عبثية البحث عن تنظيمات جديدة

خالد جميل محمد
ما يتوافر عندنا، إنْ كان مُـجدِياً حقاً، فإنه يكفي لإحداث تغييرات جذرية لا في مجتمعنا وحدَه، بل في مناطقَ واسعةٍ من العالم ‏الغريق في المظالم والتُّــرَّهات وأوهام ‏الديمقراطية ودعم الكفاءات، لكنَّ المرحلة الراهنة التي يعيش ظروفَها المجتمعُ الكُرديُّ ‏عامة، ومجتمع ڕۆژواڤایێ كوردستان خاصة، ليست مناسِبةً وليست مؤهَّلةً ‏لبناء تنظيمات، اتحادات، مؤسسات، لجان، نقاباتٍ ‏وأحزاب جديدةٍ في مجالات السياسة، الثقافة، التربية، حقوق الإنسان أو حماية البيئة أو الرفق بالحيوان،
 حيث أثبتت ‏التجربة أن ‏الجهود المبذولة في هذه المجالات لـــمّا تَـنجحْ ولــمّا تتوافرْ لها الحوافزُ الكفيلة بإنجاحها في اختراق جزءٍ من جدار الفَساد المهيمِن ‏والخلل الذي ‏يعانيه المجتمع في المجالات كافة، بل إنّ التفكير في إنجاز أو اقتراح مشاريع من هذا القبيل صار استهلاكاً للطاقات ‏الحقيقية المنتِجة لذوي الكفاءات ‏الفردية مــمّن يتطلب منهم أن يسخّروا ما لديهم في سبيل المصلحة العامة من خلال الاهتمام ‏بمشاريعهم الفردية التي أصلاً لا تجد من يحتضنها في ساحةٍ تكتظُّ ‏بمؤسساتٍ، غالباً، لا تفسح المجالَ الحقيقيَّ لتلك الكفاءات لأن ‏تكون قادرةً على الإبداع بحرية ينبغي أن تستظلُّ برعاية بعيدةٍ عن المصالح الشخصية، ‏الحزبية، العشائرية، والشاباشات التي ‏باتت معيقاتٍ حقيقةً أمام النجاح الفردي والجماعي فضلاً عن غياب العقلية المؤسساتية التي تكبحها العقليات ‏العديدة المهيمِنة، ‏المتنفِّذة، المتربِّصة والمسنودة من هنا أو هناك. وخلاصة المراد أن البحث عن تنظيمات جديدة لتكون غوثاً لهذا المجتمع الغريق ‏أو لمشاريعَ جديدة، ليس إلا ضرباً من ‏العبث والركض وراء السراب.‏

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…