نقاشات ساخنة ومواقف متباينة ميزت اليوم الثاني لأجتماعات الخلاص في برلين

  صلاح الدين بلال / برلين .

المانيا
 
سيطر جو من النقاشات الحامية والتوتر في المواقف كادت أن تودي بالحاضرين داخل المؤتمر الى انسحاب لأطراف عدة من مؤتمر جبهة الخلاص فقد اتسمت مناقشات اليومين الماضيين / وذلك حسب اطراف مشاركة فضلت عدم ذكر أسمها / لمواضيع متعددة  منها الحقوق لقومية والسياسية للشعب الكوردي والموقف من تجربة التغيير في العراق  ودعم القوة الدولية للتغير وتحرير سورية وشكل هذا التغير وكذلك بنود الدستورالمستقبلي لسورية وأدت الى تجاذبات متناقضة كشفت عن فجوة كبيرة بين الأطراف المؤتمرة في الفندق الذي ضم أكثر من مائة ضيف حضرو المؤتمر المنعقد لليوم الثاني لجبهة الخلاص
في حين تم منع بعض الشخصيات التي دعيت بشكل فردي حضور جلسات المؤتمر أو الدخول الى قاعة الضيوف والذي تم في أجواء سرية وكتمان شديد فقد منع الأعلاميين والصحفين من تصوير أو تسجيل مجريات الحوار والنقاشات الدائرة هناك , في حين تم منع بعض الضيوف من دخول قاعة المؤتمر كالدكتور توفيق حمدوش رئيس حزب ديمقراطي كوردستاني  والذي اصر عبد الحليم خدام على أعتباره ضيف للمؤتمر في حين أصرت بعض الأطراف على منعه من الحضور بدواعي برتوكولية تم الاتفاق عليها مسبقا في تحديد ودعوة عدد معين  لكل طرف مشارك , وقد عبرت بعض الأطراف الكوردية المشاركة  لنا من خشيتها مناورة البعض في قيادة الجبهة تلويحهم على جر بعض الاطراف الكوردية بحال تشددت الكتلة الكوردية  بمواقفها ومطالبها , ويذكر أن  الكتلة الكوردية التي شاركت في اجتماعات المؤتمر خصصت لها عشرون بطاقة فقط ووزعت بطاقات الدعوة بنسبة متفاوته لكل حزب وطرف مشارك  والتي حضرت من المانيا وهولندا وبريطانيا والنمسا وكوردستان.
وقد خلت حوارات الامس واليوم  من حضور أو مشاركة ضيوف اجانب أوعرب بينما تم الاتفاق على  تحديد مسودة لعمل الجبهة  في المستقبل ورسم رؤيتها لسورية بعد التغيير مما أثار قضاية خلافية  بين الحاضرين  .

وقد تم تسوية بعض القضايا الأساسية / كعموميات / لعمل الجبهة وذلك حب رأي قادة المؤتمر لحصر الأجندة الخاصة ودرأ للفتنة والانقسام الذي قد يستفيد منه النظام ؟؟؟
وقررت على وضع بعض القضايا الخلافية جانبا وتركها عالقة لحين حدوث مستجدات على الأرض وحسمها مستقبلا  بأرادة الشارع السوري انتخابيا عبر صناديق الأقتراع , ومن المواضيع التي  سخنت أجواء المؤتمر بحدة أعتراض البعض من الحضور على  المطاليب والأوراق الحوارية التي قدمها بعض المشاركين من الكورد مما أثار نزعة الشعور القومي الشوفييني والأسلامي التعصبي للبعض في اتهام مطاليب الطرف الكوردي بالحالة ألأستفزازية لهم ورافقه أيضا حديث البعض عن احقيتهم التاريخية لسوريا والجزيرة حصرا وان  الكورد هناك ليسو بأكثر من مهاجرون  من دول الجوار , مما يعني أن بعض الأطراف المشاركة في المؤتمر والتي أعتادت على تسمية نفسها بالمعارضة الديمقراطية و…..

تمتلك  أجندة ومواقف  متشددة من الاعتراف بالحقوق الكوردية السياسية والدستورية  وحقهم الطبيعي في ادارة ذاتية لمناطقهم وبأعتراف كامل بهم في الحقوق والواجبات وأرتباط الكورد قوميا وتاريخيا وجغرافيا بأجزاء كوردستان الأخرى .
   بينما عبرت الأطراف القومية والاسلامية الاخرى المشاركة  بمؤتمر الخلاص وعبر توجيها لسهام النقد للطرف الكوردي في التشكيك بوطنية وسورية بعض المحاوريين وعن ضرورة كبت شعورهم القومي مع أخوانهم في كوردستان الأخرى .

في حين أعطت لها العنان بحقها  صراحة وعبر الحديث لأكثر من وكالة انباء وعبر خطبهم داخل المؤتمر في شرعية احلامهم ا بالوحدة الاسلامية والعربية  وتضامنهم مع حماس ومع المقاومة ضد أعداء الأمة العربية ورغبتها بتحقيق الحلم والشعور القومي العربي / لسورية المستقبلّّّ!!!!  /  وأرتباطها بمحيطها القومي والتاريخي .

وحجة البعض لكتم أفواه الطرف الكوردي و بأن الحديث بهكذا مطالب ومناقشتها ضمن بيانات الجبهة قد يساهم في فرط عقد مسبحة جبهة الخلاص بينما أعتبر الطرف الكوردي أن التنازل عن مطالبهم العادلة يشكل استهتار بالحد الادنى لحقوقهم التي تضمنها  دساتير الامم المتحدة ومبادء التعايش والعمل الديمقراطي , وقد ذكر لنا بعض المشاركين هناك أن جهات معينة عبرت عن  اشمئزازها علنا من المطالب الكوردية و أعتبارها تعجيزية وتودي الى حالة عراقية أخرى في سورية في حين أكد الطرف الكوردي مرارا وتكرارا على لسان السيد صلاح بدر الدين أن /  سورية الموحدة خط أحمر /  ردا على هذه المواقف المشككة والمتعصبة والتي كشفت عن شعورها علنا وعجزها عن تقبل الآخر وقد ساهم بعض الحضور من المثقفين العرب المشاركين بالدفاع عن وجهة النظر الكوردية .

ويذكر أن كتل عدة تشارك في المؤتمر منها الاخوان المسلمين وبعثيين منشقين عن النظام بالأضافة الى قوميين سوريين وممثلين عن السريان والاشوريين وكذلك شخصيات مثقفة علمانية ويعتقد أن الامور داخل المؤتمر تتجه الى تسوية عامة لجميع الاطراف  داخل الجبهة  بعد الدعوة الى أجتماع مغلق لبعض المندوبين للخروج ببيان ختامي يحمل نقاط توافقية وعبارات عامة  ترضى عنها جميع الأطراف صباح الثلاثاء لنشرها للرأي العام .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…