ادريس محمد
لكل انسان دور في الحياة حسب نمط المعيشة التي يعيشها الفرد ولا يملك في الكثير من الحالات خيارات متعددة لمسيرته اما ان يدير ظهره بتفاهة للواقع الذي يعيشه و اما ان يخوض النضال ليحسن حياته و حياة اهله و المجتمع الذي ينتمي اليه ولا يملك البديل عنه.
كثر ممن اصبحوا ايقونات في نظر المستضعفين المعجبين بشخصه ويتخذونه رمزا للنضال القائم منهم سياسيين و فنانين وشخصيات وطنية كبيرة كانوا من المضطهدين في اوطانهم لم يستكينوا الى الواقع المرير المعاش و تمردوا عليه .
في زمن تفشي الظلم و الازمات بقوا صامدين مخلصين لمواقفهم الى الموت الجسدي مخلدين في ضمير من احبوهم و ساروا على نهجهم و نضالهم هناك الحالات كثيرة لدى جميع التوجهات و الفعاليات على مستوى كل الشعوب.
منها حالات خاصة لشعوب تقدر شخصيات من ابنائها كعظماء على مستوى الامم بفكرهم او فنهم المرتبط بمعاناة المظلومين ليعبروا الحدود السياسية و الثقافية و الدينية موحدين الناس خلف تميزهم و اخلاصهم لان ليس من السهل الدخول الى قلوب و وجدان الشعب فهو يحتاج الى حمل الهم العام بكل مشاكله الطبقية و السياسية و القومية بقدرة الفرد على تحمل الصعاب مع صياغة نظرية لتحرير و التقدم لصالح من ارتبط بهم الذين يشاركونه في الهدف النبيل و المستمرين لتحقيقه .
في اغلب الحالات الرموز هم من ابناء الطبقة الفقيرة الذين عرفوا الظلم والجوع لمسوا القسوة في صغرهم فلم يخوضوا النضال من حالة الترف ليدفعوا الثمن الغالي من حياتهم بارتباطهم بحالة وثيقة بآلام شعبهم منهم من انتصر و قاد تحولات عظيمة و ادوا الواجب بإخلاص و منهم من استشهد على طريق النضال ليتحولوا الى ايقونات تلهم الشباب ان كان على مستوى شعب معين او رمز عالمي ليكونوا حتى بعد موتهم جسرا للتضامن و التعاون لمحبيهم و خاضوا نضال كبير شقوا الطريق الى وجدان الجمعي للناس.
و هنالك من تخلى عن القيم التي عرفوا بها و هذا طبيعي ان لا يكون لكل فرد نفس القدرة على التحمل او النضوج الفكري اللازم لمتابعة الطريق مع احداث كبرى حصلت اثناء حياتهم اثرت على توجهاتهم السياسية و الانسانية .
في اغلب الحالات من تخلى عن خط سياسي او فكري معين لم ينجحوا في خلق البديل الحقيقي ليتحولوا الى الابتذال او الانحطاط التجاري او الارتزاق من المال السياسي ليهدموا ما بنوه في سنوات من حياتهم العديدة لظنهم انهم وصلوا الى حالة اصبحوا هم رموز و ليس الحامل الفكري الذي وقفوا على اكتافه غير مدركين السبب الحقيقي الذي وضعهم في وجدان الناس وان من يتخلى عن الهم العام و القضية يفقد مقعده في ضمير الشعب ولا يدركون انه من يرفع و يسقط .
اعتقد ان المشكلة تكمن في هذه الشريحة انهم يتوهمون بالنضوج الثقافي و المعرفي الكافي او عدم الفهم بدل التلقين لان من يتوقف عن البحث و القراءة لرفد الشخص لنفسه بثقافة و العلم الذي لا نهاية له لن تكون الرؤية واضحة في المنعطفات التاريخية ليفقد الشخص بوصلته و يضيع بفقدان القاعدة الجماهيرية التي كونها .
بوجود قوى التي تحاول بكل الامكانات المادية لتشويه اي رمز و ابراز حالات مسخة تافهة مكانهم.