أستاذنا الفاضل والقدير الأستاذ سعيد يوسف مع جزيل الاحترام والتقدير

تجمع الملاحظين: كاوار خضر
نتقدم إليكم بالشكر الجزيل على ردكم لملاحظتنا بخصوص مقالكم القيّم «من فتح القسطنطينية إلى فتح آيا صوفيا». كما هو واضح، ملاحظتنا كانت على القسم الأخير منه، أي الخاتمة. فيها لاحظنا أنكم تعتبرون أوربا متهاونة مع تركيا الأردوغانية. نتفق معكم في هذه الرؤية؛ ولكن هذا التهاون له أسبابه الوجيهة، كونها تسعى وراء مصالحها… ما لاحظناه أنكم تتساءلون -مع التلميح بشكل غير مباشر إلى الصراع الأوربي الأوربي- «فهل يتسلل أردوغان وأتباعه إلى الداخل الأوروبي ويهددهم في عقر ديارهم.؟» ومن ثم تتبعونه بالتالي: «والسبب هو الخنوع، والتخاذل، والرضوخ الأوروبي حياله،…». 
عندما اطلعنا على مقالكم القيم، وجدناكم شخصية مطلعة على الأمور بشكل واسع، ذات ثقافة عالية، وذات قلم من عيار ثقيل…، واستبشرنا بأنه ركيزة لتنويرنا؛ لفهم الدول والعلاقات فيما بينها. حين انتهينا إلى الخاتمة وجدنا الأسباب التي اعتمدتم عليها لا تتطابق ما هو جار بين أردوغان وأوربا. وذلك عندما عدنا إلى الوراء قليلا، فوجدنا أن ترامب أراد هز الليرة التركية؛ ولكنه تراجع؛ حيث اهتزت أوربا بمعظمها، ووقفت في وجهه، ليست محبة لأردوغان ولا لتركيا؛ إنما حرصا على مصالحها الاقتصادية. وهذا ما تحدثت عنه الإعلام العالمي آنذاك. لقد وضح الإعلام، والمحللون، والمراقبون أنه لو نفذ ترامب قراره ذاك ستخسر مؤسسات وبنوك أوربية كثيرا؛ كونها استثمرت فيها مليارات الدولارات، مثالا لا حصرا، إسبانيا المعانية اقتصاديا مستثمرة بثمانين مليار دولار! ولا نذهب بعيدا، هل أن أوربا مستعدة لتتخلى عن ملياراتها لأردوغان وتدير له ظهر المجن؟
كنا نتوقع أن تبينوا لنا الأسباب الجوهرية لخنوع أوربا، وإرضاخها، وتخاذلها حيال أردوغان، وليس أن تتركنا نفهم أنها متخاذلة وراضخة… فحسب. هذه المعلومة التي لم تذكرونها -طبعا هناك غيرها، ولكننا أتينا بهذه كمثال- لتفتحت بصيرتنا، ولتوسعت مداركنا عن أسباب التراخي والتخاذل…، وليس أن نظل حبيس الضمير والإنسانية. 
كاتب بقامتكم، لديه الإمكانية أن يقِيْم الجماهير ويوجهها لما تقتضي مصلحتها إذا زودها بالمعلومات الدقيقة التي تعود إليها بتنوير الفكر والذهن، وليس التي تزيد من مطلقيتها في الحكم على الأمور، والتعلق بالإنسانية والضمير. هذا ما دفعنا إلى إبداء ملاحظتنا. 
ونحن في تجمع الملاحظين نأمل من أمثالكم أن تكونوا مشعلا لنا، حيث كلنا في جبهة حرب حامية الوطيس مع أعداء محاطون بنا من كل جانب، وليس لنا ما يساعدنا للتحرر سوى جدارتنا، وهذه الجدارة لن تأتينا بالإطلاق، بل بتزويدنا بالمعلومات الجوهرية، وعن طريق كتاب كبار أمثالكم، يعتنون بنا كالمدرس الذي يعلّم تلاميذه، ويعاين مواضع الضعف فيهم ويعالجها معالجة سليمة. هذا هو مطلبنا من أمثالكم الكرام. ونحن متيقنون إن سخرتم قلمكم في الاتجاه الذي يهيئنا لأن نكون جدراء، سيكون التوفيق من نصيبكم، وسنتحرر من جهل الإطلاق، والاعتماد على إنسانية الحكومات وضمائرها المصلحية.
فأنتم كاتب قدير نعتز به وبوطنيته، وحرصه عليها، إن أبدينا ملاحظتنا عليكم، لا يعني أننا نستأتذ عليكم -حشاكم أن نفعل ذلك، فأنتم في محل تقديرنا واحترامنا- ولا يعني أننا لا نقدّر قدركم العالي أو لا نعرف قيمتكم الثمين وحرصكم الوطني وأمانتكم؛ وإنما غايتنا من ذلك هو لفت أنظاركم إلى ما نحن بحاجة إليه.
نعتذر إن كانت ملاحظتنا جارحة. نرجو المسامحة والعفو من جنابكم الكريم.
تقبلوا فائق تقديرنا واحترامنا
rawendkurd3@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…