عزالدين ملا
تمر هذه الأيام العصيبة بخطى مثقلة على كاهل المواطن السوري عامة والكوردي خاصة، فمن جهة ينهكه تأرجح صرف سعر الدولار وارتفاع الأسعار، ومن جهة ثانية ما يحاك ضد الكورد في الخفاء. الشعب الكوردي الذي تعرّض لمختلف صنوف الظلم والاضطهاد خلال الخمسين السنة الماضية، ينظر بعين الأمل للأحداث الجارية بأن تفضي إلى تحقيق طموحات الكورد في غرب كوردستان. المفاوضات الكوردية التي بدأت المرحلة الثانية منها بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية، بعد أن أنهت المرحلة الأولى بنجاح. وتوصل الطرفان إلى تفاهم ملزم وجعل اتفاقية دهوك
٢٠١٤ نقطة استكمال المفاوضات للوصول إلى اتفاق نهائي، ولكن هذه المفاوضات التي تجري ببطء شديد أمام هول معاناة الشعب الكوردي الذي يحاول بكل إمكانياته المتهالكة الحفاظ على كوردايته ووجوده التاريخي على أرضه. أمريكا وحلفاؤها، تعمل على تحقيق تقارب كوردي لتلاقي مصالحها مع هذا التقارب فمن خلاله تحقق شرعيتها وتثبيت نفوذها في المنطقة الكوردية.
١- ما تحليلكم للأحداث الجارية في هذه الفترة على الساحة السورية والكوردية خاصة بعد التفاهم المشترك بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية؟
٢- كيف تقيّمون بعض الأصوات النشاز عن المفاوضات الكوردية؟ وهل لها تأثير؟ ولماذا؟
٣- هل تتوقعون حصول اتفاق بين الكورد في كوردستان سوريا كما حصل في إقليم كوردستان في تسعينيات القرن الماضي بوساطة امريكية؟
٤- ما المطلوب من الشعب الكوردي لمساندة هذه المفاوضات؟ وما المطلوب من الطرفين الكورديين المفاوضين لمساندة شعبهم الكوردي في تجاوز محنته السياسية والاقتصادية؟
نجاح المفاوضات بمثابة خطوة مهمة نحو اعادة الشخصية الكوردية السورية
تحدث سكرتير تيار مستقبل كوردستان سوريا، ريزان شيخموس، بالقول: «إن العملية السياسية الجارية بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية بخصوص وحدة الصف الكوردي وبرعاية أمريكية وبدعم الدول الأوربية الفاعلة أنتجت حتى الآن رؤية سياسية متقدمة تؤكد على أن تكون سوريا المستقبل دولة اتحادية ديمقراطية تعددية تشاركية. والنظام الأسدي هو نظام استبدادي ديكتاتوري يستخدم العنف ضد معارضيه والعمل في إطار المعارضة التي تؤمن بالديمقراطية، وتسعى إلى بناء سوريا الجديدة والتي تكون لكل مكوناتها، وأن المناطق الكوردية وحدة سياسية وجغرافية متكاملة، وبناء علاقات إيجابية مع دول الجوار وحل الأزمة السورية وفق القرار الأممي 2254، والاعتراف الدستوري بالقضية الكوردية كقضية وطنية، والشعب الكوردي شعب أصيل وعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، هذه الرؤية السياسية التي تضع الحركة السياسية الكوردية أمام مسؤولياتها التاريخية في المشاركة الحقيقية مع كافة المكونات لإنهاء أزمة الشعب السوري، وإيقاف هذه الحرب المدمرة في سوريا، وبناء دولة القانون والمواطنة الحقيقية، هذه العملية التي أقلقت الكثير من الشخصيات المعارضة وصعدت من مواقفها ضد الحوار الكوردي- الكوردي ودفعتها بإصدار اكثر من بيان يرفض هذه العملية السياسية، وتتهمها بالانفصال وهذا ما ساهم في المزيد من الشرخ في صفوف المعارضة والمكونات السورية، والمستفيد من ذلك النظام السوري والذي يراهن منذ البداية على سياسة تفتيت المجتمع السوري وتشتيته ».
عن جدوى الحوار قال شيخموس: «رغم إن هذا الحوار مازال في بداياته وان اللوحة المشكلة في وحدة الصف الكوردي لم تكتمل بعد، وان المجلس الوطني الكوردي الطرف الرئيسي في هذا الحوار مازال عضواً في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية وفي الهيئة التفاوضية للحوار السوري، كما أن أمريكا والدول الأوربية الاخرى الداعمة لهذا الحوار هم أنفسهم من يدعمون المعارضة السورية، ويسعون إلى توحيدها، ويبحثون عن حلول للازمة السورية. لهذا كان على هؤلاء المعارضين بدلاً من أن يصدروا البيانات ويتهموا الكورد، كان عليهم التواصل مع المتحاورين والبحث معهم عن مشتركات العمل السياسي بخصوص سوريا المستقبل وإيجاد آليات حقيقية لوحدة صف المعارضة في مواجهة هذا النظام، وكل الدولة التي أساءت لسوريا ولشعبها، ولكن للأسف الشديد أظهرت هذه الشخصيات مواقفها وسياساتها الأكثر عنصرية وحقداً على الشعب الكوردي وقضيته، هذا الشعب الذي قدم الكثير للدولة السورية وشعبها وعانى الويلات من انظمتها وحكوماتها المتعاقبة، ولهذا خسرت هذه المعارضة الشعب الكوردي وارداته نحو التحرر وكشريك فعلي له في النضال من اجل سوريا الحرة ».
وعن توفر الظروف الكوردية الملائمة تحدث ضيفنا: «إن الظروف الموضوعية والذاتية للشعب الكوردي تتطلب اجراء هذا الحوار وخاصة بعد النماذج السيئة للمعارضة والاحتلال التركي لعفرين وسري كانييه وسياساتها العنصرية المقيتة ومخططاتها في التغيير الديمغرافي في المناطق الكوردية، والتهديدات التركية المستمرة للشعب الكوردي في سوريا، وتهديدات النظام بالعودة إلى المناطق الكوردية، وضرورة توحيد الصف الكوردي للمشاركة في العملية السياسية وحل الازمة السورية، وضرورة عودة مئات الآلاف من اللاجئين الكورد إلى مناطقهم والملل من الصراعات السياسية التي بات تقلق مصير الشعب الكوردي، والاستفادة من التواجد الأمريكي في المنطقة ورغبته في اجراء هذا الحوار ورعايته له والدعم اللامحدود من الأحزاب الكوردستانية وخاصة من قيادة اقليم كوردستان والرئيس مسعود بارزاني لهذا الحوار، كل هذه الأسباب دعت المجلس الوطني الكوردي بقبول العملية السياسية والسعي الجدي لإنجاحها بما يحقق للشعب الكوردي في سوريا توحيد ارادته نحو حل قضيته القومية العادلة والمشاركة في المستقبل السوري ».
وعن نجاح العملية السياسية قال شيخموس: « إن نجاح العملية السياسية والتوصل إلى انشاء مرجعية سياسية كوردية في سوريا وفق اتفاقية دهوك مرهون بامتلاك إرادة قوية من الطرفين بالتمسك باستمرارية الحوار حتى إنجاحه وتحقيق أهدافه كما أنه مرتبط بشكل فعلي بالضغط الحقيقي الواجب ممارسته من قبل الراعي الأمريكي والأحزاب الكوردستانية على حزب الاتحاد الديمقراطي بالالتزام بآليات الحوار والقبول بشروطه وعدم وضع العراقيل أمام إنجاحه وخاصة في المراحل المقبلة والمهمة من الحوار في مجال تطبيع الأوضاع بين الطرفين وحصول اتفاق سياسي واداري وعسكري شامل وفعال، اضافة الى قطع العلاقة بين ب ي د وب ك ك وإخراج العناصر غير السورية، وإعادة النظر بالإدارة القائمة وإعادة هيكلتها كما نصت عليها اتفاقية دهوك مع ضمان اشراك المكونات الاخرى والسماح بعودة بشمركة روج، وان ذلك سيكون بمثابة خطوة تاريخية للشعب الكوردي في سوريا ويجنبه كوارث وانتكاسات حقيقية في المستقبل. كما أن اي اتفاق سيحقق نجاحاً للشعب السوري عموماً ولكل مكوناته وان الشعب الكوردي ومناطقه سيكون نقطة انطلاق حقيقية نحو التغيير الشامل في سوريا كما حدث في كوردستان العراق ودور القيادة الكوردستانية كمركز استقطاب للمعارضة العراقية وبناء العراق الجديد ».
واختتم شيخموس كلامه بالقول: « لابد للشعب الكوردي عموماً وكافة شرائحه وأحزابه السياسية ومنظمات المجتمع المدني دعم هذا الحوار لإنجاحه والذي سيكون بمثابة خطوة مهمة نحو اعادة الشخصية الكوردية السورية واحترام إرادة الشعب الكوردي باستعادة دوره وقراره المستقل مع التمسك الشجاع بعلاقاته الكوردستانية على قاعدة الاحترام المتبادل، كما سيتمكن من استخدام كل موارده في الانتعاش الاقتصادي وتجاوز كل المحن الاقتصادية ».
بناء الثقة وخلق بيئة آمنة عوامل نجاح التقارب الكوردي
تحدث الحقوقي، لازكين خلف، بالقول: «تفيد الثوابت التاريخية سعي الدول الإقليمية التي ألحق بكل منها جزء من كوردستان إلى الإبقاء قدر الإمكان على أن يكون الكورد في ديمومة من الفرقة والتشتت والتشظي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وبمختلف الآليات، وبعودتنا إلى الأجواء التي كانت تصاحب المرحلة الأولى من المفاوضات الكوردية الكوردية والتي أفضت الى تفاهمات جوهرية مشتركة بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية، نلاحظ بأن الدول الإقليمية ولاسيما تركيا كانت ولا تزال تمارس سياسة الوعيد تجاه أي تفاهم كوردي كوردي من خلال تصريحات لوزير خارجيتها جاوييش أوغلو الذي صرح في وقتها بأن أي طرف يتفق مع ال PYD سيكون مستهدفا من قبلها حيث كان قاصدا في خطابه المجلس الوطني الكوردي، مما ينم عن مدى حساسية الأطراف الإقليمية الملحق بها أجزاء كوردستان تجاه أي إتفاق كوردي كوردي رغم أن الكورد دائما يعلنون وعلى الدوام أنهم عنصر إستقرار للمنطقة لاعنصر مزعزع لها، وأن إتفاقهم ليس موجها ضد أحد بل مجرد ترتيب للبيت الكوردي للمساعدة في إضفاء الهدوء على المنطقة. وأعتقد أن التدخل التركي السافر في إقليم كوردستان والقصف الإيراني لمواقع في عمق أراضيه من خلال المدفعية الثقيلة داخل في خانة مجابهة التفاهم الكوردي الكوردي من خلال الضغط على إقليم كوردستان للتراجع عن دوره المحوري في تقديم كل ما هو ممكن من المساعدة لرأب الصدع الكوردي الكوردي في كوردستان سوريا ومن هذا المنطلق يمكننا القول أن تلك الدول تسعى جاهدة وبمختلف السبل إلى طمس أي بريق يلوح في الأفق لتوحيد الصف الكوردي في كوردستان سوريا ».
وعن عنصرية البعض تجاه الكورد قال خلف: «البعض من العرب سواء من المعارضة او من النظام لا يستطيعون لجم لثام عنصريتهم حينما يرتبط الأمر بأي توافق كوردي كوردي أو بالحقوق الكوردية حيث تجدهم ينعتون الكورد بأوصاف ونعوت مشوهة بعيدة عن الواقع كالعمالة أو الخيانة أو نعتهم بأنهم إنفصاليون أوغيرها من النعوت الدونكشوتية رغم أن الكورد كانوا ولايزالون ممن يبعثون دائما برسائل الطمأنينة الى الداخل والخارج معلنين أنهم يسعون فقط الى تحصيل حقوقهم القومية المشروعة ضمن إطار دولة سورية اتحادية ديمقراطية برلمانية تعددية وفي هذا السياق أعتقد أن هذه الأصوات النشاز ليست لها الكلمة الفصل في المسألة السورية وإنما هؤلاء مجرد أدوات لدول ليس لها أيضا تأثير كبير حيال الملف السوري حيث الأخير دولي روسي أمريكي بإمتياز وبدرجة أكبر مما هو إقليمي محلي وأن مفتاح الحل السوري روسي أمريكي ».
فيما يخص الدور الامريكي في إنجاح المفاوضات أكد خلف: « ان تجربة امريكا مع إقليم كوردستان المستندة إلى تبادل المصالح ونجاحها الملحوظ على مختلف الصعد لاسيما وأن مصالحها مصونة في الإقليم أكثر من أي مكان آخر، تجعل من الولايات المتحدة الطمأنة الى الكورد في كوردستان سوريا، وأنه من الممكن بناء تحالف قوي معهم أيضا لاسيما وأن السنوات التي مضت جعلت من امريكا تدرك مدى المساحة التي يمكن فيها الاعتماد، ويمكن القول أن المفاوضات الكوردية الكوردية طالما أنها جارية برعاية أمريكية فإن للإتفاق حظوظا كبيرة في أن يجد النور لأن الأمريكان لا يدخلون في مثل هذه السيناريوهات من باب العاطفة وإنما من باب المصالح غير أنه يتعين علينا دائما ككورد أن نكون حذرين أيضا لأنه ليس هناك من مصالح ثابتة بل أن السياسة تحكمها المصالح المتغيرة وهذا ما يجب على الكورد إدراكه والعمل عليه ».
في الدور الشعبي لإنجاح المفاوضات قال خلف: « أنه يجب على الشعب الكوردي بجميع أطيافه أن يكونوا سندا قويا لتلك المفاوضات من خلال تشجيع الأطراف المفاوضة على الاستمرار في التحاور والتفاوض للوصول الى اتفاق نهائي وإبداء تأييدهم لكل ما هو منصب في المصلحة الكوردية والإبتعاد عن سياسة التخوين والتجريح تجاه هذا الطرف أو ذاك من الطرفين، وخلق جو من الأمل والتفائل بأن القادم أجمل، ويتعين على الطرفين المفاوضين بناء عوامل الثقة وخلق بيئة آمنة للتفاوض ومحاسبة كل من يخرج من هذه الساحة للوصول الى تحقيق تطلعات شعبنا في العيش الكريم وإخراجه من ازمته ».
على الطرفين الكورديين تقديم بعض التنازلات لرأب الصدع الموجود
تحدث الكاتب والقاص، رشاد شرف، بالقول: «الخلل الاقتصادي في سوريا، سببه خلل سياسي بالدرجة الأولى، وهو عزلة النظام الاقتصادي عن العالم رغم جمود الصراع العسكري وانحساره في مناطق ضيقة، لكننا لن نلاحظ انفتاحاً سياسياً أو اقتصادياً طالما بقي رأس النظام في السلطة، الذي غرق في الفساد حتى أخمص قدميه. وأمر بقائه من عدمه مرهون بالتجاذبات الإقليمية والدولية لا بمحاربته اقتصادياً.
ورأى شرف انه يمكن اغتنام الفرصة المؤاتية: « منذ بداية نيسان تجري مفاوضات كوردية كوردية برعاية أمريكية فرنسية وبوتيرة بطيئة جداً، لكنها تبقى بصيص أمل للمواطن الكوردي الذي فقد الأمل من النظام والمعارضة على حد سواء بتلبية حقوقه القومية كسائر شعوب العالم. التفاهم الكوردي الكوردي هو اغتنام الفرصة الأخيرة لانقاذ ما تبقى من كوردستان سوريا، حيث تركيا تحتل عفرين وتل أبيض وسري كانييه، وإن سمحت لها أمريكا لن تتوانى باحتلال المزيد وطرد المواطنين الكورد من أرضهم التاريخية وتوطين مرتزقتها في مناطقهم لتحقيق حلمها الطوراني بالقضاء على الوجود الكوردي في حدودها الجنوبية، لكي لا يفيق كوردها من سباتهم العميق. وما يحز في النفس ويندى له الجبين ثمة أطراف وشخصيات التي ترعرعت في كنف النظام، وتدعي المعارضة وبإملاءات تركية تصدر بيانات وتحارب الكورد بمنطق عنصري بغيض وتحارب أي تقارب أو تفاهم كوردي وتنفي وجوده كمكون أصيل على أرضه التاريخية، هذه الأصوات النشاز سوف تذهب في مهب الريح ».
وعن الدور السلبي الذي سيلعبه النظام السوري أضاف شرف: «النظام السوري كاشر عن أنيابه لتحين الفرصة بالقضاء على التجربة الكوردية الفتية في الإدارة الذاتية، رغم ملاحظاتنا الكثيرة عليها في سبل الإدارة من طرف كوردي منفرد، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وحسب الأخبار الواردة من هناك بأن أمريكا تضغط على السيد مظلوم عبدي – بقوة- بطرد عناصر حزب العمال الكوردستاني المنضوين كقوات في صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهو ليس بالأمر السهل وموقفه لا يحسد عليه، حيث العمال يصنع قائداً يخضع لإرادته فقط وعندما يبرز نجمه يزيحه ويهمشه. السؤال الملح! هل سينجح في مساعيه؟ نأمل ذلك ».
يختم شرف: « المطلوب من الطرفين المتحاورين تقديم مزيد من التنازلات لرأب الصدع الموجود ويعيد للشعب الكوردي ثقته بأحزابه ويحقق آمال الكثيرين الذين ضحوا جل حياتهم في تحقيق مطامح شعبهم في
العيش بحرية وكرامة ».
المفاوضات الكوردية نقطة مكملة في الوحدة الجغرافية والتشاركية
تحدث الأكاديمي عبداللطيف موسى، بالقول: « جميع المتغيرات في سوريا بالعموم وفي منطقتنا الكوردية على وجه الخصوص إنما أمر طبيعي ونتيجة حتمية للأحداث المتسارعة على جميع الاصعدة. مفاوضات توحيد المسار الكوردي بين الكيانات السياسية في المنطقة الكوردية إنما استكمال للظروف والمناخ الذي تم تهيئته من قبل الدول الإقليمية والدولية بما يخدم المنطقة منسجماً في تحقيق مصالح تلك الدول وتقاطعها مع مصالح شعبنا، بل هذا التقارب نتيجة حتمية مستندة على أمور مشتركة منها وحدة اللغة والعادات والمعتقد والتاريخ والتشارك في المآسي، الأمر الذي يشكل العامل الأساسي في المضي قدماً في تلك المفاوضات هو الدعم الكبير من المرجعية الكوردية الرئيس مسعود بارزاني، ولابد من أن نستذكر نقطة في غاية الأهمية وهي أهمية القدرة والحنكة التي لابد أن تتوفر لدى السياسي الكوردي في دفع تلك المفاوضات بما يخدم قضية شعبنا كونها نتيجة لتقاطع مصالح الدول العظمى لمصالحنا في هذه المرحلة.
عن الوحدة الجغرافية المأمولة، قال موسى: « هذه المفاوضات بين الكيانات السياسية في غرب كوردستان نقطة مكملة في الوحدة الجغرافية والتشاركية في اللغة والعادات والمعتقد والتاريخ بالتالي سنرى الكثير من الأصوات التي بالتأكيد تعتبر نشاز كونها لاتنتمي لتلك التشاركية التي تم الإشارة إليها بين سكان المنطقة وبالتالي تلك الأصوات ستعارض تلك المفاوضات. تلك الأصوات لن يكون لها تأثير على سير تلك المفاوضات لإعتبارات كثيرة أهمها أنها دخيلة على المنطقة».
وفيما يعني توفر الظروف لانجاح المفاوضات قال موسى: « في السياسة لا يمكن الجزم بحتمية الأمور والأحداث المستقبلية ولكن ثمة مايؤشر من أحداث وظروف يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات لربما أقرب الى الحتمية في الحدوث. هنالك الكثير من العوامل تشكل العامل الأساسي لنجاح تلك المفاوضات منها الارادة الحقيقية والإصرار التي يمكن ملامسته لدى الجانبين في إنجاح المفاوضات عبر اتخاذ خطوات مهدت المناخ السياسي. الظروف التي أصبحت لا تطاق والتي تواجه الشعب الكردي و تهديدات خارجية والخوف من تكرار تجربة عفرين سري كانيية كري سبي والظروف الداخلية من الفقر وانعدام جميع مقومات الحياة من ماء خبر كهرباء وانعدام التعليم وفرص العمل تلك الأمور التي تفرض على المفاوض أخذها في عين الحسبان. الأهم من ذلك الدعم المباشر من الرئيس بارزاني ومن الدول العظمى مثل الولايات المتحدة التي تدير المفاوضات بشكل مباشر ».
يختم موسى: « الشعب له الدور الكبير في إنجاح تلك المفاوضات عبر إظهار الارادة والدعم الصادق
للمفاوض او المحاور وبث روح الأمل والايمان بنبل قضيته، بالطبع تلك المفاوضات نابعة عن قضية الشعب وحاجته للاستقرار وتحقيق كل مايؤدي ويتمناه ويحلم به ويخدم قضيته. شعبنا الكوردي لم يبخل على قضيته على مر الأحداث وكان عونا لها وقدم في سبيلها الكثير، سيكون العون والسند وسيقدم كل مابوسعه للمفاوض الكوردي لنجاح تلك المفاوضات كونها قضية الشعب الأساسية. وبيشمركة روز سيكون له الدور الأساسي في بناء الثقة بين الشعب والسلطة عبر تحقيق كل ما يؤدي الى تحقيق الاستقرار في المنطقة ورجوع جميع المهاجرين ».
وأخيراً:
الأيام تمر مثقلة على كاهل الشعب الكوردي في غرب كوردستان، وهم على أمل أن يتوصل الطرفان الكورديان إلى اتفاق شامل يضمن له حياة كريمة، وعلى المفاوضين الاسراع في المفاوضات، الوضع لا يحتمل التأجيل، الشعب أمام كارثة.