كيف يمكن نجاح الحوار الكردي في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا.

محمود برو
ان جميع المشاكل والخلافات بين الفئات المختلفة بالعقيدة او الفكر او السياسة يمكن حلها عن طريق حوار مدني جدي وبناء.
في حالتنا الكردية وفي الجزء
الكردستاني الملحق بسوريا وعندما نفكرا فعلا بمصير الشعب الكردي الذي يعيش على كف عفريت ويتعرض للهجمات العدوانية الخارجية من ما هب ودب. تارة من الراديكاليين  الدواعش وتارة من الانظمة الغاصبة لكردستان والتي تؤدي بالنتيجة الى هدر الدم الكردي والتضحيات الجسيمة من خيرة ابنائنا وبناتنا.
ناهيك عن حملات القمع والتنكيل والاحتلال المزدوج لبعض المناطق الكردية الاخرى وهجرة الآلاف من قراهم ومدنهم 
وبدء سياسة التغيير الديموغرافي لمنطقتنا. عندما نفكر بذلك علينا ان نبحث مباشرة عن الاسباب التي تخلق ظروفا مناسبة لاعداء الكرد وتسهيل قيامهم بتلك الاجراءات التعسفية والقمعية البعيدة كل البعد عن الاعراف الانسانيةضد شعبنا.
اعتقد ان السبب يكمن وبالدرجة الاولى في التصدع والتشرذم بل الصراع التناحري بين طرفي المعادلة السياسية الكردية.
طرف ملتزم بالبرنامج القومي الكردستاني والايمان بان الكرد شعب يعيش على ارضه التاريخية, كردستان, وبسبب الاتفاقيات الدولية تجزأت بلاده ووزعت بين اربعة كيانات غاصبة, كل من تركيا وسوريا وايران والعراق
وطرف آخر يقرأ التاريخ ويفهمه جيدا لكنه لا يعطي ذلك الوزن والخصوصية للشعب الكردي والقومية الكردية وحتى لاسم كردستان. بل يؤمن بمشروع آخر الا وهو مشروع الامة الديمقراطية ويطلق بين تارة واخرى تصريحات غير واقعية لاتليق بمستوى التضحية الكبيرة, بان الدولة الكردية هي دقة قديمة والدولة القومية  الكردية تؤدي بالنتيجة الى الفاشية.
وهنا نحن اما معضلة اساسية والتي لايمكن الوصول الى تفاهمات وقواسم مشتركة الا عن طريق الحوار الجدي والبناء. والحوار البناء يمر عبر نقاط اساسية الا وهي:
اولا: الالتزام بالثوابت القومية للشعب  الكردي على ارضه كردستان.
ثانيا: الايمان الحقيقي بثقافة الحوار وقبول الآخر بما هو عليه من اختلاف فكري أو سياسي.
ثالثا: الانطلاق من الحقائق التاريخية والاستناد الى القانون الدولي وحق الامم والشعوب في تقرير مصيرها واحترام التعددية عند الاستماع للطرف الآخر ولآرائه 
على ان لايكون الهدف مجرد جدال، أو تبادل آراء، بل هو وسيلة للتواصل و خلق الثقة والتفاهم لبناء الموقف والقرار السليم  الذي يخدم الشعب الكردي بالدرجة الاولى.
ايضا ان يكون الحوار مبنيا على اسس علمية والذي سيساهم  في بناء جسور الثقة بين الطرفين رغم اختلاف أفكارهم وآرائهم، ويسعى للوصول للقواسم المشتركة بين الأطراف، كما يساعد على التخلص من الأفكار الخاطئة.
رابعا: التحلي بالصدق والاخلاص والوفاء لدماء الالاف من الشهداء الذين ضحوا بانفسهم في سبيل الحرية والكرامة وحماية المنطقة الكردية
والسماح بتشكيل لجنة من الحقوقيين الكرد وباشراف دولي, لمتابعة وضع المفقودين والمعتقلين السياسيين والمختطفين وذلك للكشف عن مصيرهم والوصول الى الحقيقة.
خامسا: الايمان المطلق بان صديق الكرد هو الكرد وحده اما الآخرين فهم اصدقاء المصلحة ليس إلا.
خلاصة القول علينا جميعا ان نؤمن بان مصيرنا واحد في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا لذلك يجب ان نتفق على القضايا المصيرية اولا ومن ثم نذهب الى القضايا الثانوية الاخرى بدءا من ادارة المنطقة الكردية, والتي يقرره عامة الشعب وفق انتخابات حرة وديمقراطية وتحت اشراف دولي, وصولا الى  بناء جيش وطني   كردستاني موحد وتطوير المؤسسات وتوسيعها وفتح المجال للخبراء والمختصين بمختلف انواعهم لخدمة شعبهم الذي يستحق الحياة بحرية وكرامة اسوة بجميع شعوب العالم.
اوسلو: 28.03.2020

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…