تستمر رحى الحرب المجنونة في سوريا منذ أكثر من عقد ونيف بطحن الأبرياء وتشريد مئات الآلاف من مدنهم وقراهم ويستمر معه مسلسل التواطؤ الدولي والمساعي الخارجية للسيطرة على سوريا.
وقد أسهمت هذه المساعي الآنفة الذكر بإفراز العديد من التنظيمات والقوى على الأرض وكل هذه القوى تدعى أحقيتها وتمارس أجندتها بما تقتضيه مصالحها ومطامع القوى الخارجية الممولة والداعمة لها.
وقد تمكن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) تحت مسمى وراية ما يسمى بالإدارة الذاتية من انتزاع الجزء الشمالي الشرقي من سوريا او ما يسمى “روج آفا” وإحكام سيطرته عليه وفرض “فرمانات” تجانب واقع المنطقة وتركيبتها وتعارض الذهنية الموجودة والتقاليد المتعارف عليها هناك.
من أهم هذه الفرمانات؛ قانون التجنيد الإجباري الذي عمل على إفراغ المنطقة ليس من شبابها فحسب، لا بل من فتياتها (والذي كنت شخصياً إحدى ضحايا هذا القانون).
فليس النظام السوري فحسب (الذي كان يحكم روج آفا سابقا) من كان يعفي البنات من الخدمة العسكرية الإلزامية؛ وإنما العرف الاجتماعي السائد أيضا كان يعفي الفتيات من هذه المهمة القاسية، إلا أن قادة ال (PYD) أصروا- ولا يزالوا يصرون- على تطبيق هذا الفرمان المجحف والظالم وعلى تكريس سيطرتهم على خيرات “روج آفا” وثراوتها من خلال حملات الاعتقال الموتورة التي لم تستثني حتى الفتيات القاصرات البريئات وما تبعها- ويتبعها- من عمليات غسل دماغ قذرة تتكفل بها لاحقاً المؤسسات السياسية التابعة للإدارة الذاتية.
فإلى متى سيستمر مسلسل تجنيد الفتيات في روج آفا ويستمر معه ضرب مستقبل المنطقة وقبل هذا وذاك قيمها والعقلية السائدة فيها عرض الحائط، أم أن هذا القانون وسواه سيستمرون حتى إشعار آخر بفضل سلطة الأمر الواقع؟!! سؤال برسم إجابة قادة الإدارة الذاتية!!.