الخطاب الكوردي الموحد ودوره أمام الايديولوجيات والتحديات المصيرية

  عزالدين ملا

ايام قليلة نودع العام الحالي وندخل العام 2020، وما زال المشهد المسيطر هو القوة العسكرية، وما زال الوضع السوري عامة والكوردي خاصة في تدهور مستمر. 
– الوضع الكوردي إزداد سوءا منذ الهجوم البربري من قبل تركيا والفصائل الموالية لها، حيث نزوح وتشريد واستشهاد العشرات من المدنيين. 
وقد كان تنديد واستنكار المجلس الوطني الكوردي للجرائم الهمجية واللاخلاقية بحق الكورد من قبل الفصائل الارهابية الموالية لتركيا محل غضب الإئتلاف، هذه الأعمال التي استنكرها وندد بها المجلس الوطني الكوردي ومعظم دول العالم، وما لاحظناه ان الائتلاف المعارض بدلا ان يرفض تلك الأعمال الاجرامية التي تقوم بها الفصائل المسلحة طلب من المجلس تقديم الاعتذار لما جاء في بياناته من رفضه لتلك الجرائم وتوصيف تلك الفصائل باللصوص وقتلة ومجرمين. 

– المنطقة الكوردية تتناطح عليها دوريات عديدة من أمريكية وروسية وتركية، بالإضافة إلى اقامة قواعدة عسكرية أمريكية في عدة نقاط، وإيضا روسيا قامت باستئجار مطار قامشلو لـ 49 عاما.
– الخطاب الكوردي وفي هذه الظروف المصيرية ما زال في انقسام مستمر، هناك دعوات لتوحيد هذه الخطاب، لكنه بحاجة إلى العمل الجاد وخلق الثقة والأرضية المناسبة.
المجلس الوطني الكوردي أمام تحديات كبيرة، ما المطلوب لتفادي مخاطر تلك التحديات؟
عن هذا السؤال بيّنَ عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، نافع عبدالله: من أبرز التحديات والمخاطر التي تواجه المجلس الوطني الكوردي هو فقدان الجدية والثقة ما بين الأطراف الكوردية قاطبة وخاصة بين المجلس الوطني الكوردي وتف دم، لان ب ي د لم تبد اي استجابة لإيجاد مناخات ايجابية من شأنها العمل على فسح المجال للمجلس الكوردي المشاركة في القرار السياسي والإداري والعسكري، وهذا ما يعرقل عملية التواصل وفتح القلوب والتعامل بالنوايا الحسنة وتصفية الأجواء بالأعمال التي تخدم الشعب الكوردي.
كما أن الوضع الدولي والإقليمي هو وضع صراع وتحالفات وإلتفافات وإصطفافات وخاصة ان جوارِنا بالمجمل لا يريدون الخير لنا، جميعهم يتصارعون فيما بينهم من أجل السيطرة على المناطق الكوردية، والاحتلال التركي لأجزاء عزيزة من كوردستان سوريا اكبر دليل على تلك السياسات والتحالفات ضد شعبنا وقضيته العادلة.
الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف ايضاً من المخاطر التي تهدد وجودنا، وهذا يتطلب التسلح بالفكر المعتدل والواقعي لمواجهة تلك التحديات والعمل معاً ككل من أجل كسب ثقة المجتمع الدولي لكي ينال الدعم والتأييد بما يكفي لمواجهة تلك القوى وخاصة بعد الاتفاقيات الأخيرة بين الدول الكبرى مثل اتفاقية امريكا وتركيا، واتفاقية روسيا وتركيا، ضد قسد ظاهريا وضد حقوق ووجود شعبنا حقيقةً.
وقال الأكاديمي، عبداللطيف موسى: يمكن لكل مختص في الشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط أن يلاحظ التطورات والمتغيرات المتسارعة على جميع مستوياتها الأيديولوجية والفكرية والسياسية ذو واقع مليء بمتغيرات غير متناهية، ولا يمكن التنبؤ بها، وحالة من عدم الأستقرار تقود سوريا والشمال والشمال الشرقي السوري الى مستقبل مجهول. ولكن الأهم هي سياسة المصالح والأجندات التي هي سيدة الموقف، والركيزة الأساسية للدول الفاعلة والمشاركة في التدخل بالازمة السوريا بشكل مباشر. الأزمة السوريا ومنذ سنواتها على عتبة استقبال عام جديد مليء بالتطورات التي تقود الشعب السوري إلى مصير مجهول لا يختلف عن العام الذي سبقه من قتل وتهجير والتغير الديمغرافي والتصفية وهدم كل ملامح الدول الحديثة وإعادة سوريا إلى ما قبل عام 2011. لست هنا بصدد عرض استراتيجيات الدول المشاركة في الازمة ولكن يمكن القول بأن تلك الأستراتيجيات ارتبطت بشكل مباشر بمصالحها وازدادت بروزاً ووضوحاً للعلن. في ظل هذه التطورات لا بد من القول بأن الدور التركي زاد خطورته عبر تسويغ جميع المحاولات والمبررات على الأرض لانهاء وجود الكورد، وربطه بمحاربة الإرهاب، هذه الإدارة التي لم تستطع مواجهة حجم تلك المحاولات التركية ودخلت في تخبط داخلي وخارجي وبعكس المجلس الوطني الكوردي الذي يمثل الشريحة الأكبر من الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، الذي كان أمام تحديات كثيرة منها ماهو خارجي متمثل بمواجهة التحديات والتطورات والتهديدات والاجندات والمصالح الإقليمية على الشعب الكوردي. هذه التطورات التي تضع ثقة شعبه به في الدفاع عن حقوقه أمام تحد كبير عبر استغلال علاقاته الدبلوماسية والسياسية في تدويل قضية شعبه بشكل أكثر فعالية، وعرضها أمام جميع المحافل الدولية مستندة الى جميع المواثيق الدولية في حق شعب في تقرير مصيره، ووضع الخطط الممنهجة المبنية على التحليل الدقيق في القراءة الصحيحة، والقدرة على التعامل الصحيح مع جميع الأخطار والظروف المتغيرة، ولا بد للمجلس الوطني الكوردي من مواجهة التحديات الداخلية في مواجهة حالة الانقسام الفكري والايديلوجي، ومواجهة التفكك الداخلي في المجتمع الكوردي في ظل عدم الاستغلال الصحيح لجميع طاقات الشعب الكوردي، وتجاهل دور الشباب والخامات الوطنية والعقول الأكاديمية التخصصية من أجل وضعها في خدمة دوره الرائد في خدمة الشعب الكوردي، وكسب تكاتف ووحدة جميع أطياف وكيانات الشعب الكوردي خلفه بغية مواجهة جميع التحديات الداخلية والخارجية.
ويضيف المحامي لزكين خلف: أنّ المجلس الوطني الكوردي منذ تأسيسه كان ولا يزال يمثل المتنفس القومي لشريحة واسعة من الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، وإن تخلله ولايزال مراحل من الأداء لم يكن بمستوى المأمول منه جماهيريا وشعبيا وعليه، ومن هذا المنطلق  فإنه يواجه تحديات جمة أهمها الصراع  الدولي والإقليمي والمحلي المصالحي على جغرافيتنا الكوردستانية علاوة على كونه يمثل من ناحية أخرى القضية الكوردية في المحافل الدولية، وإن كان غير متمتع بخاصية الإستقلالية من حيث هيكلية المعارضة في المحافل الدولية، ومن جوانب هذا الإطار عضويته في اللجنة الدستورية مثلا، وبالتالي فإنه يقع على عاتقه مهمات جسام قد تكون سهلة من الناحية النظرية إلا أنه يكتنفها التشابك والصعوبة من الناحية العملية لتشعب العلاقات والمصالح على الصعيد الدولي، إذ أن عليه  التوفيق بين حقوق الشعب الكوردي كشعب على أرضه التاريخية دون تفريط بالثوابت الكوردية، وبين كون الشعب الكوردي ضمن المعادلات الدولية يشكل جزءا من الشعب السوري، وأرتضى لنفسه العيش ضمن جغرافية سوريا واحدة موحدة علاوة على الوضع السوري ككل ضمن معادلات هذه الأزمة ودور الدول الإقليمية والقوى العظمى فيها، وبالتالي أعتقد أنه يتعين عليه أن يتخذ جملة من الإجراءات لمجابهة تلك التحديات 1- إعادة هيكلية المجلس الوطني الكوردي بشكل إيجابي 2- الإنتقال إلى مرحلة المؤسساتية في العمل 3- تفعيل دور مؤسسات المجلس 4- تنشيط العمل الديبلوماسي للتواصل مع مراكز القرار وفقا لخطط وبرامج مؤسساتية محددة 5- تشكيل لجان إستشارية سياسية وحقوقية واقتصادية ولغوية وغيرها من مجمل الاختصاصات 6- تنظيم العمل الشعبي 7- لملمة الجاليات الكوردية من الشعب  الكوردي وأصدقائه من تلك الدول المتواجد فيها في الشتات لتشكل أوراق ضغط على مراكز القرار في تلك البلدان 8- التركيز الجوهري على المؤسسة الإعلامية لكونها تشكل منبرا له الدور الفاعل على جميع الأصعدة.
كيف يمكن للمجلس ان يتعامل مع طلب الائتلاف بتقديم الاعتذار؟
 
أردف عبدالله: نحن موقفنا ثابت من الهجوم التركي وتلك الميليشيات المرتزقة ضد سري كانيه وكري سبي من خلال البيانات الصادرة من المجلس الوطني الكوردي، والأعمال الاجرامية التي تقوم بها تلك العصابات الى اليوم خير دليل على ما ذهب إليه المجلس.
ويتابع موسى: من خلال عرض التحديات التي تواجه المجلس الوطني الكوردي، أخطر تلك التحديات هو التحدي والتهديد الخارجي التي تواجه المجلس الوطني الكوردي ككيان كوردي يجمع بين خصوصيته الكوردية وتحالفه مع جميع كيانات واطياف الشعب الكوردي ضمن إطار الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يحظى هذه الائتلاف بالشرعية الدولية في الدفاع عن حقوق الشعب السوري في مواجهة النظام وإعادة سوريا الى ما قبل سيطرة البعث على الحكم في سوريا. قبل الخوض في الحديث عن طلب الائتلاف من المجلس بتقديم اعتذار له لابد من الأشارة الى أمرين الأول هو أن طيلة سنوات الثورة السوريا وقف الشعب الكوردي الى جانب جميع أطياف الشعب السوري في مواجهة نظام الحكم في الوقت الذي تركت جميع أطياف الشعب السوري الشعب الكوردي وحيدا في مواجهة النظام عام ٢٠٠٤، وكما أثبت الشعب الكوردي بأنه مكون اساسي من مكونات الشعب السوري، والأمر الثاني هو أنه لابد من القيادة السياسية والعسكرية في الأئتلاف الوطني المعارض الفصل بين ثوابت وتطلعات الشعب السوري في الحرية وتحقيق العدالة والفصل بين ممارسات المجموعات التي تمارس النهب والسلب بحق الشعب الكوردي، وتحت اجندات ومسميات متطرفة مختلفة لا تخدم تطلعات الشعب السوري بجميع اطيافه. المجلس الوطني الكوردي مطالب بالتعامل مع هذه القضية بمنتهى الحذر والمهنية البعيدة عن الاندفاع العاطفي، ووضع جميع الخطط والتي تناسب حجم تطلعات الشعب الكوردي وثقته بالمجلس الوطني الكوردي كممثل شرعي عنه.
ويعتقد خلف: أن المجلس الوطني الكوردي بصفته ممثلا للقضية الكوردية في المحافل الدولية وإن كان ليس بصفة مستقلة في جوانب معينة كما نوهت إليه أعلاه فقد أصبح له كينونة مستقلة من حيث الواقع في كثير من الجوانب الأخرى بعيدا عن هيكلية المعارضة السوريا المعروفة، ومن صورها إستقباله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من مرة، وكذلك الحال فيما يتعلق بروسيا وإلمانيا وغيرها من الدول علاوة على اللقاء به في كوردستان سوريا من قبل فرنسا وبريطانيا سواء مباشرة أو عبر وكلاء لها من خلال مبادرات رأب الصدع الكوردي، وبالتالي أعتقد، على المجلس أن يجابه طلب الائتلاف بالاعتذار بالانسحاب منه والتخلص من تهديدات الائتلاف له بشكل علني أو غير علني  لأنه لم يعد للائتلاف أو غيره إمكانية لإنهاء دور المجلس أو إضعافه في العملية السياسية السوريا، إذ أن الإئتلاف ليس له أوراق قوة ليستعملها في هذا الشأن ولم يعد يتمسك بخيوط الحل في سوريا، ومن  ثم فإن المجلس لم يرتكب خطأ ليقدم إعتذارا بشأنه وإنما ندد وأدان أعمالا إرهابية ارتكبتها فصائل إرهابية بحق الشعب الكوردي كانت تنتمي سابقا لفصائل جبهة النصرة المصنفة إرهابيا وفقا لقوائم مجلس الأمن الدولي ثم غيرت تسميتها إلى الجيش الوطني السوري، إضافة إلى أنه  كان يتعين على الإئتلاف تقديم إعتذار بشأن تلك الجرائم إلى الشعب الكوردي عبر المجلس الوطني الكوردي، ومحاكمة مرتكبي تلك المجازر لأن مثل تلك الجرائم تثبت وبشكل يقيني أنه لا يمكن العيش مستقبلا مع تلك الفصائل الإرهابية.
 
أين تكمن قوة الكورد في كوردستان سوريا؟ واين تكمن ضعفهم؟
يؤكد عبدالله: ان قوتنا تكمن في وحدتنا السياسية والادارية والعسكرية ضمن سوريا اتحادية لكل السوريين ومراجعة شاملة لسياساتنا السابقة للاستفادة من الاخطاء وتصويبها، وعدم استفراد احد بالقرارت المصيرية، والاعتماد على طاقات وامكانيات شعبنا وكافة شرائح المجتمع، والاصغاء لأصدقاء شعبنا لما فيه خير امتنا، وتكمن ضعفنا في تشتتنا وتفرقة الصف والموقف الكورديين والتفرد بالقرارات المصيرية كما حصل في عفرين وسري كانيه وكري سبي.
يرى موسى: ان أهم نقاط الضعف بالنسبة للشعب الكوردي في كوردستان سوريا هي الأستمرارية في حالة الأنقسام الفكري والأيديلوجي، والتي برزت في حالة الوضوح في تشكل الإدارة الذاتية، وعدم قبولها في ممارسة جميع أبناء وكيانات الشعب الكوردي في كوردستان في ممارسة حقه الشرعي في المشاركة بواجب الدفاع عن أبناء الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، ورفضها المستمر في تشكيل إدارة مشتركة سياسية وفكرية وإدارية واقتصادية وعسكرية وإلغاء قانون التجنيد العسكري الإجباري والتي تقف عائقاَ أمام توحيد جبهة الصف الداخلي الكوردي وفتح الطريق، وتهيئة الظروف أمام عودة جميع النازحين والمهاجرين للعودة الى كوردستان سوريا وقطع الطريق أمام جميع محاولات التغير الديمغرافي، وأشراك جميع مكونات الشعب في كوردستان سوريا، واعطائهم الدور في الدفاع عن كوردستان سوريا، ويمكن الاستخلاص بأن اهم عامل قوة الكورد في كوردستان سوريا تكمن في وحدتهم عبر تشكيل إدارة مشتركة تفسح المجال لجميع مكونات الشعب الكوردي في كوردستان سوريا للعب دورهم، واهم عامل لضعف الكورد في كوردستان سوريا تكمن في الأستمرارية في حالة الأنقسام الفكري والأيديولوجي الحاصل بين الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي.
يُشير خلف: أن وحدة الكورد هي الضمانة الأساسية التي من شأنها أن توفر لهم مصادر القوة، كما أن تفرقهم من شأنه أن يزيد من ضعفهم غير أن التدخلات الإقليمية والدولية تقف عقبة كأداء أمام أي تقارب كوردي كوردي، وحبذا لو كان هناك نوع من التضامن الكوردي الكوردي على أبسط تقدير فيما يتعلق بالقضايا المصيرية في الوقت الذي يأس الكثيرون من مناداتنا جميعا بوحدة الكورد نتيجة لعدة محاولات سابقة في هذا الشأن باءت بالفشل.
كيف يمكن توحيد الخطاب الكوردي بين هذا الكم الهائل من التدخلات؟
رأى عبدالله: ان عقد مؤتمر قومي أفضل حل لتوحيد الخطاب السياسي الكوردي في هذه المرحلة الحرجة وبمشاركة من الاجزاء الاخرى من كوردستان وتحت إشراف الرئيس مسعود البارزاني لصد كل هذه التدخلات الاقليمية والدولية في شؤوننا الداخلية، والخروج بصيغة توافقية ترضي جميع الاطراف.
ويضيف موسى: أن جميع الظروف والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، من محاولات التغير الديمغرافي وافراغ المنطقة الكوردية ووقف نزيف الهجرة وجميع محاولات طمس القضية الكوردية، وافراغها من مضمونها والتحديات الخارجية، وتشكيل تحالفات جديدة، جميع هذه الأمور التي تم ذكرها تفرض على الواقع السياسي الكوردي المنقسم بين الادارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي، والتي تقع القسم الأكبر من المسئولية على عاتق الإدارة الذاتية كونها المسيطرة والمتحكمة بالقرار السياسي والأمني والاقتصادي في كوردستان سوريا، فهي مطالبة بالمبادرة في اتخاذ جميع الخطوات التي توحد الخطاب الكوردي عبر الافساح المجال أمام جميع مكونات وأبناء الشعب الكوردي في كوردستان سوريا في المشاركة بواجبهم الشرعي بالدفاع عن كوردستان سوريا عبر توحيد الجبهة الداخلية الكوردية، من خلال تشكيل إدارة مشتركة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية والإدارية والعسكرية، عبر الرجوع الى اتفاقيات هولير (١-٢) ودهوك ١ بغية تفعيلها، وبرعاية مباشرة من الرئيس مسعود بارزاني، ووضع الخطط المبنية على التحليل الدقيق بغية تأهيل الكوادر السياسية والأكاديمية والتي لديها القدرة على القراءة الصحيحة للواقع السياسي الكوردي في كوردستان سوريا، وافساح المجال المجال أمام جميع أبناء الشعب الكوردي في كوردستان سوريا في ممارسة حقهم الشرعي في المشاركة بواجب الدفاع عن كوردستان سوريا، وفتح الطريق أمام قوات “بيشمركة روز” في الدفاع عن كوردستان سوريا.
ويختم خلف: أننا لن نشهد خطابا كورديا موحّدا في المرحلة الحالية لأن الأزمة السوريا برمتها غدت أزمة إقليمية ودولية، وبالتالي لا تخرج القضية الكوردية عن كونها إحدى تداعيات تلك الأزمة، لذلك فإن مثل هذا الخطاب الموحد يستدعي ضغطا دوليا من القوى العظمى المؤثرة على الساحة الإقليمية بشكل عام وعلى الساحة السوريا بشكل خاص لتضغط على تلك الدول التي تمنع التقارب الكوردي الكوردي، وحينها سنشهد ليس خطابا كورديا موحدا وإنما وحدة كوردية.
 
وأخيراً
التطورات المتسارعة والأحداث الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط مرتبط بشكل مباشر مع مصالح الدول الكبرى، وهناك بوادر نحو إحداث تغييرات كبيرة في خارطة المنطقة والكورد جزء من تلك التغييرات. فالشعب الكوردي في كوردستان سوريا أمام تحديات كثيرة وكبيرة.
المجلس الوطني وأمام هذه التحديات عليها ان تضع ثقة شعبه به في الدفاع عن حقوقه عبر استغلال علاقاته الدبلوماسية والسياسية في تدويل قضية شعبه بشكل أكثر فعالية وعرضها أمام جميع المحافل الدولية مستندة الى جميع المواثيق الدولية في حق شعب في تقرير مصيره ووضع الخطط الممنهجة المبنية على التحليل الدقيق في القراءة الصحية والقدرة على التعامل الصحيح، وأيضاً عليه مواجهة حالة الانقسام الفكري والايديولوجي الداخلي، وكسب تكاتف ووحدة جميع أطياف وكيانات الشعب الكوردي خلفه بغية مواجهة جميع التحديات الداخلية والخارجية.
 
  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…