جيبه من مصاريف صغيرة، إلا أنني خلال فترة انتشار جائحة كوفيد19، قلت لبعض من حولي: لم تعد الألقاب العظيمة التي لطالما أطلقت عبر التاريخ على من يقدم الخدمات والتضحيات الجليلة لمن حوله وهو ينقذ أرواحهم ليغامربروحه، وهو أعزل إلا من حبه للإنسانية، لقيمه، لوطنه، لمقدسية مهنته، إذ إنهم يتجاوزون مرحلة القديسين، وفق معاييرنا المستقاة مما هو غيبي إلى مستوى: مكانة الأنبياء والرسل الأرضيين، ولو كنا الآن، في زمن الأنبياء والرسل لأسبغ جميعهم ألقابه الأرضية على الأطباء جميعاً، لاسيما الأكثرتضحية بالروح والمال، والأكثرحرصاً من بينهم على حيوات الناس في ظل حربين أولاهما: تجار الدم المحليين والإقليميين والدوليين في مكاننا وثانيتهما الحرب الكونية العظمى التي أرعبت العالم كله لأول مرة في التاريخ البشري!
وردتني قائمة بأسماء أطباء قامشلاويين التقطوا فيروس كورونا خلال عملهم، وأعرف بعضهم جيداً، وقد آلمني ماتعرضوا له وأتمنى لهم الشفاء لمواصلة رسالتهم لاسيما إنهم صمدوا في الوطن بالرغم من أكثر من تهديد متواصل بحق أمثالهم، كما يتردد اسم أحد الأطباء بأنه معتقل من قبل نظام دمشق، ولاأدري هل ذلك: صحيح أم لا؟
صباح اليوم، اطلعت على قائمة بأسماء واحد وستين طبيبة و طبيباً سورياً شهيداً، أصيبوا بفيروس كورونا، وقدموا أرواحهم من أجل قدسية رسالتهم. من أجل إنسانيتهم – ناهيك عمن شفيوا- هذه القائمة تضاف إلى قائمة أسماء الأطباء الشهداء. شهداء الرسالة المقدسة، وهناك قوائم بأسماء الممرضين والممرضات الشهيدات والشهداء، هنا وهناك، ناهيك عن غيرهم من العاملين في القطاع الصحي. هذه القائمة بأسماء ضحايا مجرد أسابيع قليلة، وأرى أن نظام دمشق وراء خسارة هؤلاء الحكماء- في سوريا يطلق على الطبيب لفظ حكيم- ومنهم أطباء -أجزم- أنهم يتفوقون على معلمي بعض الدارسين خارج سوريا، من الأطباء العالميين، وأقولها من خلال تجربة شخصية لي، ومعاينتي لواقع الطب- كممارسة يومية عياداتية ولا أعني معالجات الأمراض الحرجة المعتنى بها، كما ولا أعني أطباء الأمراء والملوك والرؤساء والأباطرة ورجال الأعمال  والاثرياء واللصوص فلهم شأن آخر.
إن النظام السوري الذي استهتر بمرض كورونا، وروج أزلامه لشائعات عن عدم جرأة كورونا اختراق – قلعة الأسد- وغير ذلك من الأقاويل، حتى تلك التي كانت بطلاء علمي غبي، أو غيبي غبي، لأن لا منجى لأحد من الوباء الذي أوجد مصدر رزق جديد لأنظمة الاستبداد التي باتت تستفيد من-سياسة الكتمان- على انتشارالوباء والتي فرضت على الإعلام، وحتى على وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي لدواع اقتصادية، باعتبار الاقتصاد أعظم من الأرواح.
 
1- الدكتور تمام الأشقر
2_ الدكتور الشاب محمد التقي
3- الدكتور انمار حافظ
4- الدكتور عبد الخالق الهاشمي
5- الدكتور جاني حداد
6- الدكتور شارل توتل
7- الدكتور مكرم خوري
8- الدكتور دريد يازجي
9- الدكتور رفعت داغستاني
10- الدكتور محمد زياد خميس
11- الدكتور فائز نظمي درويش
12- الدكتور أحمد وليد بغدادي
13- الدكتور خالد خليل زركلي
14- الدكتور سهيل سليم مطانيوس
15- الدكتور رياض عصيدة
16- الدكتور عماد القاضي
17- الدكتور نبيل الشريف
18- الدكتور باسم عمران
19- الدكتور قصي بيرقدار
20- الدكتور محمد يوسف سعيد
21- الدكتور وضاح أيمن الحسن
22- الدكتور ياسر الهزاع
23- الدكتور رشيد المنجد
24- الدكتور محمد فريز الامام
25- الدكتور محمد خير حمود
26- الدكتور رياض عجوز
27- الدكتور نبيل محمود الصفدي
28- الدكتور محمود غبور
29- الدكتور سهيل جزارة
30- الدكتور مجيب ملحم
31- الدكتور محمود سبسوب
32- الدكتور عزمي فريد
33- الدكتور قاسم محمد عمار
34- الدكتور ابراهيم حبي
35- الدكتورة هيام شهاب
36- الدكتور فارس العكل
37- الدكتور ابراهيم الزعبي
38- الدكتورة أروى بيسكي
39- الدكتور غسان تكلة
40- الدكتور خلدون الصيرفي
41- الدكتور أنطوان جبلي
42- الدكتور سهيل مطانيوس
43- الدكتور علي فريح
44- الدكتور رياض عصيدة
45- الدكتور خالد الزركلي
46- الدكتور الشاب وضاح الحسن
47- الصيدلاني سليمان عفارة
48- الدكتورة سميرة بلال
49- الصيدلاني يحيى الخراط
50- الصيدلاني باسل شما
51- الصيدلانية هيام شهاب
52- الدكتور ابراهيم زيتوني
53- الدكتور باسل شماص
54- الصيدلاني أدوار لويسة
55- الدكتور هشام مهايني
56- الدكتورة ريتا كشيشان
57- الدكتور ياسر هزاع
58- الدكتور مروان الصيدلي
59- الدكتور زهير جواد مهرات
60- الدكتور علي قاسم عربي
61- الدكتور تيسير عيسى الصباغ
 *سليمان البوطي يحمل أكثرمن شهادة دكتوراة ولكن ليس في مجال الطب، بل إن زوجته طبيبة، وكان يعمل في المملكة السعودية رحمه الله.
**في كل بلد من البلاد المهجر قدم أطباء سوريون مشاهير حيواتهم في مواجهة وباء كورونا الكونية. لأرواحهم جميعاً السلام!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…