خليل مصطفى
أوَّلاًــ قال الله تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُم أَجرهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يعْمَلُونَ. النحل/آية 97.).
ثانياًــ قال رسُولُ اللهِ مُحمد ﷺ: ( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ.).
ثالثاًــ قال سيدنا علي (عليه السَّلام): ( بِالفِكْرِ تَنْجَلِي غَيَاهِبُ الأُمُورِ. + فِكْرُ المَرْءِ مرْآةٌ تُرِيهِ حُسْنُ عَمَلِهِ مِنْ قُبْحِهِ.).
رابعاًــ يقول (أهل المعرفة): ( التفكير الايجابي هو نمط التفكير الذي يُواجه المُشكلات التي تعترضُ الإنسان مُحاولاً الاستفادة منها لأقصى حد، والانطلاق منها بأسلوب وشخصيَّة أفضل وأكثر تطوُّراً، وبالتالي يُحوِّلُ سلبيات الحياة والأشخاص إلى ايجابيات تدفع لتطوير الذَّات، وتُحَفِّزْ على العمل الدَّؤوب الأكثرُ إصلاحاً. أمَّا التفكير السِّلبي فهو على العكس (تماماً). إذاً: الإنسان المثقف يُفكِّر لِيَصْنع الحلُول (للمشكلات) والإنسان السِّياسِي يُفكِّر لِيُطبِّق الحلُول. وللتمييز بين الأشخاص الايجابيين وبين الأشخاص السِّلبيين (هو الآتي):
1ــ الشَّخص الايجابي دائِم الابتسامة، والسِّلبي دائِم العبوس.
2ــ الشَّخص الايجابي يُفكِّر في الحل للمُشـكلة، والسِّلبي يُفكِّر في المُشـكلة.
3ــ الشَّخص الايجابي يُسـاعد الآخرين، والسِّلبي يتوقَّـعُ المُسـاعدة مِنَ الآخرين.
4ــ الشَّخص الايجابي يتذكَّرُ ويحفظُ للآخرين أعمالهُم الطَّيبة، والسِّلبي يتذكَّرُ إساءاتهم فقط.
5ــ الشَّخص الايجابي يُعطي للآخرين أعذارهُم عند خطئهم، والسِّلبي يعتقد أنهُم أساؤوا عمداً ويحقدُ عليهم.
6ــ الشَّخص الايجابي يهتمُّ بإيجابيات ومزايا الآخرين، والسِّلبي تُشْغِلُهُ عيوبُ وسلبياتُ الآخرين.
7ــ الشَّخص الايجابي يُسارعُ إلى الاعتذار للآخرين عند حصول خطأ منهُ، والسِّلبي لا يعتذر خوفاً على شخصيَّتهُ.
8ــ الشَّخص الايجابي شِعارهُ: عامِل النَّاسَ كما تُحب أن يُعاملُوكَ، والسِّلبي شِعارهُ: هاجِم النَّاسَ قبل أن يُهاجِمُوكَ.
9ــ الشَّخص الايجابي لديه أحـلام يُحقِّقها، والسِّلبي لديه أوهام وأضغـاثُ أحـلام.
10ــ الشَّخص الايجابي يرى حلاً لكُلِّ مُشـكلة، والسَّلبي يرى مُشـكلة في كُلِّ حل.
11ــ الشَّخص الايجابي أفكارهُ لا تنضب، والسِّلبي أعذارهُ لا تنضب.
12ــ الشَّخص الايجابي يَصْـنَعُ الأحداث، والسِّلبي تصْـنعَهُ الأحداث.
خامساًــ قال (د.هلمستتر): ( إنَّ مَا تضَعَهُ في ذِهنكَ سواء كان سلبياً أو إيجابياً، ستجْنِيَهُ في النِّهاية.). وقال (فرانك أوتلو): ( رَاقِبْ أفكارَكَ لأنَّها ستُصْبِحُ أفعالاً، ورَاقِبْ أفعالك لأنَّها ستُصْبِحُ عادات، ورَاقِبْ طِبَاعكَ لأنَّها ستُحدِّدُ مَصِيرَكَ.).
سادساًــ يقول (المثقف الحُر): وعليه (أعلاه) فالمثال مِنْ واقع شعبنا الكوردي (للدلالة):
انتكاسات الكورد المُتتالية… أسبابها عديدة، لعلَّ مِنْ أهمَّها هو نمط تفكير مُثقفيهم وسَاسَتهم حين يُحاولُون البحث عن حلول (مُحفِّزة) وسُبل (ايجابية) لتجاوز العوائق، وبالتالي لتدفع بشعبهم للانطلاق بأساليب أفضل وأكثر تطوُّراً. الشاهد (حالياً): الآن نسمع أصوات لمُثقفيهم تدعُوا إلى جمع الصف (الكوردي) وتوحيد الخطاب (الكوردي)، أي توحيد سَاسَة الكورد (قادة أحزابهم).؟ فلا جدوى لهذه الدَّعوة… لأنَّها تُطالبُ بِخَضِّ المَـاء… والنتيجة هي المَــاء (ذاتهُ).؟
أخيراً (وليس آخِراً): بما أنّ المثقف يصنع الحَلَّ (للمشكلة) والسِّياسِي يُطبِّق الحَلَّ، فلِذا الكورد بحاجة لمثقفين إيجابيين قادرين على صُنْعِ الحلول (لمشاكلهم) ولسَاسَة إيجابيين قادرين على تطبيقَهَا.؟ وعلى أسَاسِ هذا المبدأ (فقط) ستنتهي مآسي شعبنا الكوردي وسيحيى حياة طيِّبة.؟
بالنهاية / ثمَّة سُؤال (هام): هل سيحظى الكورد بمثقفين وسَاسَة إيجابيين (تفكيراً وعملاً).؟
السبت 21/12/2019