تعقيب على كتابة الشاعر والكاتب ابراهيم اليوسف .2/ 3

د. محمد رشيد
فلتكن جزء من السيرة او كما اشرت مسبقا كتابة سردية …
في هذه الجزئية استعراض من السيرة التي استدعتني للتحالف مع خدام كسياسي له باع في الدبلوماسية و الحنكة السياسية ، لأملاء الفراغ السياسي والمفروغ اصلا من أي نشاط معارضاتي سواء في الخارج او من الداخل ، وخاصة الحراك الكردي المعدوم ، باستثناء اصدار بيانات مطالبيه خجولة ،رعبا من التقرب للمعارضة المناهضة للنظام وخاصة من جماعة اخوان المسلمين وبعدها عبد الحليم خدام .وباعتقادي فان تصفية الشيخ معشوق الخزنوي كان بسبب تسرب لقاءه مع قيادة جماعة الاخوان المسلمين (المراقب العام علي البيانوني و زهير سالم) حيث لم يمضي وقتا  وتم اغتياله .
لست بدافع عن خدام او الدفاع عنه ، فتاريخه البعثي والسلطوي شاهد عليه بشراكته السياسية والادارية في كل ما حصل في سورية وعلى مدى اكثر من اربع عقود وماتعرض له شعبنا الكردي من ظلم واضطهاد واستبداد من قبل الحكومات السورية المتعاقبة على سدة الحكم  في سوريا، والسيد عبد الحليم خدام كان جزءاً بل مهندسا لامعا لتلك المشاريع الشوفينية , ومع هذا فالدافع الاول لأي نشاط سياسي, هو البحث عن اية معارضة يمكنها  ان تطرح وتقبل قضية شعبنا الكردي العادلة والدعوة لأسقاط النظام الدموي, باستثناء الابتعاد من تلوثت  يده بدماء شعبنا السوري عموما (انموذج رفعت الاسد) ومن الحق الأذى والضرر بشعبنا الكردي عمدا , في اجواء متاحة كنت املك الامكانيات المادية الذاتية والوقت الكافي للقيام باي نشاط في خدمة قضيتنا العادلة .
–  –   –  –  –  –  
شكل السيد خدام جبهة مناهضة للنظام والدعوة لإسقاطه (من وجهة نظري لإزعاج النطام) مع جماعة الاخون المسلمين في حزيران ٢٠٠٦ بلندن, ومن خلال تجربة سابقة مع جماعة الاخوان المسلمين  (مؤتمر الانقاذ لندن ٢٠٠١ كما اشرت في كتابة سابقة) ومتابعة تشاطاهم واستمرارية التواصل مع اصدقاء من اللجنة التي انبثقت من المؤتمر آنذاك (خلال جلسات المؤتمر في حينه والرفض من الاغلبية لأدراج فقرات متعلقة بقضية شعبنا الكردي وحقوقه … تقرب الي بعثي مخضرم  من الرعيل الاول للبعث هامسا ماذا تريد ؟ ، فأجبت عليه , واردف قائلا, ممكن ان تكتبها ،،، فسطرت له ثلاثة جمل، وهنا همس ، بانه في حال الموافقة على ذلك فهل ستنضم وتوقع على مخرجات المؤتمر، فأجبته بالايجاب، وهنا اوقف جلسات المؤتمر قائلا؛ بان طلبات الدكتور محمد تتلخص بهذه الجمل وهو سيوافق معنا على كل مخرجات المؤتمر،.. ولكن مع الاسف كان الرفض من الاغلب،،، واستمر الصديق متابعا كلامه بعد الرفض: اما والله امركم عجيب وانا البعثي المشارك في الانقلابات البعثية وادارة سوريا وارضى بالحقوق العادلة للكرد مع بعض التحفظات ،ولكن الان تغيرت رؤيتي وموقفي،،، ومع القناعة الكاملة بانني  مع اقامة دولة كردية في العراق ومع دولة كردية في ايران ودولة كردية في تركيا ودولة كردية في سوريا، وكنت مقتنعا على ان تكون اقامة دولة كردية في سوريا في آخر المطاف، ولكنني الان مع اقامة دولة كردية في سورية اولا … الهده الدرجة وصل الامر بنا نحن العرب والمسلمين لإنكار حقوق اخوتنا الكرد.. ). وكان عدم التوافق واخراج بيان ختامي بالأجماع باستثناءي رافضا التوقيع .
-وبعدها شكل السيد فريد الغادري من امريكا جسما سوريا معارضا في الخارج ولكن لم يستمر ولم يكتب له النجاح بسبب افتقاده  للخبرة السياسية والتنظيمية وزيارته الى اسرئيل , على الرغم من لقاءاتنا العديدة و تبنيه  لكامل حقوق شعبنا الكردي .
-انضممت الى جبهة الخلاص الوطني برآسة السيد عبد الحليم خدام (وكان يرفض باختيار رئيس للجبهة) بحافز لربما الرجل كان صادقا مع نفسه لوضع كل إمكانياته في سبيل تأسيس جبهة معارضة عريضة تقارع النظام (كيديا) وخاصة خلو ساحة المعارضة السورية من أي تواجد معارضاتي باستثناء جماعة الاخوان المسلمين , والذين كانوا يملكون اصدقاء ومساعدات  من دول عديدة, وتغيير في توجههم بالنسبة لقضية شعبنا الكردي  بعد تغيير في المناهج والبرامج السياسية للجماعة  (افضي الي السيد زهير سالم الرجل الثاني بعد المراقب العام بانه اختط الحقوق الكردية بيده) وخاصة بعد انتفاضة شعبنا في ١٢ اذار ٢٠٠٤( وان لم تكن الطرح  بحسب رغبة وطموحات الكرد).
ومع العمل في الجبهة ونقاشات وحورات وجدل كسبت خصوم (لم اتهادن مع كائنا من كان للانتقاص من حقوق  شعبنا، وخاصة مع زملاء في الامانة العامة للجبهة , من بعثي متزمت خريج مدرسة المقبور صدام من  د. نصر حسن، والزميل  د.نجيب الغضبان المقرب من جماعة الاخوان المسلمين…)، بقدر كسب اصدقاء امثال د.هاشم سلطان و د. فاضل الخطيب, وغسان مفلح,  ولايخفى هنا بانه ومع انطلاقة الفضائية عمل فيها كرد غيورون على قضيتهم, ليس بداعي مادي وانما ايجاد منفس اعلامي امثال الاخوة عنايت ديكو , والروائي الكردي جان دوست.. وآخرين ..
السيد عبد الحليم خدام كان يمتص الكثير من الاحتقانان والتوترات التي كانت تحدث داخل الامانة العامة, وفي جلسات ثنائية كان يبدي تفهمه لقضية شعبنا وتعرضه الى الانكار, وبانه مع الوقت يمكن تغيير الكثير من المفاهيم الايديولوجية التي يتمسك بها البعض بالنسبة للشعب الكردي, والان يتطلب منا التركيز على القضايا السياسية المصيرية ولكسب اصدقاء حتى من داخل النظام… وليس الامر كما يدور في خاطرك, عيش ياكديش لينبت الحشيش (ضاحكا),… الكرد شعبنا ولهم كامل الحقوق وزيادة… والعمل يتطلب طرح الممكن في هذه المرحلة , كنت ابدي تحفظات على ان التوثيق من اهم المتطلبات والركيزة الاساسية في العمل التحالفي , ومع كل ذلك لم اكن مطمئنا لمعرفتي بتاريخ الرجل, ومن جهة ثانية طبيعتي الشكاكة في كل ما يعمل عليه في السياسة, وقضية شعبي وحقوقه لا يمكن استحصالها بالكلام والعواطف.
يتبع ….

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…