شادي حاجي
لا يختلف عاقلان على أن الدفاع عن القضية الكردية العادلة في سوريا تحتاج الى عمل جماعي مؤسساتي مشترك والى متخصصين ومتميزين في كل جزئية من الجزئيات التي ترتبط وتتألف منها القضية ( السياسية – الثقافية – الدبلوماسية – القانونية – الأمنية – التاريخية – الاجتماعية – وو الخ . ) وللوصول الى قرار صحيح لبناء استراتيجة لدفاعنا عن قضيتنا العادلة في سوريا لابد من توحيد الجهود بين الأطراف السياسية والتشاور والتنسيق والتعاون بين المتخصصين بكل جزئية من الجزئيات التي تتكون منها القضية .
هذا من حيث المبدأ ولكن لاحظوا ماذا حصل وكيف كان تصرفنا ودفاعنا عن قضيتنا الكردية العادلة في سوريا وكيف كانت ردودنا أحزاباً ومثقفين مستقلين على البيان الذي صدر بتاريخ 7 حزيران 2020 من قبل شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية بخصوص التقارب الكردي الكردي كنموذج .
لاشك شاهدنا دفاعاً متفاوتاً عن القضية وشاهدنا ردوداً مختلفة ومتعددة وبأشكال وطرق كثيرة عبر اصدار بيانات حزبية وأطر سياسية متعددة ومنفردة وبيانات عديدة أخرى بأسماء جمعيات وروابط واتحادات ومثقفين وشخصيات وطنية مستقلة وعبر بوستات فيسبوكية من أفراد بمستويات مختلفة وأيضاً عبر البثات الفيسبوكية المباشرة معظمها إن لم نقل مجملها جاءت على شكل ردود انفعالية منفعلة ذو الترجيع القريب والآني وبشكل متسرع تحت ضغط ردة الفعل التي غلبت عليها العاطفة ولم تأت بعد قراءة ودراسة البيان بكافة جوانبه من قبل ذوي الخبرة والاختصاص بعيون فاحصة وعقول نيرة ومعرفة الشخصيات الموقعة على البيان وخلفياتهم السياسية والفكرية وارتباطاتهم الاقليمية والدولية وماهي الدوافع والجهات التي دفعتهم للإقدام على اصدار مثل هذا البيان وفي هذا التوقيت بالذات وخاصة المفاوضات الكردية مازالت جارية فالموقعين على البيان بنوا موقفهم تجاه المفاوضات الكردية الكردية على بعض التسريبات والتصريحات التي صدرت عن بعض المشاركين بالمفاوضات من الطرفين حتى دون أن يصدر أي اتفاق أو بيان رسمي ودون معرفة مخرجات التفاهمات التي حصلت بين طرفي التفاوض ونتيجة لذلك جاء دفاعنا بشكل غير مدروس ولم يكن جماعياً ومشتركاً لا من النخب الحزبية ولا من النخبة الثقافية لذلك كان مشتتاً ضعيفاً غير منتجاً ومؤثراً كل من حاول أن يظهر نفسه أو حزبه بأنه المدافع الأول عن القضية دون أن يدركوا من حيث يعلمون أو لايعلمون أن كل هذا الجهد الحزبي والفردي كان على حساب قضيتنا العادلة .
وهذا يؤكد أن أهم أسباب تفاقم أزماتنا ومشاكلنا هو أنانيتنا وعنادنا وفقدان الثقة ببعضنا البعض وبقدرات وامكانيات ومؤهلات سياسيينا ومثقفينا وأكاديميينا حزبيين ومستقلين فارتبك أداؤنا وعجزت الأحزاب وتاه الشعب وعمت الفوضى كل حياتنا وبات الجميع يحذرون بعضهم البعض ويشك كل شخص في الأخر ويتعذر التعاون بين الجميع .
نعم وكما نوهت أعلاه كان هناك دفاع متفاوت عن قضيتنا الكردية العادلة والقلة القليلة أطر سياسية وأفراد أحسنوا الرد ولو بشكل خجول ولكن مع الأسف كان دفاعاً ضعيفاً مشتتاً وفاشلاً وهذا ما يثبت وبالأدلة بأننا أحزاباً ومثقفين مازلنا غافلين لاهين نتلذذ بخلافاتنا وصراعاتنا وجدالنا وردنا على بعضنا البعض والرد على الرد الذي يبدوا أنه لاينتهي وباننا مازلنا نظهر للآخرين بأننا لا مبالين بعدالة قضيتنا كما يجب وكما هو مطلوب ويبقى الأمل في نجاح المفاوضات الكردية الكردية والوصول اتفاق كامل وشامل يطمئن الشعب الكردي في سوري الذي عانى الكثير وضحى بالكثير .
وإلى مستقبل أفضل .
شادي حاجي – ألمانيا في 11/6/2020