فقد حاول البعض من ذوي النظرة الحزبية والأنانية إفشال مخطط الوحدة بين طرفي البارتي بالرغم من أن الطرف الذي يمثله الرفيق عبد الرحمن آلوجي قدّم كل ما يمكن تقديمه من تضحيات وقبوله الشروط التعجيزية من أجل انتصارالوحدة وتحقيقها ولكن المتحزبين خرقوا كل الوعود والعهود والمواثيق بشكل سافر, وذلك بشهادة اللجنة الوطنية التي لعبت دوراًهاماً في سبيل لمّ شمل البارتي وعلى لسان رئيسها من خلال توضيح نشرته بعض مواقع الأنترنت وبعد فشل كل المحاولات التي حاولوا من خلالها إفشال هذه الوحدة التي انتظرتها الجماهير الكوردية وقابلتها بفرح وسرور منقطع النظير, وقد أوعزهؤلاء المتآمرون إلى رفاقهم, أن يضربوا كل صوت من طرف الرفيق عبد الرحمن آلوجي بما فيهم هو نفسه ويشطبواعليهم, وخلق بؤرٍ استفزازية للحلول دون نجاح عملية الوحدة, وأعطوا (لرفاقهم) الضوء الأخضر بتوجيه الاتهامات للطرف الآخر مهما كانت نوعها ودرجة خطورتها , وذلك على لسان بعض الغيارى من طرفهم الذين أبوا أن يشاركوهم مثل هذه الترهات وأوضحوا ذلك في توضيح نشر على الأنترنت، فما كان من الرفاق المخلصين الذين يرون البارتي كأداة عمل نضالية لتحقيق مصالح الشعب الكوردي في سوريا وقضيته العادلة كقضية أرض وشعب , إلا أن يعقدوا مؤتمرهم العاشر بشفافية ووضوح وتغليب المصلحة القومية على المصلحة الحزبية , وأن يجدوا في الحزب أداة وليس غاية, ودفعوا بهؤلاء الغيارى إلى إنجاحهم في القيادة، أما النوع الثاني من التحديات , فهو واقع التشرذم والانقسام الذي يجسده واقع الحركة الكوردية في سورية والحاجة الملحة إلى إيجاد مرجعية كوردية , تمثل كل أطراف الحركة لتكون الممثل الحقيقي والوحيد للشعب الكوردي في سورية, وأن تتحول هذه المرجعية إلى واقع عملي بدلاً من واقعها النظري والذي مازال حبراً على ورق .
أما النوع الثالث من التحديات , فهو واقع الشعب الكوردي في سوريا الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين والذي مازال محروماً من أبسط حقوقه الدستورية والقومية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتعتيم الكامل من قبل النظام السوري على وجوده كثاني أكبر قومية في البلاد والذي يتجاوز عدده ثلاثة ملايين نسمة حيث يشكل نسبة 15% من الشعب السوري, كما يمارس بحقه العديد من الإجراءات الاستثنائية التعسفية من حزام وإحصاء رجعي وعسكرة المناطق الكوردية ونشرالبطالة بين صفوفه وتعريب المناطق الكوردية من تغير الأسماء الكوردية للقرى إلى أسماء عربية، والإكثارمن الخطوط الحمر تحت الأسماء ليحرموا من خلال هذه الخطوط من أبسط حقوقهم المدنية, والقيام بحملات الاعتقال بين الوقت والآخر للطلبة الكورد ليعيش الشعب الكوردي بمجمله تحت رعب كابوس الأجهزة الاستخبارية والسلطات الأمنية أما النوع الرابع من التحديات فهو الواقع المعاشي للشعب السوري بمجمله وبكل أطيافه وألوانه الجميلة الذي تحوّل واقعه إلى واقع أليم منذ تسلُم حزب البعث السلطة إثر حركة انقلابية في الثامن من آذار عام 1963 وتحول واقع الشعب السوري على إثره إلى شعب مدقع بالفقر والبطالة والحرمان ومصادرة حقه في تمثيله في المؤسسات الحكومية والشعبية والقضائية وتفشي الفساد والرشوة في كل مفاصل الحياة أما النوع الخامس من التحديات فهو وضع الحركة الكوردستانية والشعب الكوردستاني في كل أجزاء كوردستان عدا كوردستان العراق,حيث يمارس بحق هذا الشعب من قبل الأنظمة الحاكمة كل أنواع القسر والتعذيب… والحرمان والإنكار لوجوده ، في خضم كل هذه التحديات أكدّ الرفاق في البارتي الديمقراطي الكوردي في سوريا على الوقوف في وجه كل ما يحول تأمين حقوقه من خلال مؤتمر العاشر , الذي أعاد للبارتي هويته بعد أن حاول البعض كما أسلفنا إفراغه من مضمونه ونزع صفته الجماهيرية والقيادية للشعب الكوردي في سورية وسيبقى البارتي ذخراً للشعب الكوردي وأملاً له من خلال :
1ـ توضيح البعد الاجتماعي وترجمته ميدانياً .
2- تجديد حياته النضالية وبرمجة ذلك من خلال منهج عملي ورؤية ديمقراطية داخل الحزب ومع الآخرين , بالدعوة إلى تطوير وتعميق العلاقات الثنائية بين البارتي وأطراف الحركة الكوردية في سوريا, واستثمار ذلك لخدمة المصلحة الوطنية والقومية العليا .
3- السعي الجاد إلى ترجمة نهج البارزاني الخالد في حياة كل رفيق إخلاصاً وصدق تعامل وصلابة مبدئية وفكراً وسطياً منتجاً ورؤية منهجيةً ديمقراطية.
4- توضيح الخط الوطني متلاحماً مع بعده القومي , من خلال علاقات وطنية كوردية وعربية متميزة , وترسيخاً لعلاقات قومية واضحة المعالم ..
5- الخروج من كل السياسات البدائية التقليدية واجترار ممل للعلاقات الحزبية الرتيبة إلى سياسة منفتحة مدنية متطورة تسعى لبناء كل خلية وفق منهج واضح ومرسوم .
—-
* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا