على هامش يوم الصحافة الكردية.. إعلاميون شجعان يعملون على صفحات التواصل الاجتماعي «روج نيوز وأنتي كورونا كمثالين»

 

 إبراهيم اليوسف
 
ثمة جنود إعلاميون برزوا منذ مرحلة ما بعد الثاني عشر من آذار، منهم من واصل ويواصل عمله، ومنهم من انشغل بظروفه الحياتية، وكان لهم حضورهم اللافت في إطلاق المواقع الإلكترونية، وقد سبق وتناولناهم، في مقالات خاصة، في كل مرحلة، وقد تضاعفت أعداد هؤلاء، بل صارت أكبر من أن تحصى منذ مرحلة انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لاسيما الفيسبوك، إذ بدا نشاط هؤلاء مكثفاً، في خدمة قضيتهم، ورسالتهم، والتأثير على الرأي العام، بالرغم من إن هناك من “يدخلون على الخط” بل ربما و يسبقون هؤلاء، منذ بداية الثورة السورية، للتشويش على الأصوات غير المنضوية مع دافعيه، وتشكيل رأي كاذب، مضاد، على الصعد كلها، إلى درجة ترهيب أصحاب الأصوات والمواقف الحرة، لنكون أمام سياسة عرجاء، تسير على هوى الجهات المعلومة المجهولة التي يخدمونها، وقد غدا تأثيرهم- المضاد- جد كبير لأن لديهم آلة إعلامية، كما إن هذه الآلة- المدفوعة والمدفوع لمسيريها الفاعلين- استطاعت أن تكرس ماهو خاطئ، وتقديم من هم في الاتجاه الصحيح بأنهم أعداء، وغير ذلك، إلى أن افتضحت مصطلحاتهم
ولقد وجدنا في المقابل، ظهور صفحات فيسبوكية مضادة لهذا الاتجاه، وهي نفسها تعمل بأدوات مماثلة لأدوات هؤلاء، وإن كان عملها غير منظم، يعتمد على أصوات وجهود فردية، لا ترى إلا اتجاهاً واحداً، وتلغي ما سواه، لكنها تتميز بخصيصتين: أولها عملها يأتي في إطار ردود الفعل، وهي غير مكتراة، بل تطوعية. وهناك طرف آخر، يكتب باعتدال، يقف مع أهله، يشير إلى ما هو إيجابي هنا وهناك ويدين ما هو خاطئ أياً كان وراءه، وهنا تظهر لي صفحة- روج نيوز- المعتدلة التي عمل ويعمل عليها شابات وشباب في الشتات، وفي الوطن: كوباني – عفرين- الجزيرة، ويعمل  محررو الصفحة بشكل تطوعي، وقد يغيب أحدهم أسبوعاً  أو إحداهن شهراً وعندما  يسالهما أحدهم: لم غيابكما فتكون الإجابة:
لم أتمكن من شراء حزمة الإنترنت؟؟!
هاتفي عطب
ليس في بيتي ثمن الخبز
لم أدفع أجرة البيت
 الديون. البطالة. هبوط سعر الليرة . المعيشة.  بؤس الكامبات والمعاناة من لصوص الإغاثات من أثرياء الحرب  وإلخ هذه الظروف الأليمة.
من هذه الصفحات التي أتابعها بين حين وآخر” روج نيوز” التي انطلقت منذ أول لحظة لغزو عفرين2018″ إلى جانب تجربتي” أبناء الجبل- صائدو الثعالب” ” لتكون صوت عفرين أولاً صوت مناوأة الاحتلال و  لتكون صوت كل كرد سوريا،  و أعرف” بعض” المشتغلين فيها كخلية نحل، والذين يعملون بمهنية وحرص على أهلهم، ولا تهمهم في قول الحق لومة لائم، كما إن زملاءهم وزميلاتهم متواجدون في أكثر من مدينة وهم من الأوساط الشعبية البسيطة ويعملون على مبدأ” المواطن الصحفي، أو المواطن الإعلامي، من دون أن يتوقفوا في الوقت الذي دخل كثيرون على خط الإعلام لسبب واحد هو أنه أصبح وسيلة مدرة، فلجأ إليها بعض العاطلين، وليس من أحد أحسن من أحد!
أذكر- هنا- تجربة صفحة  نشيطة وضرورية ، ومصدر للمعلومات وسبل الوقاية من جائحة” كورونا” وهي بعنوان” أنتي كورونا”، وقد  انطلقت منذ حوالي الشهرين ويديرها شخص واحد. ترك كل مسؤولياته. مشاغله من أجل تلك الصفحة التي تعمل كما روج نيوز كأنها وكالة أنباء، يستفيد منها الآلاف يومياً، ولا أتصور أن هناك صفحة عالمية بهذا الشكل تدارمن قبل شخص واحد” يعمل تطوعياً” وفيها هذا الكم الهائل من المعلومات.
وإذا كنت تحدثت عن تجربتين إعلاميتين” مستقلتين” لا” متسلقتين”، وذلك- لأنني أعرفهما وسأكتب عن سواهما إن توافرت لدي المعلومات الكافية- فإنني أشيد بكل تجربة إعلامية مماثلة، من قبل من يعملون بصدق، وحيادية، مدفوعين بحب الإعلام، من دون الانطلاق مما قد يدره عليهم الاعلام، بل إن الإعلام هو لدى الأنموذج الذي أؤثره: الخسارة. وربح الذات
طبيعي، أن من يعمل في الصحافة فإن من حقه أن يكافأ على ما يقوم به، في ظل بيئة إعلامية صحية، وإنني لأفرح وأنا أجد الأصوات الجديدة وهي تعمل بقوة وحب وحماس وغيرة ومهنية  في المجال الإعلامي، وثمة أصوات من بينها أجدني جد معجب بها وأتابعها، لتميزها الكبير، وإن كنت أجدني أحد الذين دخلوا على خط الصحافة كهواية، ومن دون أن أضع منذ البداية وحتى الآن أمام عيني ما تدره علي هذه المهنة، إلا أن العمل بأجر من حق الكاتب، ولذلك فإنني- فاشل- بهذه المقاييس، بينما راح ” بعض البعض” من هم من جيل الأحفاد: تلاميذ التلاميذ- وهنا فإنني لا أعمم البتة بل إنني أمام شواذ شذاذ مستثنين-  ونصبوا- أقول نصبوا ولدي ما يؤكد ذلك- نصبوا أنفسهم رموزا في الإعلام، انطلاقاً من صفحات فيسبوكية، وباتوا يضللون، ويتنقلون من ذات اليمين إلى الشمال إلى الجنوب إلى الوسط، هدفهم التكسب وهو شانهم، مقابل الإساءة للآخرين، والعمل ضمن” ما يشبه المافيات”.
 
 أجل، هؤلاء الذين ظهروا بعدنا من الأجيال الجديدة أجدني معنياً بالوقوف معهم، لطالما هاجسهم الإعلام، ومنهم من رأيناهم على جبهات القتال، ومنهم من فقد حياته، في سبيل رسالته، فألف تحية لأرواح شهداء المهنة!
تحية إلى كل إعلامي يعمل بصدق وهدفه: رسالته. شرف الإعلام، وتحية أكبر لمن يعمل ولا يعلم – بعد- أن هناك أجراً يدفع للإعلامي، ولم يضع ذلك أمام عينيه، وبات يعمل بدأب في هذا الإطار منذ عشر سنوات الحرب، وهنا أستثني من هدفهم: طعن الناس، وتجريحهم، وإلحاق الأذى بهم!
 
https://www.facebook.com/groups/193830651374845/  
 
https://www.facebook.com/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%8A-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-102684138037590/  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…