دعم علني لنظام الملالي المحتضر على طريقة بي بي سي! نظرة على أحدث جهود بي بي سي المستميتة ضد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
إن عداء  إذاعة بي بي سي (BBC) البریطانیة للشعب الإيراني له تاريخ طويل لا يقتصر علی قضية واحدة أو أكثر. ومنذ أن قررت منظمة مجاهدي خلق باعتبارها القوة المركزية للمقاومة الإيرانية، الوقوف في وجه النظام الديكتاتوري الفاشي للملالي والمطالبة بحقوق الشعب الإيراني عموماً وبالحريات بشكل خاص، عارضت هیئة إذاعة بي بي سي المقاومة الإيرانية بشکل هيستيري، وعقدت إتفاقیة إخاء وولاء مع نظام الملالي. بحیث تستجیب علی الفور لأي إشارة من الطغمة الحاكمة في طهران، وتکرسّ جهودها وتوظّف أقلامها لکتابة ما يمليه  علیها  الملالي وما يرضي سياساتهم.
ولا یختلف الحال إذا کان “المعمم” هو من أمرَ أو أن الإذاعة توّد مساعدة “المعمم” من تلقاء نفسها فالنتیجة واحدة في کلتا الحالتین. فأدوات  الکتابة جاهزة و”المعمم” هو من یقوم بتحدید زمان الکتابة وکاتبها أي إنّ التحدید والتمویل علی عاتقه!
لا یخفی علی أحد أن “جك استراو” وزیر الخارجیة البریطاني الأسبق وغیره لم یغرموا بجمال الملالي وطلّتهم البهیة، لکن ما یجري خلف الکوالیس والذي لایعلمه إلّا الله وعدد قلیل من أصحاب الفکر الحرّ والضمائر الحية، قد جعل بي بي سي و”جك استراو” وغیرهما مغرمين  بالملالي. والمؤکد أنّه خلال أربعة عقود من حکم الملالي، مؤیدو سیاسیة المهادنة وعلی وجه التحدید الإنكليز قد ربحوا الملایین لا بل الملیارات جراء مساومتهم القذرة مع النظام الإیراني.
الحقیقة الواضحة الأخری هي أنّ سیاسة المهادنة والاسترضاء في مجملها تقوم  علی استنزاف دم الشعب. سیاسة قد أطاحت بكل  حدود الحیاء والشرف والإنسانیة و تحالفت مع الدیکتاتوریة الدمویة التي نالت مرتبة أقذر دیکتاتوریة في تاریخ البشریة عن جدارة واستحقاق وأمام أعین ملیارات البشر حول العالم استناداً إلى انتهاکها تاریخ الشعب والبلاد والمقاومة لأربعة عقود.
یشهد سجل الإذاعة البريطانية (BBC) على مدار أربعة عقود أولاً وقبل كل شيء على مدی ضرورة الإطاحة بنظام الملالي الإیراني لإنقاذ البشریة والإنسانیة المعاصرة، کما یشهد علی مدی مشروعیة نضال الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانیة للإطاحة بحکم الملالي.
بالنسبة لأولئك الذين يحترمون الإنسانیة، بات واضحا وجلیّا ما تقوله بي بي سي وما تفعله وما ترنو إلیه وما غرضها وغایتها منه. ما یدور خلف الکوالیس قد انکشف إلی حد كبير، فالكل يرى النظام وهو يصارع الموت وينتفض بشدة فبتآمر ويبذل المحاولات وأقصى الجهود للبقاء  علی قید الحیاة والهرب من السقوط والإنهیار الحتمي، وفي نفس الوقت انکشفت مساعي مؤیدي المهادنة الإنجلیز في هذا الصدد ومحاولتهم القضاء علی البدیل الدیموقراطي الوحید للنظام أي المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة.
التحلیل الدقیق والمفصّل لعمل بي بي سي خارج عن نطاق هذه الورقة، لذا أحیل القرّاء إلی تصريحات المجلس الوطني للمقاومة فیما یتعلق بالحلقات الأخیرة من اللعبة القذرة التي تمارسها الإذاعة ضد المقاومة. في هذا الصدد تکفي الإشارة إلی أنّ عامة الدراسات والبحوث تدلّ علی نهج وبصمات منصة الإعلام الإنجلیزیة هذه في السجل الأسود لنظام الملالي الدموي.
حتی الآن تمّ إعدام واغتیال أکثر من 120 ألف شخص من معارضي النظام علی أیدي الملالي، وتمّ ضخ مئات المليارات من الدولارات من أموال الشعب في جيوب مسؤولي النظام الفاسدين. في الوقت الراهن یعاني الشعب الإیراني من أقسی الظروف وأشدّ الأزمات ولا یجد متنفساً غیر رثاء نفسه. لقد وقع مئات الآلاف من الأشخاص في الشرق الأوسط بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان، ضحيةً لتدخّل وإرهاب النظام الإیراني عدو البشریة، وتعرّضت المقاومة الإیرانیة إلی عشرات الحالات من المذابح والإبادة الجماعية و الكثير من  المؤامرات واسعة النطاق من قبل النظام ومنتسبیه.
نعم، بي بي سي تقف إلى جانب هذا النظام ضد الشعب الإيراني والمقاومة. ولهذا فهي شریکة في جرائم الملالي، وما تقوم به هو جزء من سجلّهم الأسود. لذا علیها أن تجیب عاجلاً أم آجلاً عن الأسئلة التي تدور حول تورطها مع الملالي!
مع قلیل من التدقیق والتمحیص یمکن للمرء أن یفهم سبب قیام بي بي سي بتذييل مقالاتها  بأسماء “الأعضاء القدامی” في هذه الجبهة أي المقاومة ولیس تحت أسماء الأعضاء الجدد في الجبهة الثانیة أي إستخبارات النظام الإیراني الإرهابي. هل هذا مجرد “مصادفة” أم أنه “سیناریو معدّ مسبقاً” لشحذ خنجر الجلاد وزیادة حدته علی جسد الضحیة؟ الجواب واضح.
“أعضاء مجاهدی خلق السابقين” هم قناع مزيف تم لصقه على هذه  الوجوه الكريهة  لـ “أعضاء وزارة الإستخبارات الجدد” في النظام المعروف رسمياً في العالم بأنه “الراعي الأکبر للإرهاب” و”أحد أكبر مموّلي الإرهاب  حول العالم”. بي بي سي علیها أن تراجع نفسها لتری أین تقع من هذه المنظومة ووسام دعم واسترضاء أي نظام تضع على صدرها!
تدور عجلة الزمان سریعاً علی النظام الفاشي الحاکم في إیران في ظل الأوضاع الراهنة وتحطّم رکائز نظام الملالي الدیکتاتوري عقب تواصل إنتفاضة الشعبین العراقي واللبناني، وتشدید العقوبات الدولیة وتضییق الخناق علی الولي الفقیه وأتباعه الملالي وإدراج أسماء المقرّبین منه في قائمة العقوبات الأمریکیة بالتزامن مع تصاعد الإحتجاجات الذي یشهده الشارع الإیراني وکذلك تکثیف نشاط الجهات المعارضة. في مثل هذه الظروف يحاول الملالي التظاهر بأنّ نظامهم ليس له بديل علی الإطلاق عن طريق تكثيفه للأنشطة الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية وشیطنة حركة مجاهدي خلق بشكل متزايد.
الأمر المؤكد هو أنّ الوضع لن يعود إلى سابق عهده وأن الإطاحة بهذا النظام أمر لا مفرّ منه. مؤیدو سیاسة المهادنة والمساومة حیال إیران خاصة بریطانیا وبعض وسائل الإعلام مثل بي بي سي یسعون عبثاً إلی منع سقوط حکم الملالي في إیران ومنع وصول الشعب الإیراني ومحور مقاومته إلی برّ الأمان.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…