* افتتاحية جريدة الوحدة (YEKÎTÎ)
ورغم المصاعب التي نعاني منها أحياناً على هذا الخط أو ذاك، فان قدرنا ان نواصل الجهود وصولاً الى بناء مرجعية كردية من خلال مؤتمر وطني كردي، لأننا على يقين بأن تلك المصاعب لا تشكل عوائق جدية أمام إرادة شعبنا وحركتنا الكردية لتوحيد الصفوف، فالأطراف التي تمكنت من التوافق على رؤية سياسية مشتركة، لن يكون من مصلحتها ومن حرصها على مصداقيتها، الاختلاف على مواضيع شكلية، من قبيل نشر تلك الرؤية او عدم نشرها، كما أن الآليات التي يفترض بها تنظيم عمل المؤتمر الوطني المنشود يجب أن لا تكون موضع خلاف إذا توفرت النوايا الصادقة فعلاً .
وعلى الخط الآخر فان التوصل الى رؤية سياسية مشتركة للحل الديمقراطي للقضية الكردية في سوريا لا يترك مجالاً للتردد، حسب رأينا، أمام الأطراف الكردية المعنية بتلك الرؤية لأخذ مواقعها في إعلان دمشق، الذي يسعى الآن لعقد مجلسه الوطني الذي ستكون من مهامه المباشرة بصياغة برنامج سياسي يتناول مختلف القضايا الوطنية بما فيها طبيعة ومستلزمات حل القضية الكردية، التي اقر الإعلان في وثيقته الأساسية بضرورة حلها ديمقراطياً في إطار وحدة البلاد، لكن وبسبب التباينات والتنوع العرقي والسياسي والمذهبي، فان هذا الإعلان يلقى أحيانا إشكالات لا يمكن إنكارها، لكن هذا لا يعني الاختباء وراءها أو الاستسلام أمامها، بل تتطلب المزيد من الحوار والتفاهم حول قضايا أساسية تأتي في مقدمتها هوية سوريا، التي يجمعنا الانتماء الوطني لها ويوحدنا النضال المشترك لصيانة استقلالها وتطورها الحضاري، فهي، كما يريدها الإعلان، يجب أن لا تكون قيادتها محتكرة من قبل حزب واحد، كما يجب أن لا تكون أيضاً بلد اللون الواحد والقومية الواحدة، فهي يجب ان تكون للجميع ..يتساوى فيها كل الناس أمام القانون وينال فيها كل ذي حق حقه، ولا يعني ذلك أن تصبح معزولة عن محيطها المجاور أو عن القضايا الإقليمية التي يجب أن تتأثر بها وتؤثر فيها، لكن يجب أن يبقى الولاء لسوريا هذه والانحياز لمن فيها من مكونات ومصالح في مقدمة الأولويات الوطنية .
—–