د. محمد رشيد
الاخ فرمان بونجغ * مثقف كردي غني عن التعريف بنشاطه وكتاباته، والتعريف به لا يحتاج الى تعريف بقدر انه ناشط في مجالات عدة،،،،، لأكثر من عقدين او ما بينهما تصادف بان تبادلنا ملاحظة فكان نعم المثقف الجريء في عصر كردي ندر فيه تقبل النقد، بعكس المثقف الكردي المعصوم، ” طارت ولو عنزة “..
اللقاء كان ايضا تصادفا وكمن يتلاقى مع عزيز افتقده بعد فراق عشرات السنين،، والصدفة باللقاء والوداع لم يستمر سوى لحظات،،،
ما شدني اليه اكثر هو الشعور المكلوم بفجاعته بابنه الشهيد احمد واغتياله امام ناظريه من قبل الشببحة ال ب ك ك كجية، مثيل كرد آخرين افجعهم الشبيحة الابوجية بأبنائهم وبنحر عائلة او بالأصح عوائل، عائلة الشيخ حنان الذين تم التمثيل بجثثهم امام الرأي العام، وباغتيال ثلاثة اخوة في آن واحد، كون والدهم خرج من عبادة وثنهم (المكلوم بمعاناته في زنزانته)، في بداية الثورة السورية بسلميتها فكانوا ايقونة الشهادة للثورة السورية _اولاد السيد عبدالله بدرو ،،،، وهل يستطيع المرء ان يتصور شدة ومرارة وفاجعة المعاناة باغتيال ابناء وهم في العنفوان امام الناطر ومن دون سبب…
انها المأساة والتراجيديا الكردية بكل تجلياتها.. ولاحقتها واستمرارها بفاجعة اكثر من ٣٧ الف شهيد وجريح قربانا للوثن لم يحصل للكرد أجمع بتاريخها المعاصر (قرن ال ٢١ ) …
القاتل هو المجرم ايما كان الدافع، وذاك المجرم محصن من ” آل كابوني = ب ك ك ” ، ولهم سوابق وسوابق بدأ ومرورا ومازالوا منذ تشكيل محفلهم الماسوفاشي، بتصفية ناشطي الحركة السياسية الكرية التركية امثال، ق د ب ، وكوك، وكاوچية ، و د د ق د… بالإضافة الى نحر رفاقهم احمد چنر وكاني يلماز وكمال شاهين وآخرون وآخرون،،، وفصائل وشخصيات عديدة من قتل مخاتير وآغوات ووجهاء ونشطاء وووو” ….
نحر الشهيد مشعل التمو امام شقيقه وابنه وشاهدة ثالثة، من دون التمكن من الاجهاز على هؤلاء ارباكا (تنفيذ العملية، السرعة في التنفيذ والانسحاب بدقيقة وعلى الاكثر على ان لا يتجاوز دقيقتان او ثلاثة)،،،، والقتلة المنفذين كان اثنان منهم اخوة معروفين بسوابق في قامشلو، تم تصفيتهم (الاخوة) فيما بعد بأمر من “البوز= رئيس عصابة ” ، في نعوه او نماذج نعوات مثيلة على انهم/ا استشهدا اثناء اداء الواجب، والبقية ارحلوا الى قنديل،،، انها قانون المافيا الصارم …
قانون المافيا تطبق بحذافيرها وبتكنولوجيا مافيوزية حديثة (نشر خبر اليوم بان المافيات الايطالية وخاصة العنيفة منها توزع السلل الغذائية والمساعدات على العائلات الفقيرة في ايطاليا جراء الحجر الصحي العام في البلاد للتقليل من انتشار الوباء “كورونا” ، اما المافيا ال ب ك ك كجية فانها تسرق بعض المواد من السلل – كرتونات مغلقة – من المساعدات التي قدمت وتقدم ، حتى يقال بان كل كرتونة كانت تحوي كمية من النقود موضوعة بظرف .” )، وخاصة عندما ينتفي الرادع ،
المافيا المدعى كرديا ليس لها مثيل سابق في العالم، سوى الذكر في التاريخ كمملكة حسن الصباح او مملكة “الحشاشين”، فهي تملك السلطة والسطوة بالإضافة الى المال والعتاد والسلاح والميليشيات والدائرة الفوق جغرافية – تركيا والعراق وايران وسوريا – والجاه (يدعمها الامريكان) لها من السطوة والنفوذ والتمدد والاتساع الى خلاياها النشطة في اوربا،،، انها امبراطورية مدججة بالعدة والعتاد، ولكنها معرضة للانهيار حالما تجهز دولة جيوشها للانقضاض عليها ،
بالمختصر / وجودها بوجود التناقضات في المنطقة ،….
الاخ فرمان بونجغ افلت من قبضة المافيا وارتضى بالنزوح، كمثيل المكلوم عبالله بدرو وعائلته وغيرهم وغيرهم . فهو بغربته ناشط ثقافيا وسياسيا واجتماعيا بالإضافة الى انه يعيل اسرته،..
تعرض الان وقبل الان الى حملة من المافيا ال ب ك ك كجية للنيل منه، على ان احد افراد عائلته (شاكر بونجغ) التحق بالمرتزقة الليبية وهو/م بدوره/م اصدر توضيحا بالتبريء منه لابل اهدر دمه
مع كل الاحترام للأخ فرمان بونجغ / باي حق تهدر دم شخص !!!! ..اليست هذه (اهدار الدم ) تحريض على القتل بركنيه المادي والمعنوي يا صديقي العزيز ..
وانت المثقف والسياسي والملم بحقوق الانسان (انشئ جمعية باسم ابنه الشهيد احمد بونجق وتلك الجمعية لربما مرخصة في كردستان العراق)، فباي حق ترضى او ترضون بهدر دم شخص حتى وان لم يكن بريئا _ وهو بكامل الاهلية _ سواء أكان من الاصل او الفروع، ناهيك عن العشيرة في وقت انتهت اللحمة العشائرية وخاصة بين الكرد السوريين، فالسيد “شاكر بونجغ” فهو بإمكانه ان يتبرأ منكم بقدر انكم تبرأتم منه، وهو يقرر مصيره بنفسه فيما يراه ان كان صوابا او يكن مخطأ، يمكن الادعاء عليه لدى المحاكم الاهلية او الدولية للقبض عليه وتقديمه للمحاكم بحسب الاعراف والمواثيق الدولية، وبإمكانه وبكل بساطة ان ينكر التهمة في عصر الفوتوشوب (ان كانت البينة بنشر صورة)، اونيته في انه تطوع بالذهاب الى ليبيا ليتمكن من هناك التوجه الى اوربا طلبا للاستقراركمثيل الكثيرين الذين فعلوا اشنع من ذلك او اكثر انموذج ؛ ( تقدم شخصان كرديان سوريان الى منظمة دولية في كردستان العراق بانهما مثليان جنسيا ويخافا على مصيرهما وخاصة من ذوييهما اذا علموا بالأمر، فكان ان قدمت لهما المساعدة من المنظمة وسافرا الى دولة اوربية بكل اريحية،،،، بل انموذج آخر؛ التجأ مناضل يدعى كرديا الى دولة اوربية، وهناك غير ديانته واسمه ولقبه الى آلان ( لاحظ لم يتلحد = ملحد) وغير اسم اولاده بتسميتهم الكردية (كم كانت التسمية الكردية رنانة ومعبرة) الى اسماء اوربية وزاد حبة من النضال ، وبعد الوصول الى المبتغى تركته زوجته واولاده ووو وهو الان مناضل يرعى، ولم نسمع بأحد من عشيرتي النموذجين بان اهدروا دمائهم ومن المؤكد بان عشيرتي ذينك الاشخاص يضرب بهن المثل في الأرستقراطية الكردية او النضال الكردواري او ما شابه ذلك) ،،، وليست بحسب الاعراف العشائرية او العادات القبائلية او الاسروية …
ألأجل ان يتكلم الناس (او بالأحرى الشبيحة الب ك ك كجية) بان عائلتكم الفاضلة من عرق ازرق لا يشوبها اختلاط في الدم مع غيرها من العشائر والملل والنحل وبارتكاب احد افراد العائلة او العشيرة الخطأ والغلط وبذلك سيكون انهاء نقاء العرق .
في كل ما ذكر ليس سوى عتابا، بقدر كون (حياة =روح ) ملك للإنسان وليس باستطاعة كائنا من كان ان يسلبها منه، مؤطر ضمن معايير معينة بحسب شرائع ونصوص سماوية ووضعية، كل من ينتهكها ويتجاوزها فهي من ضمن محرمات ومحظرات .. ( جريمة ) .
. . . . . . . ..
*بونجغ = في البداية استشعرت بان الاخ فرمان من قرية بونجغ ولكن تبين لي فيما بعد بانه من عشيرة الهفيركان (وهي عشائر كردية عديدة (اكثر من ٢٠ عشيرة بتسمية قراها، يطلق على حاجو آغا، بحاجو الزاخوراني، نسبة الى قرية زاخوران) القاطنة في منطقة ميدياد بكردستان تركيا بتحالف مجاميع متنوعة من الكرد والنساطرة المسيحيين وايزيدية تطلق عليهم الهفيركان، كان على راسها علي رمو آغا من عشيرة عربيا ومن ثم ابنه عبد الكريم علي رمو ** الذي اعدمه الاتراك وكان صهر اوصماني، وتنازعت العشائر بعد اعدام عبد الكريم رمو في تحالفات متنازعة متناحرة لرئاسة الهفيركان وخاصة بين الدكشوريين وعائلة اوصماني باولاده حاجو الاول وسرحان وبطي فقتل.. الدكشوريين حاجو الاول (قطع راسه) وثأر ابن بطي – عليكي بطي – لعمه بان قطع رأس القاتل جموو ايضا). وكان ما حصل من قتل وسلب ونهب وغزوات (تالان) بين تلك العشائر المتنازعة والمتحالفة والمتشاحنة، الاخوة الاعداء.
وقرية بونجع هذه تقع على الطريق الدولي القديم بين الحسكة وقامشلو بالقرب من تل براك، والمسكونة من عشيرة ميرسينا، ولها حادثة تاريخية معروفة للمنطقة، حيث قتل فيها عباس الاغوات رئيس عشيرة الاغوات الجبورية، وذلك عندما حشد عبد العزيز مسلط رئيس عشائرالجبور بفرسانه لطرد اهل القرية والاستيلاء عليها، فجهز اكثر من 200 فارس من عشائر الجبور ووضع رحاله بالقرب من القرية ( في قرية كانو )، ولعدة ايام من المفاوضات ابى رجال القرية بالخروج منها بعد ترحيل عائلاتهم، فما كان من عباس الاغوات الا ان جهز مايقارب ال50 فارسا وهجم على القرية عصرا مستهينا بالمدافعين والذين لم يعدوا اكثر من 20 رجلا، فما كان من (اعتقد اسمه عبدي خلو او شقيقه حسو) الا ان سدد على الفارس الاول وارداه قتيلا (كان من عادة العشائر ان لا يقتلوا الرجل الاول وهو الاغا او الشيخ)، وهنا تراجع الفرسان وحملوا قتيلهم، كان عبد العزيز مسلط رجلا ذكيا (خوفا بان يتحول القتال بين العرب والكرد)، حيث اوعز للمقاتلين بان ينسحبوا من القرية، وترك امر القرية للمصالحة مع عدم الثأر لدم القتيل .. وبعد عدة سنوات تم دفع الدية والتصالح درآ لحدوث فتنة عربية كردية .
**. • من كتاب محمد امين زكي خلاصة تاريخ الكرد وكردستان