ابراهيم زورو
لو دققنا في المصطلحات السياسية لوافقنا جميعاً على الفيدرالية السورية ليس من أجل الكورد فقط وإن كان لهم احقية كاملة بذلك كحق شرعي لشعب عانى طيلة التاريخ ما عاناه من التهميش والتهجير!، وذلك لعدة أسباب أغلبها متعلقة بالوطن السوري:
أولاً -أن السلطة تتداول بدون مشاكل وحكم الفرد الواحد ولايمكن أن يتكرر نتيجة الشراكة العربية الكوردية على شكل الحكومة المركزية.
ثانياً- النظام السوري لم يعد يملك نقطة ضعف واحدة لجهة الكورد بمعنى أنه يدفع المال للدول مقابل سكوتهم عن المسألة الكوردية ورغم ذلك تبقى قائمة وهي كحساب اجنبي في البنوك السورية، وبالتالي لا أحد يريد حل المشكلة الكوردية كونها تدر أرباحاً على الدول المعنية بنبشها بين فترة وأخرى.
ثالثاً- يصبح المركز قوياً جداً على حساب الدولة التركية لأنها هي الوحيدة التي لن توافق على هذه الطروحات، وبذلك نبعد تركيا عن قيادة العالم الاسلامي وهو امر جيد لعلمانية الدولة السورية، وهذا يعني أننا نقطع الطريق على اسلامي سوريا أن تتقاطع ايديولوجيتها مع الدولة التركية التي تتبجح بالإسلام وهي بريئة من الإسلام وهذا جيد بالنسبة إلى الشعب السوري، والطوائف الباقية سوف تحصل على حقها وبذلك تكون سورية جنة العدن إذا جاز التعبير. رابعاً- من حيث المبدأ نحافظ على وحدة الأراضي السورية عن طريق الديمقراطية التي لا تبقى لها حدوداً في ممارستها.
خامساً- الفيدرالية كفيلة تماماً وهي بمعناها النفسي السياسي تتحرر الدولة السورية من ربقة الخوف التي كانت سائدة لوجود هذه المشكلة ليست لأنها مستعصية الحل وأنما الدول المستفيدة لا تريد الحل كما قلنا آنفاً.
سادساً- المشكلة الكوردية إذا حاولنا حلها دليل قاطع على أننا نحتكم للعقل وهو أمر بالغ الاهمية، طالما جربنا الجانب المظلم للعقل لم نستفد منه شيئاً سوى اجترار المشاكل، اعود إلى القول واكرر ان الفيدرالية هي صمام الأمان و الحل الامثل لوحدة الاراضي السورية، طالما الاغلبية العربية لا تحتكم للعقل فعلينا أن نتحمل عب التجزء والتقسيم، والفيدرالية هي نقطة القوة وليست ضعفاً كما يسوقها بعض الاميين في سياق الثورة السورية، واخيراً يبدو أننا نحاول أن نفهم الأمور على هوانا من حيث مشرعي المصطلح الفيدرالي لم يقوّلوا عن المصطلح ما نقوله، صحيح قد نفسر السياسة على هوانا ولكن للمصطلحات اصحابها، ومعانيها ليست خافية على أحد إذا أردنا أن نكون وطنيين، فالديمقراطية في سياقها الاخير هي أنك تحترم ذاتك الثقافية ولا تدلو بدلوك في وقت أنت تعاني من جهل مطبق! للأسف هي حال اغلب السوريين يحاربون دون أن يعرفوا لماذا؟ والدليل القاطع على كلامي لما نعانيه اليوم، حيث أن الثورة السورية سقطت ومازلنا نقول الثورة مستمرة! وعليّ أن استشهد بقول طويل لغوستاف لوبون لما فيه يخدم ما ذهبنا إليه: ((عندما ظهرت الجماهير على سطح المسرح الأوروبي كحقيقة واقعة وضخمة وهددت النظام الاجتماعي القائم حاول بعض الباحثون والمفكرون أن يفهموها ويدرسوها. وقد تبلورت ثلاثة أجوبة أساسية على ذلك.
أولاً: الجماهير هي عبارة عن تراكم من الأفراد المجتمعين بشكل مؤقت على هامش المؤسسات وضد المؤسسات القائمة. بمعنى آخر فإن الجماهير مؤلفة من أشخاص هامشيين وشاذين عن المجتمع. وهكذا نجد أن الجماهير تتطابق، بحسب هذه النظرية، مع “الرعاع” و”السوقة” و “الأوباش”. إنهم رجال ونساء بدون عمل محدد ومستبعدون من ساحة المجتمع الفعلية)).
ثانياً: الجماهير مجنونة بطبيعتها. فالجماهير التي تصفق بحماس شديد لمطربها المفضل أو لفريق كرة القدم التي تؤيدها تعيش لحظة هلوسة وجنون. والجماهير التي تصطف على جانبي الطريق لساعات وساعات لكي تشهد من بعيد شخصية مشهورة أو زعيم كبير للحظات خاطفة هي مجنونة. والجماهير المهتاجة التي تهجم على شخص لكي تذبحه دون أن تتأكد من أنه هو المذنب أو لا هي مجنونة أيضاً، فإذا أحبت الجماهير ديناً أو رجلاً ما تبعته حتى الموت كما يفعل اليهود مع نبيهم والمسيحيون المتعصبون وراء رهبانهم والمسلمون وراء شيوخهم. والجماهير تحرق اليوم ما كانت عبدته بالأمس، وتغير أفكارها كما تغير قمصانها. أليس هؤلاء من قادوا الثورة السورية وضحى آلاف الناس الأبرياء في سياق الجهل بالثقافة والعلم؟ فلا اعتقد يهمهم الحل للحالة السورية رغم ضحالتهم الفكرية فهم مستفيدين من الوضع السوري المأزوم وكيف بهم أن يفهموا أن سوريا خليط من شعوب شتى الكوردية والآثورية والسريانية،،،الخ.
أوليس هؤلاء ما يسمون أنفسهم باسم الجيش الوطني الحر تساعد تركيا على احتلال أرضهم، سئل نابليون يوماً ما شيء الذي عجبت أو كرهت في ترحالك العسكري قال من ساعدني على احتلال ارضهم أي الخونة. إن الطورانية التركية تخاف من سوريا ونحن نموت يومياً بأيد بعضنا البعض وهو أمر مؤسف طبعاً لأن الوضع السوري سينعكس عليه تماماً كما قلنا…